وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

احمد يوسف : المصالحة الوطنية على الأبواب

نشر بتاريخ: 06/02/2010 ( آخر تحديث: 06/02/2010 الساعة: 22:40 )
غزة-معا- قال أحمد يوسف وكيل وزارة الشؤون الخارجية- غزة، والمستشار السياسي السابق لرئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية ان زيارة القيادي في حركة فتح نبيل شعث لقطاع غزة عملت على كسر جليد العلاقة المتوترة بين غزة ورام الله، اضافة الى استجابة مصر لاخذ ملاحظات حماس على ورقة المصالحة يسرع في اتمام المصالحة الوطنية.

وقال في مقال له بعث به لوكالة معا ": ان التصريحات التي صدرت – مؤخراً - عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، والذي أشار فيه إلى أن مصر - بعد التوقيع على الوثيقة - ستأخذ بعين الاعتبار ملاحظات جميع الفصائل عند التنفيذ, ولاشك أن هذه الإشارات الإيجابية المتبادلة هي مقدمة لخطوة يمكن أن تأخذها حركة حماس لقطع الطريق أمام من يحاولون خلق قطيعة بينها وبين الشقيقة مصر.. حيث إن كل ما نتطلع إليه مع الأخوة في فتح وباقي فصائل العمل الوطني والإسلامي هو التوصل إلى شراكة سياسية تحمي مشروعنا الوطني، وتعزز من قدرات شعبنا على تحدي الاحتلال ومواجهته.

وهذا النص الكامل لمقال يوسف:


أن يبادر القيادي الفتحاوي د. نبيل شعت في القدوم إلى غزة بعد سنوات ثلاثة من القطيعة مع هذا الجزء الحبيب من الوطن، في مسعى لكسر جليد العلاقة المتوترة بين غزة ورام الله، فهذه خطوة تستحق الشكر والتحية.
لاشك أن أحداث يونيو 2007 الدامية قد باعدت بين أبناء الوطن الواحد وأصحاب القضية الواحدة، وخلقت جفوة بينهم، وغدا حالنا كما قال الشاعر: أضحى التنائي بديلاً عن تلاقينا.
لذلك تأتي هذه الزيارة إلى القطاع والحرص على لقاء الأخوة في حركة حماس والتواصل معهم بهدف إيجاد مخرج لما يسمى "أزمة التوقيع على الورقة المصرية"، وضرورة التسريع بإجراءات المصالحة وفق معطيات وضوابط هذه الورقة، التي هي خلاصة جهد عام من اللقاءات المتكررة في القاهرة وبعض المتابعات لها في رام الله ودمشق.
لا أحد ينكر أن مصر قد تحركت لإنقاذ الحالة الفلسطينية بكل طاقتها، وأفرغت الجهد في رعاية الحوارات التي شاركت فيها كافة الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركتي فتح وحماس.
لاشك أن الذي أطال عمر هذه الحوارات والتدقيق الممل - أحياناً - في كافة تفاصيلها هو غياب الثقة واستشراء لغة التشهير والمناكفة بين فتح وحماس، إذ لو كانت الثقة قائمة بين الطرفين لما أخذتنا جولات الحوار طويلاً.. ولكن الجروح كانت غائرة، وغاب الاطمئنان تجاه ما يبيته الآخر أو يمكر به.. لذلك كانت كل خطوة تخضع لأدق الحسابات ويأخذها كل طرف ويحللها بحذر شديد.
إننا نأمل أن يكون هذا اللقاء فاتحة خير في علاقاتنا الداخلية، وأن يؤسس لأجواءٍ تعاود فيها كل من فتح وحماس في قطاع غزة والضفة الغربية التحرك بروح التنافس الشريف دونما خشية من غلبة الآخر أو تنمره للاستفراد بالسلطة، لأن الجميع بات يدرك أننا ونحن في ظل الاحتلال ليس أمامنا من خيار إلا العمل من خلال شراكة سياسية يعطي فيها الجميع للوطن فلذات كبده الحزبية والفكرية والنضالية، حيث إن شرذمة المواقف وتناثر الجهود ستمنح عدونا التاريخي كل الفرص لابتلاع الضفة الغربية وتهويد بيت المقدس، إضافة لتشديد طوق الخناق الاقتصادي والسياسي على قطاع غزة.

التوقيع على الوثيقة: بوادر ومؤشرات

أعربت الخارجية الفلسطينية في قطاع غزة عن ترحيبها بالتصريحات التي صدرت – مؤخراً - عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، والذي أشار فيه إلى أن مصر - بعد التوقيع على الوثيقة - ستأخذ بعين الاعتبار ملاحظات جميع الفصائل عند التنفيذ.

لاشك أن هذه الإشارات الإيجابية المتبادلة هي مقدمة لخطوة يمكن أن تأخذها حركة حماس لقطع الطريق أمام من يحاولون خلق قطيعة بينها وبين الشقيقة مصر.. حيث إن كل ما نتطلع إليه مع الأخوة في فتح وباقي فصائل العمل الوطني والإسلامي هو التوصل إلى شراكة سياسية تحمي مشروعنا الوطني، وتعزز من قدرات شعبنا على تحدي الاحتلال ومواجهته.

إننا في حكومة السيد إسماعيل هنية – كنا وما زلنا - ندعو إلى سرعة تهيئة الأجواء للتوقيع على الوثيقة المصرية لإنهاء الانقسام قبل القمة العربية في طرابلس، حيث إننا نطمح إلى أن ينصب الجهد العربي في القمة على كيفية حماية هذا الاتفاق وتوفير الغطاء السياسي لأية تفاهمات فلسطينية تتعلق بالانتخابات القادمة، وضمان احترام ما يتمخض عنها من نتائج وتوافقات.. إننا نأمل أن يتركز الجهد العربي في قمة طرابلس إلى العمل على رفع الحصار الظالم المفروض على شعبنا، وإنهاء العزلة السياسية عن الحكومة في قطاع غزة، والبدء بجهود إعمار ما هدمته الحرب العدوانية الإسرائيلية الأخيرة على القطاع.

إن مصر ستبقى لفلسطين وشعبها رافعة وطنية، ولن ينسى أهلنا ما قدمته مصر من تضحيات جسام على مدار تاريخ هذه القضية وما صاحبه من حروب وويلات.
وختاماً..
إننا نثمن كل الجهود التي تبذلها جهات فلسطينية وإقليمية ودولية لرأب الصدع، والسعي لجمع الموقف الفلسطيني على قلب رجل واحد، ونتمنى على كل وسائلنا الإعلامية في الضفة الغربية وقطاع غزة أن تكون عوناً للوطن لا سيفاً مسلطاً عليه.. ونناشد كل الحناجر المجلجلة هنا وهناك أن تمنحنا فترة من التزام الصمت والراحة حتى يبلغ الصلح مداه، وتأتي لحظة فرح يستبشر فيها المنهكون والمعذبون من أهلنا بفرج الله، ونتهيأ جميعاً للذهاب في يونيه القادم للانتخابات؛ الرئاسية والتشريعية وكذلك المجلس الوطني، والعمل – بتوافق وطني - على إصلاح مؤسساتنا السياسية والأمنية في ظل شراكة سياسية يحترمها الجميع، ويعمل على تعزيزها بأمانة وإخلاص باعتبارها قاطرة النجاة لشعبنا وقضيتنا.