وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مركز القدس: اعتداء على نسوة واعتقالات عشوائية وقمع بالكلاب البوليسية

نشر بتاريخ: 20/03/2010 ( آخر تحديث: 20/03/2010 الساعة: 14:37 )
القدس- معا- اتهم مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية الشرطة الإسرائيلية بارتكابها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان خلال قمعها للاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها البلدة القديمة من القدس والأحياء المحيطة بها، والتي أسفرت عن إصابة أكثر من مائة وخمسين مواطنا بينهم أطفال ونساء وصحافيون محليون وأجانب، واعتقال قرابة المائتين مدد اعتقال عدد كبير منهم ، في حين تقرر إبعاد العشرات الآخرين عن مساكنهم ومناطق إقامتهم لمدة 15 يوما.

وأشار التقرير الذي أعدته وحدة البحث والتوثيق في المركزالى أن الشرطة الإسرائيلية استخدمت القوة المفرطة في مواجهتها للمتظاهرين والمحتجين الذين كانوا يحتجون على منعهم من الوصول إلى أماكن العبادة والدراسة، ومراكز الصحة داخل البلدة القديمة.

ووفقا للتقرير فقد شمل استخدام القوة المفرطة الاقتحام العنيف للمنازل والاعتداء على من فيها من النساء والأطفال واعتقال الشبان كما هو عليه الحال في حي الجالية الإفريقية المتاخم للمسجد الأقصى، حيث حطمت عناصر الوحدة الخاصة في الشرطة أثاث تلك المنازل وألحقت تدميرا كبيرا في المقتنيات، قبل أن تنهال بالضرب على من تواجد في تلك المنازل لتصيب ثلاث مواطنات في الخمسين من العمر برضوض ، وهن: أم غازي عسيلة، أم عبد الشريف، أم وسام الحلواني، والمواطن عبد الجليل إدريس الذي تعرض للضرب الشديد، في حين اعتقلت عددا من شبان الحي وانتزعتهم من منازلهم بالقوة، من بينهم الصحفي موسي قوس من صحيفة "القدس"، وعرف من بين الشبان المعتقلين أيضا:ثائر سدر( اقتيد إلى الاعتقال وهو عار)، جهاد سدر، محمد نجيب، هيثم جدة، وعلي قلمبو، وفرضت على كل واحد منهم كفالة بقيمة 5000 شيكل.

وأشار التقرير إلى أن عمليات الاعتقال داخل البلدة القديمة طالت أيضا أطفالا قاصرين دون سن الخامسة عشرة، عرف من بينهم: أمير قرش، رائد قاسم، إبراهيم دبعيتي، يعقوب القواسمي، عبد أبو سرية ، ومحمود ناصر ، وتتراوح أعمار هؤلاء الأطفال جميعا مابين الثانية عشرة والرابعة عشرة، تعرضوا جميعا للضرب بصورة قاسية خلال اقتيادهم إلى مراكز الشرطة في البلدة القديمة وخارجها.

يوم لا ينسى في حي الجالية الإفريقية

وفي إفادته المقدمة لمركز القدس روى الصحفي وباحث حقوق الإنسان موسى قوس ما جرى خلال عملية الاقتحام العنيف لمنازل الجالية الإفريقية في البلدة القديمة، فقال:

في يوم الثلاثاء بتاريخ 16 آذار 2010 في حوالي الساعة 10:30 – 11:00 بينما كنت استعد للانطلاق إلى عملي في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، سمعت أصوات مفرقعات مصدرها شارع باب المجلس، إضافة إلى صرخات نساء صادرة من حي الست أمينة الكائن في نفس الشارع، خرجت إلى الشارع لأتفحص الأمر. وكان باب مدخل الحي عندنا (رباط المنصور قلاوون) مفتوحا، بينما مدخل الحي المقابل (رباط علاء الدين البصيري) كان مغلقا. وعندها حضرت قوات كبيرة من أفراد الشرطة الإسرائيلية من الوحدات الخاصة التي ترتدي الزي الأسود، وذلك من شارع ألواد باتجاه باب الناظر (المدخل الرئيس للحرم القدسي الشريف). وتوقفت وحدة الشرطة أمام المفرق ما بين مدخل الرباطين التابعين للجالية الإفريقية. وكما أسلفت كان مدخل رباط السلطان قلاوون – حيث اقطن – مفتوحا.

اقتحام المنازل بالمطارق الحديدية

وفي تلك الأثناء أمر ضابط الشرطة منير بدر أفراد الشرطة بفتح الباب باستخدام القوة، حيث قام احدهم وكان يحمل مطرقة كبيرة بالطرق على الباب لفتحه، لكنه فشل. وحينها تدخل من كان متواجدا من النساء والشباب لمحاولة إقناع الضابط بدر بالتراجع عن تلك الأوامر. وكان العرق بتصبب منه ولوحظ انه يعاني من حالة عصبية شديدة، فما كان منه إلا أنه أمر أفراد الشرطة باعتقال جميع الشبان المتواجدين. وبالفعل جرى اعتقالي مع الشاب هيثم جدة وعبد الجليل إدريس إضافة إلى الطفلين محمد القاضي (14 عاما) وعبود عبد الكريم (12 عاما) الذي اعتقل بدون تمكينه من ارتداء الحذاء. وأمرونا بالركوع على ركبنا ووجهنا يواجه الحائط وذلك أمام مدخل بيت شقيقي الأصغر عيد. وكان تصرف الشرطة فظا. وعندما اعترضنا على ذلك كوننا لم نفعل أي شيء يبرر اعتقالنا حاول حينها بعض أفراد الشرطة الاعتداء علينا بالضرب، إلا أنني حذرته بأنني صحفي وسأتقدم بشكوى ضده إذا اعتدى علينا، وطالبت التفاصيل الشخصية للضابط منير حتى أتقدم بشكوى ضده، الأمر الذي دفعه للتراجع. وجرى تكبيل أيدينا بالأصفاد البلاستيكية إلى الخلف.

