وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطات من دورينا * بقلم : صادق الخضور

نشر بتاريخ: 05/02/2010 ( آخر تحديث: 05/02/2010 الساعة: 12:37 )
أسابيع الحسم حضرت في الدرجة الممتازة ب، وكذا في الأولى ب ، فالدوري يشارف على الانتهاء ، وبات مؤكدا صعود فرق بعينها ونزول أخرى ، وسيكون اليوم وغدا حاسمان بكل ما للكلمة من معنى، وحسنا فعل الاتحاد حين اعتمد مبدأ التزامن في التوقيت-وكنت أول المطالبين به-.
التحليل الخالي من التحليل
هذا أنسب الأوصاف على ما يطالعنا به البعض من تحليل للمباريات وتقديم لها ، فمن أصل 80 كلمة مثلا تحظى أسماء لاعبي الفريقين والمدرب بما يقارب 50 كلمة ، وأبناء المدرب كذا مطالبون ب......، والخلاصة تحليل لا يتضمن أي تحليل ، فكتابة الأسماء والسرد البحت ليست تحليلا ، والمطلوب رصد نقاط قوة كل فريق ، ونقاط الضعف ، وطريقة اللعب ، واستقراء لطريقة لعب أي فريق ، وغيرها من التفاصيل الفنية ، هذا هو التحليل.
تزداد الغرابة بالقول إن الفريق كذا سيعتمد على اللاعب س ، مع أن اللعب مطرود من الأسبوع الماضي ، حدث هذا كثيرا ، ومن لا يمتلك مهارة التحليل فليبتعد عنها .

الانضباط مطلوب
سارع الاتحاد لقول كلمته فيما يرتبط بالتصرفات غير المسؤولة التي رافقت بعض المباريات ، ورغم حالة الامتعاض الشديد من قبل أندية أقرّت بالخطأ فبادرت لمعاقبة المخالفين ثم اعترضت بمجرد أن أصدر الاتحاد عقوبته الرسمية في تناقض واضح من قبل الإدارات ، فهل كان قرارات الإدارة شكلية ؟؟
على الجانب الآخر ورغم المطالبة بالإذعان التام للقرار الاتحادي إلا أن حسم نقاط وتخسير فريق بسبب الأحداث يبدو أمرا مجحفا في ظل بعدين ، أولهما معاقبة الملتزمين والمنضبطين بمعيّة المشاكسين ، وثانيهما عدم مراعاة أن التلاعب والخلل وعدم الانضباط لا ينحصر في الشغب داخل الميدان ولا يقل عنه خطورة التعاطف في المباريات والتساهل من فرق ما لصالح فرق أخرى لاعتبارات معينة، وبالتالي ، كان المطلوب إعادة النظر في التخسير ليظل الاتحاد على مسافة واحدة من الفرق جميعها .
الشغب قبيح ومرفوض جملة وتفصيلا ، وتوقيت العقوبات تزامن مع دخول الفترة الحرجة ، والفرق التي تنتصر للمناشدات والتوسلات كانت مطالبة بالاهتمام بتثقيف لاعبيها وجماهيرها قبل وقوع المحظور .

المكبر والعميد من جديد
هي مباراة قمة على الصعد كلها ، وشاءت الظروف أن تظل الافتتاحية لكلا الفريقين في الإياب بعد أن تأجلت مباراة الأسبوع الثاني لكل منهما ، فالعميد والنسور مطالبان بتقديم وجبة كروية دسمة تتناسب والزخم الجماهيري لكلا الفريقين ، والقدرات الفنية والتدريبية لدى كل فريق ، والموقع الطليعي في مقدمة الترتيب .
المبراة يفترض أن تكون عنوانا للروح الرياضية ، وإدارة العميد تواصل جهودها لإخراج اللقاء بحلة قشيبة ، والتزام جماهير العميد عنصر رئيس لإنجاح اللقاء ، وعلى الجانب المرتبط بالمكبر فإن المدرب مطالب بحث لاعبيه على الاهتمام بالأداء والابتعاد عن الاستفزاز الذي أطل غير ذي مرة في مباراة الظاهرية في الذهاب ، وواد النيص في بطولة الحسيني ، فلاعب غير منضبط قد يدمر فريق بأكمله .
نتطلع لأن تكون المباراة حبيّة هادئة في المدرجات ، تكتيكية نارية في الميدان ، تعكس الفكر التدريبي لمدربين ينتميان للمدرسة ذاتها في التدريب ، وتعبر عن ظهور واعد للمستوى الكروي .

