وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وزارة السياحة والآثار بصدد إنتاج فيلم حول قصر هشام في أريحا

نشر بتاريخ: 15/02/2010 ( آخر تحديث: 15/02/2010 الساعة: 15:30 )
اريحا- معا- تقوم وزارة السياحة والاثار بالعمل على انجاز فيلم حول قصر هشام الاموي في مدينة اريحا وذلك بالتعاون مع شركة سما للانتاج السينمائي وبتمويل من الوكالة اليابانية للتنمية (جايكا).

وأشار د. حمدان طه الوكيل المساعد لقطاع الآثار والتراث الثقافي بأن طواقم دائرة الاثار قامت في اطار هذا المشروع بالكشف المؤقت عن أرضية فسيفساء الحمام الكبير في قصر هشام، وهي أكبر مساحة فسيفساء متصلة في الشرق الاوسط وتبلغ مساحتها الاجمالية 850 مترا مربعا.

وتعتبر أرضية الفسيسفاء الملونة والتي تضم شجرة الحياة في غرفة الديوان في القصر أحد الروائع الفنية الاموية. وتتكون أرضية قاعة الحمام الواسعة من 38 لوحة فسيفسائية، صممت بنماذج فريدة لتتلائم مع سقف الحمام وتقسم إلى لوحات دائرية ومستطيلة، ويقع الحمام الكبير في الجهة الشمالية للقصر. ويحتوى على ردهة الاستقبال المقببة (غرفة الحمام البارد)، وسلسلة من غرف الاستحمام الساخنة والدافئة، والمراحيض.

وتعتبر ردهة الاستقبال الباردة (فرجيداريوم) المعلم الرئيس للحمام، وأبعادها 30×30 مترا، وكان المدخل الرئيسي للحمام من الجهة الشرقية عبر ممر مسقوف ومرتفع، وضعت فيه تماثيل جصية. وإحدى هذه التماثيل ربما يمثل الخليفة الوليد وهو واقف بمفرده مرتديا زيه الرسمي وينتضي سيفه بيده، وتمتاز الحنية المركزية في الواجهة الغربية المقابلة للباب بوجود محاريب على شكل حذوه الفرس.

وفي الجهة الجنوبية من الحمام عثر على بركة سباحة بطول 20 مترا وعمق متر ونصف. تشكل نظام عقد الحمام من أقواس الآجر المرتكزة على ستة عشر قاعدة حجرية ضخمة، تقع في أربع صفوف تعلوها قبة مركزية.

يقع قصر هشام على الضفة الشمالية لوادي نويعمة في وادي الأردن، على بعد حوالي 2 كم إلى الشمال من مركز مدينة أريحا. ويعرف الموقع بأطلال خربة المفجر.

وقد نسب القصر إلى الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك بناء على بعض الدلائل الكتابية المكتشفة في الموقع، ولكن يعتقد اليوم بأن القصر شيد على مراحل إبان عهد الخليفتين هشام بن عبد الملك (723-/743م) والوليد الثاني (743-744م).

ولم يكن هذا القصر هو المقر الرسمي للخليفة، وإنما قصر شتوي للراحة والاستجمام شيد على أطراف بادية الشام كقصر المشتى وقصير عمرة وقصر المنيا وقصرالحير الشرقي. وقد دمر هذا القصر العظيم، بواسطة زلزال عنيف ضرب المنطقة حوالي 749م ، قبل أن يكتمل بناءه. وأعيد استخدامه بشكل جزئي في الفترتين العباسية والأيوبية.

وجرى تنقيب الموقع من قبل دائرة الآثار الفلسطينية ما بين 1935-1948، تحت إشراف كل من د. ديمتري برامكي و د.روبرت هاملتون وتجددت التنقيبات سنة 2006 تحت إشراف دائرة الاثار الفلسطينية.

ويتكون الموقع من القصر والحمام الكبير والمسجد والنافورة وساحات وحدائق يحيط بها سور خارجي وحير.أما المنطقة الشمالية فقد جرت فيها تنقيبات جزئية، أظهرت سلسلة من المباني، يعتقد بأنها تشكل جزءا من خان ومساكن لعمال القصر وزود القصر بالمياه من نبعي الديوك والنويعمة، أسفل جبل قرنطل، على بعد 4 كم إلى الغرب، بواسطة قناة مكشوفة وتقطع قناة الماء وادي النويعمة في نقطتين على قناطر محمولة، وتصب المياه في بركة كبيرة إلى الغرب من القصر.

ونوه د. طه بأن الوزارة قامت منذ عام 1995 بسلسلة واسعة من أعمال الترميم وتأهيل في القصر، شملت أرضيات الفسيفساء والجدران ومرافق الخدمات ومركز تفسير الموقع ومختبر الفسيفساء والمتحف والجسر الجديد الذي يقطع وادي النويعمة والطريق المؤدية إلى القصر.

وجدير بالذكر أن الفيلم الذي سيروي قصة قصر هشام سيعرض في مركز تفسير الموقع على مدخل القصر، وسيشمل تاريخ الموقع وتاريخ استكشافه والقيم المعمارية والفنية والجمالية للموقع بما في ذلك تقنية الرسم ثلاثية الابعاد. وتعول الوزارة أن يسهم الفيلم في زيادة الجذب السياحي للموقع.