وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطات من دورينا * بقلم :صادق الخضور

نشر بتاريخ: 13/02/2010 ( آخر تحديث: 13/02/2010 الساعة: 18:08 )
الدوري متواصل، وهو في محطتي الممتازة ب، والأولى أ على مشارف النهاية، فرق ضمنت الصعود وأخرى تترقب، وفرق خذلت جماهيرها للموسم الثاني على التوالي كإسلامي بيت لحم وصور باهر، وفرق فرحت مع نهاية الدوري الماضي وها هي تودع كما هو حال دورا .

البيرة تحقق المصالحة مع المستديرة
علامة كاملة حققها الفريق البيراوي حتى الآن مع معاودة الدوري نشاطه ، والنتائج الإيجابية كانت على فرق ذات باع طويل ، فالسمران والهلال والعميد كانوا المحطة التي عبرها فرسان البيرة باقتدار ، ولعل وراء نجاح البيرة أسباب عدّة لا يتسع المجال لذكرها كلها ، وأهمها وجود أعضاء إدارة غيورين على تاريخ الفريق وسمعته ، ويكفي أن تتابع جمال كامل وعلاء الصالح في أية مباراة لتلحظ مدى الارتباط الوجداني بالفريق ، وهناك المدرب الذي غامر واستلم المهمة ولم يسمح لوضع الفريق المتردي بأن يكون سببا في تقاعسه ، وهناك اللاعبون المجتهدون .
الجمهور البيراوي سر من أسرار النجاح ، ففي الشدائد تبرز الوقفة ، هذا ما عبرت عنه جماهير البيرة وهي تعيد لملعب ماجد أسعد الحيوية .
البيرة تعود من الباب الواسع، وتحصيل العلامة الكاملة في الإياب هو السمة الأبرز حتى اللحظة، فهل يواصل الفرسان سطوتهم وصحوتهم ؟؟

أين النقاد الرياضيون؟
هل لدينا فقط مجرد ناقلي وقائع ومعدّي تقارير صحفية ؟ ألا يوجد لدينا إعلاميون متخصصون في تقييم الحكام ؟ ولماذا غدا الحكام أكبر من كل نقد مع أن أخطاء بعضهم تغيّر مجرى مباراة ؟
أسئلة تطرح ، والغريب أن لجنة الحكام لا تراعي وجود مواقف شخصية بين بعض الحكام وبعض الفرق ، فتصب الزيت على النار ، وإلا بم نفسر إيقاف مباراة لهتاف جمهور مع أن الهتاف تكرر غير مرة من كلا الفريقين ، ثم يعود الحكم لمواصلة المباراة وهو تحت ضغط رد الاعتبار !!1
إن الأخطاء التحكيمية حين تتوالى وتتكرر من حكم بعينه ضد فريق بعينه ، فهذا مما يستوجب المراجعة ، ولا أرى تفسيرا لهذا التجاهل النمطي والعبثي لمشاعر جماهير وإدارات فرق تصل الليل بالنهار لرفع شأن فرقها ، ثم تدفع ثمن لعنة المواقف .
الجرأة مطلوبة، وكلمة الحق واجبة، وفي بعض المباريات وقفت العلاقة التاريخية بين جماهير فريقين حرزا واقيا من وقوع ما لا تحمد عقباه.
السؤال المطروح : ألا يخطئ حكامنا ؟ أكلهم بالمستوى ذاته ؟ ألا يتطلب دورينا جلب حكام محايدين ؟
ألا توجد آلية لتكريم الحكام المجيدين وتمييزهم من غيرهم من الحكام ؟
الحكام في دائرة الضوء ، والحكم قائد ، وإذا ما اكتشف أنه أخطأ فليعلنها صراحة وحينها إما أن يواصل بكبرياء أو يعتزل بكبرياء أيضا ، وشخصنة الأمور لن تزيد الطين إلا بلّة .
لحكامنا نقول وإذ نقدّر عاليا إبداعات غالبيتهم ، أنتم سر النجاح ، وأنتم مبعث القلق ، فبالله عليكم : الحياد وإلا الابتعاد .


عسكر تتمختر
الفريق الشاب المكافح عسكر قاب قوسين أو أدنى من اللحاق ببلاطة والعودة لموقعه بين الكبار ، وقد اتخذت مسيرة الفري منحى تصاعديا حيث كانت كل مباراة في الإياب بطولة بحدّ ذاتها ، والفريق النابلسي حذا حذو شقيقة بلاطة ، فاستحقا معا العودة والتقدير.
من يتابع فريق عسكر يجد أن هذا الفريق يمتلك ميزة اللعب الأرضي السريع والتناقل المدروس للكرة، واللعب على الأطراف علاوة على تمتع لاعبيه بقدرات التحرك دون كرة مما يمكنهم من فرض أسلوب لعبهم على الفريق المنافس.
في عسكر وفي الآونة الأخيرة عادت للفريق روحه ، والعودة الميمونة للاعبه عادل الفران عكست ذاتها على الخط الخلفي ، الذي تكامل مع خط الوسط الذي حظي بتواجد فران آخر ، ليكون الشقيقان بمعية بقية اللاعبين والمحترف رافائيل عازفين محترفين في جوقة النصر العسكراوي .
عسكر حافظت على نسقها، وجددت، ووظفت إمكانيات لاعبيها فاستحقت أن تكون على أعتاب التأهل، ولا عزاء لمن افتقد طول النفس، وأكثر من تغيير مدربيه، وتخبط في ظل تباين مواقف أعضاء إدارته، هذه الرسالة التي أرستها عسكر للجميع.

التداخل في المهام ....وبال
ظاهرة غير محبذة في فرقنا، وهي اضطلاع البعض بمهام مزدوجة، إداري ومدرب، وهناك لاعب وإداري ومدرب، فهل هي قلة كفاءات ؟
في بعض الفرق تسبب هذا الإشكال في مشكلات، فالمدرب الذي يتعامل بمنطق الإداري يتسبب في رحيل لاعبين، ووجود تداخل في القرارات، وبناء عليه، وجب على إدارات الأندية التي تعاني من هذا الوضع المقلق تداركه.
لقد أفرز دورينا بعض الظواهر التي تستحق التوقف عندها والتأمل فيها ، وعلى إدارات الفرق ممارسة دور من النقد الذاتي الموضوعي ، ولا سيما تلك الفرق التي أخفقت ، فتراجع مركزها أو هبطت للأدنى ، وثقوا تماما أن التقييم الموضوعي سيكشف عن نتائج يمكن الاستئناس بها وأخذ العبر منها .

أخطر المواقع
أخطر موقع يمكن أن يكون فيه أي فريق وسط اللائحة ، هذا ما كشف عنه دورينا حتى الآن ، فمع مرور ثلاثة أسابيع على انطلاقة الإياب تمترس البيرة في الوسط وترك السمران والغزلان في وضع حرج ستتكشف تداعياته أسبوعا بعد آخر ، ولعل الانطلاق من كون القاع محسوما هو الذي أزّم الأمور حيث عجزت بعض الفرق عن الظفر ولو بنقطة واحدة .
فرق الصدارة تعيش حالة من الدافعية والنشاط المحموم ، وفرق المؤخرة مقبلة على مرحلة استرخاء وتسليم بالأمر الواقع وهو ما سيترسخ أسبوعا بعد آخر ، ووحدها فرق وسط اللائحة ستظل متوجسة مستنفرة لأن لعبة الكراسي الموسيقية في هذه المنطقة ستظل حتى النهاية .