وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض: تجربة بلعين أعادت الاعتبار للنضال الوطني الفلسطيني وعدالة قضيتنا

نشر بتاريخ: 19/02/2010 ( آخر تحديث: 20/02/2010 الساعة: 09:59 )
رام الله - معا- شارك قرية بلعين اليوم أكثر من 3000متظاهر على رأسهم رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، حيث أدى صلاة الجمعة مع المواطنين في القرية، وتأتي هذه الزيارة تضامنا مع أهالي القرية خلال إحيائهم للذكرى السنوية للمقاومة الشعبية ضد الجدار والاستيطان ودخولها العام السادس لبدء فعالياتهم ضد مقاومة الجدار.

وخرج أهالي قرية بلعين بعد صلاة الجمعة اليوم في مسيرة شعبية حاشدة، دعت إليها اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في القرية بمناسبة الذكرى السنوية لانطلاق المقاومة الشعبية ضد الجدار والاستيطان ودخولها العام السادس، حيث شارك فيها عضو اللجنة المركزية د. نبيل شعث د. صبري صيدم مستشار الرئيس لتكنولوجيا المعلومات، وأعضاء من المجلس التشريعي ومنهم النائب د. عبد الله عبد الله ، والنائب وليد عساف والنائب د.مصطفى البرغوثي ووزير شؤون الجدار ماهر غنيم و د. خالد القواسمي وزير الحكم المحلي، وماجدة المصري وزيرة الشؤون الاجتماعية وتيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وعضو الكنبست دوف حنين من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ، ورئيس بلدية أريحا الأستاذ حسن صالح، وموسى أبو زيد وعدالة الأتيرة عضوا المجلس الثوري لحركة فتح، وخالد العزة عضو المكتب السياسي لجبهة النضال، وهشام أبو غوش عضو الكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، وخالد منصور عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وقادة وكوادر وعناصر من حركة فتح ، وقادة وكوادر وأعضاء الجبهة الديمقراطية وأنصارهم، ، وقادة وكوادر وعناصر من المبادرة الوطنية الفلسطينية، وقادة وكوادر وعناصر من جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، وقادة وكوادر وعناصر حزب الشعب الفلسطيني، وقادة وكوادر جبهة العربية الفلسطينية ،وأعضاء اللجان الشعبية لمقاومة الجدار وخصوصا من بلدة نعلين والمعصرة والأغوار والخليل ، ومجموعة من المتضامنين الدوليين والإسرائيليين.

واحتفلت أيضا الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بمناسبة الذكرى السنوية لانطلاقتها، ورفعوا المتظاهرون علم فلسطيني، وصور الشهيد باسم أبو رحمه وصور أسرى المقاومة الشعبية في بلعين وعلى رأسهم الأسير عبد الله أبو رحمه منسق اللجنة الشعبية والأسير أديب أبو رحمه، واليافطات المنددة بسياسة الاعتداء على المدنيين، وأخرى تندد ببناء الجدار والمستوطنات، وخصوصا ما يجري في القدس ومنطقة الأغوار، وأخرى تدعو إلى المقاومة الشعبية، والتمسك بالثوابت الوطنية وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية، وأخرى تدعو بإطلاق سراح المعتقلين.

وأقيم مهرجان خطابي بعد صلاة الجمعة حيث كان عريف الحفل جميل البرغوثي نائب أمين سر حركة فتح في رام الله والبيرة، وتحدث باسل منصور عضو اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين كلمة اللجنة الشعبية ورحب بكل الحضور وكل من شارك قرية بلعين في نضالها خلال الخمسة أعوام الماضية، أكد فيها على الوحدة الوطنية ورص الصفوف بين كافة أبناء الشعب الفلسطيني وتحدث عن تجربة بلعين.

واعتبر رئيس الوزراء د. سلام فياض أن تجربة بلعين في المقاومة الشعبية ضد الجدار والاستيطان استقطبت ليس فقط الاهتمام المحلي، وما أدى إليه من توسيع هذه التجربة وامتدادها في عشرات المواقع المهددة من الجدار، بل إن هذه التجربة استحوذت كذلك على الدعم والتأييد الدولي على نطاق واسع بما في ذلك في إسرائيل نفسها.

