|
راشيل بعد 7سنوات على مقتلها.. والداها ما زالا في رحلة البحث عن الحقيقة
نشر بتاريخ: 21/03/2010 ( آخر تحديث: 22/03/2010 الساعة: 08:22 )
هانوفر- معا- بعد مرور سبع سنوات على مقتل ابنتهم راشيل التي داستها جرافة عسكرية إسرائيلية في غزة، وصل كريغ وسيندي كوري إلى محكمة إسرائيلية في حيفا يوم الأربعاء العاشر من آذار الحالي بحثا عن إجابات.
وقد استمعت المحكمة إلى شهادات الشهود في الجلسة المدنية الافتتاحية حول تعويض العائلة عن مقتل ابنتهم التي داستها جرافة إسرائيلية أثناء محاولتها الحيلولة دون هدم منزل يعود للصيدلي سمير نصر الله. وكان من بين من أدلوا بشاهداتهم الناشط البريطاني في حركة التضامن الدولية ريتشارد بورسل الذي وصف أمام المحكمة كيف قام سائق جرافة "الكاتر بيلر دي 9" بسحق راشيل مسافة أربعة أمتار ثم رجع بالجرافة للخلف ليدوسها ثانية، وهو ما أكده شاهد آخر من حركة التضامن يدعى توم دالي. وقد حضر الجلسة ثلاثة مسؤولين من السفارة الأمريكية في تل أبيب وكان من بينهم القنصل العام أندرو باركر. كما أكد والدي راشيل أنهم التقوا بمساعدي نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن حيث وصفهم كريغ كوري الأب بأنهم قدموا للعائلة الدعم والمساندة مؤكدا أن المسئولين الأمريكيين تعهدوا بحضور كافة جلسات المحكمة المتعلقة بقضية راشيل كوري. وفي اليوم التالي الخميس أصدرت النيابة الإسرائيلية بيانا ادعت فيه "أن سائق الجرافة العسكرية وقائد المجموعة لم يتمكنوا من مشاهدة راشيل بسبب محدودية مستوى الرؤية." كما قالت النيابة إن وفاة راشيل جاءت "خلال نشاط عسكري في ساحة الحرب" وبالتالي تنصلوا من مسؤولية الجيش عن موتها. وفي حديث لمراسل "معا" جاريد مالسن قال والد راشيل إن الرواية الإسرائيلية الرسمية لم تكن منطقية لأن ابنته وغيرها من المتضامنين الأجانب كانوا متواجدين في المنطقة قبل مقتل راشيل بعدة ساعات مشيرا إلى أن ابنته كانت ترتدي السترة المشعة باللون البرتقالي وأن المتضامنين جميعا كانوا يحرصون على التواصل بانظر مع سائقي الجرافات حين كانوا يقفون أمامها. وأضاف الوالد كريغ كوري أنه حتى لو لم يتمكن سائق الجرافة من رؤية ما يقف أمامه، فإنه بالمحصلة تعامل مع الوضع باستهتار. وأشار إلى أن التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي حول مقتل راشيل أوصى بتركيب كاميرات على جرافات دي 9، متسائلا لماذا لم تركب تلك الكاميرات في السابق؟ وأضاف كريغ أن العائلة حصلت على شريط فيديو عبر وزارة الخارجية الأمريكية حول التحقيق العسكري يبين أن سائق الجرافة وناقلات جند إسرائيلية توجهت من رفح إلى الحدود المصرية وأجرت اتصالات لاسلكية طلبا لتعليمات جديدة من القيادة والتي جاء فيها: "لا يفترض أن يتواجد المتضامنون الدوليون في المنطقة ويجب أن لا يعيقوا عملكم." مضيفا أن راشيل قتلت بعد ورود تلك التعليمات الجديدة بدقائق معدودة. أما بخصوص موضوع الدفاع عن النفس أثناء الحرب الذي تدعيه إسرائيل، فقال كريغ كوري الذي شارك في حرب فيتنام إنه وزوجته يعتزمان الاعتراض على ذلك الادعاء مشيرا إلى أن القانون الدولي يمنع قتل المدنيين أثناء الحرب. وقال معلقا على ذلك "إن الادعاء الإسرائيلي يشير إلى أنهم يميلون إلى استخدام القوة المفرطة، وهو أمر في غاية الخطورة من الناحية القانونية... فلا يجوز أن تعلن عن منطقة ما أنها أصبحت ساحة قتال ثم تذهب وتقتل كل من فيها." وأضاف أن تلميح إسرائيل إلى تطبيق قانون الدفاع عن النفس في ساحة القتال "يشير إلى وجود خطر على آخرين غير راشيل." كما أشار كريغ كوري إلى أن الرواية الإسرائيلية حول مقتل ابنته قد تغيرت مع مرور الوقت: "يبدو لي أن الجيش قد غير روايته، إذ أنه بعد مقتل راشيل مباشرة كان قد أعلن أن جدارا سقط عليها، ثم قالوا بعد ذلك إنها تجولت بين الأنقاض، وها هم الآن يقولون إن سائق الجرافة لم يتمكن من رؤيتها." كما أبدى كريغ كوري شكوكا حول الرواية الإسرائيلية بأن مسلحين فلسطينيين كانوا في المنطقة التي قتلت فيها ابنته مشيرا إلى أن حي السلام في رفح حيث قتلت راشيل قريب من الحدود المصرية وكان يعرف بأنه حي لا يتواجد فيه المسلحون الفلسطينيون لوجود عدد من العائلات في المنطقة. وفي وصف منزل الصيدلي نصر الله الذي كانت ابنته تحاول حمايته من الهدم، يقول كوري إنه بيت "هش". وهنا يستذكر زيارة قام بها إلى رفح حيث "شاهد كيف أن الرصاص الإسرائيلي اخترق غرفة الأطفال من الجدار الأول والثاني ثم نفد إلى الخارج." واشار إلى أن عائلة نصر الله جلبت أرانب لأطفالها كي يكون بين أيديهم شيئا ناعما رقيقا يتشبثوا به. وتطالب عائلة كوري إسرائيل بفتح تحقيق جديد في مقتل ابنتهم مشيرين إلى أن تحقيق الجيش الإسرائيلي كان مشكوكا في صحته وغير دقيق على حد قوله. فعلى سبيل المثال، يضيف كريغ، جاء في التحقيق أن إسرائيل وافقت على طلب العائلة بأن يحضر ممثلا عن القنصلية الأمريكية عملية تشريح الجثة، لكن شيئا من ذلك لم يحدث حقيقة. ويبدو أن البيت الأبيض يدعم موقف عائلة كوري، فقد قال أحد مساعدي نائب الرئيس جو بايدن ل"معا" إن الرئيس أوباما يساند وجهة نظر إدارة الرئيس الأسبق بوش بأن التحقيق الإسرائيلي في مقتل راشيل كوري لم يكن كافيا. |