|
الحديث ذو شجون **لاب توب رياضي ! * بقلم : فايز نصار
نشر بتاريخ: 21/02/2010 ( آخر تحديث: 21/02/2010 الساعة: 20:35 )
قدمت المحافظة الكبرى "خليل الرحمن" عددا كبيرا ، من الرياضيين الذين ساهموا في النهضة الرياضية الفلسطينية ، خلال العقدين الماضيين ، ويطري مؤرشفو الرياضة الفلسطينية ، على ثلة من الرياضيين الخلايلة ، الذين عملوا بصمت ، فنالوا احترام الجميع !
ولا يختلف الجمع الرياضي على أن "الدكتور" مازن الخطيب ، يمثل عينة خيرة للرياضيين الفلسطينيين ، الذين تفانوا من أجل الرياضة والشباب في هذا الوطن .... فمن عرفوا الرجل في مديرية الخليل ، واتحاد العاب القوى .. او في كلية خضوري وجامعة الخليل ... او كمدرب للغزلان ، وعضو في الجهاز الفني لمنتخبنا ، وجدوا فيه نموذجا من الرجال الخيريين ، الذين لا يتوقف عطاؤهم ، بعيدا عن الأضواء ! قبل أيام قال لي الأستاذ مازن : عفوا أبو وئام ، أريد أن أطلعك على شيء ، وأخذني إلى رواق في ملعب الحسين بالخليل ، وبسرعة فتح محفظة ، وأخرج منها حاسوبا نقالا "لاب توب"... وراح يدير الماوتس بحرفية ، حتى وصل إلى مجموعة من اللقطات المنتقاة من مباراة الظاهرية والأمعري ، في بطولة الدوري العام ! وبلغة الواثق طلب المدرب مازن مني المقارنة بين موقفين في الشوطين ، حيث تثبت اللقطات أن الحكم أخرج البطاقة الصفراء لأحد اللاعبين ، مرتين في الشوط الأول مرة ، وفي الشوط الثاني مرة ، دون إشهار البطاقة الحمراء ... وسألني : ما رأيك في هذا ؟ وكان ردي : الأمور واضحة ، ولكن لا بد من استفسار الحكم عن هذا الأمر ، للتأكد أن الإنذار الثاني كان بحق اللاعب نفسه ! ورغم أن اللقطات واضحة ـ إلا أنني لا أقبل الخروج بموقف قبل رد الحكم ، ومناقشة القضية من قبل المسئولين ، عن ملف التحكيم ، خاصة وان الأستاذ مازن أخبرني بان إدارة شباب الظاهرية تظلمت للاتحاد ، مرفقة المظلمة بشريط للقطات ، التي تؤكد حصول اللاعب على إنذارين دون أن يطرد . والحق يقال : إن ملف التحكيم أصبح حديث الساعة في الأيام الأخيرة ، بالنظر إلى حساسية اللقاءات في الأقسام المختلفة ، حيث اشتد الصراع بين الطامحين في التتويج ، وبين من يسعون لإنقاذ أنفسهم من الهبوط .. وبالنظر لعدم وضوح الرؤيا لدى بعض عناصر الانجاز الرياضي ، حول كيفية اختيار الحكام ، او حول كثير من الأمور ، التي تتصل بسلك التحكيم . واعترف هنا أن بعض الحكام ارتكبوا بعض الهفوات ، وهذا طبع البشر ، وأخطاء التحكيم – كما يجمع المهتمون بشؤون الصافرة – جزء من اللعبة ، واكبر دليل على ذلك ما شاهدنا في تصفيات كأس العالم الأخيرة ، حيث احتسب هدف لفرنسا بعد تمريرة على طريقة كرة اليد من تيري هنري ، فتأهلت فرنسا ، وعاد لاعبو ايرلندا إلى بيوتهم ، لمتابعة المونديال أمام الشاشات .. والأمر نفسه تكرر في مباراة الجزائر ورواندا ، حيث سجل الجزائريون هدفا ولج المرمى بمسافة أكثر من متر ، ولم يحتسب الهدف ، فأوقع الحكم القارة السمراء في حيص بيص ، لان الأمر اقتضى مباراة فاصلة بين مصر والجزائر ... ولا يتسع المجال هنا للحديث عن الأخطاء التي رافقت بطولة أمم إفريقيا ، حيث ساهمت الأخطاء الواضحة في نتائج كثير من المباريات ! وليس الأمر حكرا على مباريات المنتخبات ، لان البطولات الأوروبية تحفل بالأخطاء ، التي تساهم في توجيه البطولات ، ويبقى الحكم أول المتهمين في تبريرات المدربين واللاعبين ، عندما يخسرون المباريات ، ويبقى الحكام المادة الدسمة للصحافة الرياضية ، كما حصل قبل أسابيع ، عندما شنت الصحافة المدريدية حملة على الحكام الذين يديرون مباريات البرشا ، كجزء من الحرب المتعددة المواقع بين رأسي الليغا ! شخصيا أعجبت بأفكار الدكتور مازن ، لأن الرجل يتحدث ، وبين يديه الدليل ، وأحسب أن الرجل يستخدم اللاب توب في شرح المواقف النتكتيكية للاعبيه ، مما قد يساهم في تحسن الأداء . نعم .. إن المدرب المعاصر يحتاج إلى لاب توب ، لان هذا الجهاز أصبح المصدر الأول للمعرفة ، ويجب على كل عناصر الانجاز الرياضي ، امتلاك اللاب توب ، فالمدرب يحتاج لاب توب لتحسين أدائه ، والحكم يحتاج لاب توب لمتابعة مستجدات القانون ، والطبيب والإداري والإعلامي كلهم يحتاجون اللاب توب ، مع اختلاف في سبل الاستفادة منه . قبل أيام اشتكى لي الزميل بسام أبو عرة ، حول إعلاميين لا يعرفون الحاسوب ، ويرسلون تقاريرهم عبر الفاكس .. وقبل ذلك سمعت عن مرافق إعلامي كان يستخدم هاتفه النقال لتصوير الأحداث ، وفي الأمر علامة استفهام مفهومة ، لان الإعلامي يحتاج إلى لاب توب عصري ، وكاميرا عصرية ، فتلك لعمري من أهم أدوات الإنتاج الرياضي ! ارفع القبعة للأستاذ مازن ، وهو يناقش مسائل الخلاف بالبرهان والدليل ، مستخدما الحاسوب ، ولا عزاء لمن يفضلون طرح قضاياهم الرياضية الحساسة على الأرصفة ، أو في المقاهي ، حيث رائحة الاراجيل ! والحديث ذو شجون [email protected] |