|
من ليس له ماضٍ ... ليس له حاضر * بقلم : محمد العباسي
نشر بتاريخ: 04/02/2010 ( آخر تحديث: 04/02/2010 الساعة: 18:09 )
قال الله تعالى في كتابه العزيز " ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق وأتخذوا آياتي وما انذروا هزوا ".
صدق الله العظيم "أنا وظل الحور والخريف ويبعد الرصيف يمعن في الفراغ والغبار" صدحت فيروز بشموخ رافعة الرأس غنت للطبيعة وزهرة المدائن و الاسكندرية وعمان و لبنان ولم تتملق ولم تنافق اولي الامر ولم تمجد الأفراد إن كانوا رؤساء أو ملوك وسارت على هذا النهج حتى الآن ونجحت أيما نجاح وتربعت على القمة وما زالت شامخة شموخ شجرة الحورلم يزعجها ولم يخيفها أن لم تغنٍ لهذا او ذاك وأنا كذلك لم أخف الحصار ولا منع التجول لمقالاتي فبقيت صامداً كشجرة الحور لا أخاف الجفاف بل ما زال ينبوع الكلمات والأفكار يرفدني بالذكريات الجميلة التي عشتها على مدى ثلاثة عقود مرت كأنها نسمات أمسية صيفية ينيرها قمر في منتصف شهره بنور رباني بدراً يطل على تلال سلوان وبيوتها يضيء السبل للتائهين والضالين . ذكرياتي التي نشرتها على مدى إثنا عشر حلقة كفيلم وثائقي صور حادثة مهمة منع نشر أخبارها الا بعد مرور فترة معينة سمحت الأوساط الأمنية بنشر أخبارها ... ذكرياتي تتكلم عن ايام جميلة وحالات اخرى مؤلمة وفرص ضائعة فقدها المتعصبين وضيقي الأفق ولم يعرفوا معناها الا بعد فقدها... ذكرياتٌ جميلة ومأساوية يجب أن يعرفها عامة الناس لأخذ العبر والدروس منها ولا تبقى في طي الماضي وقمقم عدم الأختيار المناسب للرجل غيرالمناسب وأن يعلم الناس بوجود الأخيار والاشرار في هذا البلد في ان واحد وعدم الخوف من الاخيار ومعرفة التعامل معهم ولا أدلُ على ذلك إستشهادي بقصة الفارس الوهمي دون كيشوت والطواحين الهوائية ... دون كيشوت الفارس الوهمي الذي تسلح برمح وحصان أكل الدهر عليهم وشرب وقام بهذا الرمح بطعن ذراع طاحونة الهواء التي تغذي الاراضي الزراعية بالمياه في هذا البلد أو ذاك معتقداً بأن طاحونة الهواء وذراعها ما هم الا أشرار وللأسف عندما قام ذلك الفارس المتوهم بطعن ذراع طاحونة الهواء فلفه الذراع وأرداه أرضاً وكانت هذه نهاية دون كيشوت الوهمي . وفي النهاية ومن خلال ما قدمته من وحي الذاكرة لا بد ان الفت النظر الي امر ما الا وهو ان استخلاص العبر من اخفاقات الماضي ليس الا وسيله للعبور الى شاطئ الامان ويجب تقبله بكل رحابه صدر وروح رياضيه تجعل التقدم هدفها المنشود لتصل لقمه النجاح. ولكن وللأسف هذا ما لم نتعلمه من تلك الاخفاقات بل تعلمنا ان نطمسها لا ان نبني عليها وان نحاربها بدلا من معانقتها, فرسالتي لذوي الامر من رأس الهرم لأدناه من مسؤولين وصحافيين وانديه ومدربين ان اقرأو التاريخ جيدا لكي لا يعيد نفسه |