وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الزهار ينهي زيارة الى اندونيسيا ويتسلم 90 ألف دولار كدفعة أولى من تبرعات شعبية

نشر بتاريخ: 26/05/2006 ( آخر تحديث: 26/05/2006 الساعة: 19:10 )
غزة- معا-أنهى وزير الشؤون الخارجية د. محمود الزهار زيارة الى جمهورية اندونيسيا التقى خلالها الرئيس الاندونيسي سوسيلو بام بانج يودهونو ووزير خارجيته حسن وير يودا ورئيس المجلس الاستشاري.

واستعرض الوزير الزهار المحاولات الجادة للحكومة الفلسطينية ووزارة الخارجية في تحشيد الدعم المادي والسياسي العربي والاسلامي والدولي للشعب الفلسطيني الذي يعاني من الحصار التجويعي من قيل اسرائيل وامريكيا.

واكد الوزير على دور أندونيسيا باعتبارها اكبر دولة اسلامية في العالم وعلى موقعها في طليعة الدول الداعمة لفلسطين من اجل دعم الفلسطينيين في مواجهة الاستيطان والتهويد وجدار الفصل وهدم البيوت ومصادرة الاراضي وتجريف المزارع والاعتقالات المتكررة والاغتيالات اليومية والعدوان اليومي على شعبنا بكافة شرائحه.

واوضح سياسة الحكومة ووزارة الخارجية تهدف الى اعادة البعد العربي والاسلامي للقضية الفلسطينية وتفعيل آليات الدعم من خلال صندوق الأقصى والبنك الاسلامي للتنمية، مشيرا الى ضرورة تعزيز العلاقة بين فلسطين واندونيسيا في المجالات الثقافية والصحية والزراعية والتعليمية بما يشمل البحث العلمي، والحكم المحلي وتنسيق المواقف في المنتديات الاقليمة والدولية.

وقد جرى بحث مطول لتفعيل الدور الشعبي الاندونيسي في دعم الشعب الفلسطيني من خلال برنامج دولار عن كل نفس مسلمة.

واكد السيد الوزير لفخامة الرئيس الاندونيسي احترام الحكومة وترحيبها بكل الجهود المخلصة وفي مقدمتها جمهورية اندونيسيا الشقيقة التي تسعى الى تفعيل الحوار الوطني الفلسطيني وبذل كل الجهود لمساعدة الشعب الفلسطيني في انجاز حقوقه في دولته المستقلة كاملة السيادة على أرضها الوطنية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الى بيوتهم وديارهم التي اقتلعوا منها.

واوضح أن اسرائيل هي التي تتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني ولا تحترم الاتفاقيات وتخرق المواثيق والقوانين الدولية وتضرب بعرض الحائط بكل القيم الانسانية، وتستخدم المفاوضات وسيلة لاستنفاذ الوقت في المزيد من الاستيطان ومصادرة الارض وبناء الجدار .

من جانبه رحب الرئيس الاندونيسي بالسيد الوزير والوفد المرافق ونقل عبره تحياته والحكومة والشعب الى الرئيس محمود عباس ورئيس الحكومة اسماعيل هنية وباقي الوزراء والى عموم الشعب الفلسطيني.

واكد ان اندونيسيا تقف مع اي تحرك لانجاز حقوق الشعب الفلسطيني مشيرا الى معرفته بالصعوبات والتحديات التي تواجهها الحكومة الحالية مشيرا الى ان اندونيسيا قاتلت قبل ذلك من اجل استقلالها ومن اجل توحيد البلاد .

وقال "انكم تعملون بشكل صعب تماما مثل اندونيسيا ونأمل ان تكون اوضاعكم جيدة وتعالج قضاياكم واشكالاتكم بشكل جيد".

وشدد الرئيس الاندونيسي على رفض بلاده لسياسة الحصار التي تمارس على الشعب الفلسطيني وقطع المعونات عنه مؤكدا على ضرورة احترام نتائج الانتخابات والديمقراطية الفلسطينية والتي يمكن ان تكون نموذجا لاقتدائه في العالم وعبرت عن رغبة الشعب الفلسطيني الحقيقي بالديمقراطية التي وصفها بالنموذج المشرق.

