|
كاتب اسرائيلي: في هرتسليا أسست فلسطين
نشر بتاريخ: 05/02/2010 ( آخر تحديث: 05/02/2010 الساعة: 19:52 )
بيت لحم -معا- نشرت صحيفة معاريف العبرية مقالا للكاتب الاسرائيلي بن كاسبيت قال فيه ان رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الذي لا يمتلك دولة كان في هرتسليا شجاعا ويعرف ما يريد، بينما كان نتنياهو صاحب الدولة خائفا ولا يعرف ما يريد".
وقال في مقالته: (سلام فياض الذي لا يمتلك دولة كان في هرتسليا شجاعا ويعرف ما يريد، بينما كان نتنياهو صاحب الدولة خائفا ولا يعرف ما يريد ). رئيس الوزراء سلام فياض قدم الى هرتسليا في يوم الثلاثاء. هو اعتقد بأنه سيشارك في مجموعات النقاش ولم يعد خطابا بالمرة. فجأة وجد نفسه وهو يلقي "خطاب هرتسليا الفلسطيني". فياض لم يرتبك . فهو ليس بالمغفل. بلغة انجليزية طليقة وان كانت غير مفهومة احياناً (فياض ذو لكنة ثقيلة) قام بطرح رؤيته: دولة فلسطينية خلال عامين. فوق كل الارض. بما في ذلك شرقي القدس. هذا كل شيء. في هرتسليا وعلى مسافة مئات قليلة من الامتار من صورة صانع الدولة الذي ينظر الى ساحل البحر ( صورة هيرتسل في مدخل هرتسليا) أسس فياض فلسطين. قبل عدة سنوات عندما بزغ في أجواء الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني لم يأخذه أحد على محمل الجد، ولكن فياض الرجل الرمادي العنيد عمل بجدية ضد كافة الاحتمالات والعصابات ونجح.اما اليوم فهو يعتبر تهديدا ملموسا جدا لاستمرار حالة الوضع القائم. خطته طرحت وهي ت تتعاظم والامريكيون يرون به نوعا من المسيح المخلِّص أما الأوروبيون فيعلقون عليه الآمال، والامر الاهم: الوضع على الارض قد تغير بصورة دراماتيكية. بعد عامين كما يأمل ستستكمل الاصلاحات وسيعلن عن دولة ضمن حدود حزيران 1967. ولان هناك اجماعا حول حل الدولتين في العالم كله، بما في ذلك حول الخط الاخضر فقد تجد اسرائيل نفسها في مواجهة قرار مجلس الامن الذي يتبنى الإعلان الفلسطيني ومن دون فيتو امريكي. فما الذي سنفعله حينئذ؟ بين قائدين في صبيحة اليوم التالي جاء الى هرتسليا رئيس الوزراء الاسرائيلي. خطابه ايضا كان جيدا فهو يعرف كيف يلقي الخطابات (في ذات الصباح القى امام الكنيست خطابا رائعا قبالة بيرلسكوني). بيبي تحدث عن التربية والتعليم وعن الرؤية ولم يتطرق تقريبا لصغائر الأمور السياسية باستثناء بشرى باحتمالية وجود امكانية لاستئناف المفاوضات خلال عدة أشهر من الان. وربما كان ما يقصده عموما المفاوضات غير المباشرة للوساطة الامريكية. تصفيق. حقا انه لانجاز تاريخي. الفرق الاساسي بين فياض ونتنياهو عدا عن أن أحدهما يمتلك دولة والاخر لا يمتلكها بعد، هو ان فياض يعرف بالضبط ما الذي يريده. نتنياهو – كما يستدل من سلوكه – لا يعرف. كل ما يريده بيبي نتنياهو هو ال البقاء السياسي لمدة