وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أمريكا: لا معلومات لدينا تفيد بالغاء ابو مازن للمفاوضات غير المباشرة

نشر بتاريخ: 11/03/2010 ( آخر تحديث: 12/03/2010 الساعة: 07:30 )
رام الله – معا- قالت وزارة الخارجية الامريكية اليوم الخميس انها لم تتلق أي معلومات تشير الى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يشارك في محادثات غير مباشرة مزمعة مع اسرائيل.

وقال بي.جي كرولي المتحدث باسم الوزارة في مؤتمر صحفي "لا أعتقد أن هذا التقرير الذي جرى تناقله في الساعات الاربع والعشرين الماضية دقيق. لم نسمع شيئا يشير الى أنهم انسحبوا."

وقال عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية يوم الاربعاء ان عباس أبلغه أنه قرر عدم الدخول في تلك المحادثات غير المباشرة مع اسرائيل بعد اعلانها عن خطط لبناء 1600 وحدة سكنية للمستوطنين اليهود في منطقة بالضفة الغربية ضمتها اسرائيل للقدس.

وفي موضوع ذي صلة طالب مفوض الاعلام عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، النائب محمد دحلان، حركة حماس بانهاء حالة التردد ازاء توقيع الورقة المصرية باسرع وقت ممكن بما يساهم في توحيد الموقف الفلسطيني في مواجهة المخططات الاسرائيلية الاستيطانية التي تقودها حكومة نتنياهو.

واضاف " :ان التوافق الداخلي اهم واقدس من أي قضية اخرى وكل تاخير في توقيع الورقة المصرية من قبل حركة حماس يعني اضعافا للموقف الفلسطيني وتقوية موقف نتنياهو"".

واضاف دحلان في لقاء جمعه مع وسائل الاعلام المحلية، في مقره في مدينة البيرة، " نحن في حركة فتح مازلنا مع الورقة المصرية وتصريحات البردويل والزهار بشأن الورقة المصرية واقتراب انجاز المصالحة الوطنية تفرحنا لان انجاز المصالحة والوحدة تقوي الموقف الفلسطيني اذا ما وقعتى حماس على الورقة المصرية".

وتابع " التاريخ لن يغفر لحماس ترددها وتفضيلها مصالحها الحزبية على المصلحة الوطنية العليا لشعبنا".

الى ذلك اعتبر دحلان قرار حكومة نتنياهو الاخير بالاعلان عن بناء 1600 وحدة سكنية في القدس، بانه اعلان اسرائيلي بوقف الجهود الاميركية لتجديد المفاوضات او البدء بالمفاوضات غير المباشرة، مؤكدا ان المطلوب من الادارة الاميركية عدم التردد باتخاذ مواقفا واضحا تجاه هذا القرار الذي يمثل صفعة اسرائيلية مؤلمة لكل الجهود الرامية لاحياء عملية السلام وبدء المفاوضات.

واشار دحلان الى ان القيادة الفلسطينية ابلغت مواقفها الرافض للمواقف التي حاول نتنياهو استخدامها لتبرير هذا الاعلان الاستيطاني الذي يؤكد ان نتنياهو وحكومته فضل الاستيطان والمضي به على السلام.

وقال دحلان " السلطة موقفها واضح ازاء هذه الممارسات التي كشفت بشكل جلي مواقف حكومة نتنياهو امام العالم ، اثبتت صدق الموقف الفلسطيني الذي يؤكد عدم القدرة على التعايش مع الاستيطان الذي يعتبر عمل ارهابي من الطراز الاول.

وتابع" اميركا تستطيع العمل من اجل وقف الاستيطان والسؤال المهم الان الذي يجب الحصول على اجابة واضحة حوله هل تريد إسرائيل تنفيذ حل الدولتين ام لا ؟، مؤكدا ان الاجابة على هذا السؤال بات محط اختبار الجميع.

واشار الى ان السلطة الوطنية اعطت فرصة كاملة لعملية السلام والمفاوضات، لكن الموقف الان واضح ولا يمكن التراجع عنه ويتمثل في ان القيادة الفلسطينية لا تستطيع المفاوضات في ظل الاستيطان.

