وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عبد الرحيم: القيادة الفلسطينية تدرس المقترحات التي حملها ميتشل

نشر بتاريخ: 05/02/2010 ( آخر تحديث: 06/02/2010 الساعة: 01:01 )
رام الله - معا- اعلن أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، عزم القيادة الفلسطينية دراسة المقترحات التي حملها المبعوث الأميركي ميتشل، بشأن احياء عملية السلام في المنطقة، مؤكدا في الوقت ذاته حرص القيادة على التشاور مع الاشقاء العرب والأصدقاء وأطراف الرباعية الدولية فيما يخص هذه المقترحات.

وشدد عبد الرحيم في كلمته التي القاها نيابة عن الرئيس محمود عباس في افتتاح المؤتمر العام لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، على ان الرئيس عباس يؤكد بشكل دائم حرص القيادة الفلسطينية على بذل كل جهد مخلص لإنجاح جهود السلام في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة رؤيا الرئيس الأميركي باراك أوباما ومبعوثه السيناتور ميتشل.

وقال عبد الرحيم "من يضع العراقيل أمام استئناف المفاوضات هو الحكومة الإسرائيلية التي مازالت تفرض الشروط، خاصة بإصرارها على الاستمرار في الاستيطان، بما في ذلك القدس، وبرفضها للمرجعيات المتفق عليها، وإن انطلاق المفاوضات الثنائية يتطلب الى جانب الوقف الشامل للاستيطان بما في ذلك القدس، البدء من النقطة التي توقفت عندها في كانون أول ديسمبر 2009 بخصوص كافة قضايا الوضع النهائي السبعة.

وشدد على اهمية تحديد مرجعيات وأهداف عملية السلام المتمثلة بإنهاء الاحتلال الذي وقع عام 67 وإقامة دولتنا المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، استناداً الى قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة وبما يشمل حلا عادلا ومتفقاً عليه لقضية اللاجئين، استناداً للقرار 194 والإفراج عن كافة أسرانا ومعتقلينا، مؤكدا ضرورة تحديد سقف زمني للجولات التقريبية بين الطرفين حتى تصل الى نهايتها.

وتابع "وإلا فإن المستفيد من عدم تحديد هذا السقف الزمني هو الاحتلال الذي سيواصل سياساته المدمرة لعملية السلام"، مشيرا الى أن النقاط الخمس لا تشكل مقابلاً أو ثمناً لاستئناف المفاوضات الثنائية، كما يردد الجانب الإسرائيلي ويبلغ بعض الأطراف بذلك، بل هي التزامات وردت في البند الأول من خطة خارطة الطريق التي نفذنا التزاماتنا بموجبها، وأقر بذلك أطراف الرباعية وكل المعنيين بعملية السلام في المنطقة.

واشار الى إن القيادة الفلسطينية الآن تدرس الموضوع برمته ومن جميع جوانبه، وسنستكمل مشاوراتنا مع الأشقاء العرب والدول الصديقة وأطراف الرباعية الدولية، وكل الأصدقاء والمهتمين بعملية السلام والاستقرار في المنطقة

وقال :"ندرك أنهم جميعاً يقفون الى جانبنا فيما نطلبه من توفير أسس المفاوضات الجادة، وإذا ما كان البعض قلقاً من الجمود لأنه يرى فيه مصلحة للحكومة الإسرائيلية اليمينية ويريد الخروج من هذا الوضع بأي ثمن، فعليه أن يتوجه للجانب الذي لا يريد المفاوضات إلا من أجل المفاوضات، بينما هو نفسه الذي يدمر أسسها ومرجعياتها وأهدافها ويحولها إلى مفاوضات عبثية لتحقيق مشروعه في تدمير حل الدولتين لإقامة الدولة ذات الحدود المؤقتة".

واشاد عبد الرحيم بنجاح عقد المؤتمر وقال :"ما نراه من نجاح يمثل ضرورة وطنية، حتى نعود بالعمل في اتحادات العمل الشعبي والنقابات المهنية إلى الأصالة والفاعلية والدور التاريخي الذي كان دوماً وفي أحلك الظروف حامياً لاستقلالية القرار الوطني الفلسطيني"، مشددا رفضه لكل محاولات الالتفاف على منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد لشعبنا".

