وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سيادة الرئيس- في المغرب لا تستغرب

نشر بتاريخ: 03/03/2010 ( آخر تحديث: 03/03/2010 الساعة: 13:20 )
بيت لحم- معا- بقلم رئيس التحرير ناصر اللحام- شرعت الصحف العربية تنشر في كل يوم عن ازمة بين الرئاسة الفلسطينية وبين دول المغرب العربي، لا سيما بعد ان اعتذر الزعيم الليبي معمر القذافي عن استقبال الرئيس ابو مازن.

وذكرت صحيفة الدستور الاردنية تحت عنوان (تونس تتجاهل رغبة عباس في زيارتها). وذهبت الصحيفة بعيدا تتحدث عن موقف موحد لدول المغرب العربي ضد الرئاسة الفلسطينية وان المغرب قد انضمت لتونس وليبيا في ذلك.

من ناحية ثالثة سارعت بعض الصحف العربية الى نشر ان سوريا قد تجاهلت طلب زيارة الرئيس لدمشق، ومن الضروري ان نعرف اذا كانت هذه المواقف صحيحية ام لا ؟؟ لانه بناء على صحتها او عدم صحتها فاننا نقرأ الموقف العربي مرة اخرى.

الرئيس ومن شرم الشيخ نفى وجود اي خلافات مع اي دولة عربية، سواء على خلفية دعوة حماس او عدم دعوتها للقمة، ورغم ان قطر وسوريا اقرب بكثير لحماس من ليبيا، بل ان حماس اقرب بكثير لقطر وسوريا منها الى ليبيا الا ان الامر لا يجب ان ينظر له كقصة عادية، فاذا كان صحيحا ان بعض العواصم العربية قد ادارت ظهر المجن للسلطة الفلسطينية على ابواب القمة العربية فان من حق كل فلسطيني في الداخل والشتات ان يعرف الحقيقة من فم وزير الخارجية الدكتور رياض المالكي ومن دون اي تكتيك او كمحاولة لتجميل الصورة.

وعلى كل حال واستنادا الى ما قدمه العالم العربي لنفسه ولفلسطين منذ القمة العربية السنة الماضية في قطر، نحن نقرأ المشهد العربي على هذا النحو:

اولا: ان الشعوب العربية لا تزال تضع فلسطين في بؤبؤ عينها ولا تزال القدس هي درة تاج الشرف النضالي لكل عربي كريم ومهما تعددت البوصلات فان القدس هي البوصلة وان اية بوصلة لا تشير الى القدس وتحرير القدس بوصلة مشبوهة.

ثانيا: ان الحكومات والانظمة العربية ورغم مشاكلها الداخلية في العديد من الدول لا تزال تحمل مسؤولياتها تجاه فلسطين كقضية عربية، وان كان ليس من اجل عيون فلسطين فسيكون نكاية بايران- فهذه هي الموضة الدارجة هذه الايام.

ثالثا: ان العالم العربي وخصوصا دول الشرق الاوسط والخليج يسبح هذه الايام في مشاكله الداخلية، حرب السلفيين في جبال صعدة باليمن + القتال الحدودي مع السعودية + ازمة البورصة في الخليج + الحرب ضد القاعدة في الاردن + نزيف العراق وانتخاباتها + تهديد ليبرمان لسوريا ومسارعة سوريا للتحالف اقوى فاقوى مع ايران + التوتر الدائم على حدود جنوب لبنان + الاستهداف الدائم لمصر والازمة العالقة على حدود غزة + ملف دارفور في السودان، وبالتالي فان هذه الدول تواجه مشكلة في مواجهة اية مشكلة جديدة وانما ومن خلال القراءة المنطقية للقمة القادمة فهي لا تبحث عن حلول وانما تسعى وراء الخلاص من مشاكلها اولها ومن ثم الحديث قليلا عن فشل السلام وعن مساوئ الحرب.

رابعا: اعتدنا انه وبعد كل قمة عربية هناك حرب امريكية اسرائيلية ضد دولة ما، فهل سيكون هناك ضربة لايران بعد هذه القمة العربية!!.

خامسا: اما بالنسبة لدول المغرب العربي، فالحق يقال اننا نحن مقصرون مع هذه الدول وشعوبها، فهي لم تكن تاريخيا سوى البيت الحنون لنا ولمهاجرينا ورغم كل مشاكل هذه الدول فهي لم تقصر مع الشعب الفلسطيني وبالذات تونس، واذا كان هناك ازمة فعلا فان سببها الوحيد هو اننا نقلنا ازمة فتح وحماس من غزة ورام الله الى تونس ومراكش وطرابلس مع انها يجب ان لا تنقل ابدا.... فالمغرب العربي اخلص في حب فلسطين، ودول المغرب قدّمت الغالي والنفيس من اجل القدس ولكن على قيادة الفصائل عندنا ان تعرف ان نقل الخلافات الداخلية الى هذه الدول سوف يلحق ضررا بالغا وشديدا بقضية فلسطيني وعلى سفرائنا هناك ان يدركوا انهم سفراء لفلسطين وليسوا سفراء لفصيل ضد اخر.. ومن يستغرب من هذا القول ليعرف المثل القائل "في المغرب لا تستغرب".

سادسا: ان القمة العربية القادمة ووفق استطلاعات الرأي العربية لن تختلف عن سابقاتها من القمم في اي شئ الا من ناحية الشكل ولربما الحضور، وعلى رئاسة جامعة الدول العربية ان تعرف ان اي صحافي مبتدئ في اية وسيلة اعلام عربية يستطيع الان ان يتصور البيان الختامي للقمة وان ينشره من وحي افكاره.. فلن تكون هناك اية مفاجآت.. الا اذا ارادت القمة ان تفاجئنا وان نكون نحن مجرد ثرثارين متشائمين!!.

سابعا: إن الأجدر بالقمة العربية أن تسقط حكومة نتنياهو المتطرفة وحكومة المستوطنين الذين يهودون القدس ويستولون على المقدسات، لا أن تسقط الرئيس الفلسطيني الذي أصلا قدم استقالته قبل 6 أشهر وعف عن نفسه بالحكم.

يا ريت ان "تفحمونا" وان تكون نتائج القمة مفاجئة وان يكون لديكم اكثر من اخبار عدم استقبال الرئيس الفلسطيني في هذه العاصمة او تلك.