وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض: ليس هناك في فلسطين ما يمكن أن يعتبر مهمشاً

نشر بتاريخ: 18/02/2010 ( آخر تحديث: 19/02/2010 الساعة: 10:09 )
جنين- معا - خلال تفقده وافتتاحه عدد من المشاريع في رابا وجلقموس والمغير والمطلة وأم التوت وبرقين والعرقة والهاشمية وكفر قود ومثلث الشهداء ومخيم جنين وعقابا في محافظتي جنين وطوباس ومشهد الأمل وبناء الدولة بدأ يطغى ويتغلب على مشهد اليأس والاحتلال

افتتح رئيس الوزراء د.سلام فياض ومنذ صباح اليوم عدداً من المشاريع في محافظتي جنين وطوباس، وذلك في 13 قرية وبلدة بدءاً من رابا وجلقموس والمغير والمطلة وأم التوت شرق جنين، مروراً ببرقين والعرقة والهاشمية وكفر قود ومثلث الشهداء غرب جنين بالاضافة إلى مخيم جنين وانتهاءً ببلدة عقابا في محافظة طوباس"، حيث اشتملت هذه المشاريع على تعبيد طرق ومدارس ومراكز صحية ومقرات للمجالس البلدية، وهي جزء من المشاريع المقرة لمحافظة جنين والتي تبلغ قيمتها الإجمالية 58,030,505 دولار، نفذ منها العديد من المشاريع في رزمة الألف الأولى، والتي بلغت قيمتها 11,793,367 دولار، كما بلغت قيمة المشاريع الجاري تنفيذها وهي جزء من مشاريع رزمة الألف الثانية 36,898,535 دولار، هذا بالاضافة إلى المشاريع التي يجري التحضير للبدء بتنفيذها والتي تبلغ قيمتها 9,338,605 دولار.

وقال رئيس الوزراء د.سلام فياض خلال جولته "بعد أن أنجزنا رزمة الألف مشروع الأولى في كافة المناطق، بما فيها الواقعة خلف الجدار، نواصل تنفيذ الألف الثانية من هذه المشاريع التنموية لدعم صمود شعبنا وتمكينه من الثبات على أرضه، وأضاف "إن هذه المشاريع يتم بلورتها من المواطنين أنفسهم، وفقاً لاجتياجاتهم وأولوياتهم"

وأكد أن التجربة الماضية أثبتت أنه وبتضافر الجهود على كافة المستويات الرسمية والمحلية، وما صاحبها من نضج في عملية الادراة والحكم، تم تحقيق هذا الانجاز، الأمر الذي يعطي الثقة بالقدرة على انجاز الألف الثانية من هذه المشاريع فيمدة زمنية أقصر وبما لا يتجاوز نهاية هذا العام.

وقال " بانجاز هذه المشاريع والاصرار على مواصلة انجاز المزيد يتضح أمامنا مشهدين الأول وللأسف استمرار مشهد التدمير بفعل ممارسات الاحتلال الطويلة وما رافقها من يأس، والمشهد الثاني هو تعاظم حالة الأمل والشعور بالثقة والقدرة على الانجاز والنجاح التي ترافق عملية البناء، وأن المشهد الثاني هو الذي بات يطغى تدريجياً على المشهد الأول. وإن ذلك التحول هو الذي يعطينا الثقة والاصرار على مواصلة استكمال عملية بناء مؤسسات دولة فلسطين، وبنيتها التحتية في كافة مجالات الحكم والادارة، وتلك المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية ومرافق البنية التحتية في كافة المناطق"، وأضاف "إن هذا التحول تصاحبه نقله في وعي المواطنين وادراكهم لأهمية المزيد من الالتفاف حول هذه الرؤية وخطة عمل الحكومة للعامين القادمين وعنوانها الأبرز ترسيخ مؤسسات دولة فلسطين واقعاً ملموساً لا يمكن تجاوزه من أي كان.