واكد على اهمية مواصلة بناء المؤسسات ضمن بيت الشرعية الفلسطينية الواحد والوحيد، وبناء منظمة التحرير الفلسطينية وبالصورة التي تعيد لبيتنا اشراقته الأخاذة، وحيويته النضالية الخلاقة كما أرادها الرئيس الخالد ياسر عرفات على طريق انتزاع كامل حقوق شعبنا المشروعة وتحقيق أهدافه وتطلعاته في الحرية والعودة والاستقلال والسيادة".

واشار الى تطلع عباس لنجاح مؤتمر نقابة الصحافيين باعتبارها بشرى وفاتحة خير لإنهاء مظاهر الخلل والترهل والانقسام والعقلية الإقطاعية، في اتحادات ومنظمات العمل الشعبي والنقابي التي ننتظر جميعا مؤتمراتها العامة وانتخاب هيئاتها القيادية الجديدة، في إطار تفعيل جميع مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية التي تتكالب عليها مرة أخرى محاولات خلق البدائل لها وعلى أرضية الانقسام الانقلابي في غزة.

وقال "هذا الانقسام الذي ما زالت حركة حماس تصر عليه تساوقاً مع أجندات إقليمية مشبوهة، ولا تقدم تلك الخطوات الايجابية المطلوبة لإنهائه مرة والى الأبد، وذلك برفضها التوقيع على ورقة المصالحة التي بلورها الأشقاء المصريين لأجل إعادة اللحمة ولم الشمل".

وقال عبد الرحيم مخاطبا مئات الصحافيين الذين شاركوا في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر "'كلكم أيها الأخوة على قناعة راسخة أن الذرائع والمطالبة بالتعديلات والضمانات والتطمينات والمستدركات وغيرها من التعبيرات، كلها تشكل مداخل للإبقاء على الانقسام الذي عطل وسيعطل على الدوام تقدم مسيرتنا الكفاحية، وإن استمراره المدمر سيشكل جداراً آخر أمام إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، وليس أدل على ذلك من قرار حركة حماس برفضها إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والبلدية، وأخرها قرار محكمة الانقلابيين مساء يوم أمس، بمنع إجراء انتخابات نقابة الصحفيين في قطاع غزة إلا لتعميق الفصل بين شطري الوطن والإبقاء على الإمارة الظلامية في قطاعنا الحبيب".

ورأى ان إصرار حركة حماس على بقاء الانقسام على كافة الصعد الوطنية، يؤكد توافقا في المصالح مع الجانب الإسرائيلي بالرغم من التصريحات المداهنة والملتوية لقادة حماس هنا وهناك، والتشدق بالحديث عن المقاومة والممانعة المزعومة، هذا التوافق قد بات مكشوفا مهما افتأت القرضاوي في فتاويه لقلب الباطل حقاً والحق باطلاً، وهو توافق بات يتنوع وتتعدد مظاهره ليمس في الصميم.. وان كان على سبيل المحاولة.. سلامة مسيرتنا الكفاحية ووحدتنا وأهدافنا الوطنية".

وقال "ان نجاح أعمال مؤتمركم هذا سيكون بشرى خير، فلطالما كانت مؤتمرات اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين فاتحة للعمل الجاد والتقدم نحو ما نريد أن نكون، شعبا حرا في دولة مستقلة".

وأضاف، منذ أن أبدع شاعرنا الكبير محمود درويش شرط الإبداع الجمالي والفني في الكتابة من اجل فلسطين، حين قال: دعونا نكتب بالحبر لها، صار الاتحاد كتابا وصحفيين، اتحادا يلم ويجمع ويوحد، فيما صار النص الفلسطيني أكثر جمالية وصدقا حتى في فصوله السياسية وتطوراته الفكرية".

