|
فياض:البدو في حلهم وترحالهم يجسدون وحدة الوطن البقاء في الأغوار مقاومة
نشر بتاريخ: 09/02/2010 ( آخر تحديث: 09/02/2010 الساعة: 20:27 )
أريحا- معا- بيت لحم - معا- ندد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض بإمعان الحكومة الاسرائيلية في سياسة القمع و الاستبداد بحق أبناء شعبنا الفلسطيني و تضييق سبل العيش عليهم. كما أدان قرار سلطات الاحتلال منع خبير الاراضي و الخرائط خليل التوفقجي لمدة ستة أشهر من السفر و اعتبر أن الاسباب التي تدعيها إسرائيل لمنعه من السفر هي أسباب واهية تؤكد إصرار سلطات الاحتلال على ممارسة القمع.
و أكد رئيس الوزراء أن حدود دولة فلسطين الشرقية لن تكون إلا مع المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، واشار إلى محاولات الاحتلال لتكريس منطقة الأغوار أو باقي المناطق المسماه (ج) في الوعي الدولي أراض متنازع عليها، وشدد على أن الأغوار وكل المناطق المصنفة (ج) بما في ذلك المناطق الواقعة خلف الجدار هي جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، مثلما هي القدس الشرقية، وهي تشكل المجال الحيوي لعمل السلطة الوطنية والمشاريع التنموية التي تنفذها في اطار خطتها لبناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية خلال العامين القادمين، وبما لا يتجاوز أواسط عام 2011، ولن نلتفت الى كل التصنيفات المجحفة المسماه (أ.ب.ج). وشدد رئيس الوزراء على دور السلطة الوطنية المستمر في الحفاظ على هوية هذه المناطق، وترسيخ كل وسائل العيش الكريم ومقومات تعزيز صمود وثبات سكانها أمام محاولات الاستيطان المستمرة التي يمارسها الاحتلال. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء خلال افتتاح المؤتمر الشعبي الأول لتعزيز صمود البدو في منطقة الأغوار. وقد أثنى فياض في كلمته على دور اللجان الشعبية لحماية الأغوار ومناهضة الاستيطان والجدار ومركز العمل التنموي "معا" وكافة المؤسسات الاهلية والأطر الشعبية وأهالي ووجهاء المنطقة على تنظيمهم هذا المؤتمر الذي يشكل جهدا حقيقيا لتثبيت المواطن في منطقة الأغوار والمناطق البدوية، والدفاع عن حق أبناءها في التعليم والتطوير والحياة الكريمة وقال: "ان السياسة الإسرائيلية والنوايا الاحتلالية المتبعة تهدف الى الاحتفاظ بمناطق شاسعة من الأرض الفلسطينية تضم مناطق (ج) وخاصة الأغوار، التي تشكل 26% من الأرض الفلسطينية، وهي تقوم بالتضييق على حياة الناس فيها وذلك بهدف دفع المواطنين للهجرة عن أرضهم لتبقى خالية وفريسة للمشروع الاستيطاني". كما حيا رئيس الوزراء المواطنين على صمودهم وتشبثهم بأرضهم، وقال "إن البقاء مقاومة، ليس هنا فحسب بل في كل المدن والقرى الفلسطينية وخاصة تلك المهددة والمتضررة من الجدار والاستيطان، كما أن البقاء في القدس الشرقية والصمود فيها يشكل عنوان هذه المقاومة". وأشار رئيس الوزراء الى أن منطقة الأغوار هي كباقي المناطق الفلسطينية تشكل مجالاً حيوياً لعمل السلطة الوطنية ودورها في تلبية احتياجات سكان الأغوار وكافة المناطق، في توفير الخدمات التعليمية والصحية الأساسية، وكذلك مشاريع المياه والكهرباء ودعم الزراعة والثروة الحيوانية. وأكد رئيس الوزراء على أهمية أن تتحول ورش العمل الجارية في مختلف المناطق الى ورش انجاز خاصة في مجالات الصحة والتعليم وكافة الخدمات الأخرى بما فيها مجالات الحكم والادارة الهادفة الى تعزيز قدرة المؤسسات على تلبية احتياجات المواطنين وتطلعاتهم وقال "إن هذا الجهد يشكل وجهة أساسية للسلطة الوطنية، وأن هذا ليس ترفا بل هو جهد حقيقي وأساسي لبناء دولة فلسطين المستقلة". وقال فياض "عندما بدأنا العمل نحو إنجاز بناء مؤسسات دولة فلسطين المستقبلية شكك البعض بقدرتنا على الانجاز بسبب وجود الاحتلال"، وأضاف "بالضبط لأن الاحتلال يسعى للتضييق على شعبنا