|
القدس تتحدى الاحتلال في اليوم الوطني للثقافة الفلسطينية
نشر بتاريخ: 15/03/2010 ( آخر تحديث: 15/03/2010 الساعة: 22:55 )
القدس- معا - صادف يوم السبت 13 آذار 2010 الاحتفال بفعاليات اليوم الوطني للثقافة الفلسطينية وهو أيضاً ذكرى رحيل الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، والذي جاء أيضاً في ظل الهجمة الإحتلالية الشرسة على مدينة القدس والتي استهدفت وتستهدف كل نواحي الحياة فيها، وتستهدف الإنسان والتاريخ والحضارة، لفرض واقع احتلالي جديد، قائم على تزوير التاريخ والثقافة وسرقة الأرض ولا يمت للحقيقة بأية صلة، وقد شاركت محافظة القدس كغيرها من محافظات الوطن في فعاليات هذا اليوم الوطني الذي جاء ليرد على جميع الإدعاءات الإسرائيلية وليبرهن للعالم أجمع على أن القدس بأهلها وأرضها وتاريخها عربية فلسطينية كغيرها من مدن وقرى هذا الوطن.
وقد كان لمدينة القدس وقفة مع الثقافة في هذا اليوم الوطني الهام بالرغم من ما تفرضه السلطات الإسرائيلية من حصار على المدينة المقدسة وإغلاق على البلدة القديمة تحت حجج أمنية واهية تمهد لمخططات إحتلالية تهويدية بحق المدينة. وقد شملت الفعاليات أجزاء مختلفة من المحافظة داخل أسوار البلدة القديمة وخارجها وحتى في قرى شمال غرب القدس، فتضمن البرنامج تنفيذ ورشة رسم للأطفال تم تنفيذها في المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي)، بإشراف الأستاذ الفنان طالب دويك والفنانة فاطمة هايل، حيث استمرت الفعالية مدة ساعتين رسم بها الأطفال وعبروا عن أنفسهم وعن تصوراتهم وانطباعاتهم حول مدينة القدس واليوم الوطني للثقافة. هذا وكان من المقرر تنفيذ فعالية تتضمن عرضاً لمسرح الدمى في مقر جمعية الجالية الإفريقية في منطقة الواد في البلدة القديمة من القدس، ولكن قوات الاحتلال منعت وصول المواطنين والأطفال إلى الموقع بسبب إغلاقها للبلدة ولمنطقة الحرم القدسي الشريف، ولكن الأهالي والمواطنين والقائمين على فعاليات اليوم الوطني قرروا الاستمرار في فعالياتهم وتحديهم للإجراءات الإحتلالية حيث تم تنفيذ فعالية ثقافية اشتملت على عدد من الفقرات كالدبكة والعروض المسرحية والفقرات الفنية حيث شارك في العرض عدد من المؤسسات على رأسها جمعية شباب البلدة القديمة وفرقة رواق للدبكة والفنون الشعبية التابعة للجمعية، وتم تنفيذ الفعالية في منطقة سوق القطانين (حمام العين) حيث شهدت الفعالية حضوراً متميزاً من الأهالي والمواطنين بالرغم من الحصار والإغلاق المفروض على البلدة القديمة من قبل الاحتلال. وقد ألقت وزيرة الثقافة الفلسطينية الدكتورة سهام البرغوثي كلمة عبر الهاتف أشادت فيها بإصرار أهل المدينة المقدسة على إنجاح العرس الثقافي الفلسطيني في القدس رغم الحواجز المنتشرة داخل وخارج أسوار البلدة القديمة، والذي كان له دلالة كبيرة وواضحة أن الشعب الفلسطيني عامة وأهل القدس مصممون على المضي قدماً نحو إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وقالت الوزيرة في كلمتها أمام جمعٍ من الشعراء والفنانين المحليين المقدسيين المشاركين مع الأهالي في سوق القطانين، إننا اليوم نحتفل بيوم الثقافة الفلسطينية، والتي هي جزء من ثقافة شعبنا في القدس، حيث قدم رواد ومبدعون ومفكرون وفنانون في القدس رسالة كبيرة متزنة حول قضية الشعب والوطن. وأضافت: "أن الثقافة الفلسطينية التي قدمت وعياً زود شعبنا بقوة معنوية هائلة وبإرادة التحرر لإعادة الواقع غير المحتمل، محتملا في سياق النضال من أجل الحرية والاستقلال، مشيرة: "بأن الثقافة الفلسطينية الوطنية زودت مجتمعنا وتحديدا في القدس بالمعرفة والقدرة على تجديد ذاته في تجديد الحياة وطرح الأسئلة والنقط الواقع السلبي يعالج بناء الإنسان والمجتمع والوطن في مواجهة أعدي عملية إقصاء استعماري.وقالت:" إن الثقافة تعمل على إعادة بناء الذات والإنسان، وتعبئة الفراغ. كما وتضمن برنامج الفعاليات عددا من الفعاليات المختلفة والتي شملت على فعالية ثقافية أدبية في كلية هند الحسيني ألقت بها الدكتورة وفاء درويش محاضرة حول انعكاسات المناسبة على النفسية الوطنية، ونقاش أدبي حول حياة الشاعر محمود درويش وآخر إنتاجاته الأدبية، ومناقشة كتاب الشاعر والأديب الفلسطيني سميح القاسم بعنوان "مكالمة خاصة مع محمود درويش" وكذلك إلقاء لعدد من القصائد المترجمة للشاعر الكبير محمود درويش، هذا وتبع النقاش عرض مسرحية (في ذكرى النسيان) للفنان فرانسوا أبو سالم وهي مسرحية مستوحاة من الصمود الفلسطيني الخالد في بيروت، وفي فعالية موازية عقدت في المسرح الوطني (الحكواتي) قدم عدد من الفنانين والفنانات المقدسيين معرضاً للفن التشكيلي تحدثت اللوحات المشاركة فيها عن مدينة القدس وأهمية الثقافة والصمود، الأمر الذي لاقى استحسانا وإعجاباً كبيراً من الحضور، حيث اتبع المعرض بعرض لمسرحية (من القدس، مع حبي...ناجي)، إخراج كامل أبو باشا. ومن ناحية أخرى تم تنفيذ عدد من الفعاليات في قرية بيت عنان شمال غرب المدينة المقدسة حيث نفذ مركز المنتدى الثقافي في القرية مجموعة من الفعاليات الثقافية بمناسبة اليوم الوطني للثقافة الفلسطينية وتخليدا لذكرى الشاعر محمود درويش وبرعاية اللجنة الوطنية العليا لليوم الوطني للثقافة الفلسطينية حيث شارك عدد من مؤسسات المجتمع المدني من قرى منطقة شمال غرب القدس في الفعاليات التي شملت مجموعة من الفقرات من عروض مسرحية، ودبكات وأناشيد نفذها عدد من الفرق المحلية، حيث شهد الحدث حضوراً مميزاً من أهالي المنطقة. هذا ومن الجدير بالذكر أنه قد شارك في الفعاليات المختلفة عدد من الشخصيات الرسمية والوطنية بالإضافة للمشاركة عبر الهاتف من وزيرة الثقافة الدكتورة سهام البرغوثي ووكيل وزارة الثقافة الأستاذ موسى أبو غربية، وعلى رأس المشاركين نائب محافظ القدس الأستاذ عبد الله صيام، وممثلة وزارة الثقافة في محافظة القدس مها ادعيس، وحمدي الرجبي مسؤول مدير الشؤون الاجتماعية في محافظة القدس. |