وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

طوباس- أطفال "عاطوف" يحتفلون بيوم المياه العالمي

نشر بتاريخ: 22/03/2010 ( آخر تحديث: 22/03/2010 الساعة: 10:33 )
طوباس- معا- أحتفل أطفال تجمع عاطوف الشفا غوري، الواقع شرق بلدة طمون، على طريقتهم بيوم المياه العالمي، الذي يصادف في الثاني والعشرين من آذار.

وعبّر طلاب المدرسة المختلطة عن المناسبة بقائمة أحلام طويلة لبيوت تفتقد لشبكة المياه، وتعتمد في معيشتها وتربية مواشيها على ابتياع صهاريج المياه.

وترجم الصغار آمالهم إلى لوحات فنية غلبت عليها الألوان الزرقاء والخضراء والبيضاء، فيما كتبت أقلامهم خواطر نقلت معاناة تجمع يسكنه بضع عشرات من العائلات التي تعيش من وراء تربية الماشية والزراعات التقليدية، وتطرقوا إلى سرقة الاحتلال لمياههم، وهي قرصنة تبان خلال الصيف، فتتحول القرية المقامة في سهل البقيعة إلى أرض جرداء، فيما تظهر المستعمرات الإسرائيلية منطقة خضراء.

وحمل النشاط الذي نظمته وزارة الإعلام ومركز العمل التنموي معاً في جنين ووزارة الثقافة في طوباس، عنوان"أطفال عاطوف في يوم المياه العالمي: أحلام من ماء".

وقدّم 74 طفلاً وتلميذاً رسومات وعبارات صغيرة لم تخل من دلالات كبيرة، فوصف نوح بشارات عاطوف بالصحراء، فيما قال بهاء بني عودة أن قريته بلا صهاريج مياه ستكون منطقة أجمل، وتمنى إيهاب بني عودة أن تتحول عاطوف إلى مدينة من ماء، وحلمت نجية بني عودة في أن تصل شبكة المياه ذات يوم إلى منزلها، لتتوقف عن جر المياه من البئر، ولتصحو وتجد صنوبر المياه ينتظرها. وتذكرت كيف أنها سقطت ذات يوم في البئر وهي تفتش عن المياه، ولولا القدر وقلة المياه فيه لماتت.

وعبّر طارق بني عودة بنص إبداعي عن حال عاطوف التي يحرمها الاحتلال من مياهها، فيتركها في العطش فيما يزرع الحدائق في مستعمرة"بقعوت"، وأضاف من حقنا أن نعيش بدون سماع أصوات الصهاريج، وأن ننعم بحقنا الطبيعي، فنحن لا نطلب البحر ولا المستحيل، وإنما حياة من دون عطش.

وقال مصطفى بني عودة، إن تعطل الصهريج في الصيف، يعني توقف الحياة في قريته الصغيرة بشكل كامل. فيما أفاد عشرات الطلبة أن حلمهم اليوم ينحصر في امتلاك شبكة مياه وصنابير للمياه، وفي مشاهدة متنزه طبيعي أخضر بين بيوتهم.

وبث إسلام بني عودة وإسراء بشارات وعكرمة عبد الحميد ومحمد سلامين ونعيمة بشارات وطوقان لطفي وعشرات الأطفال رسائل عبرت عن الشوق لمياه نظيفة، والخلاص من العطش، وقالوا: حتى الأغنام لا تجد أحياناً ما تشربه، كما أن الأزهار في بلدتنا هي الأخرى ممنوعة علينا في الصيف.

وطغت الألوان الزرقاء والخضراء والبيضاء على رسومات الصغار، ولم تخل المشاهد التي أنتجوها من صهريج أو صنوبر أو بركة ماء.

وقال مدير المدرسة إبراهيم قصراوي، إن هواجس الأطفال الدائمة تتحدث عن المياه، التي سرعان ما تظهر آثار انقطاعها فيجبر التلاميذ على الحضور إلى المدرسة دون الاستحمام، وبملابس غير نظيفة كما يجب وخصوصاً خلال فصل الصيف الحار.

وتحدث المهندس راغب كميل، من مركز "معا" عن المعاناة التي يتكبدها سكان عاطوف والعديد من التجمعات الفلسطينية المهمشة، بفعل سرقة الاحتلال للحق الفلسطيني في المياه، وقال"المفارقة أن سكان هذا التجمع الصغير لا يعرفون شبكات المياه ولا الصنابير، فيما تسرق المستوطنة المقامة على أرضهم المياه من تحت أقدامهم".

فيما أشار مدير مكتب وزارة الثقافة في طوباس عبد السلام العابد إلى أهمية الفن والنصوص الإبداعية في التعبير عن هموم الأطفال، وقال إن الأعمال الفنية التي رسمها أطفال القرية ستعرض في وزارة الثقافة بمدينة طوباس، لأنها تستحق ذلك نظراً لما عبرت عنه من هموم وأحلام.

ووصف الصحافي عبد الباسط خلف أحلام الأطفال بالخطرة، كونها تنحصر في حق بديهي ينهبه الاحتلال، ويفترض أن يكون متاحاً في كل وقت، لأنه ليس بالترف.

وأضاف: من المهم أن نحتفل بيوم المياه العالمي عبر أنسنة العطش، وعدم الاكتفاء بذكر الفجوة في حجم اللترات بين ما يستهلكه الإنسان الفلسطيني والمستوطن الإسرائيلي، لأن الأرقام وحدها لا تعبر عن شظف العيش.