وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الفنان رمزي مقدسي: السينما لغة فلسطين الثانية لشرح فضيتنا

نشر بتاريخ: 01/03/2010 ( آخر تحديث: 01/03/2010 الساعة: 17:18 )
القدس- معا- الفنان الفلسطيني رمزي مقدسي شاب في العقد الثالث من العمر، تغرب من اجل الفن، فكان المستقر في برشلونة باسبانيا حيث التقى هناك بفتاة أحلامه الكتلونية، لتنشأ بين اسبانيا والقدس رابطة مسرح القدس في اسبانيا.

يتوجه الفنان الفلسطيني المقدسي إلى اسبانيا هذه الأيام من اجل الإعداد لفلمه (سنة معدة للفقد) وهي عبارة عن رواية للشاعر محمود ابو هشهش، وتتحدث عن علاقة بين هشهش وكاتب فلسطيني صديق له، وتدور أحداثها خلال فترة الاجتياحات لمدينة رام الله وحصار ابو عمار رحمة الله في العام 2002.

يتناول الفلم باختصار تجربة شاعرين فلسطينيين في تلك الحقبة من الزمن، وتم التصوير في مستشفى المطلع بالقدس، وفي رام الله حيث يوجد مكان سكن محمود، وفي منطقة كوبر برام الله، مكان سكن الشاعر الآخر، ومدة الفلم ساعة، تطرق بها إلى الحياة الخاصة بالشاعرين في ظل العدوان الإسرائيلي على المدينة، ولم يركز على العدوان نفسه بالفلم، وهي تعتبر من أبز مميزات الفلم بحيث تتضح رمزية الفلم بعدم التطرق للقضية الفلسطينية بشكل مباشر، مثل الاحتلال بل عبر عنه من خلال الحياة اليومية لهذين الشاعرين، وما يعانيانه، بصرف النظر عن الاحتلال الذي يشار له من قبل المتلقي دون ان يلحظ هذا الأمر بالنص، وتبرز قيمة العمل بإثراء الموضوع بالأرشيف الحي في الفلم، والتي تعود بالمشاهد إلى الزمن الأصلي للرواية، ويمكن القول انه بإنتاج مستقل حيث قدم الشاعر محمود هشهش دعما بسيطا، وقدمت مؤسسة عبد المحسن القطان والمسرح دعما لوجستيين، وتقدم المسرح الوطني بالاضائه، وسيعرض الفلم الشهر القادم في اسبانيا.

وعند سؤالنا له متى سيتم عرضة في فلسطين؟

عبر الفنان الفلسطيني الصاعد عن سخطه واستيائه من عدم الاهتمام بالفن والفنانين والأعمال الخاصة بهم بقولة "لا يوجد احد يهتم هنا بعرض الأفلام الفلسطينية"، وأشار إلى أنه يوجد في فلسطين العديد من الأعمال الرائعة منها على سبيل المثال لا الحصر فلم "الزمن المتبقي" لإيليا اسليمان عرض مرة واحدة فقط بمسرح القصبة، وهذا ظلم لفلم مثل هذا ان يعرض مرة واحدة حسب اعتقاده، وقال " ليس هناك اهتمام من قبل القائمين على هذه الأمور بعرض الأفلام الفلسطينية، لدرجة أنها تعرض في أوروبا أكثر من فلسطين".

لم يعرض لي أفلام في فلسطين:

وأردف المقدسي قائلا "لم يعرض لي ولا فلم في فلسطين، وطرح علي المسرح الوطني الفلسطيني فلمين صغار، ولم يتم الالتزام من قبل القائمين والمنفذين، وقد كلمني وقتها المدير الفني للمسرح، ولكن في نفس الوقت عبر مقدسي عن تقصيره هو ايضا في هذا الجانب نتيجة عدم التواصل مع من يعملون في هذا الميدان في فلسطين، ولكن بين لنا ان الساحة الفنية الفلسطينية تشكو من غياب الاهتمام والبحث عن الفنانين الفلسطينيين غير الظاهرين على الشاشة.

الكل يتحمل مسؤولية ضعف الإنتاج وخاصة الإعلام:

وحول من يتحمل مسؤولية ضعف الإنتاج السينمائي الفلسطيني قال رمزي ان "الكل وبشكل عام يتحمل مسؤولية ضعف الإنتاج السينمائي الفلسطيني، وبالتحديد الإعلام لقصوره وضعفه في عدم تعريف الفنانين الفلسطينيين بشكل اكبر مما هو عليه، وبالمقابل الاهتمام الكبير بالفنانين والمخرجين والسينمائيين الأجانب والعرب.

