وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اهداء الى كل مسؤول رياضي :شغب الملاعب ... تحدي كبير يجب مواجهته وإلا..

نشر بتاريخ: 19/02/2010 ( آخر تحديث: 19/02/2010 الساعة: 13:07 )
القاهرة - معا - جواد غنام - أصبحت ظاهرة العنف والشغب ظاهرة واسعة الانتشار في الملاعب الرياضية، وهذه الظاهرة ليست حديثة في المجال الرياضي وإنما هي ظاهرة قديمة قدم الرياضة التنافسية، ولكن الجديد هنا هو تعدد مظاهر العنف والشغب وتغير طبيعته، حيث أصبحت هذه الظاهرة تتعدى حدود الملاعب الرياضية. فالكثير من الجماهير الرياضية أخذوا يحتفلون بعد الفوز بطريقة غير حضارية عن طريق الاعتداء على الآخرين وإلحاق الأذى والضرر بهم أو بممتلكاتهم .
وقد يكون هذا السلوك العدواني بدنيًّا أو لفظيًّا يهدف إلى إلحاق الأذى الجسدي أو الضرر النفسي بالآخرين. ويفرق المتخصصون في علم النفس الرياضي بين نوعين من أنواع العنف وهما: العدوان كغاية، والعدوان كوسيلة. فعندما يكون الهدف من السلوك العدواني هو إيذاء الآخرين وإصابتهم بضرر والتمتع بمشاهدة الألم أو الأذى الذي يلحق بهم من جراء ذلك، يعتبر العدوان غاية بحد ذاته. بينما استخدام العنف لإلحاق الضرر والأذى بالآخرين بغية الحصول على تشجيع خارجي كتشجيع الجمهور أو إرضاء المدرب يعتبر العنف وسيلة لغاية معينة وليست غاية بحد ذاتها. وبالرغم من أن استخدام العنف (كوسيلة) يعتبر الأكثر شيوعًا واستخدامًا في الوسط الرياضي إلا أننا نجد أن كلا النوعين يهدف إلى إيذاء الآخرين ولا يمكن تبريرهما في الوسط الرياضي بأي شكل من الأشكال.
نظرة تاريخية
تشير الدراسات أن ظاهرة شغب الملاعب، قد ظهرت لأول مرة في بريطانيا في القرن الثالث عشر، وامتدت بعد ذلك إلى الدول الأخرى فيما عرف باسم المرض البريطاني، وسرعان ما لعبت العوامل السياسية والنزعات العرقية والانتماءات الدينية دورها في تغذية مشاعر اللاعبين والمشجعين على السواء، إضافة إلى الدور الخطير الذي لعبته المخدرات في تغذية ظاهرة شغب المدرجات. ومرت ظاهرة شغب الملاعب بثلاث مراحل تمثلت الأولى في اعتداء المشجعين على اللاعبين والحكام، واتخذت الثانية صورة الاشتباكات بين مشجعي الفرق الرياضية المتنافسة داخل الملاعب، أما المرحلة الثالثة فهي الأكثر خطورة، إذ نقل المشجعون مشاحناتهم خارج أسوار الملاعب إلى الشوارع.وفي محاولة لقمع الشغب في الملاعب العالمية، واحتواء هذه الظاهرة الخطيرة، سنت بعض الحكومات قوانين تعاقب بموجبها مثيري الشغب بالحبس أو غرامة ضخمة أو الحرمان من حضور الأحداث الرياضية لمدة قد تصل إلى خمسة أعوام. هذا وتستغل أي منافسة لإبراز هذا العداء، كما حدث في كأس العالم بين الألمان والإنجليز، الذين يحملون حقداً دفيناً لبعضهم منذ الحرب العالمية الثانية، أو بين فرنسا وإيطاليا، إذ تعود جذور عدائهم إلى أيام نابليون، كما تظهر مشاكل الشغب، إثر انتماءات عرقية داخل نفس البلد كما حدث في سوريا فيما يعرف بأحداث القامشلي، بين جماهير فريق كردي وفريق عربي، وأيضاً التعصب الذي تبديه جماهير فريق شبيبة القبائل الجزائري ، ولا مجال لحصر تلك الصور المختلفة هنا لكثرتها .
أشهر حوداث شغب فى تاريخ الرياضة

1 - حادثة ملعب هيسيسل سنة 1985:تعتبر أكبر حوادث الشغب على مر التاريخ، والتي ضج العالم على أثرها، وكانت بداية لإحداث قوانين متشددة ضد المشاغبين وزيادة حراسة الملاعب، حيث تسبب الشجار في قتل 39 مشجعاً إيطالياً من أنصار يوفنتوس، بعد هجوم مهاجمين من ليفربول عليهم، وحرمت على اثرها الأندية الانجليزية من اللعب خمس سنوات في بطولات أوروبا.