وبعدها جرى اقتيادنا إلى مخفر الشرطة في شارع ألواد حيث أجبرنا على الركوع على ركبنا في مواجهة الحائط. وهناك أيضا طلبت من الشرطة المعلومات الشخصية لضابط الشرطة منير بدر لأنني أود التقدم بشكوى ضده على الاعتقال التعسفي الذي تم بحقنا. إلا أن أحد أفراد الشرطة قال لي بإمكانك اخذ تلك المعلومات فقط من بدر نفسه. لكنني لم أره بعدها على الإطلاق.

أطفال دون سن الخامسة عشرة

وبعد أن أمضينا قرابة الساعة في مخفر ألواد القريب من المدخل المؤدى إلى حائط البراق، لاحظنا أن الطفل عبود عبد الكريم قد تبول في بنطاله من شدة الخوف. وحينها قام هيثم جدة بخلع نعاله وتقديمها له حتى يرتديها، وكان عبد الكريم يرتجف من شدة البرد. وهنا تدخلت أنا وجدة وقلنا للشرطي بأن عبد الكريم يعاني من نوبات صرع وأنه إذا لم يحصل على دوائه بشكل منتظم قد تصيبه النوبة. وحملنا الشرطة الإسرائيلية المسؤولية عن سلامته. وحينها قام احد أفراد الشرطة بفك القيود من يده وسمحوا له بالذهاب إلى الحمام وسألوه إن كان يريد أن يشرب.

بعدها اقتادونا إلى ساحة البراق، وانتظرنا هناك لمدة ربع ساعة، ثم أعادونا إلى مخفر الشرطة لتأخر سيارة الشرطة. ثم احتجزنا في المخفر قرابة نصف ساعة وبعدها أعادونا إلى ساحة البراق، حيث كانت سيارة الشرطة هذه المرة في الانتظار وجرى نقلنا إلى قسم الشرطة في القشلة في باب الخليل. وهناك عزلنا عن بعض حيث نقل كل واحد منا إلى غرفة منفصلة. وهناك جرى تصويرنا وأخذ بصماتنا كما خضعنا للتحقيق.

وبدوري حقق معي ضابط الشرطة جمال نخلة وكان يرتدي الزى الرسمي الأزرق للشرطة. وقبيل التحقيق احضر قرصا معدنيا وأوصله بجهاز صغير موصول مع الكمبيوتر. وقال لي أنت متهم بإلقاء الحجارة والمفرقات الممنوعة بحسب القانون وانه إذا بقيت صامتا سيسجل ذلك كنقطة سلبية بحقي.

اعتداء على النساء وتدمير الممتلكات

وقلت له إن التهمة باطلة من أساسها لأنني خرجت من المنزل على أصوات تلك المفرقات وصرخات النساء وغادرت البيت لتفقد ما يحدث في الشارع وأنني اعتقلت ومن معي بشكل تعسفي بناء على أوامر الضابط منير بدر الذي كان مرتبكا وفي حالة عصبية، وأن اعتقالنا كان عشوائيا. وطلبت من الضابط نخلة أن يزودني بالتفاصيل الشخصية للضابط منير لأنني أريد أن أتقدم بشكوى ضده. لكنه أجاب بأنني استطيع الحصول عليها فقط من الضابط منير بدر نفسه. وقام المحقق بطباعة الإفادة على جهاز الكمبيوتر كما ذكرت وبعضها طبع نسخة منها وطلب مني التوقيع فقمت بذلك. وبعد تقريبا الساعتين جرى جمعنا سويا بحيث تم نقلنا إلى قسم الشرطة في المسكوبية بحيث جرى اقتيادنا إلى غرف 4 وهناك قاموا بإدخال الواحد منا تلو الآخر إلى إحدى الغرف وكان بابها مغلقا، حيث تم التقاط صور لنا للوجه إضافة إلى صور جانبية وذلك باستخدام كاميرات موصولة بجهاز كمبيوتر. كما جرى اخذ البصمات لنا باستخدام ماكينة حديثة لكل أصبع على انفراد ولكف اليد لكلتا اليدين، بحيث استغرقت العملية قرابة الربع ساعة لكل واحد منا. وكانت المجموعة التي معي تضم أيضا الشقيقين شادي وجهاد سدر اللذين يقطنان في حي الست أمينة.

