|
في كلمة نيابة عنه- الرئيس: اسرائيل لن تجبرنا على استئناف المفاوضات
نشر بتاريخ: 30/03/2010 ( آخر تحديث: 30/03/2010 الساعة: 19:14 )
رام الله- معا- وصف تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية السياسة الراهنة للحكومة الاسرائيلية بالعقيمة، مؤكداً أن هذه السياسة لن تدفع الشعب الفلسطيني وقيادته للنزول عند شروط اسرائيل لإستئناف مفاوضات تقدم غطاء للممارسات والنشاطات الاستيطانية.
وقال خالد في كلمة نيابة عن الرئيس محمود عباس أمام مؤتمر التجمع الوطني لأسر الشهداء في قاعة الهلال الاحمر في البيرة مخاطبا الاسرائيليين "دولتكم تعيش في عزلة دولية وسوف نضاعف ضغطنا ليس فقط من أجل فرض مزيد من العزلة على هذه الدولة، بل ومن أجل مساءلة قادتها أمام العدالة الدولية على جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، التي ترتكبونها ضد الشعب الفلسطيني". وفيما يلي نص الكلمة التي ألقاها تيسير خالد- عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية نيابة عن الرئيس أبو مازن في مؤتمر التجمع الوطني لأسر الشهداء: يسعدني أن انقل لكم تحيات الأخ الرئيس أبو مازن وتمنياته لمؤتمركم هذا بالتوفيق والنجاح في أعماله وفي اجمال التوصيات والقرارات ، التي توصلت اليها ورش العمل التي أقامها التجمع في مختلف محافظات الضفة الغربية في الاسابيع الأخيرة ، وهي توصيات تابعت باهتمام التحضيرات الواسعة التي رافقتها والدور ، الذي اضطلع به أمناء سر وفروع التجمع في هذه المحافظات، لتشكل الأساس لعمل مدروس يفضي الى نتائج مدروسة غير مرتجلة ، تعالج مختلف القضايا والهموم ، التي تعيشها اسر شهدائنا البواسل ليس فقط في الضفة الغربية ، بما فيها القدس وفي قطاع غزة ، بل وكذلك في مخيمات البطولة والتضحية والفداء في الأردن وسورية ولبنان وفي بلدان الهجرة والشتات ، فنحن شعب ينتشر في انحاء المعمورة بحكم ظروف النكبة التي حلت بشعبنا منذ العام 1948 وظروف الهجرة والاغتراب، وهي كما تعرفون في طابعها الأعم هجرة قسرية ، ترتبت على السياسة العدوانية الاستيطانية التوسعية والممارسات الارهابية لدولة اسرائيل. نشارككم اليوم مؤتمركم ، وفي الذاكرة صور تتوالى تختزن تاريخ شعب ، ونعيد الى ذاكرتكم وذاكرة الأجيال ذكرى قائد شهيد قال قبل واحد وسبعين عاما في معرض الاستعداد للتضحية والفداء كلمات مدوية ومعبرة عن عنفوان هذا الشعب واستعداده غير المحدود للعطاء. في السابع والعشرين من آذار قبل واحد وسبعين عاما رحل عنا شهيد ، لا زلنا ننشد معه نشيدا خالدا يشهد على عنفوان وكبرياء شعب وعلى تاريخ كفاح لا هوادة فيه من أجل الحرية والاستقلال سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى هل تذكرون ذلك القائد الشاعر، ابن فلسطين الشهيد عبد الرحيم محمود . على خطاه وعلى خطى الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات وخطى الشهداء ألأماجد والشهيدات الماجدات نسير ، خطى جورج حبش ، وأحمد ياسين وأبو علي مصطفى وغسان كنفاني وعبد الكريم حمد وعمر القاسم وخالد نزال وبشير البرغوثي وسليمان النجاب وأبو العباس وطلعت يعقوب وفتحي الشقاقي ، على خطى أمير الشهداء أبو جهاد وأخوانه ورفاقه أبو اياد وابو السعيد وأبو الهول وصف طويل من مركزية حركة فتح ، وعلى خطى دلال المغربي وفايزة مفارجة وغيرهم وغيرهم نسير ونحمل في ذاكرتنا سيرة حياة وكفاح وعطاء شاعرنا الذي اثرى كفاحنا بتلك الابيات من شعر الثورة وسيرة كفاح شعرائنا الشهداء الكبار كمال ناصر ومحمود درويش وعبد الكريم ابو سلمى وابراهيم وفدوى طوقان. ايتها الأخوات... أيها الاخوة أعود الى ما انجزتم خلال الاسابيع القليلة الماضية في ورش العمل التي أدرتموها في مختلف المحافظات ، لأؤكد لكم أن الأخ الرئيس أبو مازن يبارك جهدكم هذا ويعدكم بأنه سوف يكون الى جانب ما تتوصلون