وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حكام الكرة ....أعلام، لا نكرة ؟! *بقلم: جواد عوض الله.

نشر بتاريخ: 10/02/2010 ( آخر تحديث: 10/02/2010 الساعة: 20:16 )
إن المتابع لكافة البطولات الرياضية العالمية والأوروبية والأسيوية والمحلية ،وفي كافة الألعاب الرياضية،وخاصة في كرة القدم، تلك اللعبة الأكثر شعبية،يستطيع التعرف على اللاعبين، وأسمائهم، وأنديتهم، وأرقامهم ،وحتى شعار أنديتهم،من خلال ظهورها على قمصانهم، وغيرها من سيرهم الذاتية ومعلوماتهم الشخصية عبر التعليق المتابع أيضا لحركاتهم الميدانية، حتى باتت أسماء اللاعبين وأرقامهم، محفورة في الذاكرة ، وأصبحت مثالا للهدافين وأنموذجا يحتذى به من قبل الناشئين ، فتجد الأطفال يقبلون على الرقم 10 في كرة القدم ، أسوة باللاعب "ميسي " و"مارا دونا" ومن قبله اللاعب البرازيلي " بيله"، الذي أعطى لهذا الرقم مكانته ،وشد اهتمام المتابعين لهذا الرقم في اللقاءات من بعده، وإذا تساءلنا هل للرقم معنى حقيقي ومدلول معين في كرة القدم، نجد الجواب الحقيقي ،بالنفي،لا يوجد للأرقام خصوصيات معينة،لها علاقة بالإبداع وإنما الصورة الرياضية المليئة بالفنيات والمهارات والإبداعات لبعض اللاعبين الذين حملوا هذا الرقم سابقا هم من أضفوا علية صفة التميز، وفي الجوهرة السوداء" بيلية" مثالا لذلك، وكأنه الخلطة السحرية ورقم السعد المرتبط بالتهديف، حيث حفره ه بيله هكذا بالذاكرة ؟!،ومن ثم شاع الرقم 9 عندما سطع نور البرازيلي" رونالدوا" في عالم الساحرة المستديرة.، وغيرهم من لاعبين مبدعين ،ونعي حاجة الهيئات والجهات المنظمة للبطولات للأسماء والأرقام قبل اللقاءات،وعند إعداد الكشوفات،ولمساعدة الحكم في إدارة وتطبيق القانون في المباريات، وغيرها،وفي المحصلة فالنتيجة الطبيعية أن تصبح أسماء اللاعبين في الميدان بإطار المعرفات لا النكرات،
من هنا ،يأتي التساؤل هل هناك من مانع قانوني لكتابة أسماء الحكام ،على ظهورهم،؟ حتى يتسنى للمتابع من التعرف عليهم ،ولو من باب الثقافة الرياضية،؟،ربما الطرح مستغرب،من البعض!
وهل نحن بصدد دعم هذا القاضي الميداني أخلاقيا"بالتعريف به "وهل من حق الحكام على اتحاداتهم إشهار أسمائهم ، فالقانون يكفل لهم الحماية، فلما يخفونها ،وما الغاية من وراء ذلك،وبأدائهم يفرضون احترامهم ومكانتهم المجتمعية، فلما لا نمرر ثقافة القانون ومطبقه في الميدان،للمتابعين،
نعم هذا الذي يقع على عاتقة القضاء والحكم بمهنية وموضوعية ويتحمل الكثير في سبيل رفعة المباريات الرياضية، والسير بها بين الأشواك لبر الأمان، فقد آن الأوان ،للتعريف بهم عبر بطاقاتهم ، وتكريمهم وتقديرهم ،
لأسباب اعتبارية وأخلاقية وموضوعية،بحكم عددهم ،وإمكانية زيادتهم،واختلاف دولهم واتحاداتهم، فالكثير من الألعاب الرياضية يقودها ويديرها أكثر من حكم ،ما بين ساحة ومراقبي خطوط ومسجلين ومراقبي مباريات،وغيرها،وربما نشعرهم بزيادة مكانتهم بهذه الخطوة،باعتبار المعرف أفضل من النكرة،خاصة لدى المشاهد العادي أو عند متابعة مباريات في قارة أخرى،
لست حكما مصنفا،وربما أكون مثقفا رياضيا بحكم تخصصي،لكن الاعتبار لهذه المهنة من مختلف الجوانب،المادية والمعنوية قد يدفع الصغار والناشئة أكثر وتشجيعهم نحوها ، ليصبح كذلك الحكم قدوة في رسالته ومهنته، لا شماعة فقط لتعليق الأخطاء عليها وجلدهم كلما خسر فريق هنا أو هناك ، حيث لم اسمع عن تكريم هنا أو هناك لطواقم التحكيم التي تدير المباريات،أو تضمينهم للاستطلاعات أو استهدافهم بالرعايات التي تستهدف الملاين، إلا ما ندر، في حين كان الحكم وصفارته هي من تتحكم في أنفاس الملاينين من المتابعين،أثناء اللقاءات .
أرى إضافة لواجبنا في العمل على تطوير وتأهيل الحكام وتحسين أوضاعهم ، وتصنيفهم حتى يقدموا أنفسهم نموذج لقضاة الحكم والعدل في المنافسات الرياضية،بعيدا عن التحيز،سعيا وراء التملق والعطايا المادية، فلا ضير من منحهم مزيدا من المكافآت المادية لتحسين أوضاعهم، وتوفير بيئة رياضية مناسبة لأدوارهم القيادية ،ومن منحهم كذلك حقوقا أخلاقية معنوية،ممثلة بطاقات تعريفية ، بأسمائهم ،في المباريات المحلية،ولبلدانهم واتحاداتهم في اللقاءات الدولية ،أو كما يراه الإتحاد مناسبا،وإذا طبقها اتحاد الكرة، ربما تمضي من خلفه كافة الاتحادات في هذه الخطوة.
وفي الوقت الذي نشاهد في معظم البطولات الرياضية، الأندية واللاعبين يقومون بتسويق الشركات الدعائية ، على صدورهم، وخلف اكتافهم ،هل يعقل أن تبقى أسماء الحكام عن ظهورهم مخفية كحد أدنى لبطاقتهم التعريفية.
هذا مقترحي المتواضع نعرضه على المتابع، ونقدمه بصيغة تساؤل:لماذا لا يتم كتابة اسم الحكم على قميصه وخلف ظهره بشكل واضح،أسوة باللاعبين ، ولمن رغب بتطبيق الفكرة قد يجد البطاقات التعريفية اللازمة ،باسم الحكم وبلده ،أو اسم الحكم واتحاده،وربما برقم يعطي مستوى تصنيفه ،محلي ،دولي،..وقد يتابع هذا المقترح على الصعيد الدولي لطرحة من ناحية وانتظار الموافقة ، أو تبرير عدم الطرح من ناحية أخرى.

[email protected]