وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وفد نقابي بريطاني يلتقي قيادة اتحاد نقابات عمال فلسطين

نشر بتاريخ: 23/02/2010 ( آخر تحديث: 23/02/2010 الساعة: 19:44 )
سلفيت-معا- التقى أعضاء الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في مقر الاتحاد المركزي بمحافظة نابلس اليوم الثلاثاء وفدا نقابيا من اتحاد نقابات عمال بريطانيا TUC ضم كل رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال النقل "اليكس جوردون" والأمين العام لاتحاد المواصلات البحرية البريطانية " بوب كرو" والسكرتيرة العامة لحملة التضامن مع الشعب الفلسطيني وأعضاء من اتحاد نقابات المعلمين وعدد من النقابات العمالية البريطانية، بحضور أعضاء الأمانة العامة بالاتحاد ناصر يونس وسهيل حضر والمستشار القانوني في الاتحاد فتحي ناصر ومنسقة دائرة الشباب غادة أبو غليون والمديرة المالي ليلى الشعار وعدد من النقابيين الأعضاء بالاتحاد من محافظتي جنين ونابلس.

بدوره رحب عضو الأمانة العامة ناصر يونس بالوفد النقابي البريطاني الضيف ونقل لهم تحيات الأمين العام شاهر سعد الذي يزور الولايات المتحدة الأمريكية بدعوة رسمية من اتحاد نقابات عمال أمريكا، وتحدث يونس عن أهمية هذه الزيارة لما تشكله من تضامن ودعم لصمود العمال ونقاباتهم في فلسطين، في ظل تولي حكومة اليمين المتطرفة التي يرأسها نتنياهو السلطة في إسرائيل، مشيرا الى انه لا يمكن الحديث عن السلام في ظل استمرار الاستيطان وبناء جدار الفصل في الضفة والقدس المحتلة ، ناهيك عن الاعتداءات اليومية لجنود الاحتلال التي تمارس بحق العمال الفلسطينيين بشكل يومي على الحواجز والمعابر الحدودية الإسرائيلية، مضيفا ان عدد الحواجز الإسرائيلية في مناطق الضفة تزيد على 630 حاجزا عدا عن نقاط التفتيش التي تقيمها قوات الاحتلال على الطرق التي تصل بين المحافظات.

وتطرق يونس لموضوعات الفقر والبطالة في المجتمع الفلسطيني والظروف القاهرة التي يعيشها عمالنا في القدس وضواحيها، مبينا ان نسبة البطالة في الضفة تجاوزت 32% حيث وصلت في غزة إلى ما يزيد عن 60% اما بالنسبة لمعدلات الفقر فتصل لأكثر من 70% في الأراضي الفلسطينية حسب بعض الإحصائيات الصادرة عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان والمتوفرة لدى الاتحاد العام.

وحول سؤال الوفد النقابي البريطاني عن ظروف التنقل وحركة البضائع في الأراضي الفلسطينية و"مشروع الخط الساخن" الذي كانت تنوي نقابة النقل توقيعه قبل سنوات بإشراف الاتحاد الدولي للنقل في العالم، أكد عضو الأمانة العامة ناصر يونس ان عمليات الاستيراد والتصدير من والى أراضي السلطة الوطنية تواجه مشكلات وتحديات كبيرة نتيجة إجراءات الاحتلال التعسفية والقيود التي يفرضها على حركة البضائع والعمال والمركبات وكل شيء فلسطيني.

وفيما يتعلق بالمشروع الذي جرى الحديث عنه قال يونس:" لدينا قناعة تامة بان إسرائيل لن تقدم أي مساعدة او تسهيلات للفلسطينيين في مجال النقل او المواصلات وحرية التنقل، ما اضطر النقابة للتعامل مع الاتحاد الدولي للنقل بهذا الخصوص، حيث جرى الحديث عن إقامة مشروع في فلسطين أطلق عليه " الخط الساخن" وكان الهدف منه تقديم تسهيلات من الجانب الإسرائيلي للفلسطينيين والعمال والعاملين في قطاع النقل على المعابر والحواجز الإسرائيلية والسماح لهم بحرية التنقل والحركة في المناطق الفلسطينية "، وأكد يونس انه وبعد سنتان من الجهود والمتابعة لتنفيذ المشروع قدر له ان يموت في مهده ولم ينفذ منه أي شيء.

