وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

شباب في غزة ينتظرون كسر الحصار بـ "بسطة"

نشر بتاريخ: 31/01/2010 ( آخر تحديث: 31/01/2010 الساعة: 18:55 )
غزة- معا- على طول شارع الجامعة الإسلامية وسط مدينة غزة، ينتشر الباعة من الشباب على "بسطات" صغيرة، محاولين كسب رزقهم اليومي، تحت أشعة الشمس الحارقة في الصيف، وأمطار الشتاء، ليتحول الشارع إلى سوق تجاري جديد.

فمنذ أكثر من ثلاثة أعوام فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلية حصارا على قطاع غزة تبعه إغلاق لجميع معابر القطاع، لتتفاقم مشكلة البطالة والفقر، حتى أصبح كثيرون من الغزيين بلا عمل وحفرت الأنفاق على الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر، لتهريب البضائع فلجأ الشباب إلى شراء القليل من المهرب منها وعرضها على المشترين في الأسواق.

شادي ( 20 عاما) بائع في شارع الجامعة يقول: "كان والدي عامل في إسرائيل ومع الحصار توقف عن العمل، تركت المدرسة حتى أعمل أنا و3 من إخوتي كل واحد على بسطة، ندخل باليوم حوالي 20 شيقلا نعطيهم لوالدنا كنفقات للبيت".

أما محمود ( 24 عاما) بائع في شارع الجامعة، لا يختلف حاله كثيرا عن شادي، كان والده يعمل في إسرائيل ولكن بسبب المرض لم يعد قادرا على العمل، لم يكمل محمود دراسته وتوجه للعمل لإعالة أسرته، ويبدو على وجهه ملامح الملل من عمله، قائلا: "من قلة الشغل بنبسط عند الجامعة، وفوق تعبنا تأتي البلدية تصادر البضائع، وذهبنا للبلدية وحكينا معهم وفرولنا شغل بديل بدنا نشتغل ما جاوبونا"، مشيرا إلى أن الشتاء يغرق البضائع ولا يستطيعون جمعها فتفسد، ويضطرون للجلوس في بيتهم دون عمل.

وتشير آخر الإحصائيات إلى أن نسبة الفقر وصلت في قطاع غزة أكثر من 85%، والبطالة أكثر من 60%.

حسين ( 21 عاما) أحد الذين طالهم الفقر، ولم يكن بعيدا عن هذه النسب حيث اضطر للعمل في شارع الجامعة وغيره الكثير.

حسين أكبر إخوته والده متوفي، لم يكمل تعليمه ودخل سوق العمل باكرا لإعالة أسرته، تغلب على وجهه ملامح اليأس والحيرة متسائلا: "ماذا سأفعل الآن وطالبات الجامعة ينهون امتحاناتهم؟"، في إشارة منه إلى توقفه عن العمل في فترة عطلة الجامعة.

ويضيف "تتعدد المعيقات التي نواجهها مثل الشمس والشتاء والبلدية وعطلات الجامعات"، متمنيا فتح المعابر ودخول جميع البضائع.

على الرغم من محاولات الشباب التخفيف من حدة الفقر والبطالة، إلا أن هذه المحاولات تواجه مشاكل عديدة بحاجة إلى حل جذري يضمن لهم حقهم بإيجاد عمل والعيش بكرامة، كما تنص حقوق الإنسان العالمية.

ويبقى التساؤل مفتوحا إلى متى سيبقى حال الشباب في غزة هكذا؟، وإلى متى سيبقون رهينة الأزمات السياسية التي يعيشها القطاع؟.