الأولى ب
سينطلق دوري الأولى ب قريبا ، لا حبا فيه أو تقديرا لفرقه بل لأن الممتازة ب والأولى أ شارفت على الانتهاء ، وما زالت المشكلة عدم وضوح الآلية في ظل العدد الكبير للفرق ، والمطلوب آلية تحقق العدالة ولا تتعامل مع الدوري بمبدأ التنزيلات والسلق والتعجل .
فرق الأولى ب تواصل الاستعداد ، ومنها من عزز ، ومع بدء فترة التسجيل بات لزاما على إدارات هذه الفرق التنسيق بينها لتقديم رؤى واضحة للاتحاد حيال الآلية المرغوب فيها ، سمعتم عن آلية وتحفظتم عليها ، فهاتوا البديل.
لقد تناست العديد من إدارات الفرق أن دورها يتجاوز استقطاب لاعبين وتوفير كرات ، ووسائل مواصلات ، فالعمل الإداري سلسلة متداخلة من العمليات ، وعدد الأندية الكبير في الأولى ب ليس نقطة ضعف بل نقطة قوة إذا ما أحسنت إدارات الأندية التعامل مع الموضوع ، ولا حجة لمن ادعى أن عدد الفرق سيكون سببا في آلية ممسوخة بسبب قلة عدد الملاعب ، فهذه الفرق لا تزيد في عددها عن فرق الممتازة أ وب ، والأولى أ والتي تتواصل مبارياتها على الملاعب .

الغزلان ......هل يعودون؟
فريق الظاهرية غزلان الجنوب أو ملوك الكرة كما يحلو لجماهيرهم تسميتهم باتوا في وضع شبه صعب مع انطلاقة الدوري ولعل قناعة بعض فرق الوسط بأن وضع فرق المؤخرة محسوم انعكس على أداء لاعبيها فلعبوا بثقة وتثاقل.
الظاهرية مطالبة بالعودة ، وأوراق اعتمادها كفريق طموح متوافرة وأولها مدرب مؤهل قادر على استقراء المباريات ، وتوظيف اللاعبين داخل الملعب ، وثانيها وجود لاعبين متمرسين في كافة المراكز ، وهم يجمعون بين عنصري الخبرة والشباب ، وقبل هذا وذاك جمهور وفي غيور مولع الكرة ويتعامل معها باعتبارها حالة تعاش وليس مجرد مباراة تنقضي .
الغزلان مطالبون بإعادة البسمة لجماهيرهم ، ولقاء الافتتاح مع الواد شهد تقاعسا غير مبرر من اللاعبين فقد غابت الروح لتغيب الإثارة ، فهل يعود الغزلان ؟؟


مبارك للمصريين
أفريقيا تنحني للفراعنة كرويا ، تأكيد تجسد في المعترك الأفريقي ، والنجاح المصري لم يأت اعتباطا وثمة دروس وعبر ، وأولها أن التجديد في اللاعبين ضروري لاستعادة الحيوية ، وأن الثبات على المدير الفني سبب من أسباب النجاح وهذا ما تجهله بعض فرقنا التي استطيبت تغيير المدربين بكثرة ، وثالثها أن الاتحاد المصري ورغم وجود خلافات بين أعضائه متوحد في لحظات الحسم والواجب.
مبارك لمصر التي استحقت اللقب عن جدارة ، واستطاعت بإرادة لاعبيها في أول لقاء ، وبتركيزهم على النتيجة لا الأداء في الثاني ، واللعب بشرف في الثالث ، والارتقاء لمستوى الحدث أمام الكاميرون ، والهدوء التام أمام الجزائر ، والعودة المتأخرة واللعب الجماعي أمام غانا أن تظفر باللقب.