وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هل تحتاج مصر لأن تصبح أوروبية حتى تفوز بجوائز «الكاف» و«الفيفا»؟

نشر بتاريخ: 13/03/2010 ( آخر تحديث: 13/03/2010 الساعة: 18:24 )
بيت لحم - معا - «مصر تحتاج لأن تصبح أوروبية للفوز بالجوائز والوقوف على السجادة الحمراء»، كان هذا هو عنوان التقرير الذى نشره موقع «جول» العالمى حول الظلم الذى تتعرض له مصر من الاتحاد الأفريقى لكرة القدم «كاف» بسبب استبعاد اللاعبين المصريين من جوائز الاتحاد الأفريقى للأفضل فى 2009، وكذلك استبعادهم من الجوائز العالمية التابعة لـ«الفيفا»،

فضلاً عن عدم فوز أى لاعب مصرى على مدار سنوات الإنجازات الماضية بجائزة أفضل لاعب أفريقى، رغم سيطرة الفراعنة على البطولات الأفريقية سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية.

وقال التقرير: «المصريون هم ملوك أفريقيا بلا منازع بعد أن فرضوا سيطرتهم على الجميع وأصبحوا ملوك القارة بحق بعد أن حصدوا لقب كأس الأمم الأفريقية للمرة السابعة فى تاريخهم بأنجولا، ونجاحهم فى الدفاع عن اللقب للمرة الثالثة على التوالى،

والسؤال الذى يفرض نفسه حالياً هو: متى سيفوز اللاعبون المصريون بجوائز الكاف والجوائز العالمية، خصوصاً أن اللاعبين المصريين ظهروا بشكل أفضل من الثلاثة الذين تم اختيارهم للمنافسة النهائية لجوائز 2009، وهم ديديه دروجبا وصامويل إيتو ومايكل إيسيان، فهل يحتاج المصريون أن يتحولوا إلى أوروبيين للوقوف على السجادة الحمراء للتكريم؟».

وأكد التقرير أن المصريين يحتلون الصفحات الأولى من كتب تاريخ كرة القدم الأفريقية، بدليل أنهم أول فريق أفريقى تأهل لكأس العالم عام 1934 فى إيطاليا، وهو أول فريق أفريقى يفوز بكأس الأمم الأفريقية فى عام 1957، ثم أصبح أول فريق يحتفظ باللقب للمرة الثانية على التوالى عندما فاز بلقب عام 1959، وكرر الأمر نفسه وأصبح أول فريق فى القارة يفوز باللقب القارى ثلاث مرات متتالية أعوام 2006 و2008 و2010.

ومع كل هذه الألقاب كان من الضرورى أن يكون هذا الفريق على رأس التصنيف العالمى للمنتخبات أو على الأقل فى أحد المراكز الثلاثة الأولى، فبعد أن نجحت مصر فى كسب الاحترام والتقدير داخل القارة متى ستحصل على التقدير المطلوب من العالم ككل الذى أصبح مديناً لها بالتقدير والاحترام؟

فمن يستطيع أن ينسى اجتياح المصريين منتخب نجوم كوت ديفوار عام 2006 باستاد القاهرة وسط حضور ما يفوق 75 ألف متفرج، متفوقاً على نجوم الدوريات الأوروبية ديديه دروجبا وكولو ويايا توريه وديدييه زوكورا وأرونا كونى وسالمون كالو.

وعلى الرغم من أن حسن شحاتة، المدير الفنى للمنتخب المصرى، يعتمد على مجموعة من المحليين إلا أنهم أسقطوا نجوم الفرق الأوروبية المحترفين فى الدورى الإنجليزى والدورى الفرنسى.