2- حادثة استاد أكرا سنة 2000 : شهدت مباراة الترجي التونسي وهارتس أوف أوك الغاني في منافسات عصبةالأبطال الإفريقية ، موسم 2000 و2001، أحداث شغب بين اللاعبين، وايضا بين الجماهير الفرحة عقب نهاية اللقاء ، حيث قتل خلالها ما لا يقل عن 6 أشخاص ، وتم الإعتداء بعنف على لاعبي الترجي رغم فوز هارتس باللقب ، وتم عقاب الأخير بالتوقيف لمدة سنة، وسمح له بالإحتفاظ بالكأس رغم ذلك.
3- حادثة مباراة يوغسلافيا وسويسرا سنة 2001: توقفت المباراة في الدقيقة 17 احتجاجا على هدف سويسري غير واضح، مما جعل الجمهور اليوغسلافي يقلبون أجواء اللقاء رأساً على عقب، ويرمون بالقنابل الدخانية في كل مكان في الملعب، كما استعمل اللاعبون العنف تجاه لاعبي سويسرا وجهازهم التقني، بينما كان الأمن منعدماً تماماً بالمرة، بطريقة يمكن أن يقال عنها أنها متعمدة.
ما المقصود بشغب الملاعب ؟

شغب الملاعب ليس له تعريف قانوني محدد ، ولكن مع الايام تم تحديد ملامحه في الغالب من قبل وسائل الإعلام والصحافة العامة على وجه الخصوص ، حيث ان تعريفاته كانت مرنة للغاية وغير محددة ، فهناك من حددها بالاسلوب الهمجي بناء على حوادث مختلفة صاحبت التعريف، ولكن ينظر في الغالب الى كل التعريفات على انها تصب في بوتقة العنف أو الاضطرابات التي تنطوي على مشجعي الرياضة وخصوصا رياضة كرة القدم. وقد حدد بعض الدارسين في هذا المجال نوعين من الفوضى او العنف وهما: الفوضى العفوية وعادة ما تكون منخفضة المستوى وهي التي يسببها المشجعين في مباريات كرة القدم أو غيرها من الالعاب الجماعية ، والثانية هي المتعمدة والمقصودة التي تنطوي على عنف الجماعات المنظمة الذين يستهدفون اثارة الفوضى والعنف ضد الاندية الاخرى. والشغب هو مصطلح واسع فضفاض ويشمل العديد من الحالات والاضطرابات الانفعالية كالغضب والهستيريا والهيجان ، ويمكن ان نعبر عن الشغب على انه سلوك جماعي يهدف الى الاخلال بالامن ، وهو ياخذ صورا عديدة ومختلفة ، منها الاساءة اللفظية (كالتهديد والسب والشتم والصراخ ،.....) ومنها الاساءة الجسدية ( كالضرب والركل والبصق والرمي وتشابك الايدي ،....) او اية اساءة اخرى تعتبر مخالفة للعرف والتقاليد والانظمة .
و تعد ظاهرة الشغب من ابرز المظاهر السلبية للسلوك والتى يعاني منها التربويون وعلماء النفس والاجتماع وخبراء وسائل الضبط الاجتماعي بوصفها كاحدى الظواهر النفسية والاجتماعية ، والتي مازالت تحظى بالبحث والدراسة للتعرف على مسبباتها وأسبابها والتي تختلف من بيئة لأخرى ومن مجتمع لآخر، وتعتبر التربية الرياضية بوصفها إحدى مجالات الحياة العامة، بيئة خصبة ومتنفساً طبيعياً للعديد من أنماط السلوك الإنساني بمظاهره المختلفة ، ذلك السلوك الذي تتضح مظاهره وتتباين درجاته لدى جميع المشاركين فيه، خاصه في مجالات الرياضة التنافسية لارتباطها بعوامل الفوز والهزيمة، ومما يترتب عليها من أمور تنعكس آثارها على كل المشاركين فيها سواء بشكل مباشر " كاللاعبين والرياضيين والممارسين والحكام" أو بشكل غير مباشر "كالمدربين والإداريين والاعلاميين " اضافة الى المشاهدين للفريقين .ويحدد علماء الاجتماع العلاقة التي تربط بين هؤلاء جميعا في مصطلح يسمى " العلاقة الوقتية" ويؤكدون على أن الدراسات التحليلية للحياة الاجتماعية قد أكدت على أن التفاعل بين كل من الفعل الاجتماعي الذي يصدر عن شخص ما أو أشخاص آخرين، ورد الفعل الذي يستتبعه ويصدر عن شخص أو أشخاص داخل تلك " العلاقة" هي السمة الرئيسية التي تحكم اطار تلك العلاقة. ويعد هذا المصطلح في واقع الامر تحليلاً علمياً موجزاً ودقيقاً لما يحدث في محيط الرياضة التنافسية ، حيث يبدأ بسلوك معين يصدر عن فرد أو جماعة يستتبعه تفاعل الآخرين