محطات من دورينا * بقلم : صادق الخضور

قمة باحت بأسرار كثيرة ، ففيها مفاجآت وإثارة ، قمة العميد والنسور تسيدت المشهد ، وكانت عبارة عن باقة ورد قدمناها لزائرينا من الإمارات ممن لم يكتفوا بمجرد مشاهدة إحدى المباريات ، بل خرجوا بانطباعات وذكريات جنحت للبعد الإيجابي .

جماهير الخليل ...وفية وبهية
كذا كانت جماهير العميد في اللقاء ، فجمعت بين الوفاء والانتماء ، وأكدت أنها رأس المال الحقيقي لفريقها ، ومهرت تواجدها بانضباط واتزان ، وعبرت عن وجه مشرق وحضاري لجماهير الكرة في فلسطين ، فقد كانت الخليل والكرة الفلسطينية على موعد مع جماهير فاجأت بالتزامها وانضباطها ، حتى في لحظات اعترى العميد فيها تراجع في النتيجة والأداء ، لكن الجماهير تسامت على جراحها وفريقها يلعب منقوصا ، وواصلت الثقة بلاعبين لم يخيبوا ظن الآلاف التي احتشدت ، فكان للاعبي العميد والنسور شرف النهل من معين المتابعة الجماهيرية الكبيرة .
جماهير العميد قدمت صورة مشرقة عن جماهير الكرة في فلسطين، فاستحقت أن يتردد صدى صوتها في المنابر الإعلامية والتلفزيونية، وأن تحظى بإطراء ضيوف الخليل.
ما نتمناه أن يكون هناك جوائز في نهاية الدوري للجمهور المثالي في كل درجة ، لنعطي الجمهور المتسامح والمتزن حافزا .

الثقافي والمركز ..لفتة طيبة
ما آلت إليه مباراة الثقافي والمركز في الذهاب أحزن الجميع على اعتبار أن الفريقين وجهان لعملة واحدة ، وأن سفيري طولكرم يجب أن يظلا في قارب الوئام .
استكملت المباراة وحدث ما حدث ، وها هي مباراة الإياب على الأبواب ، والمؤشرات خارج الميدان إيجابية للغاية ، فالمؤتمر الصحفي المشترك عبر عن إصرار على عكس روح طيبة نتمنى أن تتجسد في المباراة التي سيكون ملعب الخضر مسرحا لها ، ولا سيما وأن وضع الفريقين على اللائحة زاد منسوب الإثارة .
رفاق مهند عمر بما يملكونه من اتزان في خط الوسط مطالبون بمواجهة رجولية منزوعة العنف مع رفاق المصطفى كنعان ، وسيكون اللاعبون مطالبون بالتعبير عن حالة انضباط تعكس ذاتها على المدرجات
كل التأمل بمباراة حبية ودية رغم حسابات النقاط والمراكز ، وعلى المدربين تهيئة اللاعبين لتأدية دور أخوي يعبر حقيقة عن قوة عرى التواصل بين فريقين لا أظن أن تراجع أحدهما سيكون مسرّة للآخر .

الشارة الدولية...بلا طعم أو هوية
حكامنا ممن حازوا على الشارة الدولية سينعمون بها شرفيا فقط في حال لم يتم عمل اللازم لتوفير الفرصة لهم في مشاركات دولية وقارية وخاصة أن مستواهم لا يقل عن مستوى الحكام على الصعيد الإقليمي وإذا ظل حكامنا المتوجون بالشارة الدولية دون مشاركات خارجية فإن الشارة ستغدو مجرد حبر على ورق ، وبناء عليه فإن دائرة الحكام في اتحاد الكرة مطالبة بتجاوز دورها الداخلي لتحفظ لحكامنا حقهم في المشاركة ، نعم هو حق ويجب أن ينعم بع حكامنا المثابرون ممن يواصلون تقديم عروض جيدة رغم هفوات هنا وهناك كحال التحكيم في كل الدنيا .
وما دام الشيء بالشيء يذكر ، فأن مشاركة أنديتنا في بطولات خارجية يجب أن تحظى هي الأخرى بالاهتمام الكافي من الاتحاد بعد أن انتظم الدوري ، وارتفع منسوب اللياقة لأن تطور كرة القدم مرتبط في جزء منه بالاحتكاك الخارجي .
المشاركات الخارجية للحكام والفرق مطلب ضروري ، ومع توالي إقامة معسكرات خارجية للمنتخبات الوطنية فإن بالإمكان إيفاد حكام لإقامة معسكرات وتحقيق الفائدة القصوى من أي معسكر .

التعليق مرة جديدة
تطور نسبي ولكنه غير كاف في التعليق على بعض المباريات، ومع هذا التطور هناك تطلع لتطور نوعي وتحديدا في المصطلحات والألفاظ المعبرة عن الحقل الدلالي الكروي، والابتعاد عن الأسلوب الإذاعي في التعليق التلفزيوني.
في إحدى المباريات ومن خلال التعليق تكررت ألفاظ : ساندويشات ، مائدة ، وجبة ، ملح ، وكأن التعليق على أحداث تجري في مطعم!!! .
من جديد ، ورشة عمل متخصصة للمعلقين ضرورية ، وبحيث تصمم لتبادل الخبرات والاقتراحات ، ليس المطلوب أكثر من هذا ، وأعتقد أن دائرة البرامج الرياضية في تلفزيون فلسطين قادرة على قيادة هذه الفكرة ومتابعتها لما عودتنا عليه من حرص على الارتقاء بمستوى البرامج الرياضية .

الهلال ..وغيوم التبديل
الهلال المقدسي فريق الإبداع والنجوم ، يتوارى بدره من حين لآخر ، وتكون المداواة بتغيير المدرب ، والفريق مطالب بالواقعية وعدم الاستعجال في قطف ثمار جهور إدارته ، فما بين دوريين –الماضي والحالي-تطور مستوى الفريق وصار من فرق الصفوة .
من حين لآخر يطالع الهلال بتغيير مدربه ، فهل بات الوضع يتطلب مدربا لكل مباراة ؟
للهلال نقول لا تقعوا في خطأ سلوان حين تخلى عن مدربه الناجح وبات في وضع تساؤل بعد أن حظي بالصدارة .
الهلال فريق صدارة ، وعدم التصدر لا يعني نهاية الكون وهزيمة مباراة ليست نهاية المطاف ، وعلى كل حال : لا يدهمنكم سوء الاستعجال .