وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

التغيير ضرورة حتمية *بقلم : أ.بكر حنون

نشر بتاريخ: 10/02/2010 ( آخر تحديث: 10/02/2010 الساعة: 22:07 )
ما من شك فيه أن أهم أسس النجاح والتفوق تكمن في وجود الإرادة الصلبة نحو التغيير المنطقي المطلوب من حيث عوامل الوقت والإمكانيات والحاجة الماسة نحو التغيير ، فالتغيير بحاجة إلى أسس علمية ومقومات معنوية ومادية من أجل بلوغ الهدف المنشود الذي نصبو إليه ، ومن لا يؤمن بالتغيير لا يمكن له أن يتطور أو أن يؤدي رسالته بالشكل الأمثل ، فإذا لم يكن هنالك تغيير لا يمكن أن يكون هنالك انجاز ، فالتغيير هو رغبة ملحة وطموح شديد من أجل تبديل واقع سيء بواقع فيه نظرة تفاؤلية للمستقبل ، فالتغيير من سنن الكون ولا ثبات إلا في عالم الجمادات .

وبما أن كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية بين جميع الألعاب ، لذا فمن البديهي أن يكون التغيير والتطوير من نصيب هذه اللعبة بمقدار حجم شعبيتها ، وذلك من حيث التدريب والتخطيط واللياقة والبنية التحتية ، وحالياً ظهر على السطح مصطلح شديد الأهمية كونه يرتبط بفلسفة كروية ومدارس ذات أصول وقواعد وهو الفكر الكروي ، فلا احد منا يشك في أن المعلم كما يطلق عليه – حس شحاته- مدرب المنتخب المصري يمتلك فكراً كرويا وصاحب رؤية ثاقبة في عالم كرة القدم ، فهو مدرسة كروية متكاملة وذلك من خلال الإضافات النوعية التي أضافها للكرة المصرية بكل تواضع ، فهو مثال يقتدى به من حيث الوطنية التواضع والانتماء والعطاء ، فهو يؤمن بثقافة الانجاز والتفوق بعيداً عن لغة الغطرسة والكبرياء والغرور .

واعتقد جازماً بأنه أول مدرب بتفوق وامتياز وتسجل له ماركة مسجلة من يوظف البديل السوبر بهذه الروعة والإتقان ، فلقد نجح في صنع مجد لاعب قلما سمع به الناس أو تناقلوا أخباره ، ولكن جدو كان حاضراً في كل مباراة بأدائه الرائع وفطنته ومهارته الملفته للنظر في قنص الأهداف وإرهاب حراس المرمى ، لقد عرف المعلم حسن شحاته كيف يوظف موهبة جدو الفنية وقدراته البدنية في الزمان المناسب ومن المكان المناسب ، هذا التغيير الذي أحدثه المعلم في الكرة المصرية هو نتاج فكري وفلسفة خاصة ، فكثير من المدربين وضعت بين أيديهم جميع الإمكانيات وقدمت لهم جميع التسهيلات ولكن للأسف لم يقدروا على إحداث التغيير والتطوير في أداء فرقهم وباءوا بالفشل ، لكونهم لا يملكون إرادة التغيير والتطوير ، أو بالأحرى لا يتمتعون بفكر عميق بالعمل والبصمة المميزة .

من هنا فان المدرب لا يملك عصا سحرية يغير بها واقع الفريق نحو الأفضل في زمن قياسي ، ولكن المدرب الناجح يجب دوماً أن يكون كالقادة ملهماً ومجددا، وأن لا يستسلم للظروف المحيطة به من شح الإمكانيات بل لا يجب أن يمتلك إرادة التحدي والمثابرة نحو تطوير الفريق بفكره الكروي الثاقب وإيمانه بأهمية التحسين والتطوير في عملية التدريب ودراسته لقدرات اللاعبين ، والأهم كيف يعرف أن يوظف قدرات اللاعبين بالشكل الملائم والكشف عن مواهبهم ، فالتدريب ليس عملية اعتباطية تمارس وفقا لاجتهادات شخصية بل علم وفن يدرس ، حيث من هنا ظهرت المدارس الكروية المختلفة ذات النكهات المميزة في عالم كرة القدم .

لذا فان كرتنا الفلسطينية بحاجة إلى التغيير الجذري والحقيقي الذي يضع على سلم الأولويات ثقافة الانجاز والتفوق لا فلسفة الثبات والرضا بالواقع ، ودحض هواجس العاجزين بأن الجديد يجلب الأسؤ ، من هنا فان لغة العصر والتقدم تتماشى فقط مع سياسة التطور ، من هنا فان التغيير ضرورة حتمية لا مفر منها من أجل بلوغ القمة وعتبة المجد .

**الناطق الإعلامي لمركز شباب بلاطة/