معه وفقا لردود أفعالهم المختلفة سواء كانت ايجابية ام سلبية. فمن الممكن ان يتسبب الآخرون في ان نثور او نغضب، ومن ثم فقد نتصرف بطريقة مهذبة أو عدوانية ، الا انه قد نلاحظ ازدياد حدة المظاهر السلبية للسلوك" شغب الملاعب" بشكل يتنافى مع أهداف الرياضة والتربية الرياضية وخاصة عندما تتدخل الجماهير كنوع من ردود الفعل تجاه احداث الملعب ، مما يزيد الموقف سوءاً، فالجمهور ينفعل بقرارات الحكام، وتصرفات اللاعبين وتبدأ مقدمات الشغب كالخوف والغضب والاعتراض والذهول ومرورا بحالات التشنج والاغماء، بل والوفاة بالسكتة القلبية احيانا ، خاصة اذا ما شعرت الجماهير ان فريقها مهدد بالفشل او تحقيق النصر على المنافسين على حد سواء. وقد يزداد الانفعال حدة فتندلع مظاهر الغضب كتعبير عن فيض الحماسة والتي قد تشتمل على العدوانية وتبدأ اعمال القذف والسب والتخريب، وقد تلجأ الجماهير الى وسائل اخرى اكثر سلبية للتعبير عن انفعالاتها ، وهنا ينفجر الموقف فيلقي الجميع بكل ما فى جعبتهم من قوى ووسائل وامكانات تسيرها الاهواء ويغلب عليها طابع التحدي ، حيث يرى احد العلماء أن هذه الجماهير أو هذا الحشد دائما ما يكون ناقصا عقليا بالمقارنة بالفرد المنعزل غير المشارك في هذا الحشد الجماهيري ، وان السلوك العدواني وغير الاخلاقي سريعا ما ينتشر بين الجماهير بطريقة العدوى مما يساعد على التمادي و ارتكاب الافعال التدميرية ، والتي غالبا ما لا يرتكبها الفرد بمفرده . ويرى انه قد تنفجر الجماهير ابتهاجا بالفوز أو حزنا على الهزيمة في المباريات الرياضية ، ويبدأ التخريب المتعمد للممتلكات العامة والخاصة ، ويعزى ذلك الى ما يسمى بنظرية "اختفاء الفرد في الجماعة وحجبها له" ، حيث تفترض نظرية الحجب تلك نقص في كبح السلوك الاندفاعي وغيره من الحالات الانفعالية المرتبطة بسلوك الحشد او الجماهير تلك في اطار العلاقة الوقتية والذي لا تحكمه قاعدة او يحدده قانون . ويفسر تلك النظرية بان الافراد عندما يرتكبون بمفردهم افعالا يعاقب عليها القانون ، فمن الطبيعي معاقبتهم على ذلك، اما عندما يمثلون جزءا من جماعة او جمهرة تؤدي نفس السلوك فانهم يتحررون جزئيا من الخوف من العقاب لان الجماعة تغمرهم وتضمهم فيصعب تحديد المسؤولية الفردية بدقة، ومن ثم يصعب التوصل اليهم .
ومن الجدير بالذكر هنا ان تلك المظاهر السلبية لا تقتصر على حدود الملعب او تقع بين جنبات اسواره بل تتخطى بتهورها واندفاعها اللامسئول تلك الحدود ، وتطول يد التخريب الممتلكات العامة والخاصة بل والمواجهات مع رجال الامن وما تبثه لنا وكالات الانباء والاقمار الصناعية والانترنت وغيرها يوميا لشتى مظاهر هذا السلوك السلبي الذي يندلع بين الجماهير بدءا بالالعاب الفردية ومرورا بالالعاب الجماعية ، والذي لا يخفى على احد بل ومن الاعجب من ذلك ان هناك حربا حقيقية وقعت بين دولتي السلفادور والهندوراس بأمريكا الجنوبية في اعقاب مباراة لكرة القدم بينهما في كأس العالم بالمكسيك فى السبعينات وذلك بعد فوز احداهما على الأخرى فلم تحتمل الجماهير ولا المسئولين الموقف فنشبت الحرب بينهما بسبب مباراة رياضية. ويتفق العلماء على أن المشكلة الأكثر إلحاحا لهذا السلوك السلبي والمتمثل فى شغب الملاعب يعد أحد انواع "الباثولوجيا الاجتماعية" والتي تبدو أعرا ضها على شكل سلوك مضاد لا يقره المجتمع ولا تتقبله الجماعة ، بل يؤدي بالضرورة الى اضطراب علاقة الفرد بغيره من الناس ، ويعد بالتالي أحد المظاهر الهامة الدالة على سوء التوافق بين الفرد والجماعة وذلك بسبب خروج ذلك السلوك عن الحد المألوف والمتعارف عليه، والمقبول، ومن ثم جنوحه لصفة الانحراف، مما يهدد أمن الفرد ذاته وأمان الجماعة عامة وصفاء المجتمع ككل .