فإن تنمية القدرة على الصمود التي نعمل عليها ستكون كفيلة بتحقيق المساهمة الفعالة لتمكين شعبنا من الخلاص من هذا الاحتلال، ففي كل يوم ننجز فيه مشروعاً ونبني ونطور قدراتنا، فإننا نقرّب يوم الخلاص من الاحتلال ونكون قد أضفنا مدماكا آخر لاقامة مؤسسات دولتنا، وهذه هي المعطيات الحقيقية وليست الشعارات، فنحن نهدف إلى تحويل هذه الشعارات الى واقع وعمل ونتائج ملموسة". وأضاف فياض: "ان ما يحتاجه شعبنا هو تعزيز مقومات صموده وبقاءه على أرضه، وأنه بالرغم من كل النكبات التي لحقت بشعبنا منذ النكبة وحتى يومنا هذا. فعلينا ان نتحلى بالعزيمة والصبر والاصرار على تحقيق أهدافنا الوطنية في الحرية والاستقلال". وندد رئيس الوزراء بالتهديدات الاسرائيلية لهدم مسجد ومدرسة عرب الكعابنة. وأعتبر أن التهديد بهدم المدرسة والمسجد لن يزيد أبناء شعبنا إلا إصراراً على البقاء وتثبيت حقنا المشروع في الحياة. وقال "كنا هنا منذ البدايات وكل ما هنا يذكرنا بهذه البدايات فهذه أرضنا وستبقى لنا وسنستمر في جهود البناء لمواجهة سياسية الهدم والتهجير الإسرائيلية". كما أكد رئيس الوزراء على استئناف المرحلة الثالثة من مشروع دعم وتطوير المناطق البدوية الذي تنفذه الحكومة بقيمة إجمالية بلغت حوالي 23 مليون دولار، وأشار إلى مواصلة الحكومة لجهودها الحثيثة في ايصال الخدمات الأساسية والبنية التحتية، ومتابعة تنفيذ خطة عمل الحكومة للعامين القادمين والتي أعلنت في وثيقة "فلسطين: انهاء الاحتلال واقامة الدولة"، واستدرك قائلا إلاّ أن النجاح الكامل في تحقيق هذه الخطة يتطلب الاسراع في إنهاء حالة الإنقسام وتوحيد الوطن ومؤسساته كي تتمكن السلطة الوطنية من تنفيذ المشاريع التنموية في قطاع غزة وإعادة بناء ما دمره العدوان. وشدد على أن ذلك يتطلب ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته الكاملة في رفع الحصار عن قطاع غزة. وفي وقت سابق تفقد رئيس الوزراء مسجد عرب الكعابنة المهدد بالهدم من قبل الاحتلال، حيث كان في استقباله السيد كامل حميد محافظ أريحا والأغوار، والمختار زحيمان مليحات، ووجهاء ومشايخ البدو في منطقة الأغوار. وألقيت في اقتتاح المؤتمر العديد من الكلمات من قبل الأخ كامل حميد محافظ أريحا، والمختار زحيمان مليحات، ووكيل وزارة التربية السيد محمد أبو زيد، والأب فراس حجازين راعي طائفة اللاتين في محافظة أريحا ومدير مدرسة تراسنطة في المدينة، والشيخ حرب جبر رئيس جمعية رعاية الأيتام الخيرية، وابن المنطقة الذي تعلم في المدرسة المهددة بالهدم د. عرفات مليحات، والسيد سامي خضر مدير مركز العمل التنموي معاً، أكدت جميعها على تمسك أهالي الاغوار، كما كل أبناء شعبنا، بأرضهم، وتكاتف كل الجهود لتوفير مقومات الصمود، والالتفاف حول السلطة الوطنية وخطة عمل الحكومة لبناء مؤسسات دولة فلسطين وكذلك التكامل بين المؤسسات الرسمية والأهلية واللجان الشعبية والأهالي من أجل إفشال المخططات الاستيطانية وحماية الأغوار وصمود مواطنيها. ويستقبل الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين وفي وقت لاحق استقبل رئيس الوزراء اعضاء الهيئة العليا لمتابعة شئون الأسرى والمحررين، بحضور وزير شئون الأسرى عيسى قراقع. واستمع رئيس الوزراء خلال اللقاء إلى الجهود والأنشطة والمبادرات التي تقوم بها الهيئة بالتعاون مع وزارة شئون الأسرى والمؤسسات الحقوقية الأخرى، وأكد رئيس الوزراء على أهمية القيام بكل ما هو ممكن وعلى كافة الأصعدة من أجل تفعيل قضية الأسرى باعتبارها تشكل أولوية وطنية في كافة المحافل وفي الوعي الدولي، وبما يضمن التعامل معهم كأسرى حرب وفقاً للمواثيق الدولية، وصولاً إلى إطلاق سراحهم جميعاً. واشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة لا توفر جهداً للقيام بكامل مسؤولياتها ودعم الجهود الشعبية لتحقيق ذلك. |