وأضاف التقرير: «إذا لم يقنعك المصريون بقوتهم فى 2006، فكان عليك مشاهدتهم فى عام 2008 عندما سحقوا نجوم الكاميرون العالميين بقيادة مدربهم المخضرم أوتوفيستر، وبنفس مجموعة المحليين التى يعتمد عليهم شحاتة، أمام نجوم أمثال صامويل إيتو هداف برشلونة وريجبورت سونج وجيرمى وستيفين مبيا وألكسندر سونج، إلا أن المصريين أظهروهم كالهواة».

وأوضح التقرير أن النجم المصرى محمد أبوتريكة الذى يمتلك القدرة على قيادة فريق بأكمله وتسجيل أهداف بمفرده، مازال مهملاً ويتم تجاهله فى الألقاب الكبرى للاعبين لحساب لاعب مثل كريستيانو رونالدو الذى فاز بجائزة الأفضل لعام 2008 لمجرد أنه يجرى أسرع من مدافعين أمثال كيران جيبس، مدافع أرسنال، فى الدورى الإنجليزى،

وعلى الرغم من أن الكثيرين يلقبون أبوتريكة بأنه زين الدين زيدان الكرة الأفريقية، فهو لاعب استثنائى بعد أن منح منتخب مصر لقب كأس الأمم 2008، ومنح الأهلى دورى أبطال أفريقيا 2008 على حساب القطن الكاميرونى، إلا أن كل هذه الألقاب لم تمنحه جائزة أفضل لاعب داخل القارة فقط.

فهل من الضرورى أن يكون أبوتريكة أوروبياً أو يلعب لناد أوروبى ليفوز بجائزة أفضل لاعب فى العالم، وما هى المعايير التى يتم الاعتماد عليها لاختيار أفضل لاعب فى العالم؟ فعندما نتحدث عن جائزة أفضل لاعب فى العالم فإنها تكون ما بين قارات العالم أجمع وليس مجموعة من الدوريات المحددة حول العالم.

وأكد الموقع أن نجاحات المنتخب المصرى ترجع إلى قوة بطولة الدورى المصرى، خصوصاً أن اللاعبين يحصلون على أموال كبيرة للحياة فى راحة مادية، ففازت الأندية المصرية بـ12 لقباً لدورى أبطال أفريقيا وثمانى بطولات لكأس الكؤوس الأفريقية وكأس السوبر الأفريقية ست مرات،

وعاد أبوتريكة مع الأهلى من اليابان بالميدالية البرونزية لكأس العالم للأندية 2006، وعلى الرغم من عدم تأهل مصر إلى مراحل متقدمة فى كأس القارات 2009،

إلا أنها فازت على إيطاليا بطلة العالم بهدف نظيف، وحولوا مباراتهم مع المنتخب البرازيلى ملوك كرة القدم فى العالم إلى رعب لأبناء السامبا بعد أن سجل الفراعنة ثلاثة أهداف إلا أن سوء الحظ حرمهم من الفوز وخسروا 4/3، ليس لأن البرازيل كانت أفضل وإنما لأن الحظ وقف حجر عثرة أمام الفراعنة، وبعد كل ذلك،

ماذا يمكن أن يفعل الفراعنة لنقل اللعبة الشعبية الأولى لديهم إلى المستوى العالمى، فهو الفريق الذى فاز بكل شىء فى أفريقيا وفاز على أفضل فرق العالم، وللحقيقة فإن تصنيف الفيفا لا يعكس الحقيقة الموجودة على أرض الملعب.

وأكد كاتب المقال ثقته فى وجود لاعبين مميزين فى المنتخب المصرى على غرار الليبيرى جورج وايا الذى فاز بجائزة أفضل لاعب فى العالم 1995، وليس من الطبيعى أن تظل أفريقيا لأكثر من عقد من الزمان لا تنتج لاعباً مميزاً على مستوى العالم،

وطالب المقال جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم، بأن يتم منح الجائزة للاعب أفريقى، خصوصاً مع تصريحاته بحلمه عن تطوير الكرة الأفريقية بعد إقامة المونديال فى جنوب أفريقيا فى يونيو المقبل.