العوامل المسببة لظاهرة شغب الملاعب
تناول العديد من الباحثين والخبراء أسباب ومسببات شغب الملاعب ومظاهره المختلفة حيث أتفقت معظم تلك البحوث والدراسات على مظاهر الشغب سواء في البيئات العربية أو الأجنبية وإن اختلفت الدوافع التي تكمن وراء تلك الظاهرة من بيئة لأخرى ، فقد أثبت بعضهم أنه يمكن إرجاع أسباب الشغب الى مشكلات تتعلق بالحكام وأخرى تتعلق بمشاعر الجماهير نحو الفرق المنافسة وسلوك اللاعبين ، بالاضافة الى مشكلات تتعلق بوسائل الأعلام والمدربين والاداريين..، في حين أكد البعض الاخر على حصر عناصر الشغب في الملاعب العربية في الجماهير واللاعبين والحكام وفقا للترتيب السابق على التوالي .أما مظاهره فأمكن تحديدها في التصرفات غير اللائقة والسلوك اللاأخلاقي بالإضافة إلى أعمال العنف والسلوك العدواني ، أما اللجنة الدولية للتربية البدنية والرياضية باليونسكو ( 1986 ) فقد استخلصت من دراستها التي أجريت على بعض المجتمعات الأمريكية والأوروبية والتي هدفت إلى دراسة أسباب العنف ومظاهره في الأنشطة الرياضية وسبل معالجتها وأهمية إنشاء هيئة متخصصة تعمل كمركز عالمي لرصد ومتابعة أعمال العنف المتصلة بالرياضة والعمل على حلها من خلال لجنة دولية ترسي قواعد الخلق الرياضى واللعب النظيف Fair Play فضلا عن وضع تدابير عده للوقاية من العنف الرياضي، يمكن أن يطبقها المربون والمدربون والمسئولون عن المؤسسات الرياضية. وهناك من الباحثين الذين تناولوا هذا الموضوع من صاغ نتائج دراسته والتي هدفت إلى دراسة ظاهرة الشغب في المنافسات الرياضية في حصر المسئولية في المدربين واللاعبين والحكام والمدرسين والاتحادات الرياضية فضلا عن وسائل الأعلام المختلفة . واتضح في احدى الدراسات العربية ان اكثر المظاهر السلبية للسلوك شيوعا في المجال الرياضي التنافسي هي ستة محاور رئيسية مرتبة حسب اهميتها ، على النحو التالي:
اولا : محور مجال السلوك الإعلامي: وقد كشفت دراسة جزائرية ان الكثير من سلوكيات العنف ومظاهره تتغذى اساسا من نوع الكتابات الصحفية ، التي تستند على الاثارة والتحمس الزائد واللعب على العواطف واثارة النعرات وبث قيم عدوانية تؤسس فيما بعد للثار والانتقام والتعصب وغيرها ، لكن من جانب اخر يمكن اعتبار هذه النظرة قاصرة او غير منصفة نوعا ما ، لان الصحفي مهما اخطأ لا يتحمل مسؤولية انتشار ظاهرة العنف والشغب في الملاعب لوحده ، فالعنف مرتبط بعوامل خارج الاطار الرياضي باعتباره ظاهرة اجتماعية مرتبطة بتركيبة المجتمع ومخلفات البيئة النفسية والاجتماعية التي يتغذى منها الافراد ، بل ان وسائل الاعلام يمكن لها ان تغير قناعات الجمهور فهي لا تصنع التغيير بل تعزز قناعات موجودة اصلا لدى الافراد . وفي دراسة اخرى اشارت ان من اسباب شغب الملاعب هو التاثير الاعلامي على معنويات فريق معين وذلك بنشر معلومات خاطئة او اسرار تخصهم ، والنقد الجارح للاعبين او الحكام او الجمهور ، ومحاولة تبرير اخطاء فريق معين او لاعب معين او التحيز لفريق معين ، وعدم الدقة في نقل وقائع المباريات واثارة الجمهور ، اضافة الى عدم توعية الناس باهداف الرياضة وسلبيات الشغب في الملاعب ، والتشكيك بنزاهة الحكام وعدم التركيز على اللعب النظيف وتشجيعه وعدم الحث على الروح الرياضية . وعدم مراعاة وسائل الأعلام لأهمية نشر الثقافة الرياضية بين الجماهير.
ثانيا : مجالات السلوك الأمني : وهو المجال الاخطر من وجهة نظري الشخصية ، فالكل يعلم الظروف السياسية والامنية التي تعيشها بلادنا ، ويعلم كذلك ان هناك كثيريون يتحينون الفرص لبث روح الخلاف والفرقة بين ابناء الشعب الواحد ، وبالتالي فالمكان الملائم الذي يشكل ساترا امنيا نموذجيا لمن يريد تنفيذ ماربه السيئة ضد الشعب الفلسطيني هو مدرجات الجماهير ، حيث ينتهز من يريد السوء لوحدة الشعب فرصة الشغب الجماهيري والتمادي في القيام بأعمال يعاقب عليها القانون نظرا لاختفائهم بين الجماهير .كما ان عدم تقديم مثير الشغب للمحاكمة وذلك للعديد من الأسباب منها تنازل المتضررين عن حقوقهم القانونية مما يجعلهم يفلتون من العقاب . عدم تدخل الأمن مباشرة فور وقوع أعمال الشغب للسيطرة على الموقف مما يشجع فى التمادى بالقيام بأعمال أخرى أكثر حده واكثر خطورة قد تصل لاسالة الدم.