المحقق: لا نريد المساس بمسجدكم

وخلال انتظار انتهاء عملية التصوير وأخذ البصمات ناقشني احد أفراد المخابرات وقال لي هل تؤمن حقا أن اليهود يريدون اخذ الحرم، فأجبته هناك مجموعات متطرفة تنشر بيانات حول الاستيلاء على الحرم ودعوة المقدسيين مغادرة القدس، وأجاب بأنه هناك أيضا متطرفين من جانبكم يثيرون المشاكل. وان الجانبين عبارة عن مجموعة من المجانين.

وبعدها نقلنا إلى داخل قسم التوقيف في المسكوبية، بحيث وضعنا في غرفة صغيرة وجرى تفتيشنا وأخذ ما بحوزتنا من ممتلكات. وبالنسبة لي صادروا مجموعة من المفاتيح ومبلغ مئة دولار وساعة يد وقشاط البنطال وسلموني ورقة بممتلكاتي الشخصية. كما التقطوا لي صورة وجهزوا بطاقة صغيرة صفراء تحمل صورتي ورقم هويتي.

اعتقال شقيقين والاعتداء على والدتهما المسنة

وخلال الانتظار في الغرفة الخاصة بذلك، علمت من الشقيقين شادي وجهاد سدر، بأن أفراد الوحدات الخاصة داهموا حي الست أمينة بينما كان جهاد نائما وشادي يقوم بالاستحمام، حيث جرى اعتقال شادي من سرير النوم وبعد تدخل والدته احتجاجا على الاعتقال التعسفي اعتدى عليه أفراد الوحدات الخاصة وبعدها خرج شادي من الحمام فرأى أفراد الوحدات الخاصة يجرون والدته على الدرج الرئيسي المؤدي للحي. وبعد تدخل شادي لحماية والدته، هاجمه أفراد الوحدات الخاصة واعتدوا عليه بالضرب هو وشقيقه وقاموا باعتقالهما. ويعاني شادي من رضوض في مختلف أنحاء جسمه ولا يمشي بشكل طبيعي لتلقيه بعض الضرب على قدميه.

وبعدها اقتادونا إلى عيادة السجن وهناك قام الطبيب والممرض اللذان كانا يرتديان الزى الشرطي الرسمي بإجباري على خلع ملابسي للتأكد من سلامة جسمي من أية آثار للضرب. وقام الممرض بقياس ضغطي ووزني وسألوني ان كنت أعاني من أية أمراض. وقلت لهم إنني مريض بالسكر وأعاني من ارتفاع الكولسترول. كما سألوني عن نوع وكمية الأدوية التي أتعاطاها. وطلبوا مني التوقيع على ملفي الطبي.

وفيما بعد نقلوني إلى مكتب الباحثة الاجتماعية وأصلها من أثيوبيا وكانت ترتدي أيضا الزى الشرطي الرسمي، وسألتني عن وضعي الاجتماعي وكم طفلا لي، وان كنت أعاني من أية مشاكل اجتماعية أو أسرية وان كانت لدي مشاكل مع المخدرات والكحول وفيما إذا حاولت الانتحار في أي يوم من الأيام. وبعد ان نفيت وجود أية مشاكل سجلت المعلومات الشخصية لي وطلبت مني التوقيع على أقوالي.

وخلال تواجدنا هناك حضر احد الضباط برفقة اثنين من رجال الشرطة وقام بتعداد المعتقلين داخل الغرفة حيث كان عددنا 10 وهي القدرة الاستيعابية للغرفة التي كان فيها عشرة أسرة، كل سريرين فوق بعض. وكان العدد يتم باستخدام جهاز الكتروني مستطيل الشكل وهو رقيق يشبه البلفون لكنه اكبر قليلا وأعرض ويحتوي على صور المعتقلين والمعلومات الشخصية الخاصة بهم. ويقوم الضابط بتشغيلة باستخدام قلم بلاستيكي رفيع.

قوانين السجن

وبعدها حضر ضابط آخر بصحبة اثنين من رجال الشرطة، وهو الضابط المسئول عن الأقسام الداخلية داخل السجن. وقام بالقاء محاضرة باللغة العبرية قال فيها ان للسجن قوانينه ومن يحترم القوانين يجري مكافأته. أما من يخرق القوانين فيتم معاقبته من خلال نقله الى (البدود) الزنازين وتقييده بالأيدي والأرجل على سرير إسمنتي غير مغطى بالفراش. وفي تلك الأثناء سمعنا صرخات احد المعتقلين الذين ينادي على الشرطة. وقال أسمعتم، فذلك الشخص معاقب كونه خرق قوانين السجن وهو الآن يتبول في ملابسه.

وطلب من احد المعتقلين القدامى أن يقوم بطي البطانية حتى يشرح لنا كيفية طيها. وقام المعتقل بذلك. وبعدها قام الضابط بنفسه بطي إحدى المناشف بحيث آخذت المنشفة بعد طيها شكل المثلث. وقال لنا هكذا أريد كل يوم أن أرى في الصباح آلية طي الأغطية والمناشف. كما شدد على أهمية المحافظة على النظافة وبعدها غادر. وخلال محاضرته تلك طولبنا بالجميع بالوقوف أثناء تواجد الضابط. وبعد ساعة من خروجه حضر ضابط العدد وقام بعدنا مرة أخرى، لكن هذه المرة بدون استخدام الآلة الكترونية. وأثناء ذلك طولب منا الوقوف ومن يقرأ اسمه يجلس.

