وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في مسَافِر يطا جنوب الخليل.. يطلبون العلم في الخيام

نشر بتاريخ: 23/02/2010 ( آخر تحديث: 23/02/2010 الساعة: 14:19 )
الخليل- تقرير معا- لا شك أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين، وفي زمن التقدم والتكنولوجيا والانترنت، وفي عصر المدارس والجامعات ورياض الأطفال الحديثة، إلا أن الزائر لمنطقة "مسافر يطا" جنوب الخليل، سرعان ما يتفاجأ بغير ذلك، فالمدارس هناك ما هي إلا خيام بسيطة متواضعة، بعد أن حظر الاحتلال الإسرائيلي أي بناء في المنطقة.

طلب العلم في الخيمة:

يغلب طابع البداوة على الحياة في مسافر يطا، فالسكان عبارة عن تجمعات قليلة من أهالي مدينة يطا، ومن البدو الذين سكنوا المنطقة بعد الاحتلال الإسرائيلي لأراضي 48، إلا أن هؤلاء السكان، ورغم كل مضايقات الاحتلال لهم، اثروا إلا أن يواكبوا التعليم، وان يكون لهم مدرسة ولو من خيام، تحتضن أبناءهم وتعلمهم القراءة والكتابة، فكان لهم ذلك، فقدم لهم مجلس الخدمات المشترك في مدينة يطا، ثلاث خيام وعددا من مقاعد الدراسة، لتكون الصفوف الدراسية التي تأوي أبناءهم.

ولعل الزائر لخربة "الفخيت" في مسافر يطا النائية، عندما يقع نظره على هذه الخيام، يتوقع أنها جزء من خيام المواطنين المترامية الأطراف في المكان، إلا انه سرعان ما يجد لوحة ملونة تشير إلى "مدرسة المسافر الأساسية المختطة"، ويعلوها شعار السلطة الوطنية الفلسطينية، وان هذه المدرسة كغيرها من المدارس الحديثة، تتبع لوزارة التربية والتعليم، ولمديرية تربية جنوب الخليل.

مدير ومعلمان وأربعون طالبا:

وقد اخبرنا مدير المدرسة الأستاذ خضر العمور، أن مدرسة المسافر الأساسية التي أنشئت في العام 2009، تحوي أربعين طالبا وطالبة من أبناء منطقة المسافر، وبها أربعة صفوف أساسية، من الصف الأول حتى الصف الرابع الأساسي، وان طاقم التدريس فيها يتكون من ثلاثة أفراد، مدير ومعلمان، يدرسون المنهاج التربوي كاملا، مشيرا إلى انه تم دمج الصفين الأول والثاني معا، فيما تم دمج الثالث والرابع معا أيضا.

وعن كيفية الوصول إلى المدرسة، قال العمور: بما أن منطقة المسافر مترامية الأطراف، فقد تم استئجار سيارة لتنقل الطلبة من أماكن سكناهم إلى المدرسة، ثم تعيدهم إلى منازلهم بعد الدوام الرسمي، إلا أن سلطات الاحتلال قامت بمصادرة السيارة، ما اضطر الطلبة للسير مسافات طويلة على الأقدام للوصول إلى مدرستهم، واستمر الأمر كذلك لمدة تزيد على الشهر، فتم استئجار سيارة ثانية لنقل الطلبة، إلا انه أبدى تخوفه من قيام سلطات الاحتلال بمصادرة السيارة مرة أخرى.

وأوضح العمور أن سلطات الاحتلال تهدف من إجراءاتها "التعسفية" بحق الطلبة من أبناء المسافر إلى تجهيل أبناء المنطقة، وخلق جيل لا يعرف القراء والكتابة، إلا أن إصرار المواطنين على تعليم أبنائهم جعل من حلم الاحتلال صعب التحقيق.

وشرح العمور الظروف الصعبة التي يعانيها الطلبة في الخيام، واصفا إياها بالظروف الصعبة جدا، فالخيام لا تقي حر الصيف في منطقة أشبه ما تكون بالصحراوية، ولا تقي برد الشتاء القارس، وان مياه الأمطار كثيرا ما تتسرب إلى خيام الأطفال، فضلا عن مطاردات جنود الاحتلال للأطفال وترويعهم ومنعهم من الوصول إلى مدرستهم.