|
الدعوة لاعتبار الثامن من اذار يوما للمرأة الفلسطينية الأسيرة
نشر بتاريخ: 06/03/2010 ( آخر تحديث: 06/03/2010 الساعة: 12:20 )
غزة- معا- قال الأسير السابق، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، إن العالم يحتفي بعد غد الإثنين ( 8-3 ) بـ "يوم المرأة العالمي متجاهلا المرأة الفلسطينية الأسيرة التي زُج بها في غياهب السجون، لتقبع فيها لشهور طويلة وسنوات عديدة وعقود مريرة، وتتعرض خلال سجنها، لما يتعرض له الأسرى الرجال من صنوف مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي، والمعاملة القاسية، ولألوان متعددة من الحرمان والمعاناة، لتتشابك جميعها وترسم صور لروايات مؤلمة تصلح لأن تكون سناريوهات في سينما هوليود".
وأكد فروانة أنه من حق كل امرأة فلسطينية تعرضت للسجن أو لا تزال تقبع في السجن أن تقف في الصفوف الأولى للتكريم والتقدير وعلى كافة المستويات، باعتبارها ليست امرأة عادية، فهي من جمعت ما بين تضحيات وصمود المرأة الفلسطينية عامة ونضالاتها العريقة، ومعاناة المرأة الفلسطينية الأسيرة التي لا حدود لها، وهي التي لا تزال صامدة ومثابرة، تناضل من أجل انتزاع حقوقها المسلوبة وحريتها المفقودة منذ عقود والتي تتشابك مع حقوق وحرية شعبها. وناشد فروانة كافة المنظمات والمؤسسات النسائية والحقوقية في فلسطين خاصة وفي العالم العربي والإسلامي عامة لجعل "الثامن من آذار" هذا العام يوماً للمرأة الفلسطينية الأسيرة، وذلك من خلال العمل لإنصاف الأسيرات المحررات ونصرة الأسيرات القابعات في سجون الاحتلال الإسرائيلي ودعماً لحقهن بالحرية. وأوضح فروانة أن الأسيرات المحررات بحاجة لحاضنة وطنية وعربية وإسلامية، تعمل على كافة الجبهات السياسية والاجتماعية والإنسانية والاقتصادية، بما يكفل لهن الدعم المعنوي والإرشاد النفسي والرعاية الصحية والاندماج المجتمعي والتأهيل المهني وإيجاد فرص عمل مناسبة والدعم المادي المتواصل كجزء وجزء مهم من الوفاء والتقدير لمعاناتهن ونضالاتهن وتضحياتهن الطويلة. وبيَن أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت ومنذ العام 1967 ولغاية الآن أكثر من عشرة آلاف امرأة فلسطينية، من أعمار وشرائح وفئات طبقية مختلفة، وأن تلك الاعتقالات طالت أمهات، زوجات، فتيات قاصرات، طالبات، كفاءات أكاديمية وقيادات مجتمعية ونائبات في المجلس التشريعي، ..الخ. وتعتبر الأسيرة المحررة "فاطمة برناوي" التي اعتقلت أواخر عام 1967 هي أول أسيرة فلسطينية، فيما تُعتبر الأسيرة المحررة "سونيا الراعي" شقيقة الشهيد الأسير "ابراهيم الراعي" هي عميدة الأسيرات، حيث أمضت ( 12 عاماً ) في سجون الاحتلال وهي الفترة الأطول من بين الأسيرات، أما الأسيرة "أحلام التميمي" فهي الأعلى حكماً، حيث صدر بحقها حكماً بالسجن ( 16 مؤبداً ) ولا تزال في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وفي السياق ذاته ذكر فروانة بأن قوات الاحتلال اعتقلت منذ بدء انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 أكثر من ( 800 ) مواطنة فلسطينية، بقيّ منهن (35 ) مواطنة رهن الاعتقال حتى الآن، غالبيتهن العظمى من الضفة الغربية وأسيرة واحدة فقط من قطاع غزة هي "وفاء البس"، و( 4 ) من القدس (4) من المناطق التي احتلت عام 1948. وبيّن فروانة بأن سلطات الاحتلال لم تكتفِ باحتجاز الفلسطينيات الأحياء ، بل تواصل احتجاز جثامين شهيدات فلسطينيات في ما يُعرف بـ "مقابر الأرقام الجماعية" أو في "ثلاجات الموتى"، وترفض الإفراج عنهن، أو تسليم جثامينهن لعائلاتهن لدفنها في مقابر اسلامية معدة لذلك، أمثال الشهيدات آيات الأخرس، دلال المغربي، دارين أبو عيشة، وفاء ادريس، هنادي جرادات، هبة ضراغمة وغيرهن الكثيرات. يذكر أن الأسيرات في سجون الإحتلال الإسرائيلي ناشدن مراراً وتكراراً المؤسسات الحقوقية والإنسانية لا سيما منظمة الصليب الأحمر الدولية للكف عن انحيازها للإحتلال وتجاهلها لمعاناتهن والتخلي عن موقف المتفرج التي تتبعه، والتدخل العاجل لوقف معاناتهن المتواصلة وضمان توفير احتياجاتهن الأساسية واحترام حقوقهن التي تُسلب على مرأى ومسمع من العالم أجمع دون أن يحرك أحد ساكناً. |