وبعد حوالي الساعة سمعنا صفارة الإنذار التي فهمنا منها أن هناك خطأ في العدد. وبعد نصف ساعة تقريبا، حضر ضابط العدد مرة أخرى لعدنا، وهذه المرة باستخدام الآلة الإلكترونية. ونفس الشيء تكرر مع أول عدد حيث جرى تسمية أشخاص غير موجودين في الغرفة.

وعند الساعة الحادية عشرة والنصف، حضر شرطي وسأل عني وقال بأن المحامي ينتظرني. وعندما خرجت رأيت المحامي أسامة الحلبي، الذي عينته السلطات الإسرائيلية للدفاع عني. وأنا أعرف المحامي معرفة شخصية وأخبرته بما حدث. وطلب مني عدم القلق وقال لي انه في اليوم التالي سيخرجونني إلى المحكمة. وتوقع بأن يتم الإفراج عني. واخبرني انه في حال تطور الأمور للأسوأ سيحضر إلى المحاكمة لتمثيلي. وفهمت من المحامي أنه في ساعات المساء أحضرت الشرطة إلى السجن حولي 70 معتقلا.

وعند حوالي الساعة الثانية صباحا، حضر ضابط العدد بصحبة اثنين من رجال الشرطة وقاموا بعدنا من جديد وفقا للآلية أنفة الذكر. وبعدها خلدنا إلى النوم. وفي حوالي الساعة الخامسة والنصف صباحا من يوم الأربعاء 17 آذار حضر شرطي وطرق على الباب ليخبرنا بتجهيز أنفسنا للعدد. وبالفعل بعد قرابة العشرة دقائق حضر ضابط العدد وقام بعدنا. وبعد حوالي ربع ساعة حضر شرطيان وطالبا من لديهم محاكم بالخروج من الغرفة وكان العدد الإجمالي لمن لديهم محاكم في الغرفة 7 معتقلين. وبعدها جرى اقتيادنا إلى رواق آخر داخل السجن لكن اصطدمنا بوجود شرطي آخر يطالبنا بالعودة، كون عملية العدد داخل السجن لم تنته. وطلب من الشرطي الذي أخرجنا بإعادتنا إلى الغرفة، وبعد عشرة دقائق سمعنا من خلال السماعة بان عملية العدد انتهت. وبعدها حضر الشرطيان إلى الغرفة وطلبا منا بالخروج، حيث جرى اقتيادنا إلى ساحة مفتوحة داخل السجن مسقوفة بالشباك والأسلاك الشائكة. وحينا جرى تجميع المعتقلين من مختلف الغرف ممن لديهم محاكم وكان العدد الإجمالي 70 معتقلا على الأقل.

انتظروه في بيته لاعتقاله

وهناك التقيت بالشاب طارق خطاب من البلدة القديمة الذي اخبرني انه اعتقل من بيته، حيث كان أفراد المخابرات الإسرائيلية بانتظاره في بيته عندما كان في طريقه إليه من عمله كحارس. وجرى اعتقاله في منتصف الليل بدون أي سبب.

وهناك أمضينا حوالي نصف ساعة وبعدها حضرت وحدة من الشرطة بالزى الأخضر الداكن وهي المسئولة عن نقليات الأسرى بين السجون والمحاكم. وكان الضابط المسئول عنهم يحمل العديد من الملفات وكان آخرين يحملون الأصفاد الخاصة بالأيدي والأرجل. ومع استدعاء المعتقلين في مجموعات تتكون من نحو 8 يجري تقيد الأيدي والأرجل بالأصفاد والخضوع لعمليات تفتيش وبعدها يتم اقتيادهم إلى المدخل الرئيسي إلى السجن، وهناك جرى التأكد من هوياتنا وبعدها سلم كل معتقل لفافة من النايلون تحتوي على حوالي أربع شرائح من الخبز ونصف خيارة وبيضة وأنبوبة بلاستيكية من اللبنة وقطعة صغيرة بلاستيكية تحتوي على المربى.

وعندما خرجنا من السجن طولب منا الصعود إلى سيارة نقل الأسرى، وهنك اخبرنا احد الجنود أن الأكل داخل السيارة ممنوع. وبعدها نقلنا إلى داخل قاعة المحكمة. وعند المدخل جرى التأكد من بطاقاتنا الشخصية. وبعدها احتجزنا داخل غرفة صغيرة بمساحة مترين في ثلاثة أمتار وفيها حمام. والتهوية فيها غير صحية. وقبل الدخول جرى فك الأصفاد الخاصة بأقدامنا. ومن ثم طلب منا الدخول إلى الغرفة المذكورة. وبعد إغلاق الباب طولب منا مد أيدينا من خلال فتحة منخفضة في الباب، تقع وسط نصف الباب الأسفل وهي بارتفاع قرابة الـ15 سم وعرض 30 سم تقريبا. وبعد أن يمد الأسير يديه يجري فك الأصفاد التي بيديه.

