وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حب بلا دين : اجهزة الامن تتدخل حتى في الحب

نشر بتاريخ: 25/03/2010 ( آخر تحديث: 08/12/2010 الساعة: 18:45 )
بيت لحم- معا - كتب محمد اللحام -يستطيع الجيش والعسكر والميليشيات ان يقتحموا اي منزل او بناية او مدينة او حتى دولة ولكنهم لا يستطيعون اقتحام القلوب المؤمنة بالحب والعامرة بالوفاء وغير المكترثة بالحرب والحقد والكره والأعراق والأنساب والقوميات .
ليست المرة الأولى التي يتدخل فيها الجيش لمنع قصة حب بين فتاة يهودية وشاب فلسطيني ، وكما كل مرة يتدخل الجيش ويرسل دوريات مسلحة وجنود لاعتقال العاشقين ، والشرطة الفلسطينية تتدخل هي الأخرى وتحاول عرقلة الحب والزواج .
"مرحباً نحن من طرف والد سيما اليهودية ونتكلم باسم التنظيم الفلسطيني.....في منطقة.... ونطلب منك ان تعيد البنت (سيما) لأهلها فوالدها جاء عندنا" "مرحبا إحنا ((لابسين ثوب) يعني بنحكي باسم) والد سيما) والرجل دخل على الله وعلينا كعشيرة ...ونطلب ان تعيد البنت".
"مرحبا انا الحاخام اليهودي ....... احكي لزوجك محمد حمامرة يا سيما أننا جاهزون لدفع نصف مليون شيكل له مقابل ان يعيدك لأهلك" .
(مرحبا انا يهودي اسمي.... وقادم لعندكم كجهاز أمن فلسطيني لتقديم شكوى في سبيل مساعدتي باسترجاع ابنتي التي خطفها محمد حمامرة من حوسان" ."مرحبا أنت في زنزانة الشرطة الفلسطينية لمدة أربعة أيام لأننا مشتبهين فيك بقضية جنائية).(متأسف يا حمامرة نحن في المحكمة الشرعية الإسلامية لا نقدر ان نصادق على عقد الزواج الإسرائيلي الا بقرار من المحافظ" ."نحن في المحافظة لا نقدر ان نعطيك موافقة إلا بقرار من الأجهزة الأمنية" ."مرحبا انا صحفي اسمي محمد اللحام من شبكة معا بسال عن موضوع حمامرة وحقيقة المعوقات أمام إتمام أوراقه ومعاملاته الشرعية والقانونية وسر الرفض..الإجابة :نحن في الأجهزة الأمنية ليس لنا علاقة بهذا الشأن".
هذا جزء بسيط مما حدث مع الشاب محمد حمامرة من قرية حوسان جنوب بيت لحم والذي ارتبط بعلاقة عاطفية مع فتاة يهودية تسكن المستوطنة المجاورة بعد ان عمل في منزلهم ووقعا في الحب وتشابكت المشاعر دون رقيب او حسيب لمعادلة الصراع والحرب فالحب عندما حل في القلوب لم يكترث لخلاف الدين والقومية ووعورة التاريخ والجغرافية والسياسة والاقتصاد والثقافات ...واستمرت العلاقة لمدة أربعة أعوام تكللت بالزواج وكتابة عقد زواج إسرائيلي.
عائلة الفتاة من اليهود الشرقيين (سوريون) وهي عائلة غنية جدا، قامت بالهجوم على القرية أثناء العرس وهي مدججة بالسلاح، مما أوقع الخوف والرعب بين أهالي القرية الذين تحسبوا لمجزرة في حينه.
حرس الحدود والشرطة الإسرائيلية اعتقلوا محمد أكثر من مرة وأمضى أيام وأسابيع في زنازين السجون الإسرائيلية والهدف كان للضغط عليه لتطليق سيما ولكنه لم يخذل الحب وتمسك بشقه الثاني رغم قسوة السجن والسجان واقتحموا البيت أكثر من مرة وأخذوا سيما أكثر من مرة وأجلسوها مع رجال دين يهود (حاخامات) في محاولات لإقناعها بالعودة إلا أنها رفضت وبقيت متمسكة بزواجها وبالرغم من أنها خريجة معهد ديني يهودي. وحتى صاحب العمل اليهودي في محطة الوقود داخل إسرائيل طرد محمد بعد أعوام من العمل لديه إثر زواجه من اليهودية.
سيما أعلنت إسلامها وأصبح اسمها سجود وهي اليوم تحفظ جزءا من القرآن وتمارس الشعائر الإسلامية وتصلي وتصوم، سجود حامل في الشهر الثامن وهي تحمل على حكومة إسرائيل وعلى السلطة الفلسطينية.
عندما زرتهم في البيت كانت سجود ساجدة وتصلي وقرأت لنا بعض الآيات القرآنية وكان مشهدها ملفت وهي تعد وجبة الغداء (تحفر الكوسا للمحشي) وتمارس الأعمال المنزلية على أفضل وجه.
وجدنا محمد يعيش حالة نفسية سيئة جداً نتيجة الضغوط الممارسة عليه من جانب بل من جانبين وعدم توفر العمل من جانب آخر عند الجانبين، وهو ونحن نسأل بأي قانون يمنع الشخص من كتابة عقد زواجه في المحكمة الشرعية؟!! والى أين وصل والدها اليهودي في تأثيره لمنع إتمام هذا الزواج بشكل شرعي وقانوني كامل؟!! أم هي صدف؟؟!!.
قالت سيما أنها تتفهم محاولات أهلها ومشاعرهم اتجاه ما قامت به ومحاولاتهم لاستردادها من العربي الا أنها لا تتفهم عمل قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية التابعة لدولة تدعي الديمقراطية وحرية الفرد وهي في الحقيقة تطارد وتقتحم حتى مشاعر البشر ..كما لا تتفهم عمل مؤسسات السلطة الفلسطينية التي تمنع اتمام عقودها وهي على وجه إنجاب طفلة وتحتاج لأوراق سليمة وتقول (أنا أكره الاحتلال الإسرائيلي والقتل وأكره السلطة الفلسطينية التي تعاقب زوجي ولن يستطيع اي احد مهما كان ان يبعدني عن محمد الذي أحبه وأحب عائلته وأهل بلده).
سجود تقول أن السلام في هذه المنطقة صعب فأنا عشت عند اليهود واعرف كيف يفكرون وعشت عند العرب واعرف كيف يفكرون وكلاهما لن يتنازل عن فلسطين وانا على قناعة ان الحرب والقتل لن يحل الموضوع بل سيزيد من الكره وان قليلا من الألم والتنازل سيجلب الهدوء والاستقرار .
اليوم الثاني لنشر الموضوع:
الو مرحبا محمد اللحام انا اسمي محمد حمامرة الذي تزوج اليهودية واتصل بك لكي أشكركم جدا لأنه بعد إثارة الموضوع في شبكة معا يوم أمس تم استدعائي وتقديم اعتذار على ما حصل وصادق قاضي قضاة فلسطين على كافة الأوراق وأنهى معاناتي وأصبحت سيما زوجة لي بالأوراق الرسمية الإسرائيلية والفلسطينية والحمد الله.