|
أبو علاء: يجب أن تكون القدس أولا وواهم من يظن السلام بدونها
نشر بتاريخ: 15/03/2010 ( آخر تحديث: 15/03/2010 الساعة: 18:39 )
القدس- معا- حذر مسؤول فلسطيني كبير من خطورة المخططات الاسرائيلية الرامية إلى إخراج مدينة القدس من أي حل واستكمال عملية ضمها بشكل نهائي، معتبرا أن تحديد مصير المدينة من أهم الأولويات ولن يكون هناك حل بدونها.
وقال احمد قريع (ابو علاء)، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير- رئيس دائرة شون القدس، انه في ظل الهجمة الاسرائيلية الشرسة والممنهجة على مدينة القدس التي تهدف الى اخراجها من اي حل واستكمال عملية ضمها بشكل نهائي، يجب ان تكون "القدس اولا" لتحديد مصيرها، لانه لن يكون هناك حل بدون القدس، وواهم من يعتقد انه من الممكن الوصول الى حل بدون تحديد مصيرها وفقا للشرعية الدولية، مشيرا الى ان القدس تتعرض الى حملة شرسة وممنهجة تقودها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة، وزادت وتيرتها الان بشكل غير مسبوق بهدف تغيير واقعها الجغرافي والديمغرافي وتغيير معالمها الثقافية والحضارية والتاريخية والدينية، وطمس هويتها العربية الفلسطينية الاسلامية والمسيحية، لفرض الحل الى الارض، وصولا الى الدولة المؤقتة الحدود، كما جاء في طرح ليبرمان الذي تحدث صراحة عن النموذج القبرصي للحل. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده في مكتبه في ابو ديس صباح هذا اليوم. واضاف ابو علاء ان افتتاح ما يسمى "بكنيس الخراب" اليوم في القدس الشريف على بعد امتار من المسجد الاقصى، ما هو الا استمرار لهذا البرنامج الخطير الذي يهدف الى اسرلة وتهويد المدينة وتزوير تاريخها وواقعها، مشيرا الى ان بناء قبة بهذا الحجم الى جانب قبة الصخرة ما هو الا محاولة لتغيير سماء القدس وصورتها، استكمالا للمخطط الاسرائيلي، مشيرا الى نوايا غلاة المتطرفين واعضاء في الحكومة الاسرائيلية بالمشاركة في هذا الافتتاح. وحذر ابو علاء مما يجري واصفا اياه "بالخطير جدا"، مضيفا ان "ان القدس تتعرض الى خطر حقيقي غير مسبوق يستهدف كافة مكوناتها ارضا وشعبا ومقدسات وتراث وتاريخ". كما وحذر من المساس بالمسجد الاقصى مشيرا الى نوايا غلاة المتطرفين الاسرائيليين من اقتحام المسجد الاقصى غدا الثلاثاء، مؤكدا ان "الشعب الفلسطيني يتعرض لعدوان وتضييق واستفزازات غير مسبوقة لا يتحملها احد قد تقود الى اوضاع خطيرة جدا"، مشيرا في هذا السياق ايضا الى بيان وزعه المتطرفون الاسرائيليون اليوم في القدس يدعو فيه الفلسطينيين الى مغادرة ما اسموه في البيان "ارض اسرائيل التاريخية" كمثال آخر على النوايا وما يتعرض اليه شعبنا. وفي رده على سؤال احد الصحفيين حول امكانية اندلاع انتفاضة ثالثة، قال ابو علاء ان الانتفاضة لا تندلع بقرار من احد، وانما تكون نتيجة "لمخزون القهر والظلم والعدوان والاستبداد" الذي يتعرض اليه شعبنا كما حدث بالسابق. وقدم ابو علاء شرحا مفصلا عن محتويات المخطط الاسرائيلي الذي يستهدف القدس، بالاحزمة الاستيطانية الداخلية والخارجية التي تهدف الى فصل القدس وعزلها، والجدار، واعمال الحفريات اسفل المسجد الاقصى وفي البلدة القديمة ومحيطها، ومصادرة العقارات وتهجير سكانها لبناء البؤر الاستيطانية مكانها كما يحدث في الشيخ جراح وفي البلدة القديمة وسلوان وراس البستان وراس العامود وجبل المكبر، ومخطط هدم باب العامود، والسياسات العنصرية