وأشار أمين عام الرئاسة، إلى أن الصحفيين الفلسطينيين لن يذهبوا وهم يعيدون بناء بيتهم الخاص بهم، وهو اليوم نقابة الصحفيين، لن يذهبوا بعيدا عن النص الإبداعي، بل أن نصوص التحقيقات الصحفية وتحرير الأخبار ومقالات الرأي في الصحف اليومية والأسبوعية والشهرية، وبرامج ونتاجات المرئي والمسموع على اختلاف أنواعها ومستوياتها، ستكون بلا شك نصوصا إبداعية إذا ما كانت نقابتكم أولا نقابة فاعلة على الصعيدين النقابي والمهني، بما يوفر للصحفي الفلسطيني شبكة الأمان المرجوة على كل صعيد.

وتابع: 'وإذا ما كانت المعايير المهنية ثانيا هي المعايير الفاعلة، وإذا ما كانت حرية الرأي والتعبير مكفولة ليس بالقوانين فقط، وإنما بالالتزام بقضايا الوطن والناس معا، وإذا ما باتت لغة هذه النصوص لغة الوحدة والهوية الوطنية لا لغة الانقسام والمناطقية ولا لغة الفوضى التي يراد لها أن تمر تحت شعارات الديمقراطية التي ما يزال بعضها غامضا في نواياه وطروحاته ليصل إلى حد العبثية.

وقال 'أعتقد جازماً أن الصحفيين الفلسطينيين يدركون جيدا أننا اليوم أحوج ما نكون في عملنا الصحفي في قطاعية العام والخاص إلى تعميم ما يسميه الكثيرون بنص الدولة، نص الوعي الذي يجعل من الدولة ليس فقط ضرورة سياسية ووطنية، وإنما بالأساس ضرورة اجتماعية واقتصادية وأخلاقية، وضرورة تاريخية بكل ما في الكلمة من معنى، ولا شك أن هذا النص لن يكون ولن يتحقق خارج النقد والمراجعة والمساءلة على كل الصعد والمستويات'.

وأشار في هذا السياق، إلى أن الرأي الحر في كل هذا السياق هو الرأي الذي يخدم تطلعات شعبنا، ويصب في صالح تقدمه نحو تحقيق أهدافه العادلة والمشروعة، ليست الوطنية والسياسية، بل والاجتماعية والإنسانية أيضاً.

وأضاف، 'لا شك أيضا، أنكم تلمسون بكل وعيكم أن الانقسام الحاصل في حياتنا الوطنية الراهنة، سيظل من اخطر التحديات، فعلى أرضية هذا الانقسام تتزايد المخاطر وتكثر الصعوبات وتتنوع العراقيل، وفي ظلها يتمدد الاحتلال ويتوسع الاستيطان، ويتذرع الاحتلال بهذا الانقسام للتهرب من كل الاستحقاقات المترتبة عليه تحت حجة أن لا شريك'.

الى ذلك اكد عضو اللجنة التنفيذية لـ (م،ت،ف)، محمود اسماعيل، الذي يتولى مسؤولية متابعة ملف الاتحادات والمنظمات الشعبية، على اهمية عقد هذا المؤتمر باعتباره خطوة مهمة لاعادة تفعيل دور المنظمات والاتحادات الشعبية لتاخذ دورها الحقيقي في بناء مؤسسات الدولة ، في حين اكد بسام زكارنة في كلمته نيابة عن الاتحادات والمنظمات الشعبية على ضرورة انجاز الوحدة الوطنية وبناء المؤسسات وفق اصول ديمقراطية من اجل تقويتها في مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه شعبنا.

من جانبه اكد نقيب الصحافيين السابق، نعيم الطوباسي على اهمية الدور الذي لعبته نقابة الصحافيين الفلسطينيين في الدفاع عن حقوق الصحافيين على المستوى المحلي وتمثيل الشعب الفلسطيني على المستوى الدولي.

ورفعت جلسة الافتتاح في حين بدأت عملية عرض اسماء الاعضاء الذين يحق لهم الترشح والانتخاب، وسط مشاورات حثيثة بين القوى والفصائل لتشكيل قائمة موحدة باسم منظمة التحرير الفلسطينية لكي تشارك في في الانتخابات.