|
عشراوي: لا احد قادر على تقديم الضمانات التي تطالب بها حماس للتوقيع
نشر بتاريخ: 20/02/2010 ( آخر تحديث: 20/02/2010 الساعة: 20:10 )
رام الله- معا- دعت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي حركة حماس إلى عدم عرقلة إجراء انتخابات المجالس المحلية والبلدية، والتي من المقرر إجراؤها في الصيف القادم، وتسهيل عملها لان تلك الانتخابات هدفها تسهيل حياة الناس وتقديم الخدمات لهم.
وطالبت عشراوي خلال برنامج رأي عام الذي ينتجه ويبثه تلفزيون وطن، المسؤولين الفلسطينيين بضرورة تحقيق المصالحة الوطنية في أسرع وقت ممكن، وفق الورقة المصرية، من اجل إعادة اللحمة للبيت الفلسطيني، وللنظام السياسي، وبالتالي التفرغ للمهام الملقاة على عاتقنا، من إعادة اعمار قطاع غزة، ورفع الحصار عنه، ومواجهة الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية التي تتسارع على الأرض، وخاصة في القدس المحتلة لفرض الأمر الوقع. وأكدت عشراوي ان العوامل الرئيسية التي حالت دون انجاز المصالحة الوطنية ما زالت قائمة الى الآن. موضحة ان القمة العربية التي عقدت في آذار الماضي ساهمت في ذلك، إضافة الى وجود عوامل إقليمية وعربية وداخلية عززت الانقسام. وأشارت عشراوي إلى ان الانقسام العربي عكس نفسه بصورة جلية على وضعنا الفلسطيني، كما ان الانقسام الداخلي الفلسطيني عزز الانقسام العربي، وهذا أوصلنا إلى حالة الشرذمة التي نعيشها اليوم والتي تلحق الضرر بقضيتنا الوطنية. واعتبرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ان ما يحصل في فلسطين هو نزاع على السلطة وتحقيق المكاسب وتوسيع النفوذ الداخلي والخارجي. وحول سبل الخروج من حالة الانقسام ، بينت عشراوي انه دون توفر الإرادة السياسية وحسن النوايا، والرغبة في الالتزام بتحقيق المصالحة لن يتحقق اي شيء، مشيرة الى ان القاهرة صاغت الوثيقة المصرية والتي نعتبرها المدخل الأول للمصالحة الوطنية، بعد عدة جولات من اللقاءات والمحادثات بين المسؤولين المصريين والفصائل الفلسطينية، وجاءت كورقة وسطية بين مختلف الآراء والمطالب التي قدمها وفود الفصائل. وأشارت عشراوي إلى ان الورقة المصرية تحدثت في الأساس على تشكيل لجنة مشتركة، وليس تشكيل حكومة وحدة وطنية او تكنوقراط، وهو ما رفضناه بالبداية لأننا نعتقد ان تشكيل تلك اللجنة ستساهم في تعزيز الانقسام من خلال الإبقاء على وجود حكومتان في الضفة والقطاع مع وجود لجنة مشتركة ما بينهما. وأوضحت ان مصر اقترحت تشكيل اللجنة المشتركة، بترشيح حركتي فتح وحماس لثمانية أعضاء من كل فصيل، على ان يتم في النهاية اختيار ثمانية أشخاص لإدارة تلك اللجنة، الأمر الذي عارضته باقي الفصائل الفلسطينية المشاركة بالحوار لان ذلك يعزز مبدأ المحاصصة المرفوض. وحول التحفظات التي أبدتها الفصائل حيال ما جاء في الوثيقة المصرية، بينت عشراوي ان جميع الفصائل أبدت تحفظاتها، وقدمت ملاحظاتها، إلا أنها أبدت استعدادها للتوقيع على الورقة وتأجيل مناقشة تحفظاتها لبعد التوقيع باستثناء حماس التي رفضت ذلك. وتطرقت عشراوي الى التحفظات التي أبدتها حركة حماس تجاه الورقة المصرية، واصفة إياها بملاحظات غير جوهرية لا تتعدى بعض الأمور الفنية واللغوية، في حين ان الضمانات التي تطالب بها لا يوجد هناك احد قادر على تقديمها، مؤكدة في الوقت ذاته ان اللجنة التنفيذية ناقشت ودرست ملاحظات حركة حماس التي كانت حول طبيعة عمل اللجنة المشتركة، وتأجيل الانتخابات. ورأت عشراوي' ان الورقة المصرية تعتبر المدخل الأول للمصالحة ، لانها لا تعتبر ورقة سياسية، ولم تقدم برنامج سياسي او نضالي، بل هي عبارة عن آلية للمصالحة ورأب الصدع الداخلي، وترميم النظام السياسي الفلسطيني، ومدخل لمناقشة كافة القضايا والأمور'. وأكدت عشراوي صعوبة إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية دون تحقيق المصالحة الوطنية، الا انها لم تنف ذلك، مضيفة ان هناك نقاش طويل ومعمق، ووجهات نظر مختلفة منذ فترة داخل مؤسسات منظمات التحرير حول ما يجب فعله اذا لم توقع حماس على ورقة المصالحة المصرية. واعتبرت ان حركة حماس متخوفة من الانتخابات، حيث هي التي طلبت بتأجيلها حين كان موقفنا الأساسي يقضي بأجرائها في موعدها القانوني، إضافة إلى ان أكثر من مصدر مطلع اكد لنا تخوف الحركة من نتائج الانتخابات، لذلك فهي تريد استمرار الوضع القائم على ما هو عليه، واستمرار المجلس التشريعي، وتفادي إجراء الانتخابات من خلال الوصول إلى توافقات معينة. وطالبت عشراوي بضرورة العودة الى صناديق الاقتراع والانتخابات، لمعرفة قرار الشعب الفلسطيني من كل ما يحصل، لأنه الشعب هو مصدر السلطات ومن حقه ان يقرر ماذا يريد، مشيرة الى وجود إحجام وتأجيل ومنع للانتخابات للاستئثار بالسلطة والوضع القائم. كما طالبت بضرورة تفعيل مؤسسات ودوائر منظمة التحرير الفلسطينية، وفق القرار الذي اتخذ في العام 2005 بأسرع وقت، مشيرة إلى ان المجلس المركزي لمنظمة التحرير قرر في جلسته الأخيرة تخصيص جلسته القادمة لمناقشة هذا الأمر واتخاذ الإجراءات اللازمة. وقالت عشراوي: ان الانتخابات في ديمقراطيات دول العالم هي وسيلة لتفكيك حالة التأزم والتشنج بين الأطراف السياسية المختلفة، حيث يتم العودة من خلالها للشعب لتقرير ماذا يريد وإنهاء حالة الاحتقان الداخلي، وهو امر يجب ان نطبقه في وضعنا الفلسطيني الحالي. وأشارت إلى ان الرأي العام في فلسطين يرغب في تحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، بأسرع وقت، وقد ضغط بشكل كبير لذلك، إلا انه أصيب بحالة من الإحباط لعدم تحقق ذلك إلى الآن، داعية المسؤولين في الفصائل لقراءة استطلاعات الرأي ومعرفة توجهات شعبهم حول ما يريدونه |