|
مركز حواء للثقافة والفنون ينظم ورشة حوار حول الفلتان الأمني
نشر بتاريخ: 12/05/2006 ( آخر تحديث: 12/05/2006 الساعة: 07:50 )
نابلس-معا. نظمت جمعية مركز حواء للثقافة والفنون ورشة حوار حول ظاهرة الفلتان الامني وتفاقمها في المدينة وذلك لدراسة أسباب الظاهرة وسبل التخلص منها.
وشارك في الورشة السيد غسان المصري ممثلاً لمحافظ المدينة والسيد فياض الأغبر ممثلاً لرئيس البلدية والعقيد محمد عيسى مدير الشرطة بالإضافة إلى ممثلي المؤسسات الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني وعدد من المواطنين. وتحدثت غادة عبد الهادي، رئيسة الجمعية عن ظاهرة الفلتان الأمني التي تتفاقم يوماً بعد يوم مشيرة إلى أن هذه الظاهرة قد أصبحت حديث المواطن الفلسطيني في كل أوقاته، وأشارت الى انعكاس هذه الظاهرة سلباً على الاقتصاد الفلسطيني والنسيج الاجتماعي، كما نوهت إلى خطورة الفلتان الأمني على القضية الوطنية بالإضافة إلى ما تلحقه من أضرار كبيرة بالصورة النضالية والحضارية للشعب الفلسطيني ودعت جميع المؤسسات الى التعاون من أجل معالجة ظاهرة الفلتان كما دعت السيدة عبد الهادي الحضور إلى التفكير بسبل الخروج من هذا المأزق. ثم تحدث العقيد محمد عيسى مدير شرطة مدينة نابلس عن المسؤولية الجماعية المطلوبة لمواجهة هذه الظاهرة، مشيراً الى الاعتداء على الممتلكات والمؤسسات الوطنية وعدم الانضباط، وأشار إلى عدم امتلاك جهاز الشرطة للتجهيزات والامكانات الكافي. كما ذكّر الحضور بالحملة التي قامت بها شرطة المدينة قبل عدة اشهر لضبط الأوضاع الأمنية حيث حققت تلك الحملة نجاحاً كبيراً لولا عودة الاحتلال الإسرائيلي لاجتياح المدينة بشكل يومي مما أدى إلى عدم قدرة الأجهزة الأمنية على القيام بواجبها بالشكل المطلوب، الأمر الذي أعاد الأمور إلى ما كانت عليه قبل انطلاق الحملة. ودعا مدير الشرطة المواطنين إلى عدم التوجه إلى المجموعات المسلحة لحل المشاكل الاجتماعية والتوجه إلى الشرطة والجهاز القضائي إذ أن الحلول التي يحصلون عليها لن تكون نهائية طالما لم تأخذ بعدها القانوني. وتحدث فياض الأغبر ممثل رئيس البلدية عن أهمية الأمن والطمأنينة مشيراً إلى دور الشعور بالظلم في تشجيع هذه الظاهرة، بالإضافة إلى انعدام سيادة القانون، مشيرا إلى عدم وجود من ينصف المواطن مما يدفعه لأخذ القانون بيديه منوهاً إلى خطورة ذلك على الأخلاق العامة, داعياً إلى العدل والإنصاف في معاملة المواطنين إذ لولا عدم وجود العدل لما انطلقت هذه الظاهرة السلبية في المجتمع الفلسطيني. كما دعا إلى تنظيم حملة توعية في المساجد والمدارس والمؤسسات التعليمية والوطنية وذلك لتوعية الرأي العام بخطورة الفلتان الأمني وضرورة مواجهته بشكل جماعي وإلى ضرورة قيام الحركات السياسية بضبط عناصرها والى عدم إتباع المعايير المزدوجة في التعامل مع المواطنين مما يشجع وينمي هذا الشعور بالظلم. أما غسان المصري ممثل محافظ المدينة فقد تحدث عن دور الاحتلال في إفشال محاولات ضبط الوضع الأمني في المدينة وأشار إلى الصعوبات التي تواجهها الشرطة في العمل في ظل الاجتياحات اليومية، وتحدث السيد زهير الدبعي مدير دائرة الأوقاف عن عسكرة المجتمع الفلسطيني التي تعود في جذورها إلى عام 1989 حين بدأت تضيق دائرة المشاركين في الانتفاضة الأولى بسبب عسكرتها وإقتصارها على مجموعات عسكرية مما أفقد الانتفاضة بعدها الجماهيري وعزى الدبعي مسؤولية الفلتان الحالي إلى عسكرة الانتفاضة بالإضافة إلى عوامل أخرى. وأشار المصري إلى إمكانية التخلص من هذه الظاهرة بالتعاون بين الحكومة وقادة الرأي العام والعاملين في التربية والتعليم. ثم تحدث المواطن جميل عبده والذي حمّل السلطة الفلسطينية مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع مذكراً بالجهود الأمنية التي تبذلها أجهزة السلطة والشرطة التي ترافق الوفود الرئاسية في حماية الرآسة متناسية واجبها في حماية المواطن، كما أشار إلى دور الشعب في إيصال الرئيس إلى سدة الحكم منوهاً إلى عدم قدرة المواطنين والمستثمرين على احتمال الوضع القائم ومذكراً بالصراع على النفوذ ورغبة المتنفذين في السلطة بالاستحواذ على الامتيارات. ومن الجدير ذكره أن الطالب فضل عسقلان من كلية القانون في جامعة النجاح الوطنية كان قد قدم عرضاً للإحصائيات التي صدرت خلال السنوات الماضية والمتعلقة بالفلتان الأمني وأعداد الضحايا الذين سقطوا نتيجة للفوضى السائدة. ثم ُفتح باب المشاركة في الورشة التي أدارها الدكتور علي السرطاوي، عميد كلية القانون في جامعة النجاح الوطنية والذي أكد على ضرورة التعاون بين الجميع لحل مشكلة الفلتان الامني، وأعرب المواطنون بشكل عام عن استيائهم من استمرار الانفلات الأمني الذي يعيق تطور المدينة وتم توجيه المناشدة للرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس لزيارة المدينة والالتقاء بالمواطنين والمسئولين لحل هذه المعضلة التي تشكل خطراً كبيراً على حاضر ومستقبل المدينة. |