وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عويضة: يجب بلورة موقف موحد للخروج من عباءة المؤسسات المانحة

نشر بتاريخ: 06/02/2010 ( آخر تحديث: 06/02/2010 الساعة: 17:41 )
رام الله- معا- دعت عضو اللجنة التنسيقية لشبكة المنظمات الاهلية ساما عويضة المؤسسات الاهلية غير الحكومية لأتخاذ موقف واضح وصريح تجاه المؤسسات الدولية الداعمة، والشروط والاملاءات التي تفرضها المؤسسات الممولة.

واقرت عويضة خلال برنامج رأي عام الذي ينتجه ويبثه تلفزيون وطن، بوجود العديد من المنظمات الاهلية التي تقيدت باجندة الممولين، من خلال الرضوخ لشروطهم كما هي دون العمل على تغييرها.

واشارت عويضة الى انحراف عمل بعض المنظمات الاهلية وغياب توجهاتها الصحيحة التي ينبغي ان تسير عليها ، بسبب الشروط التي تفرضها الجهات الممولة، والتي قد تمس في بعض الاحيان القضايا الوطنية ، مشيرة الى ضرورة قيام المنظمات الاهلية بأتخاذ موقف واضح وصريح يحدد طبيعة التعامل مع شروط الممولين.

واوضحت عضو اللجنة التنسيقية لشبكة المنظمات الاهلية ساما عويضة خلال برنامج رأي عام، ان هناك تباين في مستوى اداء وهيكلية المنظمات الاهلية فبعضها عبارة عن "دكاكين" لا اكثر، حيث لا يوجد لديها استراتيجية واضحة و اهداف تنموية ، في حين نجد بعضها الاخر لدية استراتيجية ورؤية واضحة ،وتتمتع بثقة كبيرة من قبل المجتمع وتعمل وفق الاهداف والاجندة الوطنية الفلسطينية.

وبينت عويضة ان هناك انحراف في الدعم الذي تقدمه تلك المؤسسات الممولة مع تعاظمه، والذي كان يقوم في الماضي على اساس الشراكه الدائمة، مستشهدة برأي احد اعضاء تلك المؤسسات " نجحت حكوماتنا الاوروبية في تحويلنا الى مؤسسات وفق اجندتها ،ونحن بدورنا قمنا بذلك".

واعربت عويضة عن اسفها من قيام بعض المؤسسات المانحة وذات التوجهات الديموقراطية بالخضوع الى اجندة حكوماتها، وبالتالي خضوع مؤسساتنا الى شروط الحكومات الداعمة.

وحملت عويضة السلطة الفلسطينية مسؤولية مراقبة عمل المؤسسات الدولية في الاراضي الفلسطينية والتي لا يوجد لها شريك فلسطيني، من خلال السماح بتواجدها ومنحها التراخيص اللازمة لعملها حسب هواها وليس وفق احتياجات الشعب الفلسطيني، بمعنى غياب الضوابط الضرورية لعملها.

وحول عمل المنظمات الاهلية الفلسطينية، قالت عويضة ان الخطر الاكبر الذي يهدد تلك المنظمات، ليس فقط الشروط والاملاءات التي يفرضها الممولين، وانما الحيز الكبير الذي باتت تشغله تلك الجهات الداعمة في الساحة الفلسطينية والذي اصبح يحتل مكانة المنظمات الفلسطينية.

واوضحت عويضة ان هناك كم هائل من المنظمات الاهلية العاملة في الاراضي الفلسطينية، والتي يشوب عمل بعضها غياب استراتيجية واضحة ، وضعف التكامل والتعاون بينها، مشيرة في الوقت ذاته الى غياب دور الوزارات ذات الاختصاص في تقييم عمل تلك المنظمات.

وحول غياب العمل التطوعي عن اجندة المنظمات الاهلية ، اشارت عويضة الى انه في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، كان هناك مداً من العمل التطوعي والذي كان اساس قيام المنظمات الاهلية.

واوضحت عويضة انه اذا لم يستطيع العمل الاهلي ان يعيد للعمل التطوعي مكانته واعتباره ، فأن ذلك يشكل خطراً وتهديدا لعمل تلك المنظمات لانها تضع الجميع تحت مطرقة الممول الذي يقدم الاموال.

وعللت عويضة سبب تعاظم المنظمات الاهلية الى غياب دور الاحزاب الفلسطينية وضعفها في الشارع والتي كانت ناشطة وتؤدي دور ريادي في السابق، مضيفة انه لا غرابة في اننا نجد اليوم قادة الاحزاب الفلسطينية يتبوؤون مراكز قيادية في المنظمات الاهلية.

واكدت عويضة قوة التوجهات التي يبديها الشارع الفلسطيني تجاه فعالية المنظمات الاهلية، وفقدانه الثقة والفهم لطبيعة عملها في الوقت ذاته، داعية المنظمات الى اخذ ذلك على محمل الجد واعادة ترتيب اوراقها لاستعادة ثقة المواطن الفلسطيني.