وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"الاندبندنت" تكشف تفاصيل واسعة عن عملية اغتيال مغنية

نشر بتاريخ: 25/02/2010 ( آخر تحديث: 26/02/2010 الساعة: 10:13 )
بيت لحم - معا - اظهرت عملية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح التناقض في عمل جهاز الموساد الاسرائيلي، عقب نشر تفاصيل واسعة عن نشاط الموساد والمجموعة التي اقدمت على تنفيذ عملية الاغتيال، على العكس ما كان سائدا عن عمليات الموساد الاسرائيلي وخاصة في عملية اغتيال القائد العسكري لحزب الله اللبناني عماد مغنية، ولا زالت عملية الاغتيال حتى الان والظروف التي رافقتها بعيدة عن الاعلام، وهذا ما يثير العديد من التساؤلات على اداء جهاز الموساد الاسرائيلي في عملية اغتيال المبحوح.

وبحسب ما نقلت صحيفة "معاريف" العبرية اليوم الخميس عن سلسلة بدأ بنشرها الصحفي جوردن توماس في صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، والتي كشف من خلالها آلية وطرق عمل جهاز الموساد الاسرائيلي من خلال تحقيق واسع قام به وتم اعداده في كتاب، والصحفي جوردن يعتبر الخبير في الشؤون الامنية لهذه الصحيفة.

واضاف المصدر ان جوردن استطاع الكشف عن بعض التفاصيل بما يخص عملية اغتيال عماد مغنية، حيث كان مغنية يعتبر المطلوب الثاني في العالم بعد اسامة بن لادن، وقد حاول جهاز الموساد الاسرائيلي وكذلك جهاز المخابرات الامريكي تتبع عماد مغنية وملاحقته منذ اواسط الثمانينات، بعد سلسلة من العمليات التي وقف خلفها ضد مصالح امريكية في بيروت، وقد حدث تعاون كبير بين جهازي المخابرات الامريكية والاسرائيلية في هذا الامر، وتم جمع العديد من المعلومات بمساعدة اجهزة امن اخرى.

واضاف الموقع ان البداية للتعرف على شخصية عماد مغنية كانت عام 2007، حيث كان لدى جهاز الموساد الاسرائيلي صورة قديمة لعماد مغنية دون معرفة شخصيته الحديثة، وقد استطاع جهاز الموساد الحصول على صورة جديدة بعد انتهاء الحرب الاخيرة على لبنان، من خلال مساعدة عميلين للموساد كانا يعملان على الارض اللبنانية، حيث استطاع احدهم التقاط صورة حديثة له بعد قيامه بزيارة الى قريته التي ولد فيها بالجنوب اللبناني، وبعد عودته من دولة اوروبية قام من خلالها باجراء تغيير على شخصيته.

واشار الموقع انه وبناء على هذه المعلومات قام الموساد الاسرائيلي بالتحقق من الامر ليجد ان عماد مغنية يقوم بزيارة المانيا وبالذات الى برلين للقيام بعمليات تجميل، حيث استطاع الموساد متابعة مغنية وانتظاره بهدوء بعد تجنيد سائق كان يقوم بنقل مغنية في برلين.

الثالث من شباط عام 2008 كان يوما حاسما لدى اسرائيل، بحيث عقد اجتماع امني عرض خلاله آلية اغتيال عماد مغنية، بحضور رئيس جهاز الموساد مائير دغان، ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية، ورئيس الامن القومي، ومستشار رئيس الحكومة للشؤون الامنية، بالاضافة الى رئيس وحدة الاغتيالات في جهاز الموساد " كيدرون " حيث اتخذ القرار بكيفية اغتيال مغنية من خلال سيارة مفخخة وكذلك تم تحديد يوم 12 من نفس الشهر، بناء على معلومات تواجد مغنية في دمشق لحضور الاحتفال في السفارة الايرانية بمرور 29 عاما على الثورة الايرانية، وقد كان لهذا القرار الذي كان مستندا اصلا لقرار قام باتخاذة رئيس الحكومة الاسرائيلية ارائيل شارون، ومن بعده صادق اولمرت عليه.

الرابع من شباط تم اختيار ثلاث عناصر من وحدة "كيدرون" وتم اعداد ثلاث جوازات سفر مزيفة لهم، الاول فرنسي ويعمل فني سيارات، والثاني اسباني ويعمل في السياحة والثالث الماني كهربائي، حيث سيكون هؤلاء العناصر المسؤولين عن عملية الاغتيال، حيث سيتوجهون الى دمشق على انفراد وليس في نفس اليوم حتى لاتستطيع دائرة الهجرة والامن السوري اكتشاف امرهم ، وبنفس الوقت تم الطلب من عملاء للموساد بالتوجه من بيروت الى دمشق، وذلك لتقديم الدعم اللوجستي لطاقم الاغتيال من مواد ومراقبه للسفارة الايرانية في دمشق.

التاسع من شباط يغادر العناصر الثلاث مطار تل ابيب الى فينا وباريس وفرانكفوت، ومن ثم سيتوجهون الى مطار دمشق وهم يحملون اجهزة تلفون يوجد عليها تفاصيل صور لعماد مغنية الحديثة.

يوم الاحد 10 شباط وصلوا الى دمشق قادمين من مطارات باريس ومدريد وميلانو، وفي الساعة السادسة والنصف مساء كان اخر الواصلين يخرج من مطار دمشق الدولي، حيث تم نقلهم من العملاء اللذين وصلوا دمشق قبلهم الى مكان معد مسبق، حيث كان في انتظارهم العبوة الناسفة التي سيتم تفجيرها عن بعد بعد وضعها في السيارة حسب ما كان مخطط مسبقا.

يوم الاغتيال 12 شباط، الساعة السابعة مساء وصلوا الى مركز التربية الايراني الذي سيقام فيه الاحتفال، حيث وضعوا السيارة التي بداخلها العبوة الناسفة في الساحة وانتظروا قدوم عماد مغنية، بعد الساعة الثامنة وصل العديد من المدعويين ووصل ايضا السفير الايراني في دمشق، الساعة التاسعة مساء وصلت سيارة جيب "متسوبيشي" توقفت ونزل منها عماد مغنية وبدأ يسير في طريقة نحو مدخل المركز، حيث تم تفجير السيارة التي وضعت في الساحة لحظة اقترابه منها، وذلك بالتفجير عن بعد ولاذ عناصر الموساد بافرار من الموقع قبل ان يدرك الموجودين ما الذي حصل في المكان.

ايام معدودة بعد الاغتيال تلقت والدة مغنية رسالة يوجد فيها صور لعماد مغنية حديثة بعد ان اجرى عمليات تجميل في المانيا.