ثالثا : مجالات السلوك الفني والإداري: وهي عديدة يدخل ضمنها اللاعبين الحكم والاداري والمدرب ومسؤول الاتحاد واوضاع خاصة معينة ، على حد سواء وهي على النحو التالي مفصلة :
- اللاعبين : تؤكد الدراسات التي تناولت هذا الموضوع ان اللاعبين يشكلون عاملا اساسيا ومهما في اثارة الشغب في الملاعب ، ويعود ذلك الى عدم وجود عقوبات صارمة من الحكم ضد الذين يرتكبون السلوك العدواني داخل الملعب ، وكذلك العقوبات غير الرادعة للمشاغبين منهم من قبل الاتحادات والتي لا تقلل من دور الخشونة المتعمدة بين اللاعبين والاشارات التي تنم عن عدم رضاهم في الملعب ، يضاف الى ذلك تدني المستوى الثقافي والاجتماعي للاعبين وكذلك انخفاض عمر اللاعب وقلة الخبرة في الميدان ، والاهم من ذلك كله ضعف الاداء المهاري واللياقة البدنية مما يعوضها في الاحتجاج والخشونة المتعمدة واثارة الجماهير ، ويضيف الباحثين ان للاعبي الاحتياط (البدلاء ) دور كبير في اثارة المشاكل من خلال الاحتجاج وعدم المامهم مع زملائهم في ارض الملعب بقوانين اللعبة مما يدفعهم للاحتجاج والاعتراض عن جهل وبالتالي الى اثارة الشغب الجماهيري.
- الحكام : حيث ان الحكم هو من الشروط الاساسية لنجاح اي لقاء رياضي فبسيطرة الحكم ومهنيته العالية يصل اللقاء الى بر الامان ، ورغم ذلك فالحكم يعتبر من الاسباب الرئيسية والمهمة في اثارة الشغب في الملاعب ، فضعف شخصيته والتباطؤ المتعمد في اتخاذ القرارات وعدم وضوح الاشارات ومحاولة تصيد اخطاء لاعبين معينين وضعف لياقته البدنية وعدم مقدرته على متابعة اللعب بنشاط وتحيزه لفريق معين والتردد في اتخاذ القرارات او حتى التراجع عنها كل ذلك اسباب منطقية لاثارة الجماهير وغضبهم اضف الى ذلك سبب مهم وهو تعرض الحكم للتهديد من جهة معينه للتاثير على نتيجة المباراة يؤدي الى الاسباب انفة الذكر والتي سيكون لها تاثير واضح على مجريات العملية الرياضية في الميدان ومدرجاته.
- الاداريين : وليس الاداريين ببعيدين عن خضم هذه المشاكل فلهم دور فاعل واساسي في اثارة المشاكل في ارض الملعب والتي تنعكس على المدرجات ، حيث ان تدخل الاداري في اللاعبين اثناء المباريات وعدم تخصص بعض الادارات في الاندية في مهمتها وعدم معرفتهم بقوانين وتعليمات البطولات وعدم اعدادهم اكاديميا وقلة الخبرة الادارية ، اضف الى ذلك ما يصدره الاداريون من حركات استفزازية واشارات غير لائقة تدل على اعتراضهم وعدم رضاهم ، كذلك تدني مستواهم الثقافي والاجتماعي ، اما العملية الاخطر التي تصدر عن الاداريين هي شحن اللاعبين والجماهير قبل المباراة اضافة الى تدخل هؤلاء الاداريين بالصراخ واللوم على اللاعبين مما يكون له المردود السيء على مجريات وسير المباراة والتي قد تفلت زمام الامور فيها بسبب ردة فعل الجماهير على تصرفات الاداريين.
- المدربين : لا يختلف المدرب عن الاداري فكلاهما يقومان نوعا ما بمهمة قيادية ، غير ان عصبية المدربين وتعصبهم لفريقهم وسخطهم وحركاتهم واشاراتهم التي يطلقونها اثناء سير اللقاء ، والاعتراض المتكرر على قرارات الحكام والعقوبات غير الصارمة من الجهات الرسمية ، كلها اسباب تثير الشغب ، فهناك مدربين من لا يستطيع ضبط مشاعره فينزل الى ارض الملعب ويتصرف بطريقة قد تؤدي الى استفزاز الجمهور سواء من هذا الفريق او ذاك وقد يكون يقصد من تصرفه هذا اثارة الجمهور لاسباب خاصة لديه.
