وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سقط الجمل وكثرت السكاكين .. * بقلم : بقلم جواد غنام

نشر بتاريخ: 04/02/2010 ( آخر تحديث: 04/02/2010 الساعة: 18:19 )
مثل شعبي نتداوله في مجتمعنا الفلسطيني الكبير المتضامن ، له دلالات ومعاني اجتماعية واخلاقية كبيرة ، لا داعي لذكرها لان ابناء المدينة والريف والبادية يفهمونها جيدا ، ولكن الذي جعلني اسوق هذا المثل في هذا المقام هو الضجة التي صاحبت قرارات اتحاد كرة القدم ضد نادي شباب يطا بعد مباراة فريقهم مع اشقائهم في نادي بلاطة على ملعب الحسين ، وما لمسته شخصيا رغم انني أبعد آلاف الكيلومترات عن ساحة الحدث ، قلت ما لمسته من تشفي واضح ومبطن من البعض ضد نادي شباب يطا وفريقه ، ولا ادافع هنا عن نادي شباب يطا بالقدر الذي اردت ان اضع النقاط على الحروف ، فحسب معلوماتي ان شباب يطا قد أخطأ ، والمخطيء يجب ان ينال عقابه الرادع ، ولكن اقول ان التربية المجتمعية والاسرية في بلادنا عودتنا ان المخطيء يعاقب ويأنب او حتى يضرب ، ولايكون ذلك بهدف اهانته او تدميره بل عقوبة تاديبية ،الهدف منها الرجوع الى الطريق السوي ، ولا اريد هنا الخوض في قرارات مجلس الاتحاد الكريم بالقدر الذي اردت فيه تذكيرهم بان الاب حينما يخطيء ابناءه ، فانه يقوم بتقريعهم وتانيبهم ويضربهم على ما اقترفوه من اخطاء وتجاوزات ، واسوق هنا ضمير الجمع لاوضح ان العقوبة تطال جميع الابناء المخطئين ولا تفريق بين احد منهم على الاخر ولا حظوة عنده لاحد عن باقي ابنائه ، لانه لوفعل فانه يكون قد زرع بذرة سيئة هي التباغض والتحاسد ، وبذلك تشيع الضغينة والاحقاد في الاسرة دون ان يدري ، او حتى يمكن ان يدري ولكنه يترك الامور على حالها ، وبالتالي فان النتائج ستكون غير مرضية ، فالاسرة ستصبح موبوئة بالحقد والضغينة وسينعكس ذلك على طريقة التعامل بين الابناء انفسهم ، حيث سيتربص الابناء لبعضهم بالسوء وقد تصل الامور الى اسوأ حال ، ولكن لو كان هذا الاب منذ البداية قد ساوى بين ابنائه في الثواب والعقاب فسيشعر هؤلاء الابناء بان هناك عدل ومساواة وبالتالي سيخجل هؤلاء الابناء وسيفكرون الف مرة قبل ان يسقطوا في الخطأ في المرة الاخرى ، والفهم هنا كفاية .

واعود الى هدف كلماتي في البداية فقد لاحظت من خلال متابعتي اليومية للمواقع الالكترونية ان هناك ضغينة وتحامل من بعض اللاعبين والاعلامين على حد سواء اتجاه نادي شباب يطا ، وكانهم كانوا ينتظرون هذه المناسبة من الاف السنين لينفثوا ضغينتهم وليأججوا نار الفرقة والخلاف بين ابناء الشعب الواحد (الاخوة ) وهي طبعا مكشوفة لمصالح ذاتية نادوية للاسف ، وهنا اقول لهم : اخواني ان الرياضة هي للاخاء شعار وللوحدة مسار ، فلا تلوثوا اقلامكم وتاريخكم المشرق بامور تعتبر لحظية ستزول مع الايام ، لكن الاساءة لا تنسى ، واعتقد ان الفوز والخسارة في الرياضة هي زوبعة في فنجان وهي فرحة او حزن سرعان ما تنسى ، وحتى لو سقط هذا النادي او صعد ذلك النادي فكلها امور تحدث وتبقى المسيرة ، فبالامس ودعنا اعظم القادة واستقبلنا ايضا قادة عظماء بتاريخهم ونضالاتهم ، ولا زالت المسيرة مستمرة ولن تقف .

واعرج في نهاية كلمتي الى مسالة بسيطة ذكرني بها الكابتن بسام جودة يوم امس وهي مسالة المعاقبة لكل الاطراف الرياضية ، وهي همسة اوجهها للاخوة الافاضل في مجلس الاتحاد ، فما دامت الرياضة منظومة متكاملة وما دامت المباراة لديها اطراف متعددة وكلهم بشر ، اي يتعرضون للاخطاء ويرتكبون الاخطاء وهي سمة انسانية ، فلماذا نصب جام غضبنا على اللاعب دون غيره ، فالحكم ايضا يخطيء والمراقب ايضا يخطيء ، وقد تكون في نفسه ضغينة ويصفي حساباته لصالح فريق ضد الاخر وحتى عضو الاتحاد بشر وقد يخطيء ، اذن فالخطأ وارد من الجميع وهو ليس عيب في الشخص بل هي كما قلت فطرة انسانية ولكن العيب والخطأ ان نصر على الخطأ ولا نتنازل عن ارائنا حتى لو كانت خاطئة ، وهنا ستكون هذه الاراء الخاطئة سكينا على رقبة الجمل ضمن السكاكين التي اشرعت لذبحه وسلخه .