|
إصابة 16 مواطنا في مواجهات ترافقت مع اقتحام قوات الاحتلال للاقصى
نشر بتاريخ: 28/02/2010 ( آخر تحديث: 28/02/2010 الساعة: 14:52 )
القدس- معا- انسحبت، الأحد، الشرطة الإسرائيلية من داخل باحات المسجد الأقصى، الى منطقة باب المغاربة، فيما أعيد فتح ثلاث من بوابات المسجد وهي: باب المجلس، وباب السلسلة، وباب حطة حيث سمح للمصلين فوق الخمسين عاما من دخول المسجد الأقصى لأداء صلاة الظهر.
وكانت قوات من الشرطة الإسرائيلية، اقتحمت صباح اليوم الأحد، باحات المسجد الأقصى وطوقت مبناه حيث يعتكف العشرات من المصلين منذ الليلة الماضية ويرفضون مغادرته تحسبا لقيام مجموعات يهودية متطرفة من دخوله. وأفاد مراسلنا ان أكثر من مائتي شرطي اسرائيلي حاصروا مبنى المسجد وطالبوا المعتكفين بمغادرته، في حين علت تكبيرات من داخل المسجد تدعو المواطنين إلى التوجه الى البلدة القديمة للدفاع عنه. وأصيب 16 مواطنا خلال الأحداث التي شهدها محيط المسجد الاقصى وأحياء البلدة القديمة، من بينهم ثلاثة شبان وفتاة أصيبوا بالرصاص المطاطي في مواجهات اندلعت في حي باب حطة ( أحد البوابات الرئيسية للمسجد الأقصى) بالبلدة القديمة من القدس، فيما أصيب الباقون بالاختناق إثر إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز على المواطنين الذين حاولوا الوصول إلى المسجد الاقصى عبر باب المجلس، كما اعتقلت شرطة الاحتلال خمسة شبان في شارع الواد خلال مواجهات وقعت هناك. وفي باب المجلس أحد البوابات الرئيسية للمسجد الأقصى أصيبت المواطنة فاطمة البرسي في الأربعين من عمرها بكسر في إحدى رجليها بعد أن أغلق أفراد من الشرطة بوابة المسجد عليها لدى محاولتها الدخول الى باحات المسجد. وشهدت عدة أحياء في البلدة القديمة مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها اعتقلت أحد المتظاهرين الذين ألقوا الحجارة على المستوطنين المتطرفين الذين تجمعوا أمام باب المغاربة في محاولة لاقتحام ساحات المسجد الاقصى، فيما سمحت شرطة الاحتلال لأربعة من هؤلاء المتطرفين بالدخول الى ساحات المسجد والتجول فيها بحماية الشرطة. واشتكى المواطنون في الأحياء المجاورة لبوابات المسجد الأقصى من اعتداءات جنود الاحتلال عليهم وتخريب ممتلكاتهم، بعد أن استولى هؤلاء الجنود على أسطح منازلهم وحولوها إلى نقاط مراقبة لتحركات المواطنين والمصلين في داخل المسجد الأقصى. من جانبها قالت الشرطة الإسرائيلية إن عددا ممن أطلقت عليهم "السياح" دخلوا منطقة الحرم فهاجمهم ملثمون فلسطينيون بالحجارة، مما اقتضى تدخل الشرطة لتفريق الملثمين دون دخول الشرطة إلى داخل المسجد. كما أكد الناطق بلسان الشرطة أنه سمح بدخول باحة الحرم القدسي لمن تتجاوز أعمارهم الخمسين. مضيفا أن دخول من أسماهم "السياح" مستمر حيث دخل أكثر من 1000 حتى اللحظة. وذكرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث ان قوات الاحتلال الإسرائيلي أغلقت أبواب الجامع القبلي المسقوف في المسجد الأقصى على مئات المصلين والمعتصمين والمعتكفين داخل الجامع القبلي، ثم اثر ذلك قامت بإغلاق جميع أبواب المسجد الأقصى ومنعت الجميع من دخوله. وأضافت المؤسسة إن المئات من أهل القدس وأراضي 48 اعتصموا عند الأبواب المؤدية إلى المسجد الأقصى المبارك وعلى درجة الخصوص في منطقة طلعة باب الأسباط. وفي تمام الساعة 9:10 تم الاعتداء على المعتصمين من قبل قوات الشرطة والخيّالة وعرف ممن اعتدي عليهم بالدفع المحامي زاهي نجيدات- متحدث باسم الحركة الإسلامية. وقال مراسلنا ان عشرات المواطنين يعتكفون داخل المسجد الاقصى للتصدي للجماعات اليهودية المتطرفة التي أعلنت نيتها اقتحام المسجد الأقصى اليوم لإقامة شعائر وطقوس تلمودية في باحات الأقصى بمناسبة عيد "البوريم" أو المساخر اليهودي. وكانت جماعات يهودية متطرفة دعت أنصارها للتجمع اليوم في باحة البراق للانطلاق بمسيرات خاصة تطوف شوارع البلدة القديمة وخاصة محيط بوابات المسجد الأقصى المبارك. وتعطلت الدراسة في عدد من المدارس داخل أسوار المدينة المقدسة بفعل الاجراءات والتدابير الأمنية الإسرائيلية المشددة حول البلدة القديمة، إضافة إلى منع العديد من التجار من الوصول إلى محالهم التجارية هناك. واعتبر مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية الاجراءات الاسرائيلية اليوم بأنها إمعان في الانتهاكات للحريات الدينية، ومس بحياة المواطنين، وبحقوقهم في حرية الحركة والنقل، عدا عن أنها تمس نسيج الحياة اليومي للمواطنين، وتحول دون حق التلاميذ في التعلم. من جهتها، دعت القيادات الدينية والوطنية في مدينة القدس المحتلة وأراضي 48 إلى شدّ الرحال والتواجد المكثف في ساحات وباحات المسجد الأقصى المبارك للتصدي للمتطرفين اليهود. وكانت سلطات الاحتلال أعلنت عن إغلاق مدينة القدس ابتداءً من منتصف الليلة قبل الماضية وحتى الأول من الشهر القادم بمناسبة عيد المساخر اليهودي، ونشرت أعدادا كبيرة من عناصر شرطتها وحرس حدودها في مختلف شوارع وطرقات القدس. |