- المسؤولين في الاتحادات : رغم ان الاتحاد يعتبر المظلة الكبيرة التي تظل الجميع في اللعبة الواحدة ، الا ان هناك سلوكات تصدر من الاتحادات والمسؤولين فيها قد تثير السخط الكامن والمؤدي الى شغب الملاعب ، مثل عدم احترام مسؤولي الاتحادات لبعض الفرق واظهار او ابطان سوء النية اتجاهها ، وعدم الحيادية في اتخاذ القرارات ، وسيطرة اعضاء معينين على الاتحادات وتسييرها حسب مصالحهم الخاصة والذاتية ، اضف الى ذلك عدم الحزم في اتخاذ القرارات والعقوبات ضد المتجاوزين على حد سواء.
- اوضاع خاصة : حيث ان اهمية الفوز لكلا الفريقين واقتراب المنافسات الرياضية من مراحل الحسم (نهاية الدوري) ، او ان تجمع المباراة الرياضية بين فريقين كبيرين من نفس المنطقة الجغرافية او المدينة (الديربي) ، وقد تحدثت دراسات عن ان اقامة المباريات ليلا بدلا من النهار يرفع من معدلات الشغب الجماهيري ، اضافة الى ان كثرة حالات الانذارات والطرد لها مردود سيء على اثارة الجماهير ، ومن الامور المهمة والخاصة هو طبيعة المباراة بين الفريقين وجذور المنافسة بينهما.
رابعا : مجالات السلوك الصحي : تجاهل أو إنكار اللاعب لأصابته كي يتمكن من مداومة التدريب أو المباراة مما يؤثر على أدائه الفني والبدني، وسهر اللاعبين حتى ساعات متأخرة من الليل ، مما يؤثر في كفاءتهم البدنية والفنية
و تهاون الأندية الرياضية في توقيع الكشوفات والفحوصات الطبية اللازمة للاعبين دوريا ، فالجمهور يهمه فوز فريقه ولا يهتم باصابة اللاعب او سهره او حتى نفسيات اللاعبين ، وبالتالي فان محافظة اللاعب على ان يظهر بافضل صورة امام جمهوره هي كفيلة باخراج المباراة الى بر الامان وعدم اثارة الشغب ، اي ان اللاعب المصاب وصاحب المستوى المتدني سيصيب الجمهور بالاحباط وبالتالي اثارته ..... .
خامسا : مجالات السلوك النفسي والاجتماعي: قيام بعض إداريو الفرق بالتزوير في أعمار أو أوزان لاعبيهم كي يتمكنوا من الاشتراك في المسابقات المحددة بالسن والوزن سعيا وراء الفوز ، و قيام الجماهير بإطلاق الصواريخ والألعاب النارية ابتهاجا بالفوز مما يثير حفيظة الجماهير المنافسة ، وكذلك غضب الجماهير ومقاطعتها لفرقها عندما تسوء النتائج مما يجعل هذه الجماهير أكثر استثارة وانفعالا.
سادسا : مجالات السلوك الدينى: عدم اهتمام الأندية الرياضية بشكل جدي بأن تتسم سلوكيات أعضائها ولاعبيها ومديربيها بالبعد عن كل ما يتعارض مع أحكام الأديان وتقاليد المجتمعات واعرافها . فعدم الاستعانة برجال الدين لاقامة الشعائر والندوات الدينية وتوعية النشئ والشباب بالقضايا الدينية والاخلاقية التي تهمهم ،وكذلك عدم الاكتراث بإيقاف الأنشطة الرياضية أثناء الأذان لاقامة الصلاة مما يؤدي إلى التهاون في الاهتمام بالصلاة ويقلل من الوازع الديني لدى اللاعبين وبالتالي البعد عن كل ما يكبح جماح الشخص مهما كانت وظيفته في العملية الرياضية وهنا فما دامت انتفت الضوابط الدينية والاخلاقية فاعتقد انه لا رادع لكل من اراد التجاوز حتى القانون ، ولنا في اللاعب الخلوق المصري محمد ابو تريكة اسوة وقدوة حسنة فهو من الناحية الفنية قد يتساوى مع غيره او يقل لكنه من الناحية الاخلاقية والدينية قد سطع نجمه واصبح محط افئدة الملايين وحبهم له بفضل التزامه الديني والاخلاقي وليس التزامه الحزبي او الوطني او اي اعتبار اجتماعي اخر.

العوامل التى تساعد على الحد من مظاهرة الشغب

وكما تقدم فان اسباب الشغب عديدة ومتباينة في الكم والكيف ويصعب حصرها تبعا للظروف والبيئة التي توجد فيها ، ولكن ساحاول عرض بعض النقاط التي تشكل برنامجا وقائيا في حال تطبيقها معتمدا على نتائج بعض الدراسات العلمية التي اجريت في بعض المجتمعات الغربية والعربية :
أولا : دور العلماء فى تقويم السلوك
من المهم أن نعرف أنه ليس من المستحيل وضع آليات لضبط وعلاج ظاهرة الشغب والسلوك السلبي تلك أو حتى تعديلها وتقويمها خاصة إذا ما تضافرت كافة الجهود لمختلف الوسائط التربوية وعوامل الضبط الاجتماعي والتنشئة الاجتماعية وفي هذا الصدد سوف نعرض لبعض أراء العلماء فى ذلك.