واضاف إن امتداد هذه التجربة التي وصفها بالذكية وما تحققه من تراكم باتت اليوم حالة شعبية ممتدة إلى نعلين والمعصرة وجيوس والنبي صالح والنبي صمويل ويطا والأغوار وطولكرم، وكافة المناطق المهددة من الجدار والاستيطان، وأن ما تحققه يومياً من نجاحات وانجازات متراكمة، انما هي بفعل الصبر والمثابرة التي مارسها أهالي نعلين وكل قادة ونشطاء العمل الشعبي لمناهضة الجدار والاستيطان على مدار السنوات الخمس الماضية. كما أن هذا العمل الذي بات يشكل نموذجاً ودرساً في النضال الفلسطيني استحق وبجدارة المكانة المرموقة على الصعيد الدولي كجزء من اعتراف العالم بحق شعبنا في الحياة على أرضه وحمايتها من المشروع الاستيطاني الاحتلالي.

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء د. سلام فياض في المهرجان الجماهيري الذي أقيم ظهر اليوم الجمعة في بلعين بمناسبة دخول تجربة العمل الشعبي لمناهضة الجدار والاستيطان في بلعين عامها السادس، وذلك بحضور عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والوزراء وأعضاء المجلس التشريعي وقادة القوى السياسية، وممثلو المؤسسات الأهلية والمجالس المحلية وقادة اللجان الشعبية لمناهضة الجدار في مختلف مناطق الضفة الغربية وبمشاركة الآلاف من المواطنين.

وأكد فياض أن توحد الشعب الفلسطيني والتفافه حول تجربة بلعين وتعميمها في العديد من المناطق، انما يؤكد التفاف شعبنا حول المقاومة السلمية التي أثبتت جدواها وهي تراكم الانجازات، وقال "صحيح أن خمس سنوات من المقاومة السلمية لم تسقط الجدار ولكنها نجحت في تقويض مبرراته أمام الرأي العام الدولي". وأضاف إن فتوى لاهاي تكتسب أهميتها وملموسيتها من خلال الفعل المباشر على الأرض، والذي يعتبر مصدر القوة الاساس في نضال شعبنا ضد الجدار والاستيطان. كما أن ما بدأ يتحقق في الآونة الأخيرة من خطوات ملموسة على صعيد وضع حد لمنتوجات المستوطنات في بعض دول أوروبا وأميركا اللاتينية وكذلك وقف التعاملات البنكية والاستثمارية مع الشركات العاملة في المستوطنات انما يؤكد أهمية تكامل الجهد على الصعيدين الرسمي الذي تقوم به الحكومة، والشعبي الذي تشكل بلعين وكل اللجان الشعبية المناهضة للجدار عنوانه الأبرز. وشدد رئيس الوزراء على أن قوة هذا العمل أن نجح بالفعل في إعادة الاعتبار للنضال الفلسطيني وتضامن وتعاطف العالم مع شرعية هذا النضال المستمد من عدالة قضيتنا الوطنية وحق شعبنا في الحياة والحرية والاستقلال. وقال إن ذلك كله يؤكد أن أصغر زيتونة في فلسطين هي أكثر تجذراً من الأساسات الواهية للجدار والمشروع الاستيطاني الإسرائيلي برمته.

وحيا فياض تضحيات وصمود أبناء شعبنا في مقاومة الجدار والاستيطان، كما وجه تحية إكبار وإجلال لشهداء مناهضة الجدار والاستيطان، وفي مقدمتهم شهيد بلعين باسم أبو رحمة وشهداء نعلين وبيت فوريك وبيت لقيا وبدرس والمعصرة وسلوان وشهداء منطقة شمال غرب القدس، وكل شهداء شعبنا وفي مقدمتهم الشهيد القائد أبو عمار.

وأكد على حرية الأسرى واعتبرها جزءاً لا يتجزأ من حرية الوطن والشعب، وأدان بشدة الحملة الإسرائيلية ضد نشطاء المناهضة السلمية للجدار والاستيطان، واعتقال المئات منهم وفي مقدمتهم المناضل عبد الله أبو رحمة وكافة المناضلين الآخرين القابعين في سجون الاحتلال، وأكد على ضرورة إطلاق سراحهم فوراً وكذلك إطلاق سراح كافة الأسرى.