وهناك كان يجري إدخال وإخراج المعتقلين لمقابلة المحامين أو للتوجه لقاعة المحكمة. وفي بعض الأوقات وصل عدد المعتقلين إلى 19 معتقلا في الغرفة التي يصعب التنفس أو الجلوس فيها مما اضطر المعتقلين الموجودين فيها على التناوب على الجلوس على مقاعد إسمنتية أشبه بالمصاطب تتسع لقرابة 11 معتقلا فقط. وخلال وجودنا هناك،

رأفت الشويكي: تحطيم الرأس والأسنان

احضر الشاب رأفت الشويكي وكان وجه منتفخا بفعل الضرب وآثار نزيف الدماء بادية على وجهه ورأسه. واخبرنا انه وشقيقه يملكان محلا لبيع الخضار في حي رأس العامود وأنه عندما حاول الخروج من المحل لتفقد الشارع للتأكد إذا كان مفتوحا حتى يجلب الخضار لمحله، فوجئ بمهاجمة أفراد من المستعربين يهاجمونه ويعتدون عليه بالضرب المبرح مما افقده الوعي وجرى نقله إلى مستشفى هداسا عين كارم حيث تعرض للضرب هناك أيضا. وكما أسلفت كانت آثار الكدمات بادية على وجه ورأسه وكان وجهه منتفخا وكانت جفونه متورمة وخده الأيسر أيضا متورما. وحدث انه عندما حضرت الشرطة لاقتياده إلى المحكمة اجبروه على تغيير قميصه الذي كان ممزقا ومغطى بالدماء، حيث أجبر على لبس بلوزة بيضاء جديدة قبل إخراجه إلى قاعة المحكمة.

محمد نيروخ: دماء على كل مكان في جسده

كما احضر الشاب محمد نيروخ من سكان حي واد الجوز وكانت آثار الضرب بادية على وجهه، حيث كان جبينه منتفخا وآثار تخثر الدم بادية على أنحاء مختلفة من جسمه. وأخبرنا انه يعمل في احد محال الألمنيوم. وأنه في يوم اعتقاله كان متوجها إلى منزله في حي واد الجوز. وبالقرب من منزله، شاهد امرأة تقود سيارة بدت مرتبكة كونها كانت تنوي الذهاب لإحضار طفلها من إحدى الحضانات في حي الشيخ الجراح لكنها لم تتمكن من مواصلة السياقة لأن الشارع كان مغلقا بالحجارة. وعندما حاول الشاب نيروخ مساعدتها من خلال إزالة الحجارة من الشارع لتمكينها من مواصلة السفر بسيارتها حتى تتمكن من إحضار طفلها، فوجئ بانقضاض أفراد من وحدة المستعربين عليه الذين انهالوا عليه بالضرب على كافة أنحاء جسمه مع التركيز على رأسه ووجهه. وكان معي في غرفة الانتظار قرابة الستة شبان من داخل الخط الأخضر ممن اعتقلوا من منطقة واد الجوز.

إبعاد 15 شابا عن منطقة سكناهم

وفي تمام الساعة 12 استدعيت إلى المحاكمة أنا والشقيقين جهاد وشادي سدر إضافة إلى الشاب عبد الجليل إدريس من الجالية الإفريقية. وقبيل مغادرتنا قاعة الانتظار جرى وضع الأصفاد في أيدينا وأرجلنا. وجرى نقلنا إلى الطابق الثالث في محكمة الصلح وأمام قاعة المحكمة شاهدت أهالي الأسرى ينتظرون وكان من بينهم شقيقي ناصر قوس ووالد المعتقلين عبد الجليل إدريس ومحمد القاضي وهما سليمان عبد الجليل إدريس وأحمد القاضي. وعندما دخلنا إلى قاعة المحكمة جرى فك الأصفاد عن أيدينا فيما ابقوا على الأصفاد في أرجلنا. وحضر المحامي صالح أيوب من مكتب المحامي جواد بولس وقال بأنه توصل إلى إبرام صفقة مع الادعاء العام الإسرائيلي ويدعى معين لكن أجهل اسم عائلته وكان يرتدي زى الشرطة الأزرق، تشمل 15 معتقلا من البلدة القديمة وبضمنهم 7 من أبناء الجالية الإفريقية في القدس تقضي بالإفراج عنا لكن مع شرط إبعادنا عن آماكن سكنانا في البلدة القديمة لأسبوعين. لكنني مع عبد الجليل إدريس ابلغنا المحامي أننا نرفض مبدأ الإبعاد كونه تعسفي ويبعدنا عن أطفالنا، حيث أنني متزوج وأب لطفلين فيما عبد الجليل أب لطفلة. لكن المحامي اخبرنا بأنه من خلال معرفته بالقاضي فهو شهير بإصدار قرارات الإبعاد وأن النيابة طالبت بإبعادنا عن البلدة القديمة لمدة شهر، فيما هو طالب بالحبس المنزل لأسبوع، لكن النيابة أصرت بأن تكون الصفقة شاملة للمعتقلين الـ15. وأخبرنا أن المخابرات زودت المحكمة بمعلومات سرية حول نية جهات معادية إلى إثارة الشغب في القدس. وبعد أن لاحظنا أن اغلب الشباب موافقين على الإبعاد وافقنا على مضض.
وبعدها تم اقتيادنا إلى غرفة الانتظار. وهناك جرى إحضار شبان من فلسطينيي 48، حيث علمت أن المحكمة فرضت عليهم غرامات مالية أقلها 2000 شيكل ومنع دخول القدس لمدة اقلها ستة أشهر.