وأوضح اذا أراد احد المنتجين الأجانب او المحلين عمل (كاستيج) اختبار عمل لاختيار فنانين في فلسطين لا يعلم إلى أين يتجه، وذلك بسبب عدم وجود جهة او مكان يمثلهم او يرشدهم، وهذا يدل على قلة البحث في العمل، ولكن من جديد بين الفنان ان رابطة المسرحين الفلسطينيين تسعى لعمل قائمة معلومات للفنانين والمسرحيين الفلسطينيين، وهي تعتبر من أهم العناصر للتعريف بالفنانين للجهات المعنية، اما الضعف الذي تشكوه منه الرابطة فهو متأتي من عدم مساندة وزارة الثقافة الفلسطينية للرابطة، والجدير بالذكر ان القائمين على العمل الإداري للرابطة هم أفراد متطوعين يقومون بالعمل بها كلما تسنى لهم الوقت، رفضا الاستسلام للأمر الوقع مبينا ان الإنتاج يزيد ويسير نحو الأمام، ومن جهات لم تكن تتحرك بالسابق في العمل السينمائي او الدرامي مثل شبكة "معا" وهو تطور ملحوظ والوجود الفلسطيني يفرض نفسه.

الاستفادة من التجربة الخارجية:

اعتبر الفنان رمزي ان تجربته بالعمل السينمائي في أوروبا عملت على فتح أفاق جديدة، والتعرف على طرق مختلفة بالعمل السينمائي، خاصة ان الفنان الفلسطيني محاصر في فلسطين كثيرا، فلا يلتقي مع فنانين من الخارج، وما قل ان تجد تنوع جذري بالطرح او التعامل مع الأفكار او الرسائل الفنية، بالمقابل عند العمل في أوروبا يختلف الأمر وذلك لكونها بلاد مفتوحة، ويمكن لأي شخص من أي مكان في العالم ان يطرح أفكاره هناك، موضحا انه يكون الصياد لكل هذا الاختلاف الحضاري، محاولا ان يستغل كل هذه المهارات المكتسبة بالأساس من فلسطين والأماكن الأخرى للخروج بعمل يليق بمستوى الإنتاج السينمائي العالمي.

على السلطة تقييم دورها بعد انتهاء فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية:

وعبر المقدسي عن استيائه من عدم مشاركة الفنانين الفلسطينيين في تظاهرة القدس عاصمة للثقافة العربية، حيث بين ان من قام على إدارتها وهي وزارة الثقافة التي توجهت إلى عدد من الفنانين المعروفين بالسينما والمسرح...الخ، وتم استثناء الباقين.
وقال انه يجب على السلطة الفلسطينية ان تقيم دورها بعد انتهاء فعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية رغم النجاح الذي حققته التظاهرة، وذلك بالعودة إلى العروض التي تم دعمها والبحث في كم مرة قدمت هذه الأعمال مقارنة مع المبالغ التي وفرت لها.

الوضع الفني السينمائي الفلسطيني الحالي:

بين المقدسي انه هناك أخطاء ارتكبتها السلطة عند قدومها وبالطبع غير المقصودة، فعند قدوم السلطة تم استيعاب الفنانين الأردنيين ذو الأصل الفلسطيني أمثال زهير النوباني وربيع شهاب، وتم بالمقابل تهميش الفنانين الفلسطينيين، ومع بداية الانتفاضة عادوا كلهم إلى الأردن، رغم أننا نمتلك المهارات والكفاءات المطلوبة بالوطن.

خلال ايام سينهي الفنان المقدسي فلم "الشاطئ الأحمر" والذي تناول قصة عائلة الطفلة هدى غالية التي قصفهم الاحتلال وهم يستجمون على شاطئ البحر، وسيعرض في سينما بديلة في برشلونة وهي من أهم السينمات هناك، خلال هذا الصيف.

بداء رمزي حياته السينمائية في فلم حمل اسم "الشاطئ الأحمر" وتحدث عن الطفلة هدى غالية التي فقدت عائلتها على احد شواطئ غزة، وجاءته فكرة الفلم وهو جالس في إحدى مقاهي برشلونة ويشاهد الاخبار، وبمشاهدة للحادثة تظهر على التلفاز أحسه انه لا يوجد مكان للحب.

وكتبت النص وشارك بمسابقة سيناريوهات سينمائية مع 200 فلم أخر، باسبانيا وصوت للفلم 173 شخص من أساتذة وطلاب المعهد السينمائي في كتالونيا، وكان من بين المصوتين طلاب إسرائيليين، واعتبروا انه تم استخدام أسلوب خبيث في تقديم الفلم.

وخلال أيام سينتهي العمل بشكل كامل وسيعرض في سينما بديلة في برشلونة وهي من أهم السينمات هناك، خلال هذا الصيف، والفلم باللغة الاسبانية وسيتم دبلجة فيما بعد الى العربية.