وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خيمة تسجيل الناخبين في دوار المنارة وسط تساؤلات حول الانتخابات

نشر بتاريخ: 10/03/2010 ( آخر تحديث: 11/03/2010 الساعة: 09:52 )
رام الله - معا- بدأ المواطنون بالتوجه الى مراكز التسجيل التي افتتحتها لجنة الانتخابات المركزية في اغلب محافظات الوطن، من اجل اعادة تحديث السجل الانتخابي، حيث ياتي هذا الاجراء في اطار التحضير لاجراء الانتخابات المحلية، وسط التساؤلات التي يرددها المواطنون هل ستجري الانتخابات المحلية والتشريعية والرئاسية؟، حيث تعكس هذه التساؤلات حالة التردد التي تنتاب المواطنين بخصوص الانتخابات.

على دوار المنارة وسط رام الله، كانت الساعة تقترب من الحادية عشرة صباحا، والشمس تتسلل في يوم شتوي خجول، هناك نصبت لجنة الانتخابات المركزية خيمة لتسجيل الناخبين في اليوم الأول من افتتاح مراكز التسجيل، يجلس ثلاثة شبان في مقتبل العمر خلف طاولة وأمامهم رزمة من الأوراق والأقلام والأختام داخل خيمة تداعبها نسائم الصباح، منهمكون في تسجيل المواطنين.

وبين زحمة المكان مواطنون قادمون وآخرون مغادرون خيمة التسجيل، يتذبذب إقبالهم بين لحظة وأخرى، في بعض الأحيان يصطف الناس في طابور أمام الخيمة للتسجيل ..وأحيانا يقف الشبان الثلاثة أمام الخيمة ليحثوا المارة على التسجيل.

تهم إحدى المواطنات لدخول الخيمة من اجل التسجيل، ويتبعها مواطن آخر بعد برهة للغرض ذاته، شخص من أريحا وآخر من مخيم الأمعري، وثالث من الخليل .. تكتظ الخيمة بالمواطنين في مشهد راق لي لالتقاط بعض الصور، هنا جاء إلى الخيمة شاب يتحدث بلهجة نابلسية يصر على أن يسجل في رام الله لأنه يعمل في إحدى الشركات في المدينة، بينما يحاول "هاني" موظف التسجيل أن يشرح له شروط التسجيل، ويرد الشاب : "هذا حقي بدي أسجل" . فيرد هاني ضاحكا ليلطف حدة التوتر التي بدأت تظهر على وجه الشاب: "أنا هنا لأسجلك .. ولن أحرمك حقك، لكن المكان الذي تسجل فيه هو من تنتخب فيه، فإذا أردت الانتخاب في نابلس فعليك التسجيل هناك"، وسرعان ما انتهى الأمر بفتح قائمة المراكز وبدأ يبحث فيها موظف التسجيل عن اقرب مركز من مكان سكن الشاب، وتمت العملية خلال دقائق معدودة.

وما جرى في مركز التسجيل وسط رام الله يعكس الحراك في مراكز التسجيل المتنقلة التي افتتحتها اللجنة إضافة إلى 773 مركزا ثابتا في كافة المحافظات الضفة الغربية، وهاني هو واحد من أكثر من ألفي موظف وموظفة تسجيل يعملون مع اللجنة في عملية تسجيل الناخبين كخلية نحل تنتشر في التجمعات السكانية المختلفة في عملية انطلقت صباح السبت الماضي، إلى جانب نشر عشرات الفرق المتنقلة للتسجيل في كافة التجمعات السكانية والجامعات والمدارس الثانوية بهدف التسهيل على الشبان الراغبين في التسجيل.

هنا وهناك فرق من الشباب اليافعين ينفضون الندى كل صباح ويشقون نهاراتهم في حملة ميدانية متنقلة من بيت إلى بيت تهدف إلى حث المواطنين على التوجه إلى مراكز التسجيل للتثبت من بياناتهم ومعلوماتهم وتسجيل أسمائهم.

وعبر فضاءات الوطن تدق لجنة الانتخابات أبواب كل بيت من خلال وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية للوصول إلى الجمهور، بينما تركت خطها المجاني الذي يمكن للمواطنين الاتصال به للاستفسار عن بياناتهم، صافي الذهن حسن الاستماع ينشد نشيد الوطن ويتواصل مع المواطنين.

عشرات الآلاف من المواطنين لا سيما من الشبان الذين بلغوا السن القانونية للتسجيل جرى تسجيلهم خلال الأيام الثلاثة الأولى من بدء التسجيل، فخطت أسماؤهم في سجل ستحتفظ به الذاكرة وتسير إليه الأجيال في رحلة جبلية ليست صعبة.