وفي حوالي الساعة الرابعة، حضر إفراد الوحدة المختصة بنقل المعتقلين بين السجون، ونادوا أسماء الذين أفرج عنهم ضمن الصفقة، وقاموا بفك الأصفاد وطالبونا بالتوجه إلى قسم المسكوبية للحصول على ممتلكاتنا الشخصية.

وكان ذلك عند المدخل الذي يجري تسليم الملابس للأسرى في السجن المذكور، وكان عبارة عن نافذة بارتفاع 30 سم وعرض قرابة العشرين سم في جدرا من الزينكو. وهناك انتظرنا قرابة الساعة للحصول على ممتلكاتنا المصادرة. وهناك علمت من الشبان المفرج عنهم أن احد المعتقلين قد تسلم فقط جزء من بطاقته الشخصية حيث سلمت له فقط القسم الذي يحتوي على الصورة فقط بينما القسم الذي يحتوي على العنوان قد فقدته الشرطة. وعندما طالب بالقسم الآخر قال له رجل الشرطة المسئول عن تسليم الممتلكات أن ذلك القسم فقط كان بداخل كيس الأمانات وطالبه بمراجعة الجهة التي اعتقلته للحصول على الجزء الثاني من هويته. أما بالنسبة لابن الجالية الإفريقية علي قلمبو فقد سلم ملحق بطاقته الشخصية بينما القسم الذي يحتوي على صورته لم يسلم له، لأن الشرطة قد فقدته، فقد طولب هو الآخر بمراجعة قسم القشلة للحصول على قسم هويته المفقود. وخشية منه من الاعتقال مجددا، رفض قلمبو مراجعة قسم الشرطة وطالب المحامي أيوب بمتابعة تلك القضية.

حاولوا اعتقال طفل مريض بالسرطان

وبدوري حصلت على ممتلكاتي المصادرة غير منقوصة. ولاحقا علمت من الأهل انه جرى تحطيم باب منزلي والعبث بالأثاث، وترك باب البيت الذي كان فارغا مفتوحا بدون حراسة. كما جرى تحطيم أبواب جميع الغرف التي كانت مغلقة في الرباط المنصوري. كما جرى تحطيم منزل المواطن حسن بشير وتخريب الأثاث وحاول أفراد الشرطة اعتقال ابنه زهير الذي يعاني من مرض السرطان, لكن بعد أن قامت والدته بإبراز التقارير الطبية التي تثبت ذلك تراجع أفراد الشرطة عن اعتقاله، لكنهم قاموا باعتقال شقيقيه التوأمين عمر وعلي البالغين من العمر 11 عاما، لكن بعد أن شاهدهما احد الضباط، قام بتوبيخ الجنود الذين اعتقلوهما بسبب صغر سنهما وأمر بالإفراج عنهما على الفور.

وكانت المحكمة الإسرائيلية أوقفت الصحفي قوس والعشرات من المعتقلين من أبناء الجالية لمدة أربع وعشرين ساعة ، وأصدرت في اليوم التالي قرارا بإبعادهم عن منازلهم لمدة خمسة عشر يوما، منتهكة بذلك حق هؤلاء في حرية الحركة والتنقل، والإقامة. والمبعدون هم:
الصحفي موسى قوس، محمد القاضي، احمد البشيتي، محمد الأرناءوط، أشرف البشيتي، رامي الفاخوري، احمد الشاويش، ثائر سدر، عماد الأقرع، عدي طه، علاء حمدان، هيثم جدة، عبد إدريس، جهاد سدر.

وفي هذا الإطار نبهت وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس إلى خطورة إجراءات الإبعاد هذه والتي تندرج في إطار العقوبات الفردية والجماعية، مشيرة إلى أنه منذ بدئ بتطبيق هذه السياسة العقابية الجديدة قبل العام 2007 ، وكانت تستهدف أساسا حراس المسجد الأقصى ، ثم وسع العمل بها بعد هدم طريق باب المغاربة في ذلك العام واستهدفت في حينه الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر ونشطاء من الحركة الإسلامية تلك، وطالت لاحقا رموزا سياسية ووطنية أمثال : الحاج مصطفى أبو زهرة، رئيس لحنة المقابر الإسلامية في القدس، وحاتم عبد القادر مسئول ملف القدس في حركة فتح، وكذلك إبعاد أطفال عن منازلهم وحرمانهم من الدراسة، كما هو الحال بالنسبة للطفل عبد الرحمن الزغل من حي رأس العمود، الذي اعتقل في شهر تشرين أول من العام 2009، وأبعد إلى مدينة تل أبيب، حيث أقام هناك مع شقيقه لنحو شهرين قبل أن تسمح له محكمة بالعودة من هناك لكنه أخضع لإقامة منزلية ، وقيدت حركته على مدرسته قرب باب الساهرة.

