وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مماطلة سلطات الاحتلال تحول دون بناء عيادة طبية حديثة في الجفتلك

نشر بتاريخ: 21/02/2010 ( آخر تحديث: 21/02/2010 الساعة: 16:17 )
أريحا- معا- ثمة أسباب عديدة تستوجب أن تتوفر في قرية الجفتلك عيادة طبية حديثة توفر لأكبر تجمع سكاني في الأغوار بعد أريحا الخدمات الصحية المثلى، لا سيما وان المنطقة تكثر فيها الزواحف وأحيانا الحيوانات المفترسة والأمراض الجلدية، وأحيانا يتعرض المزارعون من أبنائها للتسمم او ربما يكونون مرمى لنيران الجيش الإسرائيلي لا سيما الرعاة منهم.

فالعيادة المتهالكة والتي هي عبارة عن "كونتينر" يفتقد لأبسط شروط العمل والخدمات الصحية ولا متسع فيه لافتتاح عيادات متخصصة أو إضافية باستثناء طبيب يعتمد على قدراته وبعضا من الأدوية التي توفرها وزارة الصحة، تعرضت للتوقف عن العمل لانقطاع التيار الكهربائي عنها لفترة طويلة لعدم توفر الكهرباء في القرية، بسبب الرفض الذي تطلقه سلطات الاحتلال بسبب وبدون سبب، ما اضطر السكان إلى استخدام التيار الكهربائي لإضاءة منازلهم مما ترتب على ذلك مبالغ باهظة لشركة الكهرباء القطرية الإسرائيلية والتي قطعت التيار لتتدخل السلطة الوطنية بحثا عن حلول استمرت شهورا عدة.

وفي هذه الأيام تحاول وزارة الصحة ومن خلال المانحين إنشاء عيادة صحية في المنطقة لخدمة سكان الجفتلك لكن مساعيها تصطدم بحاجز عدم توفر موافقة الجانب الإسرائيلي على إنشاء البناء بداعي أن المنطقة تخضع لسيطرتها الأمنية، فتعود وفود الممولين إدراج الرياح، وليبقى مشروع العيادة حلما يحتاج إلى إرادة تتطلب عزيمة من الكد والمثابرة، كما كان حال مدرسة الخيام والتي ناضل سكان الجفتلك وبدعم من القطاعات الشعبية في المحافظة والسلطة الوطنية والمنظمات الحقوقية والإنسانية سنوات بالوسائل السلمية حتى تحقق حلمهم وتم إنشاء المدرسة بدعم من الحكومة الماليزية وعدد من الجهات الدولية.

وحرصا من وزارة الصحة على توفير الحد الآدني لسكان الأغوار الوسطى من الخدمات الصحية والإنسانية تسير مديرية صحة أريحا يوميا عددا من الأطباء في عيادات متواضعة طبية للكشف على المرضى خاصة الأطفال والحوامل ومرضى السكري مع توفير أجهزة ومعدات بسيطة لذات الغرض، إلا أنها لن تحل مشكلة نقص الخدمات الصحية، إذ تعاني قرية فروش بيت دجن المجاورة من مشكلة عدم توفر عيادة طبية الأمر الذي يضطر سكانها للتوجه إلى عيادة الجفتلك لتتفاقم المشكلة الصحية من مختلف زواياها.

مديرية صحة أريحا وبالتعاون مع محافظ أريحا والأغوار تسعى لوضع النقاط على الحروف من خلال ورشة عمل متخصصة لبحث احتياجات المنطقة الصحية ستعقد خلال اليومين القادمين، لكن وكما هو متوقع فان أية توصيات ستصطدم بعقبة الاحتلال والرافض لتنفيذ أية خطوة من شأنها تعزيز وتمكين المواطنين من الصمود في أرضهم في منطقة حيوية وإستراتجية جغرافيا وديموغرافيا واقتصاديا وتتعرض يوميا لأشد الإجراءات العقابية دون ضجيج مع إصرار الأوساط الأمنية الإسرائيلية على إخراجها من دائرة ما تقول عنة أنة تنازلات من اجل السلام.