وأضاف، انه تم إغلاق كافة ملفات هذا المشروع ( الخط الساخن) من قبل النقابة العامة، حيث تم استبداله بمشروع آخر تنفذه النقابة العامة لعمال النقل في الاتحاد العام لنقابات العمال مع الاتحاد الدولي ITF حيث يستهدف عمال النقل والموصلات الفلسطينيين وتسهيل ظروف حياتهم وعملهم على المعابر الحدودية الإسرائيلية من خلال إقامة استراحات ومطاعم للعاملين والمواطنين تقيهم من المطر والبرد في الشتاء وحر الصيف وخصوصا كبار السن منهم.

هذا وقدم عضو الأمانة العامة سهيل خضر شرحا مفصلا للوفد الضيف عن الأوضاع السياسية والاقتصادية في فلسطين وخاصة ما يجري الآن في مدينة القدس المحتلة من عمليات تهويد واستهداف من قبل إسرائيل حيث عمل الاحتلال على عزل المدينة بالكامل عن باقي محافظات الضفة وبناء جدار الفصل وتكثيف عمليات الاستيطان وسرقة الأراضي وتهجير السكان المقدسيين وملاحقة العمال وتغريمهم واعتقالهم.

وتحدث خضر عن استهداف قوات الاحتلال لمقرات الاتحاد العام لنقابات العمال في القدس وضواحيها حيث عمل على إغلاقها وسرقة محتوياتها. واشار إلى ان إسرائيل لا تريد ولا بأي شكل من الأشكال إحلال السلام في المنطقة، وطالب بضرورة وجود تضامن دولي حقيقي مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

كما وطالب أعضاء الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين النقابيين البريطانيين الضغط على حكومتهم للتحرك باتجاه ممارسة الضغوط على دولة الاحتلال لوقف الحصار المفروض على الفلسطينيين في الضفة وغزة وإنهاء كافة أشكال الاستيطان من الأراضي الفلسطينية، مؤكدين موقف الاتحاد الواضح والمعلن اتجاه المستوطنات والعمل فيها، وأن الاتحاد العام طالب كافة العمال الفلسطينيين بوقف العمل في المستوطنات ولا يزال ينادي بذلك، وانه ضد التطبيع مع إسرائيل، ولا بأي شكل من الأشكال.

وأعلن الاتحاد وكافة النقابات المنضوية تحت لوائه هذا الموقف في كل وسائل الإعلام، في إشارة الى أن الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين طالب مؤخرا الاتحادات الدولية الصديقة والمنظمة الاقتصادية العالمية بعدم الموافقة على طلب إسرائيل بالانضمام إليها لحين الوقف التام لبناء المستوطنات ووقف كافة الممارسات العدوانية بحق الشعب الفلسطيني.

وقال المحامي فتحي ناصر ان الاتحاد يبذل مساعي حثيثة إلى جانب عدد من المؤسسات المجتمعية والرسمية لدعم المنتج المحلي من خلال مقاطعة البضائع الإسرائيلية وبضائع المستوطنات والتوجه لإقامة مشاريع تشغيل إنتاجية في مناطق السلطة يتم من خلالها استيعاب الآلاف العمال والعاملات الفلسطينيين.

وعلى هامش اللقاء التقى الوفد النقابي بعدد من أعضاء اتحاد المعلمين الفلسطينيين حيث جرى مناقشة أوضاع التعليم في ظل الاحتلال.

وفي نهاية اللقاء تم اصطحاب الوفد البريطاني في زيارة لمخيم عسكر والبلدة القديمة وعدة مواقع عمل في مدينة نابلس إضافة لمركز اطفائية البلدية ومجمع "التكسيات" للاطلاع على أوضاع العاملين في قطاع النقل والمواصلات.