|
مؤتمر دار الندوة الدولية الاقليمي يختتم أعماله في تركيا
نشر بتاريخ: 31/03/2010 ( آخر تحديث: 31/03/2010 الساعة: 12:03 )
بيت لحم - معا - اختتمت دار الندوة الدولية مؤتمرها الاقليمي الثالث في تركيا والذي عقد في الفترة الواقعة ما بين 25-28 آذار بحضور عدد من النواب العرب ومدراء مراكز بحثية وثقافية ومجتمعية، وأساتذة من الجامعات العربية اضافة الى قيادات سياسية ودينية وخبراء قانونيين وصحفيين وقيادات من المجتمع المدني، وبمشاركة عدد من المراكز البحثية والعلمية ذات تخصصات مختلفة في مجالات السياسة وعلم الاجتماع والفلسفة وعلم النفس والقانون وبعض الناشطين في المجال السياسي الاجتماعي.
هذا المؤتمر، والذي جاء لهذا العام تحت عنوان "نحو علاقة صحية بين الدين والدولة" أقيم بالتعاون مع مركز "او لاف بالمة الدولي" وصندوق الحزب الوسطي الدولي، اضافة الى مركز القدس للدراسات السياسية في الاردن والهيئة القبطية الانجيلية للخدمات الاجتماعية في مصر، ومنتدى التنمية الثقافة والحوار في لبنان. يأتي هذا المؤتمر في السنة الثالثة على التوالي، استمكالاً للمؤتمر الدولي الذي أقامته دار الندوة الدولية في شهر آب من عام 2007 تحت عنوان "حاكمية الله وحكم الناس" ومؤتمر "الدين والدولة : البنى السياسية والجماعات الدينية والمجتمعات المدنية في الشرق الأوسط" الذي أقيم في تركيا عام 2008، وورش العمل التي عقدت في فترات مختلفة من العام 2009 في كل من مصر ولبنان والأردن وفلسطين في محاولة للتركيز على سياق كل دولة على حدة. من الجدير بالذكر أن المؤتمر الأول والذي عقد في مدينة بيت لحم- فلسطين عام 2007، جمع أكاديميين ومفكرين من اثنتي عشرة دولة، وفي خضم أعماله جاءت التوصية بأهمية عقد مؤتمر إقليمي يعالج مثل هذا الموضوع في سياقه الشرق أوسطي، إذ لم يكن باستطاعةالمشاركين من الدول العربية الحضور بسبب اختيار بيت لحم مكاناً لعقد المؤتمر. هذا وركز المؤتمر بصفة خاصة على دراسة تأثيرات وجود علاقة غير صحية بين الدين و الدولة كما جاء في خطاب القس د.متري الراهب إذا اختلت العلاقة بين الدين والدولة، دفعت المرأة الثمن باهظاً، واضطهدت الأقليات وانتهكت كرامة الانسان وحرياته وانتفت التعددية الفكرية، هذا بالاضافة الى أن مجتمع القمع لا يحد الحريات الفردية والجماعية فحسب بل يحد من الانتاج وبالتالي يهدر الطاقات البشرية بدل أن يكتشفها ويفجرها. وركز المؤتمر على خلق مساحات لحوار اقليمي هادف يسلط الضوء على اشكالية العلاقة بين الدين والدولة في المجتمعات العربية المعاصرة، مع التركيز على دراسة الواقع في كل من فلسطين، الأردن، لبنان، ومصر، كما وهدف الى تشبيك المراكز البحثية والعلمية والحوارية في الدول عينها مع بعضها البعض، وصولاً الى تعاون مستمر ومنظم يساهم في دعم وتشكيل مجتمعات مدنية عصرية، لتحديد علاقة الدين والدولة وفق أطر وتشريعات حديثة توضح فيها العديد من المفاهيم والقيم الانسانية مثل المواطنة والتعددية وسلطة القانون، بما يضمن تعزيز السلم المجتمعي. وقد نوه القس.د.متري الراهب في خطابه الى أهمية هذا المشروع " الذي يأمل أن يخلق قاعدة عريضة من مؤسسات مدنية لا ترض أن تقف موقف المتفرج ، أو أن تقف على هامش التاريخ، بل تنخرط علماً وعملاً في التأثير في مجتمعاتها". وقد قدمت في هذا المؤتمر العديد من الأوراق البحثية المهمة والتي ألقت الضوء على تأثير علاقة الدين والدولة على المرأة وحرياتها، وعلى التنوع الثقافي والفكري والديني والتعددية السياسية، كما وناقش المؤتمرون أهمية المشاركة المجتمعية وملء المساحة الواقعة بين الدين والدولة بمشاركة فاعلة وعاملة. هذا وقد أوصى المشاركون بأهمية استمرار هذا المشروع الحيوي مع التركيز على تدريب قيادات عربية شابة كي تخذ زمام المبادرة في مجتمعاتها. ومن الجدير بالذكر، أن دار الندوة الدولية – بيت لحم، قد بادرت لادراج مثل هذه المؤتمرات ضمن أجندة أعمالها الهادفة لخلق مجتمع صحي يؤمن بالقدرة الانسانية على الخلق والابداع، متمسكة بكل قيم ومفاهيم المواطنة والديمقراطية وذلك بهدف تنشيط المجتمع الفلسطيني المحلي بشكل خاص والمجتمع العربي ودول الشرق الاوسط بشكل عام. |