وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عمال أطفال تجعدت وجوههم وتشققت أيديهم ونزفت الدماء من أنوفهم

نشر بتاريخ: 02/03/2010 ( آخر تحديث: 02/03/2010 الساعة: 18:55 )
القدس- معا- كشفت جمعية "عنوان العامل" والاتحاد العام لعمال فلسطين فرع قلقيلية خلال لقاء مع عدد من العمال العاملين في أحد المجمعات الصناعية الاسرائيلية المنتشرة بالضفة، عن ظروف عمل قاسية يتعرضون لها اثناء عملهم بالمصنع.

وضمت المجموعة عددا من العمال من قرية حجة وباقة الحطب، وجميعهم شباب، حيث ظهر تأثير مادة الكلور على وجوههم التي تجعدت وأيديهم وقد تشققت، من شدة التعرض للمواد المذيبة الكيماوية.

وقد أكد العمال أنهم لا يحصلون على قسيمة راتب ويحصلون فقط ما بين 35 إلى 70 شيقلا مقابل يوم عمل كامل، وساعات العمل الإضافي تحسب كساعة عمل عادية، ولا يحصلون على أي نوع من الحقوق الاجتماعية كالأجازات المرضية والسنوية والنقاهة والأعياد وغيرها.

ويقول أحد العمال بأنه يخلط الماء بمادة الكلور المركزة طوال اليوم، ويضيف" وبعد ساعة من العمل يصيبني ألم شديد بالرأس واشعر بحرقة شديدة في العيون وفي الليل أجد صعوبة بالنوم، وذلك لأن مادة الكلور تسبب التهابات شديدة بالعيون وفي الجلد عن التعرض لها لفترة طويلة، ولمدة أطول تسبب تشققات بالجلد، وتتسرب المواد الخطيرة إلى الدم ومنه إلى الأعضاء الأخرى مثل الكبد والكلى مسببة أمراض خطيرة ومميتة".

ويشعر العمال بالتعب المتواصل بسبب ان أن الكلور أصبح موجودا بنسبة عالية بالخلايا العصبية ويؤثر على وظائفها.

كما يعاني أثنان من العمال من صعوبة النطق وآلام مزمنة في القصبات الهوائية، وقد أكد العامل أحمد الذي عمل بالمصنع منذ ثلاث سنوات أنه فقد نصف وزنه خلال عمله، وبدأ يستعيد وزنه تدريجيا بعد تركه للعمل بهذا المصنع فيما اصيب احدهم بمرض الأكزيما والتهاب الجيوب الأنفية.

واكد بعض العمال خلال اللقاء أنه أصبح لديهم ضعف جنسي شعروا به أثناء فترة عملهم بالمصنع ولم يكونوا كذلك بالسابق، رغم أنهم شباب وتزوجوا حديثا.

وظهر بعض العمال وقد نزفت أنوفهم دما نتيجة أي احتكاك من شدة الحساسية بالجيوب الأنفية عندهم، وأكد على ذلك رائد أبو يوسف مستشار السلامة والصحة المهنية بجمعية عنوان العامل الذي أوضح أن مادة الكلور وحسب ما هو معروف تسبب مثل تلك الأمراض وأكثر من ذلك، حيث قدم شرح مفصل للعمال عن طرق الوقاية من تلك المواد.

وأكد العمال أن المصنع قام بفتح فرع آخر له بقرية حجة قضاء قلقيلية، وأن المصنع يعمل على تشغيل أطفال فلسطينيين من نفس القرية ومعظمهم طلبة مدارس متسربون من مدارسهم، ويقوم المصنع بإعطائهم ما بين 15 إلى 35 شيقلا مقابل يوم عمل كامل ولا يحصلون على أي حقوق أخرى، ولا توجد أي جهة تراقب عمل المصنع ويستخدم المصنع نفس الاسم ويعمل بنفس المواد وخط الإنتاج، والعمال هناك والبالغ عددهم 12 عاملا، 10 منهم أطفال، لا يحصلون على أي نوع من وسائل السلامة والصحة المهنية التي تقيهم من خطر الإصابة أو التعرض لأمراض المهنة، لذلك فأنهم معرضون للالتحاق بما سبق من العمال لتظهر عليهم نفس الأمراض التي ظهرت على المجموعة الأولى.

والعمال لا يجرؤون بالمطالبة بتحسين أجورهم وتوفير بيئة عمل مناسبة وآمنه لهم، خوفا من الفصل من العمل وفقدان مصدر الرزق الوحيد بين أيديهم.

وقد أكد محمود عامر رئيس الإتحاد العام وممثل جمعية عنوان العامل على أن الإتحاد والجمعية سيقومان بمتابعة هذه القضية والضغط على المشغل الإسرائيلي من أجل وضع حد لهذه الانتهاكات وتوفير بيئة عمل مناسبة، ومنع ظاهرة استغلال وتشغيل الأطفال بالمصانع لأن هذا يعتبر انتهاكا خطيرا لحقوق الطفولة.

وكان عدد من العمال توجهوا للإتحاد وجمعية عنوان العامل من أجل رفع قضايا على صاحب العمل الإسرائيلي ومطالبته بكافة حقوقهم التي يكفلها لهم القانون، وقد قام عدد منهم بترك العمل هناك نتيجة خوفهم الكبير على صحتهم.