وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

طالبات مشروع المواطنة في جنوب الخليل:سنطلب العلم ولو في الخيام

نشر بتاريخ: 28/03/2010 ( آخر تحديث: 28/03/2010 الساعة: 21:47 )
الخليل -معا- تتفاعل أصداء مشروع المواطنة الذي ينفذه مركز إبداع المعلم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم يوما بعد يوم، حيث يؤكد الطلبة من خلال مشاريعهم أنهم يمتلكون قدرات وطاقات كامنة تستحق التقدير والاهتمام.

وانضم إلى قائمة المدارس التي تنفذ المشروع هذا العام أكثر من 100 مدرسة تابعة للحكومة ووكالة الغوث، موزعة على مديريات التربية والتعليم في الضفة الغربية.

وقالت نوفة الجندي مديرة مدرسة رقعة الثانوية للبنات في يطا /جنوب الخليل، وهي إحدى المدارس التي تنفذ مشروع المواطنة هذا العام، أن المدرسة اشتركت في المشروع من خلال طالبات الصف الثامن الأساسي واللواتي اخترن مشروعهن "جنبا خضراء".

وأضافت الجندي أن " خربة جنبا " تنتمي إلى منطقة المسافر التي تبعد 15 كم من مركز يطا في جنوب الخليل، وهي مكونة من الخرب التالية ( جنبا وهي أكبر التجمعات وهي منطقة أثرية، المركز، الحلاوة، الفخيت، التبان، المجاز، اصفي الفوقا، اصفا التحتا، مغابر العبيد، سادة الثعلا، شعب البطم، قواويص الطوبة والتوانة، سوسيا، ميزل وهريبة النبي) .

وأوضحت الجندي أن منقطة المسافر في يطا هي منطقة يطلق عليها منطقة C وهي تعاني من سياسة التهجير ومصادرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بهدف تفريغ السكان منها حيث لجأت قوات الاحتلال إلى أساليب كثيرة لتهجير السكان حيث قامت قوات الاحتلال في عام 1999 يطرد السكان عنوة من المنطقة وإلقاء أمتعتهم بالعراء في منطقة ما بين الكرمل والتوانة، إلا أنه تم إعادة الناس إلى أماكنهم من خلال قرار محكمة العدل العليا الإسرائيلية وسمتهم سكان الكهوف.

وبينت الجندي أن طالبات المدرسة قمن بمسح اجتماعي للمنطقة ومن خلال دراستهن للمنطقة التي تحوي 15 عائلة فقط تسكن المغر والخيم قررن إنشاء حديقة منزلية لكل عائلة وجمعن تبرعات لأشتال ونباتات من المشاتل القريبة، حيث استطعن جمع 350 شتلة سيتم زراعتها في جنبا، كما قامت الطالبات بحصر عدد الأطفال في المنطقة، وكان عددهم 42 طفلا وطفلة، وقررت الطالبات إنشاء حضانة للأطفال في جنبا كي يخففن العبء على الأمهات في مواسم قطف الثمار، ولغرض تحقيق هذا الهدف قمن بزيارة المحافظ الذي تبرع بخيمة وقرطاسية، وطاولة وكراسي من أجل الروضة، وتبرع بعض الأهالي في يطا وأصحاب الخير لعمل زي موحد للأطفال، كما تقدمت معلمة بالتبرع لتدريس الأطفال مدة 3 أشهر.

وأكدت مديرة المدرسة " نوفة الجندي " أن مشروع المواطنة أتاح الفرصة للطالبات ليتحسسن مشاكل المجتمع، وبالتالي ممارسة دور فاعل على صعيد حل هذه المشاكل، كما ساهم المشروع أيضا في صقل شخصية الطالبات وتعزيزها، أما البعد الآخر المهم فهو أن عمل الطالبات كان دعما مباشرا للصامدين في تلك المنطقة، حيث أثارت الطالبات قضية مهمة، ولفتن أنظار جميع الجهات إلى قضية وطنية، ولولا هذه الجهود لتم تهجير السكان في تلك المنطقة حيث تعزز الانتماء والحس الوطني عند الجميع الذين بادروا إلى تشجيع الطالبات ودعمهن.

واختتمت الجندي بالقول: أن جهود الطالبات والمدرسة لن تقف عند انتهاء خطة المشروع بل سنكمل عملنا، وقمنا بوضع خطة استراتيجية لإشراك مؤسسات المجتمع المحلي في دعم صمود أهل منطقة المسافر.

جدير بالذكر أن مشروع المواطنة يشجع جميع المدارس على المشاركة في مشاريع تعزز مفاهيم المواطنة والانتماء والمسؤولية، كما وتشجع الطلاب على التفكير المنهجي العلمي وتعلمهم كيفية دراسة المشكلة، وتحليلها، وربطها بالقوانين والسياسة العامة، واقتراح بدائل ومن ثم وضع خطة عمل قابلة للتنفيذ.