وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحديث ذو شجون ..أكثر من هدف ! * بقلم :فايز نصار

نشر بتاريخ: 21/03/2010 ( آخر تحديث: 21/03/2010 الساعة: 20:00 )
أكثر من هدف تحقق بعد ظهر أمس على ملعب الحسين بالخليل ، الذي جاءه الربيع الطلق مدججا بنجوم الزمن الجميل ، ممن عادوا هذا الأسبوع ، لاستعراض شيء من مخزونهم المهاري المعتق ، في مواجهة أصدقاء حميميين ، جاءوا من ثماني دول ، ليلعبوا كرة القدم ، من أجل المحبة والسلام !

أكثر من هدف رياضي وغير رياضي ، تحقق في عرس كروي عفوي ، بدا من قلب الخليل ، حيث لعب الخلايلة الكرة لأول مرة في أزقة البلدة القديمة ، التي خرج من حاراتها "السواكنة" و"العقابة" و"القزازين" النجوم الأوائل ، الذين كتبوا في سجلات الكرة الفلسطينية أول حروف الكرة الخليلية ، فسجل الهدف الأغلى من أمام مقهى القزازين ، منتدى الخليل الرياضي الأول ، للتحول المباراة الى علامة فارقة وقها المدافعون عن الخليل المعزولة ، في مواجهة قرار اليمين الإسرائيلي إلحاق مسجد الخليل الإبراهيمي بتراث بني يهود !

أكثر من هدف تحقق في هذا اليوم الرياضي ، الذي جمع فوق المستطيل الخليل الأخضر لاعبين متعددي الجنسية ، فلعب مدربنا الوطني الفرنسي -ذو الأصل الجزائري- موسى بزاز ، إلى جانب النرويجي -الجزائري الأصل أيضا- ميهوب بوشامة في لقاء للمحبة ، ولعب معهما الايطالي تستولوتي ، والفرنسي اندري ، والسويدي كولمان ، والسوداني محمد دفع الله ... وغيرهم ممن بلغ عددهم سبعة وعشرين صديقا من ثماني دول ، تقف إلى جانب الحق الفلسطيني ، بإقامة الدولة المستقلة !

أكثر من هدف تحقق فوق مستطيل الحسين الأخضر بجمع شمل نجوم الزمن الجميل من لاعبي فلسطين القدامى ، الذين حرمهم المحتل من شرف الدفاع عن الراية الوطنية ، فجاءت مبادرة اتحاد الرياضة للجميع لتحقق لهم حلما تأخر ثلاثين سنة .

أكثر من هدف تحقق اليوم على ملعب الحسين بجمع النجوم الأوائل ممن انتفخت كروشهم ، دون أن تصدا مواهبهم ، فكان اللقاء المعتق بين حاتم وحازم صلاح وحسين حسونة وسفيان دوفش من الخليل ، مع محمد عتال من قلقيلية ، وسعيد حمدان من جنين ، وعماد ابو شلبك وحسن طقاطق ومأمون شاهين من نابلس ، واحمد وليد من رام الله مع ماجد ابو خالد وإبراهيم نجم وماهر مفارجة من القدس ، ونبيل عودة وعيسى كنعان وسيمون خير وعمر يوسف من بيت لحم ، مع أحمد عيد من أريحا وواكد العقبي ومحمود أبو صبيح من الخليل ،، وغيرهم من النجوم الذين جمعتهم المبادرة الخيرة ، التي أعادت إلى الأذهان ذكريات نجوم لعبوا فأبدعوا وأمتعوا ، وتركوا بصمات خالدة في سجلاتنا الرياضية المجيدة .

أكثر من هدف تحقق في المباراة المفتوحة ، التي جمعت الأجيال الفلسطينية ، من مختلف المواقع تحت الراية الغالية ، فلعب المحافظ حسين الأعرج الى جانب رئيس البلدية خالد العسيلي ، وتعاونا مع وكيل وزارة الشباب موسى ابو زيد ـ ورئيس اتحاد الرياضة للجميع أنور ابو عيشة ، وقاد المباراة نجوم الصافرة الفلسطينية عبد الناصر الشريف وعبد الرؤوف أبو سنينة وجويد الجعبري وعفيف غطاشة .. فيما تولى المهام الإدارية للمباراة رجب شاهين وكفاح الشريف وجمال عديلة ، فكان المشهد الرياضي الفلسطيني ، كما ينبغي ان يكون .. تعاونيا ، إبداعيا ، وفيا لمثل الوطن المفدى !

قبل ثمان وثلاثين سنة قرأت في صحيفة محلية تصريحا لنجم "الواي"حاتم صلاح ، الذي تمنى ان يتحقق الحلم باللعب في منتخب فلسطين ، وها هو الحلم يأتي متأخرا ، بعد تحول الملاعب الجرداء ، إلى مساحات خضراء ، بفضل التعاون الصادق من الأصدقاء الداعمين ، الذين بدأ دعمهم منذ وقعت وثيقة اوسلو ، عندما قاد الفرنسي ميشيل بلاتيبي فيلق الإبداع الفرنسي في رحلة إلى أريحا ، ولعب مباراة للذاكرة مع منتخب نجوم فلسطين !

أهداف بالجملة تحققت في يوم الصداقة الكروي الفلسطيني الأوروبي ، بمبادرة اتحاد الرياضة للجميع ، في حلقة هامة من النهضة الرياضية ، التي اتسعت لتشمل كل المساحات ، في العهد الجديد الذي يقوده - بكفاءة واقتدار- باعث الرياضة الفلسطينية المعاصرة ،اللواء جبريل الرجوب !

الهدف الوحيد الذي لم يسجل بدقة يتعلق بالتوقيت ، اذ يبدو ان المنظمين لم يحسنوا التوقيت لظروف لا نعرفها ، لان المباراة لو جرت في توقيت افصل لكان الحضور أكثر عشرات المرات ... ولم يؤثر التوقيت على تعداد الجمهور فقط ، لأن اللاعبين لم يقدموا كل ما لديهم ، حتى قال لي احدهم : إن المباراة ذكرته بمباريات كأس العالم التي تقام في القارة الأمريكية ، حيث تنظم المباريات وسط النار ، لضمان الفرجة لأهل القارة العجوز .

لن نجامل إذا قلنا : إن أهم الأهداف في مباراة فلسطين أوروبا ، أن شريط الذاكرة عاد بنا إلى لوحات كروية ما نسيناها يوما ، وتقتضي أن نساهم جميعا ، في تسجيل وقائع تلك الحقبة الذهبية .

والحديث ذو شجون