|
النائب بركة: الانقسام الفلسطيني أخطر ما يواجهه شعبنا بعد النكبة
نشر بتاريخ: 28/02/2010 ( آخر تحديث: 28/02/2010 الساعة: 13:09 )
القدس- معا- أكد عضو الكنيست محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، أن الانقسام الفلسطيني الداخلي هو أخطر ما يواجهه الشعب الفلسطيني بعد النكبة، وخاصة في المرحلة الحالية، التي تنقلب فيها كل الموازين الدولية الكبرى لصالح الاحتلال، وقال إن من كل يعمل على تكريس الانقسام يوجه طعنة لقلب الجماهير الفلسطينية.
جاء هذا في كلمة النائب بركة في المهرجان المركزي، للذكرى الـ 41 لانطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الذي عقد مساء السبت في رام الله، بحضور قيادات فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وجمهور واسع من أعضاء وأنصار الجبهة الديمقراطية. وفي كلمته أكد النائب بركة على العلاقة المميزة والتاريخية والمتواصلة بين الجبهة الديمقراطية للسلام وبين الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وهذه العلاقة التي تتميز باللقاءات المتواصلة لتبادل وجهات النظر، وخاصة اللقاءات الدورية مع الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة. وقال بركة، إن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين هي أحد أحجاز الزاوية في المشروع الوطني الفلسطيني، وقد أثبتت على مدى السنين التزامها بالمشروع الوطني الفلسطيني، وبالإطار الجامع، منظمة التحرير الفلسطينية، إلا أن البعض أخذ على الجبهة التزامها الوطني بهذا الإطار، حتى عندما عارضت بعض المسارات السياسية ومن ضمنها اتفاقيات أوسلو، إذ أنها لم تتخل عن م.ت.ف، ونحن نقول إن هذا النهج هو النهج الصحيح، لأن قيام منظمة التحرير هو أحد أهم انجازات شعبنا، إن لم يكن الأهم في السنوات الستين الماضية، ونحن نطمح إلى أن تتبع كل فصائل شعبنا هذا النموذج الحضاري في التعامل الداخلي في حالتي الوفاق والاختلاف. وحذر بركة من زج مشروع ومكانة م.ت.ف بالخلاف الفلسطيني الداخلي القائم، أو أن يضع البعض مكانة م.ت.ف تحت علامة سؤال ليبرر موقفه ووجوده على الساحة، "وعلى هؤلاء أن يحذروا، لأن ضرب م.ت.ف كان طيلة الوقت طموحا أميركيا وإسرائيليا، ونحن لا نقبل لهم أبدا، أن تكون النتيجة التي يطمحون لها، هي النتيجة التي تطمح لها أميركا واسرائيل، لأنه حتى وإن اختلفت المنطلقات، وهذا موجود، إلا أن النتيجة الواحدة خطيرة وعلى شعبنا أن يتصدى لها ويرفضها، وأن أي تعديل وتصحيح يجب ان يكون في اطار م.ت.ف". وتابع بركة قائلا، "إن حرابا كثيرة رفعت في وجه م.ت.ف من أجل زوالها عن الوجود، ولكن حين تكون دعوات مشابهة من الداخل الفلسطيني فإن هذا يشكل طعنة في الصدر والقلب، وهذا ما لا يمكن القبول به". البقاء ليس مجرد مصطلح وتوقف بركة في كلمته عند تصعيد السياسة العنصري تجاه جماهيرنا الفلسطينية في الداخل، وقال إن سياسة التمييز العنصري لم تتوقف للحظة عن التصعيد، فهي في تصعيد دائم، ولكنها اشكالها وصياغاتها تتبدل إلا أن جوهرها واحد، ولكن الأمر الأكثر بروزا في هذا التصعيد في هذه المرحلة، هو الحرب الإسرائيلية على الهوية الفلسطينية، وهي حرب بدأت منذ اليوم الأول لقيام إسرائيل ولم تتوقف، إلا أن المؤسسة الإسرائيلية قررت في هذه المرحلة استئنافها بوسائل أشد، ولكن جماهيرنا تقف لها بالمرصاد. كذلك تكلم بركة عن نهج الملاحقات السياسية للشخصيات السياسية القيادية بين جماهيرنا، وقال إن الملاحقات السياسية لم تتوقف في أي مرحلة من مراحل السنوات الـ 62 الماضية، ولكنها في هذه المرحلة تشهد تصعيدا، وقال، إن الشيخ رائد صلاح فرض عليه حكما بالسجن لتسعة أشهر، وينتظر محاكمات أخرى، بسبب مقاومته للاحتلال في القدس المحتلة، ومن هنا نرسل له تحياتنا النضالية، وكذا النائب سعيد نفاع، الذي يستعد لمحاكمة بسبب زيارته إلى سورية، ومحاكمتي تبدأ في العاشر من آذار، أيضا بتهمة مقاومة الاحتلال، وإذا كانت مقاومة الاحتلال تهمة، فهذا شرف لنا وليس إدانة. وشدد بركة في كلمته على "أن جماهيرنا عرفت على مدى 62 عاما كيف تقاوم وتحافظ على البقاء في الوطن"، وقال: "إن البقاء في الوطن ليس مجرد مصطلح بالامكان التلويح به، بل هو الموقف والاختبار للوطنية الحقيقية، لأنه مهما اشتدت الظروف فلا يمكن ولا بأي حال من الأحوال أن نقبل باقتلاعنا من الوطن، فنحن ناضلنا ونناضل من أجل البقاء، وليس مجرد بقاء كالدواجن، وإنما بقاء وبناء مستقبل العيش الكريم والحرية لشعبنا على أرض الآباء والأجداد". |