وأكد فياض على أن السلطة الوطنية تولي اهتماماً كبيراً لتنفيذ تلك المشاريع وفقاً لاحتياجات المواطنين والأولويات التي يبلورونها. كما أكد على أن الأولوية القصوى للسلطة الوطنية تتمثل في تنفيذ مثل تلك المشاريع في مناطق خلف الجدار والأغوار، وكافة المناطق التي تسمى (ج) ، وخاصة في المناطق المهمشة والمتضررة من الاستيطان والجدار، وبما يمكن من توفير تقديم الخدمات والبنية التحتية وفق أقصى الامكانيات المتاحة لتعزيز صمود المواطنين في هذه المناطق، والتي ورغم التصنيفات المجحفة التي فرضت عليها، فهي تشكل المجال الحيوي لبناء مؤسسات دولة فلسطين المستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، في قطاع غزة، والضفة الغربية، وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال" سنبني دولتنا فلسطين المستقلة على كامل الأراضي المحتلة من شمالها إلى جنوبها، وأغوارها، وكل مدنها وقراها ومخيماتها وخربها ومضاربها، وصولاً إلى أزقة البلدة القديمة في القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين"، وأضاف أن الأمل بدأ يطغى ويجب أن يطغى على كل ما يعيق وصولنا إلى تحقيق المشروع الوطني، وأضاف "كلنا يرى في الاحتلال العقبة الرئيسة وكلنا يجمع على ضرورة إنهائه، لذلك لا بد من توحيد كافة الجهود لمواجهة هذا التحدي الأساسي، بعيداً عن المزايدات والشعارات الرنانة التي تضر ولم تعد تنفع".

وأشار إلى أن الكثير مما تحقق بدا في غاية الصعوبة في البداية وخاصة في مجال الأمن، لكنه الآن لم يعد كذلك. فكما نجحنا في توفير الأمن للمواطن باعتباره الخدمة الأساسية، فإننا سننجح في التهيئة لإقامة دولتنا المستقلة"، وأضاف نحن على ثقة بالوصول إلى تحقيق أهدافنا، وهذه الثقة نستمدها من كل مشروع ينفذ لنعزز فيه صمود شعبنا، وفي كل مدرسة نبنيها أو مركز صحي يخفف آلام أبناء شعبنا، ككما في كل طريق نحقق فيه ترابط مدن الوطن وقراه ومخيماته، كما نستمد هذه الثقة من عدالة قضيتنا، وتصميم شعبنا على مواصلة الطريق لانجاز أهدافه. فما بدا مستحيلا أصبح حقيقة وواقع، والأهم من ذلك هو تعاظم شعور شعبنا بالثقة والقدرة على الإنجاز".

وكان رئيس الوزراء وفي مستهل زيارته لمحافظة حنين، وضع حجر الأساس لمشروع تعبيد الطريق الرئيسي في بلدة رابا والبالغة تكلفته 700.000 دولار، حيث كان في استقباله محافظ جنين السيد قدورة موسى، ورئيس وأعضاء المجلس المحلي، وحشد جماهيري واسع، وعدد من الوجهاء، وقادة الأجهزة الأمنية.

وأشاد رئيس الوزراء بصمود أهالي بلدة رابا واهتمامهم بالتحصيل العلمي، الأمر الذي عزز صمودهم وبقائهم، وقدرتهم على مواصلة الحياة عليها. وقال "أرى هنا صفحة من الأمل والحياة بدأت تطغى على اليأس. فليس هناك في فلسطين ما يمكن أن يعتبر مهمشاً"، وشدد على أن السلطة الوطنية بالفعل بدأت ومنذ فترة طويلة بتنفيذ مشاريع تنمية القدرة على الصمود في هذه المناطق وقال: "دولة فلسطين التي نتحدث عنها تشمل كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، ومن حق شعبنا الذي اثبت قدرته على الصمود في هذه المناطق أن تُوفر له كافة الخدمات والبنية التحتية، فمثل هذه المشاريع تزيد من قدرته على مواصلة صموده الأسطوري".

وشدد فياض على أن الجهد التنموي في ظل الاحتلال ليس ترفاً، بل هو تعبير عن مساندة شعبنا في مسيرة صموده الطويلة، من خلال توفير كافة مقومات الصمود بكل أشكال التنمية والمشاريع التي تمكنه من البقاء على أرضه، والصمود في مواجهة الاحتلال وممارساته.