وعبر رئيس الوزراء خلال كلمته أمام الجماهير عن دعمه للمقاومة السلمية ولأهالي بلعين الذين صمدوا خلال السنوات الخمسة الماضية ودعاهم للمواصلة والاستمرار حتى زوال الاحتلال.

وأكد أن إرادة الشعب الفلسطيني نحو تحقيق الحرية والاستقلال والسلام، هي إرادة راسخة، وان صلابة وإرادة أهالي بلعين وصبرهم ومثابرتهم تعكس ثقة شعبنا في بناء مستقبله في دولة فلسطين المستقلة. فما قدمته بلعين من نموذج يمثل في الواقع رواية الشعب الفلسطيني المستندة إلى تجذر هذا الشعب في أرضه.

وأكد رئيس الوزراء أن تجربة المقاومة السلمية في بلعين وغيرها من القرى والبلدات الفلسطينية تثبت أن إرادة شعبنا في الصمود والثبات مستمرة في مواجهة مخططات الإقتلاع والتهجير والمصادرة والاستيطان والجدران، وأشار إلى أن ما تقوم به اللجان الشعبية وصمود الأهالي والمزارعين يؤكد صمود شعبنا الفلسطيني في أرضهم، وهي تساهم في تجنيد وحشد المزيد من الدعم الدولي لحقوق شعبنا الوطنية وقضيته العادلة.

وشدد فياض على أهمية وضرورة توفير الحماية للجان الشعبية لمناهضة الجدار والاستيطان، والاستمرار في تقديم كل ما هو مطلوب لإبقاء روح العمل الجماعي مستمرة وقائمة في كافة المناطق، وأشار إلى أن السلطة الوطنية تقف إلى جانب اللجان الشعبية، وستستمر في تقديم الدعم والمساندة لها، كما ستواصل توفير كل مقومات الصمود لشعبنا من خلال الاستمرار في تنفيذ المشاريع التنموية في كافة المناطق الريفية والفقيرة والمهددة والمتضررة من الجدار والاستيطان، بما في ذلك الأغوار ومناطق خلف الجدار والقدس الشرقية، وبما يمكن من تعزيز ثقة المواطن بالقدرة على الصمود وحماية أرضه ومشروعه الوطني.

واعتبر أن كافة الأراضي الفلسطينية دون استثناء وبغض النظر عن التصنيفات المجحفة هي مسرح عمليات السلطة والمجال الحيوي لبناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية.

وأكد رئيس الوزراء أن هذا الجهد الشعبي المثابر يتكامل مع خطة عمل الحكومة للعامين المقبلين وفقاً لوثيقة "فلسطين: إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة"، وأن تكامل العمل على الصعيدين الرسمي والشعبي يشكل أساس النجاح في البناء والمراكمة على صمود شعبنا على طريق انجاز حقوقه الوطنية المشروعة وفي مقدمتها حقه في إقامة وتجسيد دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.

وندد فياض بالحصار المفروض على ابناء شعبنا في قطاع غزة وطالب برفعه فوراً. واعتبر أن انهاء الانقسام وإعادة الوحدة للوطن ومؤسساته يشكل شرطاً أساسياً لنجاح شعبنا في انهاء الاحتلال وبناء دولة فلسطين المستقلة.


وفي ختام كلمته توجه فياض بتحية الإكبار والتقدير لكافة الأصدقاء المتضامنين الأجانب، ونشطاء السلام في إسرائيل، والذين وقفوا ويقفون مع شعبنا في جبهة السلام والحياة ضد الاحتلال والاستيطان، والذين يعطوا لشعبنا الأمل والثقة بأننا لسنا وحدنا في معركة الإرادة والكفاح من أجل الحرية والاستقلال. وكذلك توجه إلى شعبنا في كل مكان بأن وعد الحرية قريب.