واتهم التقرير كذلك الشرطة بالاعتداء بالضرب بالهراوات وقنابل الصوت والغاز دون مبرر على مئات المواطنين من أحياء مختلفة من القدس ، ومن داخل الخط الأخضر خلال محاولتهم تجاوز حواجز الشرطة والوصول إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة فيه، ما أسفر عن إصابة العشرات بجروح مختلفة ، نقل بعضهم إلى مستشفى المقاصد لتلقي العلاج ، عرف من بينهم:

جمال عمران داري(22 سنة) العيسوية، معاذ كمال الخطيب (24 سنة) الناصرة، علي أبو شيخه ( 49 عاما) أم الفحم، عزمي أبو ميالة (16 سنة) سلوان، مصطفى محاجنه (20 سنة) أم الفحم، تامر أبو غربية (16 سنة) الصوانة، عارف عثمان عبدو (32 سنة) الصوانة، شداد سليمان المطور(34 سنة) عناتا، عماد خليل عباسي (22 سنة) سلوان، أمجد نظمي أبو صبيح (24 سنة) سلوان، عمر زياد إبراهيم (18 سنة) البلدة القديمة، احمد محمد أبو عجوة(35 سنة) يافا، أمجد عزام حسونة (13 سنة) الثوري.

كما استخدمت الشرطة وسائل قمعية أخرى خلال تفر يقها للمتظاهرين من مثل الكلاب البوليسية حيث هاجمت هذه الكلاب بعض الشبان حتى بعد اعتقالهم ، كما هو الحال في بلدة العيسوية وفي حي واد الجوز. كما استخدمت بكثافة وحدات المستعربين المتخفين بلباس عربي كما هو الحال في واد الجوز، والصوانة، ومخيم شعفاط، والعيسوية، وبلدة صور باهر حيث اعتقلت هذه الوحدات أكثر من عشرين شابا.

وفي حي رأس العمود والبلدة القديمة بدت الشرطة في حالة إرباك شديد، حيث اعتقلت بصورة عشوائية كل من صادفها في طريقه ، حتى ولو لم يشارك في أحداث ذلك اليوم، وقد تعرض بعض المعتقلين للضرب العنيف جدا كما هو الحال بالنسبة للشاب رأفت الشويكي(21 عاما) الذي أصيب بكسور في الوجه، وتحطيم أسنانه، وامتنعت الشرطة عن عرضه على المحكمة في اليوم التالي بسبب الإصابات الخطيرة التي بدت على وجهه، وكافة أنحاء جسده، بينما وصل إلى مراكز إسعاف الهلال الأحمر في الصوانة فتى في الخامسة عشرة كسرت عظام يديه بعد تحطيمها من قبل عناصر من الشرطة.

وفي بلدة صور باهر جنوب القدس استخدمت الشرطة قنبل الغاز بكثافة باتجاه منازل المواطنين، ما أدى إلى حدوث اختناقات عديدة في صفوف الأطفال، كما هو الحال للطفلين الشقيقين: محمد علاء محمد شحادة( سنتان )، وغنى علاء محمد شحادة ( شهر واحد ).

واستنادا لمعطيات وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس، فإنه مع نهاية يوم كامل من المواجهات في السادس عشر من آذار 2010 كان وصل عدد المصابين أكثر من 90 مصابا، من بينهم 40 مصابا بالرصاص المطاطي، وإثنان بالرصاص الحي، فيما الباقون أصيبوا إصابة مباشرة بقنابل الغاز والصوت من بينهم طبيب من مخيم شعفاط يدعى سليم عوض العناتي، أصيب بحروق في الفخذ، بعد انفجار قنبلة صوت بين رجليه خلال تقديمه العلاج لأحد الجرحى في مخيم شعفاط.

وفي إفادته لمركز القدس روى الدكتور ألعناتي ما جرى له في ذلك اليوم فقال: " أثناء ، توجهي لمساعدة احد الشباب المصابين قرب الحاجز العسكري الإسرائيلي ، شعرت بشيء صلب يصطدم بين فخدي ، فوقعت أرضا وحملني الشباب إلى مستشفى المقاصد حيث تبين إصابتي في منطقة الفخذين بحروق وجروح، وقد تم تنظيف الجروح وإعطائي مضادا حيويا ومسكنات ، وأنا ألان في إجازة مرضية إلى حين شفاء جروحي ،حيث أعاني من انتفاخ بمنطقة الفخذ الأيمن".

وكانت الأطقم الطبية تعرضت لإعاقات من قبل الجنود الإسرائيليين حالت دون وصولها إلى مواقع المواجهات حيث الجرحى الذين سقطوا بالرصاص، أو تعرضوا للضرب بالهراوات، والاختناق بالغاز المسيل للدموع. وقال الدكتور احمد قنام من مستوصف الهلال الأحمر الميداني الذي قال في إفادته للمركز، أن عناصر الشرطة المتواجدين في باب الأسباط منعوا طاقمه من الدخول إلى البلدة القديمة لتقديم العلاج لنساء وأطفال من سكان حي الجالية الإفريقية تعرضوا لاعتداء عنيف بالضرب من قبل قوة خاصة من الشرطة اقتحمت منازل الحي وحطمت محتوياتها. وأضاف :" كان هناك العشرات من المصابين، ورغم محاولاتنا الإيضاح بأن هناك جرحى بحاجة إلى علاج، إلا أن الشرطة لم تسمح لنا بالوصول إليهم".