ووعد الرئيس الاندونيسي ببذل كل الجهود الممكنة من اجل توفير الدعم للحكومة الفلسطينية وكذلك حث الدول الاسيوية على تقديم الدعم أيضا لهذه الحكومة وتمنى ان تكلل الجهود بحل عادل يعيد الحقوق للشعب الفلسطيني.

وقد اتفق الجانبان في ختام اللقاء على استمرار التواصل والمشاورات اثناء وبعد الجولة الاسيوية التي يقوم بها وزير الخارجية د. محمود الزهار والتي ستشمل كل من سلطنة بروناي وماليزيا والصين وسريلانكا وجزر المالديف وايران.

من جانبه رحب وزير الخارجية الاندونيسي بالتجربة الديمقراطية الفلسطينية والعمل مع الحكومة الجديدة، وقال مخاطبا وزير الشؤون الخارجية د. محمود الزهار" قضيتكم عزيزة علينا، واضاف " اننا هنا لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك للبلدين الصديقين فلسطين واندونيسيا."

واستذكر وزير الخارجية زيارته الى رام الله، قبل عدة اعوام , واشار الى ان فلسطين كعادتها كانت تحت الحصار وكان كذلك الرئيس الراحل ياسر عرفات، موضحا ان زيارته جاءت بقرار من اللجنة الوزارية الخاصة بالقضية الفلسطينية لمنظمة دول عدم الانحياز.

واضاف " شهدت هذه القاعة اللقاء التاريخي عام 1944 حين قرر 66 عضوا من اللجنة التحضيرية الوطنية دستور اندونيسيا والذي أكد على حق كل الشعوب غير القابلة للتصرف في الاستقلال والتحرر من الكولونيالية لانها عمل ضد الانسانية، مشيرا الى أن هذا التزام من اندونيسيا تجاه الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني، وقال ان الحكومة الاندونيسية والشعب مع نضالات الشعب الفلسطيني العادلة.

وشدد وزير الخارجية الاندونيسي على رفض بلاده التطبيع او اقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل وقال ناقشتنا في الحكومة والبرلمان وتوصلنا الى عدم اقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل حتى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.

وحث الشعب الفلسطيني على الوحدة الوطنية وضرورة التوصل الى تفاهمات داخلية تسمح بتصليب الجبهة الفلسطينية في مواجهة الضغوط الخارجية.

وأكد انه في لقائاته مع وزير الخارجية الامريكية كوندليزا رايس ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير والامين العام للاتحاد الاوربي خافيير سولانا ورئيس وزراء هولندا انه نصحهم بالتروي في التعامل مع الحكومة الفلسطينية باعتبارها حكومة منتخبة من الشعب الفلسطيني ويجب ان لا يتوقف الدعم المادي بسبب الانتخابات الديمقراطية معتبرا ما جرى في فلسطين هو اهم انتخابات ديمقراطية في المنطقة العربية، وقد لا يكون سهلا اقامة انتخابات مثلها في المنطقة برمتها.

وعلى صعيد آخر لقيت زيارة الزهار ترحيبا شعبيا غير عادي من الشعب الاندونيسي حيث خرج الالاف في تظاهرة استقبلته قبل وصوله الى مسجد الاستقلال الذي يعد الاكبر في اندونيسيا فيما هتف له وللقضية الفلسطينية عشرات الالاف الذين توافدوا للصلاة في المسجد حيث ألقى بعد صلاة الجمعة فيهم الوزير كلمة اكد فيها على تمسك الحكومة بالثوابت الفلسطينية وعدم التفريط بالمسجد الاقصى وكافة حقوق الشعب الفلسطيني المقدسة.

وقد سلم رئيس المجلس الاستشاري الاندونيسي فخامة الرئيس مبلغ 90 ألف دولار من الشعب الاندونيسي للشعب الفلسطيني والتي تم جمعها فقط خلال اسبوعين قبل وصول السيد الوزير فيما لا زالت حملة التبرعات قائمة لصالح الشعب الفلسطيني مع الاشارة الى أن اندونيسيا هي الدولة الاسلامية الاكبر في العالم.