وتحدث تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وهنيء أهالي بلعين ولجنتها الشعبية على الذكرى السنوي لانطلاق المقاومة الشعبية وأكد أننا اليوم نحتفل مع قرية بلعين في ذكرى انطلاق الجبهة الديمقراطية الحادية والأربعون، وأكد على المتابعة مع الهيئات المحلية في الأمم المتحدة من أجل إجبار إسرائيل على تنفيذ فتوى لاهاي وأكد على المقاطعة للبضائع الإسرائيلية وسحب الاستثمارات.

وأشار النائب د. مصطفى البرغوثي أن التظاهرات الشعبية ضد الاستيطان والجدار آخذة في التوسع رغم قمع قوات الاحتلال كما هو الحال في النبي صالح ودير نظام والشيخ جراح التي انضمت إلى المقاومة الشعبية والنضال الجماهيري ضد سياسة نهب وتهويد الأراضي المحتلة.

وحيا البرغوثي صمود بلعين في وجه الاحتلال رغم قمع جنود الاحتلال وحملات المداهمة والاعتقال فيها.

وأكد أن قرية بلعين صامدة في مواجهة الجدار والاستيطان وأنها نموذج وأسطورة في المقاومة الشعبية، ويجب أن تعمم هذه التجربة إلى باقي المواقع الفلسطينية، وحيا أهالي الشيخ جراح وسلوان لنضالهم ضد الاحتلال وسياسة التهويد ولمشاركتهم في مسيرة بلعين.

وبعث بالتحية إلى كل المتضامنين في العالم والذين يأتون إلى بلعين والذين يقفون وقفة مشرفة في تضامنهم مع أهالي هذه القرية ومع الشعب الفلسطيني.

وبعث عبد الله أبو رحمه برسالة شكر وتقدير من خلال المحامي، لكل المشاركين في هذا المهرجان وعلى رأسهم دولة رئيس الوزراء د. سلام فياض، وكل المشاركين، وثمن جهود الجميع وعلى رأسهم أهالي قرية بلعين في صمودهم ووحدتهم خلال الخمسة أعوام السابقة والتي حققت العديد من الانجازات.

وانطلقت المسيرة، حيث جاب المشاركون شوارع القرية وهم يرددون الهتافات الوطنية الداعية إلى الوحدة الفلسطينية، وأخرى تدعو إلى مقاومة الاحتلال وسياسته العنصرية من بناء جدار ومستوطنات ووضع الحواجز، واتجهوا بعد ذلك نحو الجدار محاولين العبور إلى أرضهم، إلا أن الجيش حال دون السماح لهم بذلك، فقد قام الجيش برش المتظاهرين بالماء النتن والمسمى برائحة الظربان واستخدموا قنابل الغاز التي تطلق 30 قنبلة دفعة واحدة أكثر من مرة واستخدم الجنود الرصاص المغلف بالمطاط. ما أدى إلى إصابة عشرة مواطنين بجروح وإصابة د. نبيل شعث ود. خالد القواسمى وأحمد عساف والعشرات بحالات الاختناق، عرف من بين المصابين الصحفي غسان بنورة بإصابة بالرجل، ووائل فهمي بقنبلة غاز بالظهر، واريك من النرويج برصاصة مطاطية بالظهر، وماريا من النرويج برصاصة مطاطية باليد، وهيثم رضوان برصاص معدني مغلف بالمطاط، واحمد ياسر بمطاط برجله، ومحمد أبو احمد برصاصة مطاطية بالظهر، و زهديه علي برصاصة مطاطية بالرجل، وعلي محمد بقنبلة غاز بالرجل أشرف عيسى بقنبلة غاز بالرجل .

وشكرت اللجنة الشعبية المشاركين والمتضامنين وخصوصا طواقم الإسعاف من الهلال الأحمر ولجان الإغاثة الطبية ولجان العمل الصحي لما قامت به من دور مميز من خلال مساعدة الجرحى وإسعافهم ونقلهم إلى المستشفى خلال هذا اليوم و الأيام السابقة.

هذا وقد قام الجيش الإسرائيلي يوم أمس باقتحام القرية مرتين، ورد عليهم شبان القرية برشقهم بالحجارة، مما دفعهم للمغادرة والعودة في المرة الثانية في منتصف الليل