أطول. يريد الوصول الى نهاية الاسبوع بسلام من دون فضيحة جديدة. هو يبيع لشمعون بيرس رؤية معينة، اما لفني وبوغي ( يعلون) وروبي ريفلين فيحصلان منه على رؤية ثانية. مع الامريكيين تجده هنا ومع المستوطنين هناك. بيد واحدة يقتلع وبالاخرى يغرس. لا هدفا ولا سياسة ولا شجاعة للقيام بالامر او بنقيضه. من حيث التعريف نتنياهو هو قائد اليمين. هذا التعريف يصمد الى يوم الانتخابات. وفي صبيحة اليوم التالي يصبح رجل الوسط. يشيح بناظريه لليسار يجس النبض ولكن بخوف وخشية. الشعور هو ان كل ما يريده هو ان لا يحدث اي شيء. ليتركوه بحاله. المسألة هي ان الهدوء أمر غير جيد. من يعتقد ان حيز الفراغ سيبقى فارغا مخطىء وواهم. سلام فياض هو الرجل الذي يثبت ذلك الان. جاء الى هرتسليا بشجاعة رغم الانتقادات الداخلية السخيفة من الجهات الفلسطينية التي صرخت وزعقت بأن هذا مؤتمر من اجل مناعة وأمن اسرائيل" فياض يعرف ان هذا مؤتمر اكاديمي مفتوح وقد قال فيه باللغة الانجليزية نفس الكلمات التي يقولها بالعربية في رام الله ونابلس. هو يتحدث بلغة واحدة فقط وهي لغة فياض. امام كل واحد وفي كل مكان. هو عكس نتنياهو بالضبط. المهم هو الائتلاف الى جانب الشجاع (فياض) والخائف (نتنياهو) هناك لاعب آخر. اليكم المحلل. هو يشغل منصب وزير الدفاع في دولة اسرائيل. يلقي خطابا هنا ويتحدث هناك يحذر ويهدد. عدم تقسيم البلاد كما يقول باراك هو تهديد وجودي وعدم التوصل الى تسوية سلمية مع سوريا كما يحذر يعني اندلاع حرب شاملة. وبعدها سنعود الى طاولة المفاوضات ونتحدث عن نفس الامور وبنفس الشروط بالضبط. يطرح السؤال لماذا يتواجد باراك هناك؟ بالنسبة للقضية الفلسطينية هذا مفهوم، وحتى في القضية السورية الحساسة الى حد كبير هو ليس قادر على اعطاء اي شيء. وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال بالامس بأن الحرب القادمة ستصل الى كل مدن اسرائيل. هو محق فيما يقوله. لا مزيد من اصوات الانفجارات المبهمة في اطراف هضبة الجولان. اسرائيل كلها ستكون عرضة للصواريخ الثقيلة والدقيقة. بعد المعلم تحدث الرئيس بشار الاسد بصوته ولقب اسرائيل بـ "العربيد الاقليمي" وحذر من اندلاع الحرب. التاريخ يعلمنا انه في كل مرة حذرنا فيها قادة الدول العربية من الحرب، اندلعت تلك الحرب. وفي كل مرة كان فيها الجمود جاء الانفجار في المرحلة التالية. اذن لماذا يتوجب انتظار الانفجار؟ حكومة نتنياهو تراوح فوق كراسيها خوفا وتضيع الوقت. هذا بالمناسبة في أحسن الأحوال. لأنه هناك افيغدور ليبرمان "القديم والطيب" دائما الذي ينفخ الروح في الجمر المتوقد ويشعل النار الكبرى كما فعل بالامس مع الاسد في تعليقه الاخير على الاسد : "إن اندلعت الحرب فان عائلتك ستفقد الحكم" حذر ليبرمان بصوت كبير. أحقا. لدينا رجل يا جماعة. وإن فقدت عائلة الاسد الحكم يا سيد ايفيت (ليبرمان) فما الذي سيحدث؟ ربما تتحول سوريا ايضا (بعد العراق) الى دولة اسلامية متطرفة؟ وربما يسيطر الايرانيون عليها؟ وربما سيعمق الشيعة تغلغلهم؟ وربما حينئذ سنشتاق للاسد كما نشتاق اليوم لامور كثيرة جدا صرفنا عليها طاقات لا تنتهي للتخلص منها؟ ألا تدرك يا سيدي وزير الخارجية مدى اهمية بقاء سوريا كدولة علمانية واقعية مستقرة ذات حدود هادئة جدا معنا منذ 27 عاما وإن كل تسوية معها تنفذ حتى آخر فقرة؟ أكنت ستقول لأنور السادات ايضا نفس الكلمات لو هدد بالحرب؟ لقد قلناها كما تعلم. هذا بالضبط ما قلناه في حينه ولكن ما الذي حدث بعدئذ؟ اعدنا لهم سيناء ولكن ليس قبل ان ندفن 2700 شابا يافعا من شباننا. فهل أنت معني بسقوط الحكم في مصر أيضا؟ ربما من الافضل هناك ايضا ان يدير الاخوان المسلمون شؤون الدولة؟ بنيامين نتنياهو قال لأحد ما ذات مرة في محادثة خاصة (في فترة خروجه من المعترك السياسي) أنك إن سمعت ذات يوم أن تحالفنا الاستراتيجي مع الأتراك سيتزعزع فعليك أن تعلم أن الوقت قد حان لجمع المتاع والفرار. هذا ليس اقتباسا دقيقا ومن المعتقد أن نتنياهو قد بالغ في كلامه ولكن المبدأ واضح. اذن ها هو يقود حكومة تحول تركيا اليوم من حليف استراتيجي الى خصم لدود. رويدا رويدا ولكن بصورة مؤكدة. صحيح أن كلمات اردوغان الفارغة تدفع الدم للغليان في العروق ولكن على الراشد الذي يتحلى بالمسؤولية ان يعرف كيف يغضب بهدوء وان يقوم بالأمور الصحيحة من أجل مصلحة الأمن القومي. نتنياهو على ما يبدو ليس راشدا ولا يتحلى بالمسؤولية. كل ما تفعله حكومته حتى الان هو مواصلة مبيعات التصفية للديمقراطية الاسرائيلية لصالح الاصوليين عموما وشاس على وجه الخصوص. يسرائيل كاتس يقوم بالمصادقة على خطوط الحلال ويوسعون صلاحيات المحاكم الحاخامية ويعتقلون امرأة تتجرأ على وضع عتاد الصلاة في حائط المبكى ويطردون العمال الأجانب بيد مستوردين آخرين باليد الاخرى، المهم أن تواصل شركات القوى العاملة الازدهار لتدع تيارات التعليم الاصولي تنمو على حسابنا بينما يواصل التعليم الرسمي العام عندنا تراجعه. بعد حين من الوقت سيكون اغلبية تلاميذ الصف الاول غير صهاينة. فما أهمية ذلك؟ لا شيء لأن المهم هو بقاء الائتلاف. ماذا يحصل في كاديما في هذه الاثناء بمناسبة ذكر الائتلاف: من يعتقد ان الهدوء يسود في كاديما عليه أن يعيد التفكير في اعتقاده. شاؤول موفاز يعمل. يحفر بهدوء واستمرارية. هو قد أدرك أن الانتخابات التمهيدية لن تحدث قريبا وربما لن يصل الأمر إلى هناك. بامكانه في كل لحظة ان يبلور السباعية السرية وزيادتها الى ثمانية او تسعة وينشق عن كاديما. لكنه يخاف من الاقدام على ذلك وهو محق في خوفه. الخطوة التي يعكف موفاز عليها هي خطوة اكبر من ذلك بكثير: هو يريد السيطرة على كاديما