اليه من توصيات وقرارات في حفظ حقوق الشهداء وأسرهم ، بمن فيهم شهداء مقابر الأرقام ، الذين تحتجزهم دولة اسرائيل في الأسر ، وهي حقوق طبيعية ، شرعية ومكتسبة في آن ، تحقق بعضها وما زال بعضها الاخر قيد الدراسة والبحث بانتظار أن يتحقق ، وفي المقدمة منها المصادقة على قانون حقوق اسر الشهداء الذي اقره المجلس التشريعي الأول ، في شهر اب – اغسطس من العام 2005 . فحقوق الشهداء وأسر الشهداء ليست منة من أحد ، ولأنها ليست كذلك ، فإن حفظها في قانون واجب من واجبات منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية. لن اكرر على مسامعكم هذه الحقوق ، التي تطالبون بها ، فهي معروفة ومطروحة على جدول أعمال اجتماعكم وتداولتم بشأنها في ورش العمل التي انجزتمونها في مختلف المحافظات على امتداد الأسابيع الماضية ، غير أنني أود أن اشير الى حق من حقوق شهدائنا وحقوق اسرهم علينا، وهو الحق في المساواة بين جميع الشهداء، هنا في الوطن وهناك في بلدان الشتات وفي مخيمات البطولة والفداء والتضحية ، فعندما يتساوى المناضلون والمقاتلون في الحق بالحياة، فمن الطبيعي أن تسود المساواة بينهم في حالة الاستشهاد، من أجل توفير حياة حرة كريمة لأبنائهم وأسرهم وفق القانون. أيتها ألاخوات .... أيها الأخوة اليوم كما تعرفون هو يوم الأرض الفلسطيني ، الذي انطلق في الثلاثين من آذار من العام 1976 من سخنين وعرابة البطوف ودير حنا . في ذلك اليوم سقط شهداء يوم الارض ، ولم يتوقف الشعب عن العطاء دفاعا عن أرض وطنه . في هذا اليوم نحيي كذلك ذكرى شهداء يوم الارض بدءا بشهداء سخنين وعرابه ودير حنا والطيبة وانتهاء بشهداء عراق بورين وعورتا قبل أيام قليل . ندرك هنا أن سياسة القتل بدم بارد، التي تمارسها سلطات وقوات الاحتلال هذه ألأيام تستهدف استدراج واستفزاز ردود فعل فلسطينية على جرائمها ، من أجل العودة الى دوامة العنف من جديد واغلاق ملف العلاقات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي على دائرة أمنية دموية ، تعفي اسرائيل من تنفيذ جميع الالتزامات، التي يطالبها بها المجتمع الدولي، بما فيها تلك الواردة في خطة خارطة الطريق الدولية وفي المقدمة منها وقف جميع نشاطاتها الاستيطانية في جميع الاراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان 1967 بما فيها القدس، العاصمة الخالدة لشعبنا الفلسطيني ودولتنا الفلسطينية . غير أننا ندرك كذلك أن هذه الجرائم وعمليات القتل، التي تمارسها سلطات وقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين تستهدف ارهاب الفلاح والمزارع الفلسطيني والحيلولة بينه وبين أرضه من أجل توسيع مناطق نفوذ المستوطنات والمستوطنين. لقادة اسرائيل نقول: إن السياسة التي تسيرون عليها سياسة عقيمة، فهي لن تدفع الشعب الفلسطيني ولن تدفع القيادة الفلسطينية للنزول عند شروطكم لإستئناف مفاوضات لا وظيفة لها غير تقديم الغطاء لممارساتكم الارهابية ونشاطاتكم الاستيطانية. دولتكم تعيش في عزلة دولية وسوف نضاعف ضغطنا ليس فقط من أجل فرض مزيد من العزلة على هذه الدولة، بل ومن أجل مساءلة قادتها أمام العدالة الدولية على جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، التي ترتكبونها ضد الشعب الفلسطيني. لهؤلاء القادة في اسرائيل نقول: إن مغادرة هذه السياسة هي اقصر الطرق للتوصل الى تسوية سياسية شاملة ومتوازنة للصراع على اساس قرارات الشرعية الدولية، تسوية تحقق الأمن والاستقرار لجميع شعوب ودول المنطقة، وفي المقدمة منها دولة فلسطين على جميع الاراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان 1967 وعاصمتها القدس، وتصون حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العوة الى ديارهم، التي شردوا منها وفقا لقرارات الشرعية ذات الصلة. عاشت فلسطين- المجد والخلود للشهداء الأبرار |