|
عطا الله حنا:على الفلسطينيين أن يتوحدوا لأن كل بيت ينقسم على ذاته يهلك
نشر بتاريخ: 20/02/2010 ( آخر تحديث: 20/02/2010 الساعة: 23:19 )
القدس - معا - دعا المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في مقابلة مع تلفزيون دبي الشعب الفلسطيني الى التوحد لان كل بيت ينقسم على ذاته يهلك".
وقال: نحن في فترة صوم والصوم مدرسة ترسخ فينا القيم والأخلاق والمبادئ التي نعتقد ونؤمن بها. ولذلك فأنني في الوقت الذي فيه أهنئ الصائمين بصومهم أتمنى لهم بأن يكونوا في حالة من الهدوء والعودة الى الذات والتوبة المقرونة بقيم الأيمان. واكد المطران حنا: ان القضية الفلسطينية هي قضيتنا جميعا مسلمين ومسيحيين ، ونحن كمسيحيين نعتقد بأن هنالك بعدا مسيحيا للقضية لا يقل أهمية من أبعادها الأخرى ، ففلسطين هي مهد المسيحية وهي أرض التجسد والفداء ، ففيها من الأماكن المقدسة ما يذكرنا بقدسيتها وسموها. اضافة الى أن المسيحيين الفلسطينيين الذين أنا واحد منهم نحن جزء أساسي من مركبات الشعب الفلسطيني. لسنا عنصرا دخيلا او غريبا ولسنا من مخلفات حملات الفرنجة أو أي نوع أخر من الحملات الأستعمارية. واضاف "جذورنا عميقة في هذه الديار ومن يتحدثون عن فلسطين عليهم أن يبرزوا بعدها المسيحي أضافة الى أبعادها الأخرى ومنها الأسلامية التي نحترمها". اما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فقال المطران حنا نحن لا ننظر أليها من بعيد ونتعاطف ونتضامن من بعيد ، فهذه قضيتنا وهذه أرضنا وهذا هو شعبنا. واضاف"أن مسألة التعاطف والتضامن يمكن أن تنطبق على الغرباء أو الأجانب أما نحن فلسنا متضامنين أو متعاطفين فحسب وأنما نحن ننتمي الى هذه القضية ونرى بأنه من واجبنا أن ندافع عن هذا الشعب المظلوم وأن نرفع صوتنا عاليا منددين ورافضين ما يمارس بحقه من تنكيل وعنصرية وممارسات تتنافى وكل القيم الدينية والأخلاقية." وقال "بصفتي أسقف أرثوذكسي أرى أن خدمة شعب فلسطين مسيحيين ومسلمين هي في صلب رسالتي وخدمتي وواجبي. فأنا أرى بأن خدمة هذا الشعب ومؤازرته لا يجوز أختزالها وكأنها مسألة سياسية ، فالتضامن مع المظلومين ليس سياسة وأنما هو أخلاق وقيم وواجب لا بل أقول بشكل اوضح بأنني ارى أن رعيتي كمطران أرثوذكسي هي كل الشعب الفلسطييني ، فهم أخوتي وأحبائي الذين من واجبي أن أكفف دموع الحزانى منهم وأن أقف الى جانب المتألمين الذين يعيشون هذا الظلم التاريخي الذي حل بهم". وأضاف سيادته نحن مع الشعب الفلسطيني حتى لو كان هذا الموقف يزعج البعض ونحن نتمنى أن يأتي يوم يقتنع فيه المنزعجون بأن من واجبهم جميعا أن يتضامنوا وأن يقفوا الى جانب هذا الشعب. واضاف"نحن نطالب كل العالم المتحضر بكل ما فيه من ديانات وشعوب بأن تتضامن مع شعب فلسطين. فالتضامن مع فلسطين هو تضامن مع القيم ومع الأخلاق ومع المبادئ الأنسانية". وتابع يقول"ولكن هنالك رسالة أخرى يجب أن نطلقها لشعبنا الذي يؤلمنا ما يمر به من خلل وضعف وتشرذم ، فنقول: عليكم أيها الفلسطينيون أن ترتبوا بيتكم فكل بيت ينقسم على ذاته يهلك ، فكم نحن بحاجة الى أن يكون بيتنا الفلسطيني متماسكا وجبهتنا الداخلية موحدة علينا أن ننظم شؤوننا وأن نرتب بيتنا لكي يكون قويا متماسكا في مواجهة الأعاصير والمؤامرات والممارسات التي تريد نسف عدالة قضيتنا وبعدها الأنساني الحضاري". وقال المطران حنا "ورغما عن أحزاننا وآلامنا إلا أننا لن نفقد الأمل فأيماننا يعلمنا الرجاء والرجاء يعني أن المستقبل لا بد أن يكون أفضل من اليوم وأفضل من الأمس لن نفقد الأمل بعودة الحقوق الى أصحابها ولن نفقد الأمل بعودة القدس وفلسطين الى شعبها ولكن علينا كفلسطينيين أن نكون بقدر هذه المسؤولية وأن نحمل هذه الأمانة ونصونها بحكمة ودراية وحرص شديد". أنني أتمنى من الامة العربية قادة ومسؤولين وشعوبا بأن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه النكبة المستمرة في فلسطين. فآن لهذا الشعب أن يتحرر وأن يعيش كباقي شعوب العالم. فصوت المسيحية الفلسطينية هو صوت فلسطين صوت ينادي بالعدالة وعودة الحقوق السليبة الى أصحابها. نعم للوحدة الوطنية ، نعم للأخوة الاسلامية المسيحية في الدفاع عن القدس ومقدساتها وتاريخها وتراثها ووجها الأنساني". |