|
الحوار الوطني ينطلق اليوم وسط امال عريضة بجسر الفجوات وتنفيس الاحتقانات
نشر بتاريخ: 24/05/2006 ( آخر تحديث: 24/05/2006 الساعة: 23:06 )
بيت لحم- معا- تبدأ اليوم في رام الله وغزة عبر الفيديو كونفرنس جلسات الحوار الوطني بمشاركة كافة الوان الطيف الوطني اضافة الى شخصيات مستقلة وفعاليات اجتماعية واقتصادية.
وعلى مدار يومين ووسط اجواء مشحونة بالتوتر يناقش المجتمعون العديد من القضايا والموضاعات لا سيما تلك التي تسببت في احداث انعطافات حادة في الساحة الفلسطينية عقب فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الاخيرة. وكالة معاً تحاول عبر هذا التقرير استشراف خيوط الحوار وآلياته وسبل نجاحه عبر الحديث مع قيادات العمل السياسي الفلسطيني . بسام الصالحي الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني وعضو المجلس التشريعي اعرب عن امله في ان يعتمد الحوار الوثيقة التي صدرت عن السجون كمصدر اساسي للاتفاق ويرى بانها وثيقة قابلة للتنفيذ وتهدف لتعزيز الجبهة الداخلية والوحدة الوطنية . وعن مدى تفاؤله بالحوار يقول الصالحي: ان الوضع صعب ولكن يجب ان نأخذ العبر مما يجري في رام الله وغزة وجنين ونابلس وكذلك مما جرى في الولايات المتحدة والقرارات المصاحبة لزيارة اولمرت وكل هذا يجب ان يدفعنا لانجاح الحوار وتقدير خطورة الموقف" . وحول مرتكزات الحوار يعدد الصالحي ثلاثة اسس وهي خطاب سياسي موحد وحكومة وحدة وطنية تستطيع كسر العزل وتتصدى للحصار وافشاله وكذلك ايجاد حلول سريعة للوضع الامني وعدم اعطاء تشريع لاي قوى امنية خارج القانون والمؤسسات الرسمية ووجوب انهاء الوضع الذي نشأ عن تشكيل القوى المساندة واندماج الجميع في قوى رسمية وقانونية موحدة. ويضيف الصالحي" انني ادرك ان الامور صعبة ولكنها ليست مستحيلة خاصة اذا توفرت الارادة والنوايا الجادة ", بيد ان الصالحي يعرب عن مخاوفه من ان يطفي الصراع على السلطة على الصراع ضد الاحتلال . اما عبدالله عبدالله عضو لجنة الحوار والنائب في المجلس التشريعي عن حركة فتح فقد قال ان الجميع يبدي حماسا للحوار بدليل حجم المبادرات المقدمة من الفصائل السياسية والقوى الاجتماعية والاقتصادية والاهلية وحتى من داخل السجون الاسرائيلية ، وهذا دليل على تقدير الجميع لحجم المأزق مما يدفع لتضافر الجهود وتعزيز وحدة الصف وبلورة موقف سياسي يستند الى دعائم قوية مثل الشرعية الفلسطينية من خلال برنامج الاجماع الوطني المتمثل بوثيقة الاستقلال وكذلك الشرعية العربية متمثلة بقرارات ومبادرات القمم العربية وكذلك الشرعية الدولية وما يصدر عنها من قرارات تصون حق شعبنا في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة . وحول فرص نجاح الحوار في جسر الفجوات القائمة قال عبد الله " ان النوايا لوحدها لا تكفي فلا بد ان يبذل جهد من الجميع عبر خطة عمل قابلة للتطبيق وليس المطلوب ان ننجح في حل كل ما هو عالق خلال يومين وفي نفس الوقت يجب وضع سقف زمني قصير لكي ننجح في بناء جبهتنا الفلسطينية والعربية والدولية لمواجهة الاخطار المحدقة والمتسارعة التي تستهدفنا