1- علماء التربية : لقد أصاب التربويون كثيرا حينما اجمعوا على أن التربية ظاهرة ممارسة يمكن عن طريقها تقويم السلوك وتعديله ومن ثم فهم أكثر اقتناعا بأهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه التربية بشكل أو بآخر في تغير طبع الإنسان وطبائعه حيث أنه يكتسب جانبي الخير والشر بالتطبع وليس بالطبع وعليه فأنهم يعتمدون على كافه أدوات التربية وتدخل في أطرها مفاهيم وقيم التربية الرياضية باعتبارها إحدى أدوات التربية العامة وهو الدور الذي يجب ان تقوم به الوزارة المعنية من خلال وضع البرامج التربوية المصاحبة للعملية الاكاديمية وتفعيل دور مدرسي التربية الرياضية من خلال زيادة الحصص التربوية الهادفة لخلق جيل رياضي تربوي جاهز لقيادة العملية الرياضية.
2- علماء الاجتماع: يتفق علماء الاجتماع فيما بينهم على أن التنشئة الاجتماعية السليمة هي هدفهم الأسمى والمنشود لتعديل سلوك الفرد بما يتماشى مع متطلبات الجماعة ويؤكدون بقوة على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل وأساليب الضبط الاجتماعي كالبيت والأسرة ودور الحضانة والمدرسة والجامعة ودور العبادة والمؤسسات المعنية ومراكز الشرطة واللوائح والقوانين المنظمة وأطر الثواب والعقاب للعمل على ضبط سلوك الفرد.
3- علماء النفس : يحدد علماء النفس هدفهم الأسمى لعلاج تلك الظاهرة فيما يسمى بعلم النفس الفردي من جهة وعلم النفس الاجتماعي من الجهة الأخرى حيث يركز الأول على سلوكيات الفرد في حين يتناول الثاني علاقته بالآخرين وكيفية استجابة الناس بوجه عام لمواقف معينه وانه لمن المهم بمكان استثارة السمات الإرادية لدى الفرد وتطويعها لصالح المجتمع وتدعيم خبرات النجاح وزيادة الثقة بالنفس.
4- علماء الدين : يؤكد علماء الدين أنه لا مناص من العودة لتعاليم الدين كي تتبوأ الأخلاق مكانتها السامية إذا أردنا سبلا للإصلاح في ظل القدوة الحسنة والتبعية الصالحة حيث يجمع العلماء على قبول الأخلاق للتغيير والتبديل وحجتهم في ذلك أن كثيرا من أخلاقنا مكتسبة ومن ثم يمكن تعديلها بما يتناسب مع تقاليد الدين وقيم المجتمع وفي هذا الصدد يمكن الاستفادة من منهاج التربية الدينية والذي يعتمد عدة أساليب وطرائق متكاملة منها أساليب القدوة الصالحة والنصح والموعظة والإقناع والاقتناع فضلا عن أساليب الترغيب والترهيب لضبط السلوك وتقويمه.
ثانيا : دور المؤسسات والأجهزة المسئولة :
يجب على جميع الأجهزة المسئولة كل فيما يخصه القيام بمهامها على أكمل وجه وجديه ، فى إطار اختصاصه وتخصصاته المختلفة ومنه :
1- أن تقوم المؤسسات الإعلامية المختلفة بالعمل على نشر الثقافة الرياضية وزيادة الوعي الرياضي لدى الجماهير من جهة والالتزام بالحياد والموضوعية في القضايا الجماهيرية التي تتناولها وعدم التحيز لنادي أو هيئة أو لعبة وإهمال الآخرين.
2- أن تقوم الأجهزة الأمنية بوضع الضوابط الحازمة والتشريعات الملزمة بوقف الشغب والتمادي فيه مع ضرورة تطبيق نصوص القانون بكل حزم حيال ضبط وإحضار الخارجين عليه من مثيري الشغب ومحترفيه والتنبه الى المندسين داخل الجماهير والحذر في التعامل معهم حيث انهم يشكلون الخطر الاكبر وقد يستخدمون السلاح للافلات من يد العدالة .وقد تكون كاميرات المراقبة والتقاط الصور للمشاغبين وعقوبتهم بعد ذلك من الامور الناجعة حيث سيشعر مثيري الشغب بالمراقبة لهم دائما .
