وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الصليب الأحمر: القيود الإسرائيلية تؤثر بشدة على حياة الفلسطينيين

نشر بتاريخ: 17/02/2010 ( آخر تحديث: 17/02/2010 الساعة: 12:46 )
بيت لحم -معا- قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الخميس إن القيود الإسرائيلية، بما فيها التدابير التي ترمي إلى حماية المستوطنات، تؤثر بشدة على حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وأضافت اللجنة في بيان صحفي وصل"معا" :"في حين أبدى الاقتصاد الفلسطيني علامات نمو، وفي الوقت الذي رفعت فيه بعض القيود المفروضة على تنقل الفلسطينيين، تكاد العودة إلى حياة طبيعية تكون أمرا مستحيلا بالنسبة للعديد من الأشخاص في الضفة الغربية".

وقالت بياتريس ميجيفان روغو مديرة العمليات المكلفة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا باللجنة الدولية للصليب الأحمر ان اللجنة دعت مرارا وتكرارا إلى اتخاذ الإجراءات لتمكين الفلسطينيين من العيش بكرامة.

وأضافت: "إننا نكرر نداءنا إلى إسرائيل لعمل المزيد لحماية الفلسطينيين في الضفة الغربية من عنف المستوطنين والحفاظ على أراضيهم ومحاصيلهم، ولتمكين الأسر من ترميم مساكنها، والسهر على تمكين جميع الفلسطينيين من التوجه إلى المستشفيات والمدارس دون تأخير".

وأوضحت اللجنة: "طوال عقود، أسفرت القيود المتعلقة بالمستوطنات، التي تعتبر غير شرعية بموجب القانون الدولي الإنساني، عن فقدان المزارعين الفلسطينيين للأراضي والدخل. ورغم التحسن المسجل مؤخرا في الوضع الاقتصادي، تعيش نسبة تقدر بـ 50 في المائة من سكان الضفة الغربية في حالة فقر. والسكان المتضررون بشكل خاص هم الفلسطينيون الذين يعيشون في المناطق الخاضعة للسيطرة المدنية والعسكرية الإسرائيلية الكاملة ويشار إليها بالمنطقة (ج) التي تمثل أكثر من 50% من الأرض.

وقالت: "نقاط التفتيش وإقامة الحواجز والسواتر الترابية على الطرق، فضلا عن مسار الجدار في الضفة الغربية، كلها أمور تشكل عقبات يومية للعديد من الفلسطينيين، حتى أن البعض منهم كثيرا ما يتعذر عليه التوجه إلى المستشفى أو زيارة الأقارب نتيجة هذه العقبات. أما الجدار الذي يحيد عن خط الهدنة لعام 1949 أو الخط الأخضر إلى داخل الأرض المحتلة، فهو مخالف للقانون الدولي الإنساني. بالإضافة إلى ذلك، فإن اتفاقية جنيف الرابعة تحظر مصادرة الأراضي لغرض بناء المستوطنات أو توسيعها".

وبينت اللجنة الدولية "إن أعمال المضايقة والعنف التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون تحدث بانتظام، ما يمنع العديد من المزارعين من فلاحة أراضيهم، بل وحتى من أن تطأها أقدامهم. وقد تم في الأعوام الثلاثة الماضية قطع أو إحراق قرابة 10000شجرة زيتون. علاوة على ذلك، يواجه الفلسطينيون الكثير من القيود المتعلقة بالتخطيط العمراني التي تطبقها السلطات الإسرائيلية، وكثيرا ما يتعذر عليهم الحصول على التراخيص لترميم بيوتهم أو توسيعها، ما يعني أن لا خيار أمام الشباب سوى مغادرة المنزل أو العيش في الضيق مع بقية أفراد الأسرة".

وقالت ميجيفان- روغو: "لا بد لإسرائيل من إيجاد التوازن الملائم بين تلبية احتياجاتها الأمنية المشروعة والمحافظة على حقوق السكان الفلسطينيين الأساسية، مشيرة إلى أنه وفقًا للقانون الدولي الإنساني، يترتب على إسرائيل، بوصفها سلطة الاحتلال، معاملة السكان المدنيين معاملة إنسانية في جميع الأوقات. كما ولا بد لها من السماح لاقتصاد الضفة الغربية بالنمو، وتأمين حصول الفلسطينيين على ما يكفي من المياه والرعاية الصحية، ولا بد لها من الامتناع عن مصادرة ممتلكات المدنيين أو تدميرها أو إلحاق الأضرار بها، ما لم تستلزم ذلك بشكل مطلق المقتضيات العسكرية" .