التي تسعى الى تضييق الخناق على سكانها بهدف تهجيرهم منها لافراغها واحلال المستوطنين مكانهم، وهدم المنازل وسحب الهويات، وشبكات الطرق التي تسعى الى جعل هذه البؤر وغيرها من المستوطنات جزءا من المدينة تحكم الاغلاق عليها من كل الجهات، وآخرها مشروع الترامواي، مشيرا الى ان هذا كله يجري وفقا لبرنامج ومخطط معد منذ عقود. وعرض في هذا السياق خريطة تظهر للعلن للمرة الاولى، يعود تاريخها الى عام 1882، تبين الخطط الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس، تظهر بالتفصيل ان النوايا والبرامج الاستيطانية موجودة ومعد لها منذ زمن بعيد، اذ تظهر في الخارطة الكثير من المستوطنات القائمة حاليا مستخدمة نفس الاسماء وفي نفس المواقع بالضبط، من ضمنها معاليه ادوميم وبسجات زئيف وجفعات زئيف وغيرها، كدليل على عمق هذا المخطط ومنهجيته وحجم الخطر الذي يحدق بالقدس وعروبتها وسكانها وهويتها. وحول القرار الاسرائيلي ببناء 1600 وحدة سكنية في مستوطنة رامات شلومو في القدس الذي اعلن عنه اثناء زيارة نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن، قال ابو علاء ان توقيت الاعلان لم يكن صدفة، وان اسرائيل ارادت ان ترسل رسالة للجانب الامريكي واللجنة الرباعية مفادها انهم ماضون بالاستيطان وتحديدا في القدس وان القدس خارج اطار اي نقاش، "ولهذا فاننا ندعو الادارة الامريكية والتي نقدر الجهود التي تبذلها الى بيان موقفها بشكل واضح من قضية الاستيطان في القدس والاستثناء الاسرائيلي لها من اعلانهم "الوقف الجزئي والمؤقت للاستيطان"في ضوء هذا العدوان"، مؤكدا ان هذا الوقف لا قيمة له بدون القدس، مشددا على ان اسرائيل ماضية في الاستيطان وفرض الحل الاحادي بلا اي رادع. ومن هنا- اشار ابو علاء- الى ان القدس بحاجة لنا ان نتوحد، داعيا حركة حماس الى التوقيع على الورقة المصرية، مشددا على ان القدس والاخطار المحدقة بها اكبر من اي خلاف، وان الوحدة الوطنية هي السلاح الاقوى في مواجهة هذا العدوان الذي يحدق بالقدس والاقصى، وان اي عقبة يمكن تذليلها باللقاء وبالحوار. كما وجه ابو علاء دعوة الى الدول العربية والاسلامية والقمة العربية في طرابلس الى نصرة القدس واهلها ومقدساتها ومؤسساتها، ووضعها على راس الاجندة تحت بند "القدس اولا"، مشيرا الى ان بلدية القدس وحدها تخصص اكثر من مليار ونصف دولار سنويا لتنفيذ مخطط تهويد واسرلة القدس الشرقية، كما ودعاهم الى دعم القرار الفلسطيني بكافة السبل. كما وجه تحية الى الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده، في القدس وفي الضفة وفي القطاع وفي الشتات، وخص بالتحية والتقدير اهلنا في اراضي الـ48، الصامدين المرابطين في ارضهم، يدافعون عن القدس بصدورهم، ولا تثني عزيمتهم كل اساليب الترهيب والعدوان والتضييق الاسرائيلي، مشددا ان الشعب الفلسطيني يريد السلام، ولكن السلام الحقيقي المشرف الذي يعيد الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وذلك بحقه في تقرير مصيره وباقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين والافراج عن الاسرى وعودة المبعدين، وبغير ذلك فسيستمر الصراع وسيستمر النصال الفلسطيني حتى نيل هذه الحقوق، طال الزمن ام قصر، الى ان يرفع شبل من اشبالنا وزهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق مآذن القدس وكنائس القدس واسوارها مستذكراً بذلك الشهيد القائد ياسر عرفات. |