من الداخل. لا سباعية ولا ثمانية. ان نجح فقط باقناع 14 عضو كنيست من الحركة بتأييد خطوته فسيتمكن بكل بساطة من طرد لفني واخذ الحزب الى أي مكان يريده (الحكومة). التقدير هو أن تحركات موفاز في هذا الاتجاه يجب أن تكون منسقة مع نتنياهو ولكن ليس بهذا التقدير في هذه المرحلة أساس على الارض. مساعي موفاز تتمحور الآن في كاديما حيث يجري اتصالات محمومة مع الكثيرين ومن بينهم كبار قادة الحركة. وفقا لعدة مصادر بعض هؤلاء المسؤولين الكبار يمارسون عليه الضغوط في محاولة لاقناعه للقيام بالخطوة. وعند اللحظة التي ستصبح فيها لديه أغلبية من اعضاء الكنيست ستصبح كاديما برسم أملاكه وسينتقل التمويل اليه بينما تبقى لفني وحدها في الصحراء السياسية مع حاييم رامون. المسألة هي أن موفاز لا يمتلك الأغلبية المطلوبة حتى الآن. مئير شتريت وبعد تردد غير بسيط بقي مع لفني التي دعت نفسها (مع زوجها) للحلول ضيفة على عائلة شتريت في يفنه. آفي ديختر ايضا الذي يصمم على خوض المنافسة في الانتخابات التمهيدية ليس هناك بعد. لأن ذلك لا يقول أن بامكان ليفني أن تنام ليلها بهدوء. لديها مشكلة صعبة آخذة في التزايد مع الوقت وليس العكس. هي فقدت ثقتها بنفسها اضطرت لخوض معركة بقاء يائسة من باب إلى باب (لأعضاء الكنيست) السياسة الاسرائيلية في حالة انفراط شاملة. ايهود باراك يحول حزب العمل الى رماد، والآن أيضا ها هي يولي تامير تغادر صفوفه حيث سيبقى في آخر المطاف مع شيلي يحيموفيتش وبوغي هرتسوغ. وفي المعارضة أيضا يتضح أنه لا يمكن الجلوس بهدوء. الجميع تقريبا يريدون كرسيا من جلد الظبي وسيارة حكومية وسائقا وديوانا. افكار؟ أيديولوجيا؟ بديل؟ ليس هناك كائنا كهذا. ضربة اخرى لبيبي البشارة الأشد صعوبة التي يمكن لبيبي ان يتلقاها في هذا الأسبوع هي تعيين نفتالي بانيت لمنصب مدير عام مجلس "يشع" (يهودا والسامرة وغزة). بانيت كان مدير ديوان نتنياهو واستقال غاضبا قبل عامين. تعيينه لهذا المنصب أصاب ديوان نتنياهو بالذهول التام. كل الضالعين بالامر حاولوا الابقاء على هذا التعيين سرا حتى تستكمل الخطوة والسبب من وراء ذلك يعود الى خشيتهم من قيام أطراف أخرى بتخريب ذلك. مثلما حدث عندما قامت اطراف مجهولة في حاشية نتنياهو بعرقلة تعيين بانيت قبل أقل من عام لمنصب مدير طاقم موشيه يعلون ولذلك كان بامكانهم أن يقوموا بخطوات الآن ضده رغم أنه من أكثر الأشخاص الرائعين والموهوبين الذين أداروا ديوان نتنياهو في أية مرة من المرات. وصول بانيت الآن إلى مجلس "يشع" هو بشارة سيئة جدا لنتنياهو وسيكون بالنسبة لبيبي رئيس المعارضة الحقيقي. هو يعرف بيبي جيدا ويعرف كيف يقرأه ككتاب مفتوح. لبانيت خطة عمل دقيقة وانقلابية وهو ينوي بذل قصارى جهده وماله في امريكا تحديا لمحاولة إحداث التغيير هناك والذي سيتغلغل الى هنا