وجدد رئيس الوزراء تأكيده على أن كافة التصنيفات المجحفة للمرحلة الانتقالية والمسماه المناطق (ج)، وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، هي مسرح عمل لمشاريع السلطة الوطنية الفلسطينية، ومجالاً حيوياً لبناء دولة فلسطين، وقال "لن نلتفت اطلاقاً لهذه التصنيفات، وسنستمر في العمل في كافة المناطق بما فيها تلك المسماة بالمناطق (ج)، وبما يشمل الأغوار، كما هي القدس الشرقية، فنحن أميّون عندما يتعلق الأمر بمحاولة تصنيف أرضنا المحتلة إلى مناطق (أ،ب،ج). فنحن هنا منذ البدايات وسنبقى هنا حتى النهايات".

وفي وقت لاحق افتتح رئيس الوزراء مشروع تعبيد طرق داخلية وإنشاء جدران إستنادية في بلدة جلقموس،والبالغة تكلفته 192.000 دولار، كما افتتح مشروع تعبيد مدخل قرية المغير، والبالغة قيمته 100,000 دولار، بالاضافة إلى مقر المجلس القروي فيها، والبالغة تكلفته 75,000 دولار.

كما اجتمع رئيس الوزراء، وفي اجتماعين منفصلين مع المجالس المحلية لكل من بلدات وقرى "المغير، وجلقموس، والمطلة، وأم التوت، ورابا"، بالاضافة إلى قرى وبلدات "برقين، والهاشمية، والعرقة، وكفر قود، وعانين"، أكد خلاله حرص السلطة الوطنية على النهوض بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتمكين المواطنين في كافة المناطق، وخاصة الواقعة خلف الجدار. وأشاد بدور هيئات الحكم المحلي، وأكد على دعم الحكومة لهذه الهيئات في تنفيذ مشاريع البنية التحتية والمشاريع التنموية المختلفة، وأضاف "أن هيئات الحكم المحلي في فلسطين ومن موقع مسؤوليتها المباشرة في تقديم الخدمات للمواطنين، تشكل أحد الأسس الرئيسية لمرتكزات دولة فلسطين التي نسعى الى تطوير دورها باستمرار"، وأبدى اعجابه بالتطور الملحوظ لهيئات الحكم المحلي، وأصدر توجيهاته لكافة المجالس المحلية، العمل بشكل أكبر وتقديم كافة الاحتياجات المطلوبة في بلداتهم وقراهم، وتوجه رئيس الوزراء بعد ذلك إلى بلدة المطلة، حيث افتتح مشروع تشطيب غرف صفية بقيمة 30,000 دولار.

كما دشن وافتتح رئيس الوزراء عدداً من المشاريع في قرية إم التوت، اشتملت على إعادة تأهيل الشبكة الكهربائية بقيمة 24,700 دولار، ومشروع إنشاء أسوار إستنادية بقيمة 35,000 يورو، بالإضافة الى مبلغ بقيمة 25,000 دولار مقدم من الحكومة الكوبية. ووضع حجر الأساس لمجمع الخدمات بقيمة 100,000 دولار، وافتتح مشروع طرق زراعية بقيمة 10,000 دولار، وغرف صفية إضافية لمدرسة أم التوت الأساسية بقيمة 94,188 دولار.

وفي لقاء جماهيري حاشد مع أهالي مخيم جنين في مقر اللجنة الشعبية للمخيم، حيا رئيس الوزراء صمود أهالي المخيم، وجهود اللجنة الشعبية، على ما تقوم به على متابعة تقديم للخدمات الأساسية والضرورية لأهالي المخيم، وشدد على أن السلطة الوطنية تبذل جهودا مضاعفة لتطوير الخدمات ومستوى معيشة سكان المخيم بما يتلائم وحقهم الطبيعي العيش الكريم، ودعا إلى الاستمرار في نهج البناء وتوفير كل ما يلزم كي ينعم أهالي المخيم بظروف أفضل، وشدد على ضرورة تنمية وإشاعة روح التطوع والعمل الجماعي، واستنهاض كل الطاقات لبناء المؤسسات، وأكد حرص السلطة الوطنية على الوقوف دوماً إلى جانب أبناء شعبنا في المخيمات، من خلال تقديم كافة الاحتياجات ووفق الامكانيات المتاحة، بما يعزز صمود المواطنين على أرضهم، باعتباره جهداً وطنياً يهدف إلى انهاء الاحتلال.