وعلينا ان نتطلع للحوار كوسيلة لصياغة برنامج سياسي يحقق التوافق للجميع وليس شرطاً ان يرضى الجميع ولا بأس ان يتحفظ البعض فالمهم ان نبني استراتيجية فلسطينية نبني عليها موقف عربي ننطلق من خلاله للموقف الدولي وهذا بحاجة الى جهد مكثف ولا نترك الساحة الى تعقيدات وتشنجات تغذيها عناصر سلبية" . وطالب عبد الله بالجراة في طرح القضايا والتعالي على الحزبية والفصائلية ذلك ان المازق وطني لا حزبي وهو ما يتطلب التقدم الى الامام لا التقهقر الى نقطة البداية. اما سامي ابوزهري الناطق بلسان حركة حماس والنائب في التشريعي اعرب عن اعتقاده بحاجة الحوار للوقت الكافي لانجاز الموضاعات العالقة مستبعدا ايجاد حلول لكافة القضايا في غضون ايام الحوار. وعن موقف حماس من القضايا المطروحة للحوار يقول السيد ابوزهري اننا في حماس جاهزون لدفع اي ثمن لانجاح الحوار بشرط ان لا يكون الثمن على حساب تراجع الحركة عن اي من مواقفها وثوابتها ". اما جميل مجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية والنائب في المجلس التشريعي اعرب عن تقديره لما تحقق في السجون من توافق معتبرا ذلك اساسا كافياً لتحقيق اجماع وطني يمكن لمنظمة التحرير والسلطة ان تبني عليه " فالوثيقة اساس جيد وهي صالحة كأساس نبني عليه وكذلك هناك آلية وضعت في القاهرة وهي صالحة لاصلاح منظمة التحرير وما تبقى هو ان نضع الضوابط والاسس لاستكمال الطريق الديمقراطي الذي جسدناه في انتخابات المجلس التشريعي وان نستكمله في بناء مؤسسات المنظمة عبر التوافق الوطني وعبر حسم امرنا ومغادرتنا لمواقع البحث عن المصالح الخاصة حينها سنكون قادرين على مواجهة المخاطر المتمثلة بمخططات اسرائيل وعدوانها اليومي على شعبنا ". واعرب المجدلاوي عن اعتقاده بوجود كل مقومات الاتفاق ويجب ان تكون آليات الحوار واضحة وصريحة وشفافة لكي نصل للهدف المنشود . اما تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية فاعتبر الحوار ضرورة وطنية تنبع من مصالح الشعب معربا عن امله في ان يبتعد الحوار عن الخطابات والشعارات الرنانة ويرتقي لمستوى التحديات التي تحدق بالشعب الفلسطين. واضاف السيد خالد " اننا نعتبر ما يجري من حوار جزءا من حوار اكبر يشمل كافة ابناء الشعب الفلسطيني في الوطن والمهجر لاعادة القضية الفلسطينية الى مكانتها الطبيعية واخراجها من كونها قضية انسانية اغاثية فنحن لنا اطرنا الشرعية والجبهوية العريضة التي ارهقها التفرد فها هي منظمة التحرير بحاجة الى اصلاح نتيجة التفرد وكذلك الحكومة المنفردة التي لن تستطيع لوحدها مواجهة كافة التحديات مما يتطلب منا حشد كافة الطاقات السياسية والاجتماعية والاهلية والاقتصادية والفكرية للمواجهة والنهوض ". ودعا خالد الى تصليب الجبهة الداخلية واعادة تشكيل المؤسسة الفلسطينية على اسس وحدوية برؤية سياسية تنطلق من المصالح الوطنية وليس المصالح الحزبية . ويبقى السؤال ما اذا كان بوسع الحوار الوطني ان ينجح في تنفيس الاحتقان ونزع فتيل التوتر واخراج الحالة الفلسطينية من دوامة العنف التي وجدت نفسها غارقة فيها. وان غداً لناظره قريب . |