وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كرنفال لرسم البسمة على أطفال غزة رغم الحرب والحصار

نشر بتاريخ: 10/03/2010 ( آخر تحديث: 10/03/2010 الساعة: 13:15 )
غزة- معا- كانت عيون الطفلة أحلام أبو رجيله تتراقص كحبات بلور وهى تتمايل منسجمة على صوت أناشيد الطفولة الشيقة، ورقصات الدببة.. براءة الأطفال، كانت حاضرة في الكرنفال الذي نظم في بلدة خزاعة شرق خان يونس. فأحلام واقرأنها من الأطفال لم يتعودوا كثيرا على هذه المشاهدة الجميلة و الألوان الزاهية التي كانت تعم المكان. فكل شيء كان جميل وجذاب والأجمل هي ابتسامة الأطفال.

تميل أحلام على صديقتها ( ألاء) ويصفقان معا ، وهما تسيران خلف أشكال الدببة التي ترتدي زيا خاصا وملفتا، ترقص أمام الأطفال بحركات بهلوانية كانت تزيدهم فرحة وابتساما في مشهد يثير البهجة والغبطة ، قلما يتكرر في مدن غزة المكلومة بضحايا الحرب والحصار.

مئات المشاركين:

مئات الأطفال انظموا لقافلة الكرنفال الذي اجب كافة شوارع بلدة خزاعة شرق خان يونس، حيث خرجوا من بيوتهم وإحيائهم على وقع ضحكات الطفولة للمشاركة فيه . واخذ نصيب من فرحة وبهجة غابت عنهم كثيرا.

وكانت أحلام وأطفال المنطقة قد عاشوا أجواء الحرب في البلدة التي صبغت حياتهم بملامح بائسة ، لازالوا يعالجون من آثارها حتى اليوم، علهم يستعيدون بعض مما فقدوه من أحلام الطفولة التي تهاوت أسفل القذائف الفسفورية التي كانت تتساقط على بلدتهم وتغتال أحلامهم في بيت هانيء ونوم هادئ.

أحلام إحدى طفلات جمعية بيت المستقبل بخزاعة، التي انضمت إلى برامج الجمعية التي تقدم الدعم النفسي والترفيه ودعم التحصيل الدراسي للأطفال لمحو أثار الحرب التي تركت مشاهد مؤلمة في ذاكرة الأطفال حيث عايشوها بكل تفاصيلها المؤلمة.

من حقنا الحياة:

تقول أحلام " 12 عاما" بينما تلمع عيونها من الفرح:" أنا سعيدة جدا اليوم، بهذه الفعالية، نعيش نوعا من الأمان، لتمنى أن يدوم، ولا تعود أيام الحرب الماضية.

وأضافت:" من حقنا أن نعيش كباقي الأطفال لا تخدش طفولتنا أصوات طبول الحرب المزعجة، لقد تألمنا كثيرا، من حقنا أن نفرح، دعونا نعيش الطفولة ".
وتشير أنها بعد الحرب مباشرة انضمت لفعاليات المؤسسة وانسجمت معها علها تزيح بعض من مشاهد الحرب المؤلمة التي بقيت عالقة في ذاكرتها الصغيرة وكثير من الأطفال، مثنية على دور الجمعية في احتضان أحلامهم وإسعادهم ببرامجها المختلفة.

فيما يعمل احمد النجار 13 عاما، حركات لا ارداية وهو يردد أناشيد الطفولة خلف الدببة الكبيرة التي يراها أول مرة دون شاشة صغيرة، ويرسم ابتسامة عريضة تتراقص على وقعها بعض خصلات شعره الأملس ويقول :" يريدون قتل الطفولة فينا ولكننا نصر أن نعيشها رغم ظروفنا الحالكة، ورغم الألم الذي يعيشه احمد بسبب هدم الاحتلال الإسرائيلي لبيته في الحرب قبل عامين، إلا انه وجد في الانخراط باتشطة المؤسسة متنفسا للتعالي على واقعه المتردي بسبب سكنه وعائلته الكبيرة في بيت بالإيجار، ريثما يعود إلى بيته الذي تهدم بعد الاعمار الذي تأخر كثيرا.

رسم الفرحة:

صباح القرا مديرة الجمعية، قالت أن الهدف من (الكرنفال) رسم الفرحة الغائبة عن عيون الأطفال ،بسبب الحرب التي تركت فيهم آثار نفسية واجتماعية مؤلمة، مؤكدة على حق هؤلاء الأطفال في اللعب والعيش في بيئة أمنة وخالية من العنف، خاصة الذين يقطنون المناطق الحدودية التي تتعرض باستمرار إلى اجتياحات وانتهاكات اسرائيلية.

وقالت القرا :أن مؤسستها تعمل جاهدة من اجل محو آثار الحرب الماضية، حيث تقدم الدعم النفسي والاجتماعي والدراسي للأطفال، وذلك بالشراكة مع مؤسسات دولية تعمل في ذات المجال.

وقدمت القرا شكرها لكافة المؤسسات التي تدعم الطفولة وعلى رأسها مؤسسة مركز تطوير المؤسسات الأهلية الفلسطينية وتمويل البنك الدولي، ومؤسسة ميرسي كور الدولية وإنقاذ الأطفال السويدية بتمويل من "الايكو" المفوضية الأوروبية.

وبين خالد شاهين منسق الكرنفال أن نحو 1000 طفل من بلدة خزاعة شاركوا في فعاليات الكرنفال الذي جاب شوارع البلدة ،مشيرا إلى أن الكرنفال تضمن مسابقات للأطفال بمشاركة الدببة وأناشيد الطفولة وفعاليات العاب شعبية وترفيهية عاش الأطفال خلالها أجواء من الفرحة والانبساط.