كما استمع فياض إلى شرح مفصل حول الأوضاع المعيشية في المخيم، واحتياجات أبنائه وخاصة المتعلقة بالمرافق التعليمية والشوارع الداخلية، ووعد بمتابعة تنفيذ هذه الاحتياجات، ودشن مشروع تأهيل وتعبيد طرق داخلية في المخيم بقيمة 266,500 دولار، وزار مقبرة شهداء المخيم وقرأ الفاتحة على روحهم.

واستكمل رئيس الوزراء جولته في قرى غرب محافظة جنين، حيث افتتح النصب التذكاري لشهداء بلدة برقين، كما تفقد سير العمل في المركز الصحي، ووضع حجر الأساس لمدرسة الشهيد ياسرعرفات والبالغة تكلفتها التقريبية مليون دولار، وبمساهمة من الأهالي بقيمة 30,000 دينار أردني. وثمن الانجازات الهامة التي حققها أهالي البلدة، وروح التعاون والشراكة على المستويين الرسمي والأهلي، وخاصة روح التطوع والمبادرة والريادية من قبل المواطنين، ووعد باستكمال تمويل بناء المدرسة.

كما افتتح فياض عدداً من المشاريع في بلدات وقرى العرقة، والهاشمية وكفر قود، اشتملت على وضع حجر الأساس لمجمع الخدمات في بلدة العرقة والبالغة تكلفته بقيمة 142,000 دولار، ووضع حجر الأساس لمشروع إضافة غرف صفية لمدرسة ذكور الهاشمية الثانوية، بالاضافة إلى إفتتاح مشروع مدرسة الشهيد أبو عمار للذكور في بلدة كفر قود والبالغة تكلفتها 1,400,000 شيكل، وبمساهمة من المجتمع المحلي بقيمة 150,000 شيكل، ووضع حجر الأساس لمشروع إنشاء مجمع الخدمات في كفر قود بتكلفة تقريبية 250,000 دولار.

وفي مثلث الشهداء اجتمع رئيس الوزراء مع رئيس وأعضاء المجلس القروي، وعدداً من المؤسسات الأهلية في القرية، حيث أشاد بالانجازات التي تحققت على مدار السنوات الماضية.

وفي ختام جولته تفقد رئيس الوزراء سير العمل في الشارع الرابط بين محافظتي جنين وطوباس والأغوار الشمالية، ويمر من مدخل بلدة عقابا الرئيسي والذي يبلغ طوله 13كم، وتكلفته 7,5 مليون دولار. وكان في استقباله محافظ طوباس والأغوار الشمالية د.سامي مسلم، وقائد قوات الأمن الوطني اللواء أبو الفتح، ورئيس وأعضاء المجلس المحلي لبلدة عقابا، والمئات من وجهاء وأهالي البلدة،وعدد من المسؤولين في المحافظة.

وفي لقاء جماهيري حاشد شدد رئيس الوزراء على تصميم السلطة الوطنية مواصلة البناء في كافة المناطق وخاصة في الأغوار ومناطق خلف الجدار.

وأشاد بصمود المواطنين في محافظة طوباس وأكد أن ما يتحقق من تقدم يومي وملموس أساسه التفاف الشعب الفلسطيني حول مشروعه الوطني وخطة عمل الحكومة لبناء مؤسسات الدولة كرافعة أساسية لانهاء الاحتلال، وجدد دعوته للاسراع في انهاء الانقسام واعادة الوحدة للوطن ومؤسساته كشرط أساسي لاستنهاض طاقات شعبنا في سعيه لانهاء الاحتلال وبناء دولته المستقلة.

ودعا إلى رفع الحصار الظالم عن شعبنا في قطاع غزة كي تتمكن السلطة الوطنية من البدء في اعمار القطاع وتنفيذ مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية كتلك التي يجري انجازها في الضفة الغربية.

ورحب محافظ طوباس د.سامي مسلم بزيارة رئيس الوزراء، وأشاد بالانجازات التي حققتها الحكومة، وكذلك بجولات رئيس الوزراء الميدانية لكافة المناطق، للوقوف على احتياجات المواطنين، والمشاريع التنموية والحيوية الكفيلة بتعزيز صمودهم وقدرتهم على الثبات على أرضهم، واستعرض المشاريع الحيوية التي تم انجازها في المحافظة في مجال البنية التحتية والمشاريع التي تدعم صمود المواطنين، وترتقي بالمستوى المعيشي.