بعد ذلك. لديه قدرات ولديه رؤية وقد ترجم هذه الصفات إلى مال كثير جدا ونجاج مهني. الآن سيحاول ترجمة ذلك الى سياسة. إن شاح نتنياهو بنظره لليسار فسيجد بانيت على رأس الحربة قبالته. حاشية نتنياهو تدرك ذلك جيدا. من المشروع خوض الجدل في الأسبوع الماضي طرحت هنا تقرير حركة "إن أردتم" بصدد "صندوق اسرائيل الجديد". هذه الحكاية أثارت أصداء ووصلت إلى الكنيست الذي قرر بدوره إجراء تحقيق في القضية بواسطة لجنة فرعية متشعبة عن لجنة الدستور وتسببت بجدالات كثيرة في وسائل الاعلام. خلال هذا الأسبوع إتصل بي عدد غير قليل من صناع القرارات وزراء وأعضاء كنيست وكذلك رؤساء منظمات جماهيرية. حاولوا أن يفهموا مني ما الذي يتوجب فعله الآن وكيف يواجهون مثل هذه المسألة غير البسيطة. لم يكن لدي ما أقوله لهم لأنني أنا أيضا في حالة ارتباك. من جهة يوجد لهذا الصندوق نشاطات مباركة كثيرة في المجال الاجتماعي بما في ذلك المنظمة التي وصلت منها تلك المرأة التي غطت نفسها بغطاء الصلاة في حائط المبكى. أنا أتضامن مع قسم كبير من هذه الكفاحات حول حقوق العاملين وحقوق المرأة والعمال الأجانب وغيرها الكثير. من الناحية الاخرى ما توصلت اليه جمعية "ان اردتم" هو أمر مقلق. اثر ذلك تدفقت إلي في الأسبوع الأخير شهادات جديدة تبرهن أن هناك شيئا غير سليم. وأن أحدا ما هناك قد أصيب بالبلبة. أو أن الأسوأ من ذلك أن هناك من يغلف بضاعة ذات اشكالية غير قليلة بغلاف براق مفتخر. إليكم حكاية صغيرة: إتصل شاب كان مستشارا اعلاميا لإحدى المؤسسات التي حصلت على الدعم من "صندوق اسرائيل الجديد" هو يقطن في شمالي البلاد متزوج وأب لطفلين. بعد شهر من حرب لبنان الثانية عقدت جلسة لطاقم تلك المنظمة. تحدثوا هناك حول أمور سياسية فقال "بالنسبة لي يقتل مائة طفل لبناني على أن لا تصاب ابنتي بالضرر أو إبنة أي واحد من الجالسين في هذه الغرفة". ربما كانت هذه الجملة مثيرة للاشكال ولكن عندما قيلت بعد أكثر من شهر من القصف المكثف على شمالي البلاد حيث لم يكن أحد يعرف إن كان هو أو اأناءه سينهضون في الصباح بين الأنقاض أو أنهم لن ينهضوا بالمرة كان من الممكن فهم هذه العبارات. ما الذي فعله الأصدقاء في "صندوق اسرائيل الجديد"؟ في نفس اليوم كما يقول هذا اليوم اخرجوه في إجازة قسرية وبعد شهر فصلوه من العمل. هذا نموذج صغير من خلال حكايات كثيرة تدفقت في هذا الاسبوع. مشكلتي مع "صندوق اسرائيل الجديد" أنهم يخفون عدم تسامحهم الشديد رغم شعار حرية التعبير وحرية الانتقاد الذي يرفعونه عاليا. يوجد لـ "صندوق اسرائيل الجديد" ذاك اأصار كثيرون في وسائل الاعلام ربما كثيرون جدا. هم أغرقوا هذه الوسائل بالمقالات بما في ذلك هذه الصحيفة. ما الذي لم يكتبوه ولم يقولوه؟ وكأنني اخفيت عن الجمهور حقيقة أن رونين شوفال مؤسس حركة "ان اردتم" هو في الواقع احد نشطاء البرتقاليين الذي تظاهر ضد فك الارتباط. حقا كيف تجرأت على اخفاء هذا عن الجمهور. وعندما كتبت ان حركته هذه حركة وسطية لا برلمانية. اليكم معلومة توضيحية: تعريف حركة "ان اردتم" اقتبس عن منشوراتها مثلما اقتبست تعريف "صندوق اسرائيل الجديد" من موقعها على الانترنت. وعن قصد طرحت تعريف الحركتين بنفسيهما. بالنسبة لفك الارتباط: اأا أقول لكل من أصيب بالحيرة أن من الواجب أن نذكر أن فك الارتباط قد فشل فشلا هائلا وأنه انفجر في وجهنا وحوّل حماس إلى حاكم للشعب الفلسطيني في غزة ومنح جائزة للارهاب وأسس في غزة فرعا ايرانيا وزاد من قوة الارهاب وقدراته وبرهن مرة اخرى على أن اسرائيل لا تفهم الا لغة القوة. ولذلك كل من تظاهر ضد فك الارتباط لا يتحول على الأقل حسب رأيي الى شخص مارق لا يتوجب أخذ رأيه بالحسبان بل إنه شخصا استطاع التنبؤ بالمولود الآتي. هذا خلافا لعباقرة كثيرين آخرين بما فيهم أنا الذين ساروا كالمخدرين وراء أنغام شارون. عدا عن ذلك أن رونين شوفال كان في الرابعة والعشرين من عمره في فترة فك الارتباط وقد شارك في الواقع في جزء من النشاطات ضد هذه الخطوة وقد ندم منذئذ. أجريت معه هذا الأسبوع جدلا شديدا حيث يقول أن فك الارتباط قد نجح بينما اقول اأا أنه قد فشل. كل هذا ليس ذي صلة بالأمر. حقيقة إنهم يحاولون الآن اعتبارنا هدفا بسبب هذه المسألة توضح لي اكثر من أي شيء آخر كيف وصل اليسار إلى ما وصله (إلى اللامكان) ولماذا يوجد لميرتس اليوم ثلاثة مقاعد في الكنيست بدلا من 13. لعلمي اصحاب "صندوق اسرائيل الجديد": هناك في اسرائيل يعتقدون أن الاحتلال سيء وأن من الواجب إقامة دولة فلسطينية وأن جنيف هو اتفاق جيد لاسرائيل وأن حقوق الانسان قيمة عليا حقا وأن من المحظور طرد أبناء العمال الأجانب وأن تعاملنا مع اللاجئين مثير للصدقة وأن شاس تدمر هنا كل أمر خير وأن على النساء أن يغطين أنفسهن برداء الصلاة في حائط المبكى. وبنفس المقياس يعتقد هؤلاء الناس أن الصهيونية أمر جيد وأننا على حق وأنه بعد سبع سنوات من اطلاق الصواريخ على الاطفال يسمح للجيش الاسرائيلي بالدخول الى غزة وفعل هناك ما يفعله الامريكيون والبريطانيون والروس في أماكن مشابهة (وإن لم يكونوا قد قصفوا لندن أو واشنطن من تلك المناطق). الخط الاحمر حسب رأيي هو التشكيك بشرعية الدولة اليهودية وتحويل اسرائيل الدولة اليهودية الوحيدة لدولة مارقة وجنودها إلى طغاة. هذه المسألة تحتاج نقاشا شعبيا ومن الخسارة أنه يتحول هنا كالعادة الى معركة تشويه للسمعة. قلت لشوفال أن الحملة ضد البروفيسورة نعومي حزان بلا جدوى حسب رأيي وتحويلها الى هدف يضيع جوهر الأمر ويتسبب بمقاومة تناحرية لا داعي لها. عدا عن ذلك يمكن القول أن الجدل موضوعي وضروري وسيكون من الجيد أن نخوضه بصورة موضوعية. |