|
جمعة : المقاومة الشعبية تقلق اسرائيل وتزعجها
نشر بتاريخ: 18/03/2010 ( آخر تحديث: 18/03/2010 الساعة: 19:22 )
رام الله -معا- اكد جمال جمعة، منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان على ضرورة ايجاد برنامج سياسي فلسطيني واضح، وفق استراتيجية وطنية واضحة المعالم، واتفاق سياسي يلبي متطلبات واحتياجات الشعب الفلسطيني بعد تقييم المرحلة الفلسطينية السابقة مع اسرائيل والتي بدأت منذ اتفاق اوسلو.
وطالب جمعة خلال برنامج رأي عام الذي ينتجه ويبثه تلفزيون وطن، الشعب الفلسطيني والحركات الشعبية المختلفة بتقييم المرحلة السابقة، ووضع الخطط المطلوبة ضمن برنامج كفاحي وطني من اجل المواجهة المستقبلية، بالانسجام مع الفصائل، والقيادة السياسية الفلسطينية لتحقيق امال وتطلعات الشعب الفلسطيني. كما طالب جمعة بتفعيل القرارات الدولية ذات الفائدة للقضية الفلسطينية، كفتوى لاهاي، وتقرير غولدستون وطرحهما امام مجلس الامن الدولي، والجمعية العامة للامم المتحده لاصدار قرار بتنفيذهما. واعتبر ان ما يحدث في مدينة القدس من غضب جماهيري عارم بعد الاعتداءات الاسرائيلية الاخيرة هو امر متوقع، ويأتي ضمن سياق المقاومة الشعبية التي تتسع رقعتها يوما بعد اخر في مختلف المناطق الفلسطينية، مشددا على اهميتها وان لم تصل الى ما كانت عليه اثناء الانتفاضة الاولى بمفاهيم واشكال المقاومة التي كانت سائدة في تلك الفترة. وبين جمعة انه رغم محدودية المسيرات والمظاهرات الشعبية المنددة بالجدار والاستيطان واقتصارها على بعض المناطق، الا انها تشكل هاجساً لدى سلطات الاحتلال وقيادته السياسية، لتزايد اعداد المتضامنين الفلسطينيين والدوليين اليها، مدللا بذلك بقرار وتوصية مؤتمر هرتسيليا الاخير الذي اقر بشن حرب لا هوادة بها ضد كل من يحاول نزع الشرعية عن اسرائيل في المحافل الدولية. واوضح ان المقاومة الشعبية خلال الانتفاضة الاولى جسدت مفاهيم المقاومة الشعبية بصورها المختلفة، كالمشاركة الجماهيرية الواسعة، ومقاطعة البضائع الاسرائيلية، وتنظيم المسيرات والاحتجاجات والاضرابات اضافة الى تنفيذ العصيان المدني، ومن اجل تحقيق كل ذلك في الوقت الحالي نحتاج لمزيد من الوقت ، لكي نخلق انتفاضة شعبية بمفاهيمها الشاملة. وبخصوص حملة مقاطعة البضائع الاسرائيلية التي تزداد يوما بعد اخر، قال جمعة ان حملة المقاطعة لا تقتصر فقط على منتجات المستوطنات بل تطال كل منتوج اسرائيلي، مبينا ان المقاطعه بدأت تأخذ زخما واهمية اكبر في الفترة السابقة بعد ادراك السلطة لاهمية هذا السلاح، وامكانية استخدامه ضد اسرائيل. واشار جمعة الى ان حملة التضامن الدولي مع شعبنا ، ومقاطعة اسرائيل تسير بخطوات متسارعه جداً ، تفوق ما كانت عليه في جنوب افريقيا قياسا بالفترة الزمنية، داعيا الى اعادة تثبيت وعي الشعب الفلسطيني بضرورة مقاطعة المنتجات الاسرائيلية، والتخلص من التبعية الاقتصادية لاسرائيل . واضاف ان هناك تحول كبير في الرأي العام العالمي تجاه القضية الفلسطينية، بسبب العمل الشعبي الدولي وكذلك زيادة المتضامنين الاجانب الذين يزورون فلسطين، اضافة الى الحملات الشعبية الدولية، داعيا الى تعزيز هذه المقاومة لزيادة اتساع رقعة التضامن الدولي مع قضيتنا. ونبه جمعة الى اهمية دور الاعلام في استقطاب المتضامنين الاجانب، واظهار كل ما يتعلق بقضيتنا الفلسطينية للرأي العام العالمي من خلال وسائل الاعلام والاتصال كافة، كالانترنت والاعلام الشعبي. وحول تعميم المقاومة الشعبية وزيادة رقعتها، قال جمعة ان هذا الامر يحتاج الى قرار وموقف سياسي فلسطيني واضح، وليس فقط مشاركة بعض القيادات في بعض المسيرات واللقاءات، كما يجب ان يكون هناك تناغم وتناسق ما بين القيادة السياسية والشعب، بمعنى انه في اوقات كثيرة كانت هناك مظاهرات واحتجاجات شعبية كبيرة، مقابل جولات وجلسات من المفاوضات دون توضيح للشارع والشعب العلاقة بين الامرين. واعلن ان هناك تعاون متفاوت في الاونة الاخيرة مع بعض مديريات التربية والتعليم، للدخول الى المدارس واعطاء ندوات توعوية للطلبة بضرورة مقاطعة المنتجات الاسرائيلية وايصال ذلك الامر الى بيوتهم. ونفى جمعة ان تكون المفاوضات والمقاومة الشعبية على تناقض او خلاف، حيث رأى ان المقاومة الشعبية وما تفرزه على الارض من المفترض ان تعزز موقف المفاوض الفلسطيني، لكن هذا الامر غير ملموس في حالتنا الفلسطينية، بمعنى ان التضحيات ، وكافة مظاهر المقاومة الشعبية غير مستغله للضغط على الجانب الاسرائيلي لتحقيق المكاسب، موضحا ان المقاومة الشعبية ونتائجها هي اداة بيد القيادة السياسية لاستخدامها بأفضل صورة. ووصف جمعة ما يحدث الان من مظاهرات ومسيرات "بالمقاومة المكانية" اي تلك التي تبدأ عندما يصل الجدار او الاستيطان لقرية ما، وما تلبث ان تخمد سريعا، مؤكدا في الوقت ذاته استمرار بعض المناطق في تأجيج مظاهراتها واحتجاجاتها والتي بدأت تتسع لتصل مناطق جديدة. ورفض جمعة الادعاءات التي تروج الى وقوف بعض المؤسسات والمنظمات غير الحكومية خلف تلك المظاهر، مؤكداً ان من يقف ويخرج في تلك المسيرات هم الناس البسطاء الذين سرقت اراضيهم، وكل شخص يؤمن بضرورة مقاومة هذا المحتل. واعتبر منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جمال جمعه نتائج استطلاع تلفزيون وطن، الذي بين ان 60% من المصوتين يعتبرون المقاومة الشعبية الخيار الافضل لمقاومة الاستيطان دليلا على توجهات الشارع الفلسطيني واستعداده لخوض انتفاضة شعبية على غرار الانتفاضة الاولى التي ما زالت عالقه في اذهانه. |