وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحديث ذو شجون ..حكم له وطن ! * بقلم : فايز نصار

نشر بتاريخ: 14/02/2010 ( آخر تحديث: 14/02/2010 الساعة: 19:14 )
قبل أيام استضاف العميد الخليلي ، شقيقه جبل المكبر المقدسي ، في لقاء الأُنس الرياضي الجليل ، بين القدس والخليل ، لأن بين كبرى المحافظات ، وعاصمة العواصم من وشائج القربى ، وحميمية الجوار والعلاقات النضالية ، ما يجعل هذا الوطن يفتخر بأبنائه ، مقدسيين وخلايلة ،تماما كما يفخر بالنابلسي والغزي ، لان كابوس الاحتلال الغاشم ، وضعنا جميعا أمام استحقاق الدفاع عن حمى الوطن المفدى ، في خيمة المقاومة والتحرير، البناء والتعمير ،!

وبالمناسبة حباني القائمون على الملف الرياضي في تلفزيون كل الفلسطينيين ، بشرف التعليق على تلك المباراة ، فقمت بواجبي استجابة للتكليف الوطني ، وانتهت المباراة بتعادل لم يرضي الخلايلة ، ولم يغضب الجبليين ، ولكنه أعاد حبال الود بين الحيين !

بعد المباراة المشهودة ، وصلتني رسالة على النقال من الصديق كمال طالب الناجي ، الذي يقيم في الإمارات ، اتبعها الدكتور كمال باتصال هاتفي ، عبر دماثة طبع الأسمر الربعي ، الذي أكد لي عبر الهاتف ان دموعه انهمرت ، وهو يشاهد عبر فضائية فلسطين ، مساحات خضراء ، يتنافس فوقها أبناء الوطن ، وهذا يؤكد الجهود الكبيرة لأسرة اتحاد الكرة ، بقيادة اللواء أبو رامي .

بعد ذلك أرسل لي الناجي رسالة على الايميل ... أعرض عليكم بعض ما جاء فيها ، بعد حذف عبارات الثناء التي تخصني :

" تحية إعزاز وإباء لراعي النهضة الرياضية الفلسطينية اللواء الفتحاوي جبريل الرجوب الذي أضاء سماء فلسطين ، وأسس ملاعبها الدولية ، وأدخل فلسطين عالميا بصورة مشرفة بالرغم من قصر المدة .... .

لقد شعرت بالعزة والفخر عندما شاهدت ملعب الحسين الدولي ووجود الرياضي الإماراتي الكبير يوسف السركال هناك ، والمستوى الرائع للاعبين والحكام الأحبة الرائعين ومستوى التعليق المميز فأحببت أن أحييكم" .

وينصح الناجي حكام كرة القدم الفلسطينيين بقوله : "لستم مطالبون بتفسير قراراتكم ، أو الحوار مع اللاعبين خلال سير المباريات ، فهذا يضعف شخصية أي حكم" .

والحق يقاتل: إن رسالة الناجي فتحت ذاكرتي على مصاريعها ، منذ تعرفت عليه مطلع السبعينات ، عندما كنت في طفولتي المتأخرة ، أتلمس معالم الحركة الرياضية ، ويومها كان الناجي من الرياضيين الذين اجتهدوا لوضع الرياضة الخليلية على الخريطة ، رفدا لجهود شقيقه الحكم والمدرب المعروف الحاج احمد الناجي ، حفظه الله ، وأطال في عمره !

ولما عضتنا الغربة بنابها منتصف السبعينات ،اختار الناجي دول الخليج ، واخترت أنا المغرب العربي الأوسط ... ولكن الرجال تلتقي ، عندما يعز لقاء الجبال ، فكان لقائي مع الناجي في عمان ، بحضرة النابلسي المرحوم الحاج أمين المصري ... يومها كان الناجي في الأردن ، في محاولة لحمل الشارة الدولية في التحكيم ، بعد نجاحه في قطر والإمارات ، ولكن الرياح لم تهب كما اشتهت مراكب كمال طالب ، فتأجل حلم الشارة الدولية الفلسطينية إلى حين .

ومع اشراقة شمس الدولة الفلسطينية ، بعد تفاهمات اوسلو ، التقيت الناجي عدة مرات ، في الخليل وعمان ، وفي كل مرة كنت الحظ أن عزيمة ابن طالب قد تجذرت أكثر ، وان طموحاته قد أورقت ، ليصبح احد الفرسان الفلسطينيين ، الذين بيضوا وجه معشوقتنا فلسطين عربيا وآسيويا !

يومها أجريت لقاء مع الناجي لصحيفة "صدى الملاعب" الجزائرية ، واخترت عنوانا للقاء " الناجي يشرف الصافرة الفلسطينية في الخليج العربي ، فأصر صديقي عزالدين ميهوبي على تغيير العنوان ليصبح " الفلسطيني كمال الناجي ... حكم بلا وطن !".

في رسالة كمال طالب ، التي وصلتني منذ أيام همسة عتاب مبطنة ، ملخصها ان الإعلام الرياضي الفلسطيني المرابط في الوطن مقصر بحق الرياضيين الفلسطينيين المهاجرين ... وله الحق في هذا العتب ، لأن العتب يساوي المحبة والعشم في عرف الخيرين ... والأمل في ان تكون المرحلة القادمة مميزة بتسليط الأضواء على كفاءاتنا الفلسطينية المهاجرة ، للاستفادة من تجاربها ، وزجها في المشروع الرياضي الفلسطيني ، وهذا ما اتفقت عليه مع الأستاذ عطا الله نجار ، رئيس تحرير مجلة فلسطين الرياضي، الذي وعد بفتح نافذة على الرياضة الفلسطينية المغتربة ، على صفحات لسان الاتحاد ، مجلة " فلسطين الرياضي"

والحديث ذو شجون

[email protected]