ولم تسلم الأطقم الإعلامية والصحفية هي الأخرى من اعتداءات عناصر الشرطة ، وتعمد إعاقة عمل هذه الأطقم، ومهاجمتها، وهو ما حدث مع الصحفي كريم اسعد جورج خضر( 34 عاما ) والذي يعمل منتجا في "سي أن أن"، حيث قال في إفادته لمركز القدس : "لقد استخدم العنف ضد الصحفيين الذي كانوا يقومون بعملهم بتوثيق الأحداث، ففي البداية طردنا من حي وادي الجوز، ومنعنا من التصوير ، وتم الاعتداء على زميلي بالعمل مصور السي إن إن وهو مصور إسرائيلي، وكسرت الكاميرا التي بيده، ومنع من التصوير في مخيم شعفاط. وخلال ذلك كله كان يتم دفع الصحفيين والصراخ عليهم بالابتعاد عن مكان المواجهات.

وأكدت إفادات مواطنين أصيبوا في مواجهات يوم السادس عشر من آذار أن الشرطة هي من بادر إلى الاعتداء على المصلين، ومنعهم من الوصول إلى البلدة القديمة والصلاة في المسجد الأقصى، بل أنها استخدمت الكلاب البوليسية في الاعتداء على المصلين، كما يقول الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر:" كان واضحا منذ الصباح أن الشرطة الإسرائيلية التي اعتدت على المصلين في صلاة الفجر ، وفرقتهم وهم ما يزالون في الصلاة ، يبدو قررت أن يكون أسلوبها وحشيا وعدوانيا وهمجيا ، وبالتالي فمهاجمة المعتصمين، كان يراد من خلاله خلق حالة من الردع والتخويف لأبناء شعبنا ، فالاعتداء عليهم بقنابل الغاز والصوت والكلاب ، وقد استعملوا الكلاب، التي نهشت لحم بعض الأخوة المرابطين ،والاعتداء علينا بفرق الخيالة ، والضرب بالهراوات". وأضاف:" سمعت ضابطا كبيرا يتحدث إلى جنوده وهو يشير إلينا ويقول بشكل واضح "هذه المجموعة يجب أن تقتل".
وقد حصلت وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس على تقرير إحصائي من مركز إسعاف الهلال الأحمر في القدس يجمل عدد المصابين في مواجهات ذلك اليوم، وهي على النحو التالي:

بلغ إجمالي عدد المصابين: 91 مصابا، موزعين على النحو التالي:

1- 23 إصابة أدخلت إلى مستشفيات : المقاصد ، العيون ، هداسا العيسوية ، هداسا عين كارم
2- نوع الإصابات بالمستشفيات.
أ‌- 6 إصابات بالوجه رصاص مطاط.
ب‌- إصابة مباشرة بالعين – فقد العين اليسرى – نقل إلى مستشفى هداسا عين كارم/رامي عثمان غريب (29 عاما ) من العيسوية .
ت‌- 3 كسور: طفل عمره 15 عاما أصيب بكسرين في يديه نتيجة تعرضه للضرب المتعمد بالهراوات/ بقية الكسور بالأقدام.
ث‌- 3 إصابات بليغة بالبطن نتيجة الإصابة بالرصاص المطاط: يعتقد الطبيب أن المطاط أطلق من مكان قريب
ج‌- إصابتان بالرصاص الحي : صحفي أجنبي من السويد يعمل لحساب وكالة رويترز، وقد طالت الإصابة القدم / وإصابة أخرى بالكتف لشاب من أبو ديس.
3- 72 إصابة تم علاجها ميداني:
- 37 بالمطاط.
- 16 رضوض لمختلف الأسباب: الضرب، الوقوع أرضا، الاصطدام بجسم ما
- 19 إصابة اختناق بالغاز : بينهما طفلان من صور باهر ، تتراوح أعمارهما ما بين سنة وسنة ونصف ، دخلت قنبلة الغاز إلى منزلهما وتم علاجهما ميدانيا.

وكانت المحكمة الإسرائيلية أجرت محاكمة سريعة يوم 16 آذار الماضي أصدرت في أعقابها قرارا بإبعاد ستة شبان من داخل الخط الأخضر عن البلدة القديمة بالقدس لمدة شهر، وإيداع كفالة فعلية قدرها مبلغ ألف شيقل في المحكمة ، بالإضافة إلى كفالة طرف ثالث ، فيما أبقت على معتقلَيْن داخل السجن إلى حين النظر في ملفيهما وهما هيثم عبد الحكيم مصالحة من قرية كفر قرع وخميس بغدادي من مدينة حيفا ، أما الستة الذين أفرج عنهم وأبعدوا عن القدس فهم ، مصطفى محاجنة، معتز محاجنة ، قاسم جبارين والثلاثة من مدينة أم الفحم ، محمد خطيب من كفر كنا ، باسم خليل من سخنين ، احمد الشيخ احمد من عبلين.

وقال بعض المعتقلين ممن أفرج عنهم أن عناصر الشرطة وخلال اعتقالهم سبّوا الدين الإسلامي، والنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، بالإضافة إلى الاعتداء عليهم وضربهم الضرب المبرح في جميع أنحاء الجسم" .