3- أن تقوم الأجهزة الإدارية والفنية بكامل مسئوليتها التربوية والفنية لاعبيها وفرقها وجماهيرها وكذلك أن يستعد حكام اللقاءات الرياضية بكل طاقاتهم البدنية والفنية وادارة اللقاءات بكل حزم وعدل وعدم إثارة الجماهير واعطاء كل ذي حق حقه والحيلولة دون معرفتهم وبالتالي عدم معرفة الجهة التي تدعمهم .كما ان لجنة الحكام بالتحديد يجب عليها القيام باجراءات عملية مثل توعية الحكام بضرورة الابتعاد عن الميل العاطفي اثناء المباراة الرياضية ، وان يبتعد الحكام عن تحكيم المباريات التي يشارك فيها اندية يشجعونها وغير ذلك من الاجراءات . اما بالنسبة للاعبين فعليهم المشاركة في معالجة الشغب من خلال مطالبتهم الجماهير الرياضية بالروح الرياضية بعد المباريات ، وكذلك ان يقوم لاعبو الفريقين الرياضيين المتباريين عقب المباريات بالسلام ومصافحة بعضهم البعض ، وما اجمل ان يتبادل لاعبو الفريقين القمصان الرياضية بعد المباراة .اما الجهات المسؤولة عن تسيير الملاعب فاعتقد ان كتابة الانظمة والعقوبات المترتبة على مخالفتها لتكون امام الجمهور بخط واضح على تذاكر الدخول او على بوابات الملعب لتكون امام الجمهور اينما توجه بنظره .
4- أن تقوم الأجهزة الصحية والطبية بالأندية بتدعيم الممارسات الصحية السليمة لدى اللاعبين وتوقيع الكشف الطبي الدوري ومعالجة المصابين حتى اكتمال الشفاء وعدم التسرع باشتراك اللاعبين في المنافسات حتى يؤدي اللاعبون واجباتهم على اكمل وجه ، وبالتالي ارضاء جمهوره.
5- أن يتولى مسئولو الأجهزة النفسية والاجتماعية التعامل العلمي مع اللاعبين والأجهزة المساعدة لحل المشكلات النفسية والاجتماعية التي تصادفهم مع حث الجماهير على مؤازرة فرقها بغض النظر عن النتائج الحالية مما يدعم الروح الرياضية وتبادل الثقة بين اللاعبين والجماهير فضلا عن منع ظاهرة إطلاق الصواريخ والألعاب النارية بالمدرجات ودعم الضبط الاجتماعي وأساليبه بما يعمل على تقويم وتعديل السلوك.
6- أن يتولى مسئولو الأنشطة الدينية باعتماد منهج التربية الإسلامية لضبط وتعديل الأخلاق بالقدوة والموعظة الحسنة لدى النشء والشباب مع الاهتمام ببث الوعي الدينى البعيد عن الحزبية والتاطير ، وإقامة الشعائر والندوات وتنمية الوازع الديني والالتزام الخلقي لدى الجميع .ولقد شهد الله عزوجل لرسوله الكريم بسمو ودماثة الخلق فقال عز وجل " وانك لعلى خلق عظيم ".

اخر الكلام

وفي النهاية اقول ان ما يحدث بصفة عامة في ملاعبنا من شغب يعبر عن ثقافة وسلوك مفتعلين الشغب والمشجعين بالدرجة الاولى ، ولكن يبقى جزء من الحقيقة بان هذا الشغب ايضا يعد انعكاسا لواقعنا الاجتماعي واحداثه التي نعيشها كل يوم ، حيث ان ذلك يؤثر على شريحة الشباب التي تستمد اخلاقياتها وسلوكياتها من سلبيات تلك الثقافة ومن الثقافات المستوردة اعلاميا ، لذا لا شك بان هذا العنف سينتقل بدوره الى الملاعب والمدرجات .ولكن يمكن ضبط تلك الظاهرة والحد من سلوكيات مرتكبيها وذلك باتباع الأساليب التربوية وزيادة فعالية وسائل الضبط الاجتماعي والوسائل التربوية المتعددة والأخذ على يد المشاغبين وتفعيل دور الأمن والقانون ، واضطلاع كل مؤسسة بدورها ومراعاة الجدية التامة في النقد والتحليل الرياضي والتعليق وان تلعب وسائل الإعلام دورها البناء والإيجابي في المجتمع الرياضي بلا تحيز أو تمييز فضلا عن بث القيم والتقاليد الدينية والخلقية بين النشء والشباب حتى يتمكن المجتمع من ضبط سلوكياتهم بما يتواءم مع سلوكيات الجماعة والمجتمع ذاته . ورغم كل ما تقدم نقول ان الشغب الجماهيري من اخطر الامراض الفتاكة في جسم الرياضة الجميل ، ومتى ما ترك هذا المرض يستشري في هذا الجسم فانه سيهلكه يوما ما ، لذا فان على جميع المسؤولين ذوي العلاقة ومحبي الرياضة والرياضيين ان يدركوا حجم هذه الظاهرة ويتعرفوا على اسبابها ويتخذوا الاجراءات العاجلة وطويلة الامد في سبيل علاجها .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[email protected]
[email protected]