وقال " السؤال الان موجهة للادارة الاميركية حول قدرتها على انجاز عملية السلام في ظل الاستهتار والاستخفاف الاسرائيلي بالجهود الاميركية الجدية لاحياء هذه العملية".

واضاف " رابين وشارون لم يتمكنا من التعايش مع نتنياهو ، فكيف يمكن للرئيس ابو مازن ان يتعايش معه؟!"، مؤكدا ان قرار نتنياهو الاخير يمثل صفعة قوية لامكانية ان يكون هناك مفاوضات غير مباشرة وان القيادة الفلسطينية لا تستطيع العودة في ظل القرار الاسرائيلي الجديد.

لكنه اشار الى حرص القيادة الفلسطينية على التعامل بايجابية مع الجهود الاميركية والدولية والعربية التي دعمت فكرة العودة الى المفاوضات غير المباشرة لمدة اربعة شهور، موضحا ان الرد الاسرائيلي على ذلك جاء بالاستيطان من جديد.

وقال " بناء على سلوك نتنياهو الجديد عمل على تقويض هذه الجهود "، مشيرا الى ان القيادة الفلسطينية على اتصال مباشر مع الادارة الاميركية وتحديدا مع نائب الرئيس الاميركي وبقية الاطراف العربية والدولية وسط التفهم الواسع للموقف الفلسطيني.

كما اشار دحلان على حرص القيادة الفلسطينية على التواصل مع كافة الاطراف الدولية والعربية بهدف انجاز تسوية تضمن حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدا ان محاولات اسرائيل الاستفراد بالجانب الفلسطيني فشلت في تحقيق اهدافها طيلة الفترة الماضية خاصة ان الجانب الفلسطيني اثبت ان لديه القدرة والجرأة على قول لا عندما تتعرض قضايا الحل النهائيلا للخطر سيما ان هذه القضايا ليست قضايا انتقالية او ترتيبات يمكن التلاعب بها.

وقال دحلان" لن نوافق على التنازل عن شبر واحد من الاراضي المحتلة عام 1967 "، مؤكدا ان قضايا الحل النهائي تتمثل في قضايا رئيسية لا يمكن التفريط بها وتتمثل في قضية الارض والقدس واللاجئين باعتبارها تمثل جوهر الصراع.

واضاف " اذا استمر الاستيطان فان ذلك يعني اننا سوف نصل الى مرحلة لا يتبقى فيها شيء نتفاوض عليه"، مؤكدا في الوقت ذاته ان العودة الى المفاوضات وتحقيق السلام يكون سهلا اذا ما توفرت النية الحقيقة والجدية والاعتراف بحقوق شعبنا وقبول حل الدولتين.

واشار الى ان القيادة الفلسطينية وشعبنا امام معركة وطنية كبرى مع نتنياهو وحكومته سيما انه من الواضح ان نتيناهو مصمم على انهاء الدور الاميركي وقتل هذا الدور من بدايته .

وكشف دحلان عن اتصالات مكثفة اجراها نائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن مع الرئيس محمود عباس واطلعه على صيغة بيان نتنياهو واكد رفضه لهذا البيان الذي تحدث فيه نتنياهو بكلام عام محاولا تبرير الموقف الاسرائيلي الاخير الذي مثل صفعة كبرى لنائب الرئيس الاميركي بايدن .

واشاد دحلان بالموقف الذي اعلنه بايدن باعتباره موقفا يمكن البناء عليه الا انه اكد على اهمية ان يترجم هذا الموقف الى اجراءات عملية لاجبار نتنياهو على التراجع عن بناء 1600 وحدة استيطانية في القدس.

واشار دحلان الى ان الرئيس عباس سيوجه رسالة الى اجتماع اللجنة الرباعية المقرر ان تعقد اجتماعها في 19 من الشهر الجاري في موسكو، اضافة الى مطالبة الاتحاد الأوروبي باهمية العمل من اجل تفعيل اعلان بروكسل المهم.

واكد حرص القيادة على التواصل مع كافة الاطراف بما يساهم في الزام اسرائيل بالعودة لعملية السلام وفق المرجعية الواضحة وادانة الموقف الاسرائيلي الذي يحطم أية محاولة او فرصة لاحياء عملية السلام والعودة الى مسارها.